وليد حاج عبدالقادر / دبي
مع الطفرة التعليمية أوائل سبعينيات القرن الماضي في سوريا، ظهرت ما يمكن تسميتها بطبقة شللية اتخذت من الشهادات التعليمية سلالم ترتقي عليها كبرج عاجي، وأخذت تتعامل بفوقية مع أطر الحركة القومية الكردية وترى فيها مجرد قاع من الجهل، وتخبطات رغم الكم الهائل من التجارب والنضالات والإستهدافات التي حصلت، وتناسوا أيضا بأن الحركة هي في الأصل نتاج او منسوب تدفق لمؤسسات ساهم في تاسيسها قادة ثورات وكتاب وشعراء لازالوا في وعيهم يجسدون رؤى ومنابر في الفكر القومي الكوردي .. أجل : هل ندرك الآن من كان د، نورالدين ظاظا وسويته الفكرية / الأكاديمية ؟ هل مارس سطوته العلمية والفكرية على حزب قاعدتها الجماهيرية كانت في الغالب أمية ؟ .. وكذلك عثمان صبري وديرسمي وكارسي ؟! ..
نعم ! هو موضوع شائك وطويل وسأسعى لاحقا لتلخيصه في مقال سأستهدف فيها النرجسية الماوراء أكاديمية التي – يتزنر – بها بعضهم ؟! لأن هذا البعض – ثقوا – يخلط متعمدا بين الفعل الأكاديمي والشهادة التعليمية ! … أكاديميون نلتقيهم دائما ويتعففون عن اللقب رغم لا حظوتها فقط بل مهنيتهم المؤكدة ويصرون على مناداتهم بالأسم من دون اللقب ! وبعضهم يلبسها رغم أنها نشاز معرفي كما وجهل تنفيذي، وعليه فقد اثبتت تجارب وثورات شعوب عديدة بأنها كانت أكبر واشمل من اعتق واشهر الاكاديميات الراقية صقلت منتسبيها في شتى مجالات الحياة خبرة ومعرفة ! وبإختصار ! لابد هنا من التركيز والفرز الدقيق بين الإنتقائية المفروضة بجبر عقائدي مثل التي فعلته منظومة PKK ولكن وبكل أسف بشروطها المنقولة معها بازماتها المتراكمة، وسعت بكل جبروتها في استيلاد تجربة ١٩٧٨ / ١٩٧٩ ونقلها معها من كردستان تركيا إلى مناطقنا في سوريا، والتي نفذت فيها هذه المنظومة بالفعل حرب تصفيات بلا هوادة لم تستثن منها أية توجه سياسي حينذاك، وللأسف فإن هذه المنظومة ما تخلت مطلقا عن أساليبها تلك منذ لحظات تشابك علاقاتها مع النظام / وللأسف مارستها في كل الأجزاء الأخرى / ، وفي هذه الظروف السائدة فنحن ندرك تماما الثمن المطلوب منهم إيرانيا ومن تحت عباءته النظام في التحول من القمع والإستبداد إلى محاولة الإلغاء والقطع من الجذور ( هكذا يتصورون ) ولا استبعد ممارسات أخرى لأنهم يدركون تماما بأن المفاصل تضيق بهم وخاصة تهديدات اردوغان هذه الأيام الجادة، وإصراره على تنفيذ المنطقة الآمنة وعلى عمق 30 – 32 كم، مستفيدا وببراعة من الازمات العالمية وخاصة الحرب الروسية الاوكرانية وموضوعة فنلندا والحلف الأطلسي، ويقابلها عمليا جردة حساب من قبل حزب اتحاد ديمقراطي وبغطاء حقيقي من PKK والمنظومة بكل مفرداتها باتت تدرك تماما بانها امام جردة حساب مفصلية هامة والتي ستنكشف مهما حاولوا التملص منها، وللأسف الشديد وكما اثبتت التجارب السابقة سيمارسون استبدادا متصاعدا رغم انكشاف المجموعة المهيمنة والتي هي المسؤولة المباشرة على كل هذه الأعمال وردات الفعل الكامنة والصامتة رعبا حتى ضمن صفوفهم، ولكن ! وفي الجانب الآخر هناك مسؤولية أساسية وكبيرة تقع على عاتق المجلس الوطني الكردي أيضا، في ضرورة تغيير منهجية النضال اللاعنفي واتخاذ مسالك الاحتجاجات والاعتصامات واضرابات عن الطعام أمام سفارات الدول المعنية وبرلمانات الدول الكبرى للضغط على حكوماتهم، لتخفيف الضغط المزدوج والممارس بمنهجية مقصودة من الطرفين، خاصة ان اسلوب المواجهة ستدفعهم للتنكيل اكثر .. و .. هم يدركون مآلات المستقبل اكثر لذلك بات الاستئصال غايتهم الأسمى وان كنا سنشاهد قريبا تشظ داخلي قوي في عميق منظومتهم .. و .. العالم غير غبي الى درجة الا يفهموا تكفير داعش والإستئصال الممارس من قبل هكذا مجموعات .
