بارمومتر المواقف وذبذباتها .. إسقاط عفرين وما تلاها أنموذجا

وليد حاج عبدالقادر / دبي

سوريا ! ما يحدث في واقعنا الكردي فيها ، وبكل صراحة وشفافية ، هي اشبه ما تكون بالمناحات ، في سرعة التباكي كما الوقوف على الأطلال في الكوارث الكبرى ، لابل يخال احيانا أن تحضيراتها – المناحات – اخذت الإهتمام الأكبر حتى من الإستعدادات الحربية ، وذلك كهدف رئيس في التحضير لامتصاص النقمة الجماهيرية ، وتحويل  الهزائم الى انتصارات دونكيشوتية ، وكمثال صارخ نلاحظ حتى في أعتى الديكتاتوريات وأمام كارثة مثل عفرين وبحجمها ، أن تلك الدكتاتوريات كانت تشكل لجانا مافوق علنية / سرية / تدرس كامل العوامل والإمكانات التي كانت متاحة والجو العام السياسي السائد وتشخص لعقلانية معينة للتعامل بنيويا داخل سياقيتها النظرية وتحاسب بطرائقها الجهات المتنفذة / المشير عبدالحكيم عامر / في مصر عبدالناصر و / مجموعة من الضباط في عهد الأسد الذين تمت تصفيتهم بطرائق متعددة بعد حرب 1973 وإحالة وجوه قيادية في البعث إلى أدراج التهميش والنسيان /
 وعين الأمر مع السادات / الشاذلي / ولكن السادات أطلق سراح كثيرين وأسس لمنهجه الصريح بعدها ، سوى جماعتنا ؟ بعد نكسة عفرين ومآلاتها ! ومعها اتساع رقعة المساحات التي احتلتها تركيا ؟!.. فهل سأل أحدهم أو تجرأ بالإستفسار عن مجمل الأمور التي سبقت المعارك ؟ .. عن مفاوضات حميميم وموسكو والكتلة الصلبة وخطوط الحمر المرسومة بعناية .. نعم المقاومة حق مقدس ولو خيرت شخصيا لما فضلت أمرا آخر على المقاومة والتي هي هنا تختلف في مواصفاتها ومدلولاتها . مقاومة مفترضة أن تؤسس على أرضية بخيارات ومواصفات شعبية لاحزبية وعقائدية ، مقاومة لا تسبقها وتليها البحث عمن سيطالب بخفايا ما حدث وسيحدث ، فحتى الطفل قد تسليه اللهاية ولكن إلى حين . ورغم المتغيرات السريعة العاصفة التي تتم بسرعة ، لازلت على قناعة تامة بأن الأحداث الى الآن تتم في سياقاتها الطبيعة لتتوائم مع الركيزة الرئيس ل كيري / لافروف ، اوباما / بوتين حينها ، سواها خطوط الحدود التي تحولت الى فواصل ترامب / بوتين وإلى الآن ظلت ثابتة ، وكان من البديهي ملاحظة أن خفض التصعيد هو متلازمة مفصلية ستليها خفض القوة مشمولة حتى النظام وبعدها ستتهاوى القوات الأرضية لجميع الكتائب والميليشيات بما فيها جيش النظام ومواليه ، ومن هنا فأن الضربة / الضربات المتوقعة كانت بعد كيمياء دوما أن تستهدف القواعد الجوية العائدة للنظام وتحييد طائرات بوتين جبرا وان جعجع في مواقفه كثيرا ، ولكن ؟ ثبت بان الهدف الأساس كان اهم بكثير من جثث اطفال دوما ! ، وكرديا : توقعنا جميعا بأن الخصخصة ستثتمر / لا أمنية بل واقعا / سيما ان عتاتها غير مستعدين إن للموائمة او اجراء المراجعات البينية على قاعدة : نحن هكذا و سنسير بالقافلة .. وهنا افلا يفترض بنا التساؤل : ما الفرق بين الطائفية الدينية أو الحزبية ؟ ماهي المساحة او درجة الإختلاف ما بين العنصرية القومية او الحزبية ، أن تناضل فإنما لشعبك وهي ليست للمباهاة او أن تفتخر !! يا سادة : الطهر طهر كما الذهب في معدنه مهما تراكب عليه الصدأ او عوامل الزمان ما أن تمسدها حتى ولو بخفة سيعود اليه لمعانه ، أما المصطنع فلن تكفيها ـ انهار ـ الجيلي ـ لتلمعه !! لنعد جميعا الى عالمنا الواقعي ونتذكر بأننا لسنا سوى ابناء مناطقنا فكم من فارس هوت به الأيام ولكنها أصالته هي التي اعادته من جديد الى مواقعه ؟! وهنا يطرح السؤال الأهم ذاته ؟ 
لماذا نصر على الوحدانية ووأد المختلف ؟ لماذا التشبث بالنزعة الميليشاوية والمماهاة في أقنية التحزب الضيقة لتصبح هي الغاية كما  وسدرة المنتهى ؟ لماذا هذا الإعجاب والإصرار ان نكون نموذجا / متطورا / لأساليب البعث لا بل ونزيد عليه نكرانا لبعضنا البعض ؟ من أجاز لنا أن نكون القوة القابضة  وفي المختلف معنا لصا ؟ من وضع لنا تعاريف الإنتماء وشخص مفاهيم الوطنية والعمالة _ الخيانة والتآمر ومن ثم أهي _ علكة _ نمضغها وحينما نمل فنرميها ؟ بأية شرعنة وبحكم أي مستند نتقاذف كرديا ونكاد أن نقبل أيادي غيرنا وديا _ رحمك الله يا هادي العلوي واللبيب  من الإشارة يفترض به أن يفهم لا أن يعتقل !! 
ان تعيش أبد الدهر فتبرر أخطاءك أو من تود وبالتالي تؤجرم الآخرين وبوحي تحزبي !! لعمري لن تبني حتى ولو ـ خانيشوك ـ بيتا من الرمال ، أن تجامل منافقة فتجعل من الأخطاء أكداسا وجبالا ومن جديد من الرمل ! ، أن تدع نفسك مزهوّا بعقدك المتراكمة فتهرب وراءا وقد تلبسك تقليدك الأجوف رعبا مازال يرافق كريات دمك فتتقمص نزعة مستبدك ، أن تتطبع بصفة المغلوب على أمره فيلتصق بجسدك ، والأدهى أن تبرّر وتتجاوز حتى ما تآلفت مجاميعك عليها . أيها السادة : كم من جبان حاول ظلما التطهر وبمعمدانية الرجولة ، وكم من خائن تخفى تحت عباءة مناضل ومع هذا سأتساءل ملء فمي : ماهي المعايير ؟ نعم وكيف نقيم لابل و ندوزن الأمور ؟ نعم معايير أن فلانا من الطراز الوطني الأول ، وفلان خائن وعميل وووو ، معايير الوطنية والسلوك ايها السادة !!! راجعوا كافة التوصيفات والمرادفات !! هل في تحطيم المختلف سنحقق كردستان الكبرى ؟ وتخوين المعارض سيتحقق شيئا سوى نيروننا الذاتوي ونحن نتلهى على انغام الناي وروما تعج بدخان حريقها .. هل بالتفرد والإستئثار وركوب موجة ـ وحدي .. و بقيادتي فقط ـ سننجز المهام ونحرر الأوطان ؟  .. وطبيعي ان نقولها بصوت مرتفع : ما كل شيء هنا في المقابل أيضا هو خطأ في خطأ !! .. ولكن ما يغيظ في تبعية النرجسيات وانعكاساتها تغييب وجود الآخر الأفضل ! وعليه : أوليست ساحات العمل النضالي فيها تقسيمات للعمل ؟ دعوا المواقف المتسرعة ياجماعة والمتناقضة فوالله جعلتمونا نزداد تمسكا بمن تهزؤون بهم صباح مساء ، أقله أننا نعرفهم منذ عقود كما نعرفكم وهم في المعمعة يتشبثون بكرديتهم في أضعف الأحوال !! فلان يقول : أن الحزب الفلاني لا وجود له على الأرض وآخر أنه يمثل 99.99999 ما شاء ووسع من التسعات أو أن حزبه من .. أو ذاك الذي يصرخ في البرزاني يدعوه للمبارزة ، استيقظوا جميعا يا سادة وثقوا بأنكم جميعا في تفرقتكم ستذهبون بلا هوادة . أتمنى من كل قلبي عودتنا جميعا الى أرض الواقع ، وأن لا نخلق هالات أو بؤرا فتتتوطم فينا ولا نكف أو نستطيع فقط التطهر بها وفيها فتصبح بدل القضية فينا هي الهاجس لابل والمصيبة . فهل سنصمت نحن النافخين في كور النار متقصدين بها ام لا ؟ أشك في ذلك فالطوباوية مرض أكثر ما تصيب من بهم عاهة والعاهة لا تتحدد أبدا بالأطراف أو الأعضاء الجسدية ! . وعليه فكيف لا تضوج فينا القناعات وتتضارب ؟ لابل تتوه فينا المواقف ؟ لنقرأ السيد صالح مسلم وبعض من تصريحاته ؟ (  .. تركيا هو سبب عدم حضورنا مؤتمر جنيف المتعلق بالأزمة السورية /  و … / ..أن قرار إنشاء مناطق آمنة غير واضح المعالم ، وهناك بعض النقاط غير المعلنة ، وهو مالا يخدم وحدة ومستقبل سوريا / .. وبعظمة لسانه يشير الى / .. وجود مساومات بين تركيا وايران في ما يتعلق بالمناطق الآمنة / .. و / نعتقد أن هذا القرار لن يخدم مستقبل سوريا وهناك مساومة من نوع ما في هذا الإطار ، كما أن هناك اتفاقا بين تركيا وايران اللتين تمتلكان ملفات غير معلنة / … و .. / انهم في الحزب حتى وان لم يحضروا محادثات جينيف فإنهم على تواصل بفريق العمل الخاص بالمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا – سابقا – ويجرون لقاءات معهم  /  .. ويردف / .. واشنطن وموسكو تعلمان انه لن يكون هناك حل سياسي .. من دون مشاركتنا وموقف تركيا هو سبب عدم وجودنا على طاولة المفاوضات ولكن القوى التي تعلم انه ليس هناك حل سياسي من دون الأكراد ؟؟!! / اشارات الاستفهام والتعجب مني فهل انتم اكراد وتمثلونهم ؟ . / تريد إشراكنا في هذه العملية ، ولكن من دون إخراج تركيا منها … / … ولكن يتناسى السيد صالح مسلم ان يسأل نفسه : لماذا يتوجب ان يكون له بكل عرس قرص ؟ يوم قسد ويوم فدرالية الشمال ويوم حزب وغدا الله اعلم ! . والاهم يا سيد صالح مسلم انت دراستك كانت بتركيا وتفهم الأتراك ! مادام لك لقاءات مع تركيا ؟ إذن أين وماذا كانت المخرجات ؟ أقله / جماعة ؟ / الأنكسي  تصورهم حول القضية القومية للشعب الكردي / مو الأكراد / في سوريا صريحة وواضحة ومثبتة حتى عند قوى الإئتلاف .. وعفكرة لمصداقية الجمل الموضوعة ضمن المزدوجتين فهي منقولة من جريدة الحياة عدد اليوم الإثنين ٢٢ / ٥ / ٢٠١٧ الصفحة الخامسة والعدد ١٩٧٧١

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…