وليد حاج عبدالقادر / دبي
منذ بدايات القرن التاسع عشر، ظهرت بوادر ازمة عالمية اخذت تتفاعل وتشتد في شبه جزيرة القرم مالبثت ان تفعلت وتبعثرت خيوطها وتشابكت وان ظلت عين العاصفة هي فيها ذاتها المياه الدافئة وحلم القياصرة الروس، فظهرت ازمة شبه جزيرة القرم وانكشفت وتشكلت على ارضيتها ازمة عالمية كبيرة وكعنوان اصبح مفصليا وبمسمى المسألة الشرقية وتزاحمت القوى والأساطيل وكادت بؤرا حربية عديدة ان تهيمن على العالم، ولكن تمكنت الحلول الوقتية من تهدئة الوضع وان ابقت على جذوة الصراع كما هي، ولتصبح اشباه الحلول تلك جذوة اتقاد، لابل اصبحت بالفعل وقودا تفاعلت الى ان اوصلت الأمور الى مرحلة كادت ان تسبق الحرب الكونية وقدومها اي عام ١٩٠٥
ورغم ضبط آليات الصراع نحو التهادن إلا أنها من جديد ومع اوار الحرب الأولية وتلتها الثانية وهذا العصف المرافق للقصف ما استطاعت ان تموضع قضايا الشرق على اية حلول اجتراحية كونها مستندة بالأساس على صفائح تكتونية صاخبة، نعم ! فقد عجزت كل الحروب والصراعات الجانبية ومعها الحربين العالميتين ايضا من ايجاد حلول طويلة ومستدامة لتراكمات هذه المسألة بعنوانها العريض، وبالرغم من عشرات الصراعات البينية والجانبية الا ان الأزمات ظلت تتراوح مكانها ومعها ايضا زادت بؤر التوتر وكل واحدة منها انتجت رزمة من الأزمات، وما الحرب الروسية – الاوكرانية الحالية إلا مثال صارخ وكأكبر تجليات تلك الدوامة التي تم الحفاظ عليها في طور الكمون القابل للتفجر حتى في المرحلة السوفيتية، وما تلتها بالتأكيد مخرجات الحرب العالمية الاولى وتوزيع تركة السلطنة العثمانية على مبدأ القص واللصق وبدأت المشاريع والمخططات تتتالى، وكان من نصيب مناطقنا اكثر من مخطط ومشروع تمخض منها اتفاقية سايكس بيكو وبالتالي وعد بلفور ومعاهدة سيفر وماتلاها من لوزان، وما يهمنا الآن هو احداثيات الامور التي تدرجت في سورية : حيث تمّ استنساخ كلّ معارك وخلافات نهائي عصر الخلفاء الراشدين وبات الجميع يستحضرون نقاشاتهم ويستوحون فتاويهم من ذاك التاريخ ونحن السوريون جميعا ما ثرنا إلا لنعبّر عن آراءنا وقناعاتنا ونمارس عصرنا بكل حرية ولكن المحزن فينا كشعب كردي : لقد فتحت لنا طواعية أسواق الحطب ـ إيزنك ـ وها هي تسوّق نفسها بنفسها فلما نصرخ ونهتف وهي تباع بابخسها من اثمان ؟! . وبتنا رهينة انماط من العقليات، وكان ابرزها ذات النمط للعقلية العربية بصبغتها الثقافية ولكونها نتاج مرحلة الإستبداد ومؤسسات فلحوط وعلي عقلة عرسان، وقليلون فقط منهم تجاوزوا تعبيرا لا ممارسة بعضا من القشور إلا أن وتحت القشور مباشرة