لقد بات هاجس هذه المنظومة دائما التبرير حتى اصبحت – البرير – لها معلباتها وبوصفاتها الجاهزة عندهم ومغلفة بدماء الشهداء ينسبون العطالة والأخطاء لاولئك ( الشياطين ) الذين يغررون وهم هنا الخونة بموسوعيتها وعلى تلال الشونة يحاولون إما العمل على شطب الكارثة من الوعي الجمعي كما الإنتماء والتاريخ القومي او استيلاد جزئيات بإرباك – وأيضا – وعي المتشبثين ببقاعهم ودورهم ومن جديد باستخدام تلك التقية لحضهم على النفور من بقاعهم .. لست هنا بصدد التذكير بمأساة عفرين وحدها بل بسريالية ( كه فري وسور وجزير ونصيبين ) وعشرات المدن والبلدات في كردستان تركيا , والذين بات شغل اهل الأحياء المدمرة فيها ! والتي هي بكل أسف مناطقها التاريخية والقديمة والتي عجزت كل انظمة الاحتلال التركي في النيل منها والآن : التفاوض هو على توفير الملاذ والبيوتات المعلبة لهم ونظام اردوغان يسعى جاهدا لدفع الحد الأدنى لهم ؟ والسؤال هنا : طالما قنديل لديها ميزانية دولة ؟ فلما لا تعوض أولئك الناس أقله بفارق القيمة ! .. وهل علينا أن ننتظر ! أم أن منع من يمكن منعه هي لذات المشكلة .
أن أشد ما يفتك اليوم بفاعلي القرار الكردي في سورية هي الإنتقائية والتجريبية والتقليد البائس لأزمنة وأدلجة كما وأنظمة هلكتها السنون وترهلت بها اياماتها فصارت التبريرية واحدة من الأسلحة الفتاكة التي تطيح بكل ناقد مهما كانت نياته لترميه على مزبلة العمالة أو الخيانة واللاوطنية وتبقى تهمة الجبن مثل ( الجبن الكوجري ) طري ومستساغ في غياب أية علامة من علامات التعقل أو …. لربما صدق بعضنا ـ وهذه هي المصيبة ـ بأنه لربما خامنئي قد أضحى وريث الشهيد ـ سمكو ـ أو لعله قد ندم على اغتياله للشهيد قاسملو وأوعز لنصرلاته بالإعتذار من الشعب الكردي لقيام مجموعته ـ آنذاك ـ في برلين باغتيال الشهيد شرف كندي ورفاقه، لابل هو الأسد وقد كشّر ضاحكا عن أنيابه ـ مبتسما !! ـ وهو يلثغ باعتذاره المسبق لتاريخ 1 – 6 واغتيال الشهيد محمد معشوق الخزنوي، أم !! ألله لماذا تصرّون على تشويه الذكرى والذاكرة فينا ياعالم !! هل اعتذر لكم ولنا أردوغان على اغتيال الشيخ العزيز الشهيد الصامد حتى الآن في قبره ؟! هل نسينا شيخ سعيد وسيد رزو ووووووو وبات اليوم أحسننا هو السلطان بصدره الأعظم ؟ لماذا الإصرار بقطعنا ومن جذورنا ؟ نعم وإلغاء إرثنا وتاريخنا ياناس ؟ .. أعشق ـ شخصيا ـ زهرة النرجس لابل وأحلم بصباحات ديريك الممطرة وتلكم الباقة من نرجسها المبتل أريجا صادقا : ولعشقي الشديد لها طلبت من صديق زائر أن يجلب لي بعضا من أباصيصها ـ شتلاتها ـ وزرعتهافي غير حاضنتها أي هنا في دبي ورغم إصراري واهتمامي الشديدين إلا أنها ما تورّقت .. ياجماعة الحاضنة الأساسية هي رمز الديمومة ومن سلقته أو سلخته لابل هي عبارة انتزعته من أحضان بيئته لن ينمو أو يصمد وكذا الإرث كما التاريخ !!! فلسنا ابناء اليوم ولا ما ستليها إذا ما تجاهلنا إرثنا، ولبعض الأصدقاء أقول : بطن الأمهات مثل البساتين تطرح من الفاكهة ما هو فجّ وما هو لذيذ ومستساغ وهذه ـ الطعم اللذيذ ـ يحددها الرغائبية التي اتمنى هي والتجريبية كما الإنتقائية وعروستهم التبريرية أن ينجينا وحركتنا وإياكم الله منها …