تسليم الأمانة أم عودة الى حضن النظام

وليد حاج عبدالقادر / دبي 

وسط الهيجان والزخم العدواني الكبير الذي يمارسه أردوغان بشخصه، يقابله صمت امريكي ودولي  افظع، تمارس فينا ذات المخطط وعين التكرار، وإن طغت عليها أسلوب المقايضات، والتي يبدو فيها السلطان العثماني المستجد سيد الموفف، ولما لا ؟ اوليسوا هم من يمدونه بكل وسائل الإندفاع وبغطاء تبريري مقونن ؟ وكمثال : تحرير أوجلان من سجنه، ومظاهرات عفرين وسري كانيي آنذاك لفك عزلته، وكما كوباني وديريك ومنبج ووو .. ؟! ..وعليه ! وكما هي العادة، فمهما حاولنا وابتدعنا وأشكلنا من ادوات مستطرقة واوراق اشغال مموهة الألوان، وبقينا في نطاقية المحاور نعمل لأجلها، ستسقط فينا الاقنعة قولا بغيرها، وسنرتد لا عسفا وجبرا بل بارادتنا !! نعم : إن التمحور هو التمحور سيما إذا كانت علاماتها الفارقة واضحة كمنغوليته وان شككتم في ذلك ؟! إسألوه دعوه يجاوبكم ولو بالصمت .
 ولكن للأسف ؟! كثيرون منا ليسوا بحاجة لإعادة قراءة التاريخ للتبرؤ مما كانوا يعتبرونه ثالوثا مقدسا حينا وحجابا بقناع مخفي يظهر عند الحاجة !! أو استخدام لغة الواقع وكنه الإنتماء لأمر ما على حساب القضية الأساس !! .. في مقابلة مع قناة العربية يوم الإثنين في ١ / ٦ / ٢٠١٥  كان السيد ريدور خليل الناطق الرسمي لوحدات حماية الشعب ( نعم الشعب كما ذكرها لعدة مرات ) وذكر بوضوح بأنها ليست وحدات حماية خاصة بالشعب الكردي وأن نسبة العرب فيها ١٤ بالمائة وكذلك الأرمن !! والآشوريين وو !! وهنا اذكرهم بطرفة الإعرابي وذلك الخراساني والجملة المشهورة !! والله لو خرجت من جلدك لماعرفتك ! . هذا الأمر الذي رسخ مسلمة بأن حزب الإتحاد الديمقراطي لو استثمر نسبة 005% مما توفر له من فرص لصالح القضية الكردية في سوريا، ولو ركز في تحالفاته أيضا بنسبة 005% على الحركة القومية الكردية كقاعدة صريحة وواضحة غير مرتهنة بأغلفة ايديولوجيات فضفاضة لا قوميا انتجت بقدر ما أمميات ستتشظى مجرد تبعثر القوة الفائضة ! .. ورغم كل ما حدث وأمام فصلي الإستهداف الأمريكي + التركي والسعي لفرض إدارة مشتركة كما صرح به جاووش أوغلو على كل المناطق التي فيها ب ي د وليس منبج والتي تأتي بتصوري كنوع من الضغط الممنهج والمتفق بينيا والذي توافق وهذا ثانيا مع تصريحات عديدة لرأس النظام السوري، ورد قوات سورية الديمقراطية وما يشاع عن تكرار ذهاب وفود من حزب اتحاد ديمقراطي اليوم إلى دمشق، وسط كل هذا العجاج لايزال ب ي د يصر أن يبقى وحيدا رغم أنه يدرك بأنه لاتعويم له سوى بالكردايتي ! فهل سيبقى يستثمر فقط فائض قوته للنيل من الحركة القومية الكردية ؟ أم ؟! ليتهم تصحصوا قليلا وتمردوا على هذا الشرط الموجب عليهم . وبصراحة جد متناهية سابدأ بنقد الذات واعممها على الجميع ؟! لماذا نتجاهل ما قاله بشير أتالاي وزير خارجية تركيا الأسبق ( كنا نعتقد بأن ال PKK ستطالب بحقوق الكرد لدى انطلاق عملية الحل والسلام معها، غير أنها التمست منا إطلاق سراح أوجلان وبعض المطالب اللاواعية لليساريين الاتراك .. استغربنا آنذاك، وتأكدنا بأن داء هؤلاء وهمهم ليست القضية الكردية او الكرد  ) – موقع Darka Mazî – وشخصيا قلتها وكتبتها مرارا : لا يهمني ماذا يقول الآخرون فينا بقدر ما يهمني ان نقول نحن ونعلن ما نريده : أن أصرخ ليل نهار بأنني لست قوميا وأنبذ القومية ومؤسساتي كلها أزيل منها الجانب القومي الكردي و التجيء الى تصورات آخرين يقولون ما يقولونه , فهل هي لاقناع الذات وبالذات ؟ أم مراضاتها والهمس بباطنية ليتنا كنا او نصبح كذلك ؟! .. المبادئ والأهداف عندما تدون على نابض راقص مع نبضاتها تتداخل الاتجاهات يا سادة .  