يتجلى لك ذلك المهيمن بنزعته التفوقية ويراك مجرد مستمع لربما وتهزز له رأسك كما فعلها للأسف بعضنا والويل لك ان ابديت له الندية في كل شيء وحينها تتكشر الأنياب وتعبس الوجوه وهات يا شمشون .. وكمثال : كنا هنا بدبي نحضر امسيات ونلتقي قامات جميلة واصحاب آفاق / ظننا / و .. مجرد البوح بخاصية كردية !! انقلب فينا ظهر المجن … وهنا سانسخ لكم انموذجا من ردي على طبيعة نقاش دون ذكر الأسماء :
بخصوصيتنا الإثنية او القومية او ليسموها مايشاؤون، فقد مللنا في حواراتنا البينية ميزة التصنيف المعلب يعني إما ان تكون قصة شعرنا او زينة الشارب ولربما البوط الرياضي او الصندل من ماركة محددة .. لم يمض على مشاركتي في مجموعة واتصابية يفترض ان فيها نخبة النخب لربما اسبوعان وبوست واحد ولربما اقل ابتدأ بموضوعة سايكس بيكو فانهالت علينا العيون الحمراء ؟ وهنا أسألكم ؟ أما كان البعث يمارس علينا نفس الأمر ؟ أما كنا نستجوب ويمارس علينا صنوف القيل والقال والآن تنهال علينا العبارات والجمل وجناس الكلام وطباقه وكله ندركه بين الحروف استفزازا من إصرارنا بالتمسك بهويتنا الخاصة او دعسها قربانا لتقبلنا ؟! .. لن أطيل أكثر وطبعي الا أجافي او اجامل : كل حرف بتنا نفهمه ويعزز أقله لدينا وكأن الهدف هو تغيير الموجة وبالإبقاء على ذات الوصاية والنزعة التحكمية الفوقية وكأن هناك أناس صالحين وقد دشنوا دور ايتام وسكنوهم يهبونهم سبل الحياة !! إن ذات الجدلية المنمطة كعهدة قومية تدفعنا دفعا الى الشعور الجازم بغربة عن هكذا اجواء لدرجة بتنا نسعى لإلغاء هكذا انماط من ذاكرتنا ووعينا، ان القفز على الحقائق والحلول الحقيقية، واستبدالها بمفاهيم مفرغة من كل مضمون والإستعاضة عنها في تسويق مفهوم لمواطنة ابقيتموها جبرا وطغيانا اكثريا رغم انكم كلكم مساهمون بشكل او بآخر في اسقاط تبعات فشلها .
إن سعرة التخوين يزداد طردا مع الإحراج السياسي … كلما ارتفعت نسبته وتم الارتهان على تقية عامة متفق عليه جمعا وبالتالي وبسياسة ممنهجة ونحن لطالما نعلنها كرديا سوريا بأن رأس افعى الشوفينية والاضطهاد القومي وحقوق شعبنا هي في دمشق ؟! مع اقراري الشخصي بان الانظمة الغاصبة لكردستان هي في المجمل واحدة . ان التخلي الممنهج عن المشروع القومي والتركيز بمناسبة ومن دونها على قداسة الخرائط إضافة الى كثير من الأمور التي ستتبلور في سياقات الأيام القادمة والتي تمأسست على سوابق تكتونية ما استطاعت ان تختفي بكل القبعات !! ما يهم حقيقة هو : هل البروباغندا أضحت هدفا بحد ذاتها ؟! … واثق انا !! ان كثيرين سيسألون : لأية قضية نحن نناضل ؟! .
