صلاح بدرالدين
ملاحظة منهجية : تهربا من تعريف الذات بصورة شفافة، واخفاء حقيقة كونه امتداد عضوي (عقائدي – تنظيمي – سياسي – هرمي عسكري) من الحزب الام – ب ك ك – يستخدم – ب ي د – ” طاقية الاخفاء ” باتباع تكتيك استخدام مسميات عديدة مثل : (ب ي د – منظومة المجتمع – تف دم – الإدارة الذاتية – ي ب ك – المؤتمر القومي الكردستاني – الشبيبة الثورية – قسد – مسد – والعشرات من أسماء المنظمات، والجمعيات، ووسائل الاعلام وغالبيتها وهمية، وحتى لايتيه القارئ بين المسميات الافتراضية سنستخدم المصطلح الأكثر تعبيرا وهو (جماعات ب ك ك السورية).
مدخل
حزب العمال الكردستاني – ب ك ك – تشكيل عصبوي، شللي يسراوي متطرف نشأ في بيئة تركية مطعمة بعناصر من أصول كردية، بدأ بالسطو على المصارف، والبنوك في المدن التركية الكبرى، وتورط في الاغتيالات الفردية، ثم ارتمى أحد مؤسسيه وهو – عبدالله اوجلان – في أحضان عائلة الأسد الحاكمة بسوريا، فوجدت فيه ورفاقه الضالة المنشودة من اجل استخدامهم ضد الحركة الكردية السورية أولا، وورقة ضغط في الصراع مع تركيا، وسلاحا للنيل من إنجازات كردستان العراق، وعرقلة المشروع القومي للحركة الكردية في كل مكان، وبايجاز شديد يمكن اعتباره حزب الأنظمة المقسمة للشعب الكردي، ووطنه، ترعرع، ونما باشراف (الدول الاقليمية العميقة) من – الاركنكون – التركي، الى – الحرس الثوري الإيراني – مرورا بالتشكيل – الأمني العائلي الحاكم بسوريا، و – الشبكة المذهبية الشيعية الولائية في العراق – وكل مايقوم به مركز قنديل لهذا الحزب، وتوابعه في كل مكان لايخرج من الأطار المرسوم لهم في العواصم المعنية، وهناك إرادة اقليمية، وحتى دولية احيانا (عن قصد أو جهل) في دعم، وتمويل، وحماية هذا الحزب وامتداداته، ليستمر في تنفيذ المخططات العدوانية ضد الكرد في سوريا والعراق على وجه الخصوص.
ماسردته أعلاه ليس اتهاما سياسيا عابرا، بل قراءة موضوعية لواقع قائم،معززة بالقرائن، والشواهد، وهو اشعار ايضا للأطراف الدولية، وبعض التيارات السياسية الأوروبية، ومجموعات، وشخوص سورية معارضة، التي تبرر مواقفها اعتمادا علي فرضية ان هذه الجماعات لاترتبط بالحزب الام – ب ك ك -، في حين انها لم تقدم على اية خطوة تثبت ذلك من فك الارتباط، او الاستقلالية، او التميز السياسي والتنظيمي، أو الانطلاق يوما كجزء من الحركة الوطنية السورية والثورة، والمعارضة، او التعبير عن إرادة ومطامح الكرد السوريين كشعب من السكان الأصليين.
وظيفته السورية
في المرحلة الثانية الأخيرة التي تبدأ من ( ٢٠١١) في عودة العلاقات بين النظام السوري، و – ب ك ك – (اتفاقية الجنرال آصف شوكت ومراد قرايلان) أي بداية اندلاع الثورة السورية، وإعادة المئات، ثم الالاف من مسلحي الأخير الى سوريا عبر مناطق كردستانن العراق، وخصوصا الى المناطق الكردية السورية، ومدينة حلب وريفها، والتي وبالرغم انها كانت عبر وساطات كردية عراقية (الطالباني)، وايرانية (قاسم سليماني)، ولكن كانت هناك حاجات ومصالح متكاملة في اللحظة المناسبة للطرفين في محاربة الثورة، وتحييد الكرد السوريين، ومواجهة تركيا من مناطقهم، وحرية عمل – ب ك ك – وجماعاتها والتي تجسدت حينها بالتسليم، والاستلام، وقد حصلت خلال الأعوام الماضية الكثير من المعارك، والاحداث، والمواجهات، والصراعات السياسية في ذلك الاطار، وفي عفرين، وكوباني، والجزيرة، وحي الشيخ مقصود بحلب، لامجال هنا للدخول بتفاصيلها، وفي المجمل ان دل على شيئ فانه يدل على وقوف كل من النظام، وجماعات – ب ك ك – في خندق واحد، وفي موقف واحد تجاه اهداف الثورة، وقضية الشعب السوري، ومستقبل النظام السياسي في البلاد، والقضية الكردية السورية، والموقف من شعب، وقيادة إقليم كردستان العراق، والانجاز الفيدرالي .
بعد عدم تجاوب النظام الحليف ! مع رغبات هذه الجماعات الموالية التي قدمت له الكثير باعتراف قياداتها، والتزمت بتنفيذ كل تعهداتها تجاهه، في مجال اعتبارها ممثلة لكرد سوريا، وتنصيبها حاكما للمناطق الكردية، وبعد ان بدات تخسر الحاضنة الكردية السورية الوطنية، وتنعزل عن المحيط الكردستاني، وبعد ان ظهرت بوادر الخلاف في صفوفها، بدأت باستخدام تكتيك جديد، وتقمص أثواب ” معارضة وطنية سورية” كانت قد اشعلت الثورة ؟!، وتعمل الان من اجل إعادة رص صفوف القوى الديموقراطية المناوئة للنظام ؟!، وعقد لقاءات بطرق ملتوية ومن خلال مراكز مجتمع مدني في بعض بلدان أوروبا،و ومشاركة بائسة من شخصيات سورية معدودة لاتمثل الا نفسها مأزومة، ومهزومة.
صحيح ان اجهاض الثورة السورية تم على ايدي جماعات الإسلام السياسي، وشركائها، ولكن جماعات – ب ك ك – ساهمت أيضا في محاربتها عسكريا، وسياسيا، واعلاميا، وكيف يصل بها الامر الان على ادعاء العكس ؟ فان ذلك من أسرار ” الصنعة ” !.
في تجارب العمل السياسي يمكن تفهم الانتقال من موقع الى آخر من خلال عملية مراجعة بالعمق، والكشف عن أوراق الماضي، والاعتراف بالخطايا، والاعتذار للشعب عن كل التجاوزات، وهذا مالم يتم من جانب هذه الجماعات، بالإضافة الى أمر آخر بغاية الأهمية وهو ان انتقالها – المفترض – الى الفضاء الوطني يجب وبالضرورة ان تسبقه عملية عودتها الى الاجماع الكردي السوري، (هذا اذا كانت تعتبر نفسها جزء من الحركة الكردية) والرضوخ لارادة الغالبية الساحقة في تسليم امرها للمؤتمر الكردي السوري الجامع، لاجراء المراجعة، والمساءلة، واعادة بناء الحركة، واستعادة وحدتها، وشرعيتها ، وهذا المبدأ ينطبق على أحزاب الطرف الآخر أيضا.
خلاصة القول على جماعات كل من – ب ك ك – السورية، و – ب د ك،س – ان تراجع ماضيها بشفافية، وتحدد خياراتها، وانتماءاتها، وأهدافها، ورؤاها الحقيقية بشأن إعادة بناء الحركة الكردية السورية، والمؤتمر الكردي السوري الجامع.
والقضية تحتاج الى نقاش