المشروع الوهمي للنظام التركي بالعودة الطوعية للاجئين السوريين

 المحامي عبدالرحمن نجار

المشروع التركي الإحتلالي القديم الجديد الذي بدأ المطالبة به منذ 2013 من أمريكا والغرب، ولم تتمكن الحصول على الضوء الأخضر لأسباب مختلفة، منها تشابك الملفات في سوريا، وتعقيدها .
وكان هاجس ومخاوف النظام التركي، بأن يحصل الشعب الكوردي في سوريا على حقوقه، وإقامة كيان كوردي فيدرالي أو مستقل في خضم التغييرات التي تعسف منطقة الشرق الأوسط! .
ولكنها أستغلت ظروف الخلافات الأمريكية الروسية في تنافسهم على السيطرة على المناطق الغنية بالنفط .
وحصلت عام 2018 على ضوء أخضر لإحتلال منطقة عفرين، ومن ثم كري سبي، وسري كانية .
وذلك بالإتفاق مع إيران وبإشراف روسي وموافقة النظام السوري، لتوطين العرب السنة المهجرين من الغوطة وريف حمص وريف حماة وريف حلب في منطقة عفرين، والمناطق الكوردية الأخرى المحاذية لحدودها، للتخلص من عبىء اللاجئين .
وكسب رأي الشارع التركي في الإنتخابات القادمة من جهة، وإقناع المهجرين السوريين بعودتهم إلى مناطق المحتلة التي سمتها بالمحررة، وبناء مستوطنات، وتقديم خدمات زاعمة لإنهاء معاناتهم في المخيمات، وذلك بضرب عدة عصافير بحجرة واحدة، وتخلصه من هجوم المعارضة التركية له بسبب اللاجئين السوريين .
ومن جهة أخرى منع حصول الشعب الكوردي في سوريا على حقوقه القومية، وقيام كيان  كوردي فيدرالي أو مستقل، المزمع تحقيقه وفق المتغيرات في المنطقة، كما حدث في العراق .
وفي هذه المرحلة الجديدة تستغل الحرب على أوكرانيا، وتلعب بورقة اللاجئين السوريين، وتطلب من أمريكا الضوء الأخضر لإحتلال مناطق كوردية أخرى داخل سوريا لإعادة اللاجئين السوريين إليها بدلاً من فتح باب الهجرة إلى أوربا، ولأن أوربا الآن تستقبل اللاجئين الأوكرانيين، وغير قادرة لإستقبال اللاجيئين السوريين من تركيا .
وبنفس الوقت النظام السوري يريد عدم رجوع اللاجئين السوريين( المعارضة السنية ) إلى مناطقهم الأصلية، كي يتخلص من شرهم، ويقلل من نسبة السنة وإبقائهم في المناطق الكوردية، ويتبعها لتركيا، ويحدث التغيير الديمغرافي المزدوج في مناطق السنة، والمناطق الكوردية معاً .
وبذلك يكون قد تخلص من قضيتين السنة العرب والكورد، مقابل إحتفاظه بسلطته، ولو أقتطعت تركيا جزءاًً من سوريا، كما حدث في لواء أسكندرون!.
وبهذا تمكنت تركيا الحصول على ضوء الأخضر من  أمريكا والغرب، مقابل وقوفه إلى جانبه في أوكرانيا ضد روسيا، وإعادة اللاجئين العرب إلى سوريا تحت يافطة المشروع الوهمي المسمى بالعودة الطوعية للاجئين إلى مناطق حددها أردوغان،  وليس إلى مناطقهم الأصلية، وعلى حساب مأساة الشعب السوري كورداً، وعرب سنة يستفيد في الإنتخابات في وجه المعارضة التركية!.
لذلك حس بعض العقلاء من المهجرين العرب السنة في منطقة عفرين بالمؤامرة التي يحيكها نظام أردوغان بالإتفاق مع نظام الأسد!.
وقاموا بمظاهرة ضد إستيطانهم في منطقة عفرين، وطالبوا بالعودة إلى ديارهم الأصلية ووقف المساومة بهم .
الأهم من كل ذلك هدف النظام التركي الإقدام على إجراء التغيير الديمغرافي في مناطق الكوردية في الجزء الغربي من كوردستان الملحق بسوريا، والتهجير القسري لعدد آخر من الكورد من مناطقهم للحيلولة دون حصولهم على حقوقهم القومية المشروعة كشعب يعيش على أرضهم التاريخية، ومنع إقامة أي كيان كوردي مستقل، الذي كان متوقعاً إقامته وفق التغييرات الجديدة في المنطقة!.