وفي الختام وكرديا ! يلاحظ حتى ما قبل أشواط النهاية وتوزيع الحصص من سوريا المفيدة لكل الأطراف الخارجية سوى ناسها ! وأن حزب اتحاد ديمقراطي ينفذ وبحرفية عالية جدا لعبة الغميضة كرديا والفرز التقسيمي المجتمعي له استيلادا لشرخ بنيوي تتوازى تماما مع ما أنتجته المعارضات ! العسكرية جميعها في إقطاعاتها لترسيخ مقولة واحدة ( ياريت يرجع النظام ) ؟ . مع انهم يدركون بأن الغالبية سيبقون يرددون : النظام ساقط وسيهرول ولو بعد حين ومعه كل الشوائب ! .. كم فرصة توفرت لكم كرديا ؟ وكم مرة أصر حزب اﻹتحاد الديمقراطي المط في المسلمات الرئيسة والعودة الى لعبة الأبيض والأسود مع الإختلاف هنا معها ايضا على من يمثل الأبيض ومن الأسود . إن الرد على الحروب الدونكيشوتية واستجلاب سرفانتس من قبره هي عطالة حقيقية والرد على هكذا أطر يستوجب تسريع الخطوات على قواعد متينة . يكفي التامل في الأسماء والحكم على ذلك : هناك غالبية عظمى متكلسة حتى العظم في موقفها من القضية القومية الكردية ولن – نگبل – ان تمنح بوركينا فاسو اي حق للاكراد وهم كانوا وسيبقون ذات الايادي المنفذة لسياسات الإجرام والشوفينية، وقسم آخر لديه قابلية البصم وبالعشرين على أية موقف يدين او ينسب للكرد، وقسم آخر وضع اسمه واجزم بأنه لا يعرف التاء المفتوحة من التأنيث، ما نسجله على بعض من الموقعين وعلى مدار السنين الذي تعايشنا فيه سوية نحلم ب – رومانسية الدولة الوطنية – لنتفاجأ بأن – بعض التسريبات – نسفت كل شيء ؟ ألهذه الدرجة سخفت الأمور ؟ .. المطلوب من الحركة القومية الكردية الإسراع في انجاز المطلوب على صعيد الحركة الكردية ودفعها كأنموذج وطني جامع حينها سينحصر الهمازون واللمازون في مواقعهم المحددة تاريخيا لهكذا نمازج ! لا الأنموذج الذي طرحه السيد صالح مسلم عبر حواره المنشور في الحوار الممتع
واتمنى مقارنة المقطع ( 1 ) والمقاطع ( 3 ) .. طبعا الترقيم مني .، وبصراحة لن اتوسع فب الشروحات لأنها ليست من الممتنع بقدر ماهو سهل :
1 – صالح مسلم لوكالة الأنباء الألمانية تعليقا على الإتفاق الأمريكي – التركي حول منبج : كنا نأمل أن تكون الأمور مختلفة ولكنها حدثت .. نحن لا نتحكم بالقرار الأمريكي، الأمريكيون يقررون حسب مصالحهم ونحن أيضا لنا تحالفاتنا التي تحددها مصالحنا، لسنا عبيدا أو خدمة لأحد، لنا سياساتنا إذا توافقت مع الأمريكيين فسنسير معهم أو مع روسيا فسنذهب أيضا وكذلك النظام .
2 – صالح مسلم : علاقاتنا مع أمريكا تحكمها المصلحة المشتركة المتمثلة في التخلص من الإرهاب والعلاقة ليست أبدية ويمكن أن تتغير .
3 – صالح مسلم : أمريكا تتنازل عن مناطق قمنا بتحريرها بدماء قواتنا مقابل مصالح تنتزعها من تركيا وربما مناطق أخرى في سوريا أو خارجها ! هذا ظلم كبير لنا كما حدث في عفرين .
4 – مسلم ؛ أبوابنا كانت دائما مفتوحة للجميع، الآن هناك تغيير في حديث الأسد، فقبل شهرين اتهامنا بالإرهاب والآن يتحدث عن التفاوض وهذا تقدم ومثلما يفكر الجميع بمصالحهم سنفكر نحن أيضا
5 – مسلم : الحوار سيكون دون شروط مسبقة، ونحن لم نكن بعيدين عن سوريا، نريد سوريا ديمقراطية لكل أبنائها المسميات غير مهمة وأي شيء يمنحنا وكل المكونات الأخرى الحقوق الديمقراطية سنسعى لها .
6 – مسلم : المهم هو الحقوق السياسية تكوين أحزاب وفي نهاية المفاوضات سيكون هناك عقد اجتماعي يضمن كل الحقوق .
وساختتم بجملة واحدة : ومائا عنا كرديا ماموستا صالح مسلم ؟!