أولسنا صناع مهرة في فتح الثغرات ليتسرب منها خفافيش الظلام !! إن لم نكن نحن من نسعى ونصفق لجرجرتهم كما تسريبهم ؟! . أوليس أهون الشرين التهرب من المسؤولية ونحن ندعي بما ندعي وفي ادعاءاتنا ياسادة هوة التسريب وطاقتها / بوابتها / تتوسع !! .. من قال في عدم الإستطاعة والإقرار بها هو ضعف !! لا والف لا ؟! .. ومن قال ايضا ان وجود اكثر من قوة هو الصراع ايضا ما صدق الا ونزعة الإستئثار ياسادة ؟! .. الساحة ستشهد المزيد من الثغرات اذا ما تكاتفت الجهود والإمكانات !! لنجعلها – المصائب – عنوانا صريحا لآمالنا وآلامنا المشتركة ولنسقط اولها رأس الحية ومرساله ونثبت لشعبنا إننا دائما في وجه الملمات متحدون . وحينها قد نستطيع تجاوز محنة توحدنا فقط في احزاننا والدم المسفوك هدرا ؟! … فهل سنجعلها للكوارث المفجعة  ان تجمعنا كما آلام المجازر والسكاكين المشحوذة ورقاب الطفولة واكداس الأشلاء الممزقة وابواق منا وفينا تحاول العبث لا لتشذ في الواقع فتستفرغ حقد الأعداء سما وإسفينا لايرتد سوى كالنابض فيه وعليه !! بحق الدماء والطفولة … بحق ما تبقى من وشائج قربى ودم يعلم الأعداء طرائق سفكه !! هلا خرستم مرتين : واحدة صمتا للطفولة والدم المباح الذي تعودناه في مدن لمجازر كثيرة ؟! وثانية : كرمى للحقيقة !! … نعم ! بئس الدجل والدم طازج ماجف !! وبئس النفاق الملتبس بثقافة رمي الآخرين بماهم ليسوا فيه !! نحو أشد حالات التكاتف والتصدي لأولئك الساعين الى جرجرة المجتمع الكردستاني عامة بماهم ليسوا منه وفيه و .. لشد الهمة وانقاذ ما يمكن انقاذه .
اشتهي ولو مرة واحدة من غالبية المدافعين عن نهج او تصور ما !! التزام الصدق في التوصيف والإستناد !! أي أن اكون عقائديا وأوليها الأهمية القصوى على كل شيء و … أدعي بأنني اعتبرها ورق شفاف لغايتي القومية !! أو أكون قوميا فأغلفها بنزعة ايديولوجية … احترموا الجهل فينا لا المنطق . نعم كررتها اعلاه : اشتهي ولو لمرة واحدة ! ان ينصفنا شركاء الوطن ! فيروننا فعلا كذلك ! ولكن ؟ اوليس من المؤسف حقا أن نتفاجأ لمواقف شخصيات مثل السيد حسن عبد العظيم الذي ما أخفاه مطلقا، لابل أن المدرسة القومية التي ينتمي اليها شديدة الوضوح بقداسة الوطن العربي كأرض موهوبة ومطوبة منذ الأزل، وهذا الإستحقاق يغطي كامل المنطقة التي نسميه نحن ظلما ب ـ كردستان ! ـ وحتى الجنوب السوداني، أن السيد عبدالعظيم هو من تلامذة مرحلة عبدالحميد السراج المجتهدين ومبدأ إخراج ـ ما يسمى بكردستان أو القضية الكردية من الوطن العربي ـ وهي عينها السياسة التي مورست بعثيا ـ حين الطلب ـ وبالمناسبة نستطيع تبيان سلسلة منظريه وقادته، لابل من لفّ حول نهجه هذا من بعض من كوادر حزب الشعب اليوم ـ تيار الترك ـ والمجموعة المنشقة من حزب العمل الشيوعي لأبعاد قومية عربية صرفة كانت لها امتداداتها وحرب الخليج الأولى ومسألة أحتلال صدام حسين للكويت وكذلك الموقف من القضية الكردية وحلبجة والأنفال وبالتالي أكملتها حرب طرفي اليمن وقد مارس القومويون نقدا ذاتيا صرفا ـ آنذاك ـ حول إقرارهم السابق ومسألة حق تقرير المصير للشعب الكردي بما فيه استقلال كردستان ـ سوريا ـ ونيتهم في تأسيس أو فصل منظمة حزب العمل الكردستاني في سورية واعتبروها واحدة من الأخطاء الجسيمة التي أضرت بالحزب !! .. وجوه وشخصيات ـ أحترم تضحياتهم ونضالاتهم والثمن الذي دفعوه سجنا واعتقالا على أرضية خلافي الصريح معهم منذ ذلك التاريخ ولغايته والآن السؤال الذي يجلجل أذهاننا : لماذا هذا الإصرار والتشبّث على البقاء في خندقه ؟ .. لن تقنعني كلّ إجابات العالم ومنظّري بني شعبي الكردي ! وبالمختصر : ليس لنا غير قاماتنا يا جماعة هلاّ اتعظنا ؟ أشكّ في ذلك ؟ وأدرك أيضا بؤس الألسن والاقلام التي كطلقات مسدس ستهاجم، والسبب باختصار شديد : هناك تعهدات ممهورة ومرتكزة على ارضيات صلدة واجهزة ونظم بصمت وللتوسع في مداركها امامكم : علي مملوك والمقبور سليماني ولاهور جنكي وجميل بايق وبسي وفهمكم كفاية .