وحيث أن PKK وأزرعه ومن لف لفهم، يساعدون الأنظمة الغاصبة لكوردستان والمعادين للقضية القومية للشعب الكوردي على تنفيذ ذاك المخطط القذر الخطير!.
وقد أعلن قيادته على الملأ مراراً وعلى رأسهم أوجلان، بأنهم ضد قيام أي كيان قومي كوردي، وفي حال حدث سوف يحاربوه .
وإجتماع صبري أوك مع علي مملوك في التوقيت هدفه الإتفاق معهم لتسليمهم الحسكة وقامشلوا ودير الزور والرقة، ومناطق الغنية بالنفط،قبل وصول الإحتلال التركي .
والإحتلال التركي الجديد إذا حدث لا سمح الله، سوف يؤدي إلى تهجير عدد آخر كبير من الكورد إلى خارج مناطقهم ويمهد لإكتمال التغيير الديمغرافي، والمناطق المهددة كوباني، وعين عيسى، وتل تمر وجزء من ريف قامشلو وعامودة على محاذاة الحدود التركية .
وبذلك يكون قد أتم PKK وأزرعها ومن لف لفهم مهمتهم كثورة مضادة،في كوردستان سوريا وإنهاء القضية القومية للشعب الكوردي، ومنع قيام كيان قومي كوردي .
وخدموا مشروع النظامين السوري والتركي معاً، ليتفرغون لتكثيف عملياتهم الإرهابية ضد أقليم كوردستان، لإخفاء هذه الجرائم والعمالة الخطيرة لصالح الأنظمة الغاصبة لكوردستان . داعماًً هجومها على أقليم كوردستان بكيل جملة من الإتهامات الباطلة ضد أقليم كوردستان،بأنها مع النظام التركي وأنها تخلت عن الأيزيديين في شنكال .
وبأنها أتفقت مع النظام التركي لطرد عناصر PKK من أراضي أقليم كوردستان، تلك العناصر التي تقوم بالدفاع عن الشعب الكوردي، كل تلك الإتهامات من أجل إخفاء فشلها السياسي، وعمالتها للمخابرات الإيرانية والحشد الشيعي الذين يدفعونهم لمحاربة أقليم كوردستان، لإضعافها أمام التيار الشيعي العراقي العميل لإيران .
ومحاولة إنهاء الكيان الكوردستاني المستقل منذ إسقاط نظام صدام حسين، وبذلك تكون قد وفت بوعودها للأنظمة الغاصبة لكوردستان .
والتي أعلنها معظم قادة PKK وفي مقدمتهم أوجلان، بأنهم ضد إستقلال كوردستان، وضد تقسيم تركيا وإيران والعراق وسوريا!.
هذا كله يؤكد للشعب الكوردي بأن أولئك أخطر من أعداء كوردستان، ويشبهون دودة الخل أو السرطان!.
لقد خرجت إلهام أحمد في آخر لحظة قبل بدء الهجوم التركي وألقت خطاباً، تبريرياً تقول بأن هجوم النظام تركي ليس بهدف إنهاء إرهاب PKK من حدودها وحماية أمنها القومي، وإنما يستهدف كل الشعب الكوردي .
ولذلك يجب أن يتحد الكورد في وجه النظام التركي وإلخ، ذلك لإخفاء مايقدم عليها PKK وأزرعه من مبررات للنظام التركي لإقدامه على إحتلال المناطق الكوردية في سوريا!.
وكي يقولوا للمغررين بهم بأننا طالبنا بوحدة الصف الكوردي لكن الجهات الكوردية الأخرى لم تستجيب لذلك، والدولة التركية أقوى دولة في المنطقة، وعضو في حلف الناتوا، لم نستطيع صدهم !!!.
هذا كله يتطلب من أبناء شعبنا وقواه السياسية، وكافة اللجان والجمعيات والروابط المدنية، توحيد خطابهم، والعمل معاً، لإيصال صوته إلى أمريكا والإتحاد الأوربي، وكافة القوى المدافعة عن الديمقراطية والسلام، والأمم المتحدة لمنع تركيا من إحتلال المناطق الكوردية .
وإخراج PKK وأزرعها، وكذلك الإحتلال التركي، ومرتزقته من كافة مناطقنا الكوردية وتسليمها لأبناء شعبنا، وفرض الحماية الدولية عليها .
وإعادة النازحين الكورد والمهجرين، إلى ديارهم وقراهم وبلداتهم ومدنهم، وإخراج الغرباء، وعودة النازحين والمهجرين السوريين العرب والتركمان إلى ديارهم ومناطقهم الأصلية، وإيجاد حل شامل ومنصف وديمقراطي وفيدرالي في سوريا .
فرنسا : 2022/5/25

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…