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

خالد بهلوي تحت شعار “وقف العنف والتهجير – العيش المشترك بسلام”، وبمبادرة من مجموعة نشطاء من الشابات والشباب الغيورين، شهدت مدينة إيسين الألمانية يوم 21 ديسمبر 2024 وقفة احتجاجية بارزة للتعبير عن رفض الاحتلال التركي والتهديدات والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الكردي المسالم. الحضور والمشاركة: حضر الفعالية أكثر من مائه شخصً من الأخوات والإخوة الكرد والألمان، إلى…

د. محمود عباس ستكثّف الولايات المتحدة وجودها العسكري في سوريا وستواصل دعمها لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والإدارة الذاتية. تدرك تركيا هذه المعادلة جيدًا، وتعلم أن أي إدارة أمريكية قادمة، حتى وإن كانت بقيادة دونالد ترامب، لن تتخلى عن الكورد، لذلك، جاء تصريح أردوغان بعد عودته من مصر، ووزير خارجيته من دمشق اليوم كجزء من مناورة سياسية تهدف إلى تضليل الرأي…

شادي حاجي المرء لا يذهب إلى طاولة المفاوضات وهو خالي الوفاض وإنما يذهب وهو متمكن وقادر والمفاوض يكشف أوراقه تدريجياً تبعاً لسير العملية التفاوضية فعند كل منعطف صعب وشاق يقدم المفاوض بطريقة أو بأخرى معلومة ولو صغيرة حول قدراته على إيقاع الأذى بالطرف الآخر من أجل أن يكون مقنعاً فعليه أن يسأل عن مقومات الندية والتي تتركز على مسألة القوة…

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه”1970-2024″ كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. إذ إن بعض…