عقود طويلة من صراع بين طرفي نزاع الكرد والترك معاً وقضايا كانت في زاوية التكتم الشديد على تفاصيلها كحجم مذابح الأرمن وتجاهل القضية الكردية وغيرها من القضايا التي تتشابك وتتداخل لتطفوا في آن معاً وتشكل عبئاً كان حملاً ثقيلاً ولازال يثقل كاهل الدولة التركية و لم تعد تركيا كيف تجيد حسم هذه الأزمات العالقة التي هي خط مواجهة بين الأتراك وشعبها في الداخل من جهة , ومن جانب أخر هذه القضايا هي الفيصل لدخول تركيا الاتحاد الأوربي من عدمه وتدخل أمريكا على الخط ليقرّ الكونغرس بأن ما حدث للأرمن كان جريمة ضد الإنسانية
لو جاز لنا اختزال كل الذي يجري يمكننا بالتالي توصيفه إنها ثقافة المصلحة ومن يتبع تداعيات الحرب الأخيرة القائمة بين الكرد والأتراك وبين جهات دولية وإقليمية تعمل على تصفية حسابات قديمة وراهنة ودوماً على حساب الطرف الكردي سيعي تماماً كم هي الخيوط تتشابك ليصنع كثيرون لأنفسهم حلفاء , وأطراف حلفاء يتجاهلون شريك الأمس, وآخرون يتوعدون مسلحي pkk بالفناء, والمسلحون أنفسهم في موقف لا تبدو ثمة وضوح ونهاية مريحة في الأفق , ويتناسى هؤلاء الساسة والجميع قضية عشرين مليون كردي في تركيا محرومون من أبسط حقوقهم الإنسانية والقومية لم يقدم بالتالي أي إعلامي من منبره تقريراً عن القضية نفسها ,وستدهشك صمت المثقفين لتبدو الصورة الأوحد في الحرب القائمة , من قتل من ؟ وكم قتل من الجانبين؟ هل ستقتحم الجيوش التركية كردستان العراق , ويبدو الكل متوتراً وفي حالة قلق وخوف من حرب تداعياتها ستؤذي جميع الأطراف لو لم تتم تسوية القضية والحدث الأبرز وهي مشكلة عشرين مليون كردي في كردستان تركيا
الحرب الإعلامية – تركيا بين حافة النجاة والهاوية –
تبقى الأسئلة التالية مفتوحة تبحث عن إجابات:
ما السر الذي دفع بفضائيات لها ثقلها أن تروج للحضارة التركية مؤخراً في وقت التزم الكثيرون بالصمت ؟
فالملاحظ التوجه العام من قبل مختلف الوسائل الإعلامية إنها حرب استباقية من سيسبق الآخر ويصل لأبعد نقطة على سطح كوكبنا ويؤرشف بعدسة الكاميرا كيف عاش السابقون وأي حال هم عليه الآن ؟
لما يتجاهل إعلاميو هذه الوسائل قضايا مصيرية مفصلية في تاريخ المنطقة القديم والحديث أم المصلحة تقتضي عرض اللوحة الأجمل وتجاهل الحدث الإنساني المؤلم والأهم , في أي زاوية حينها فلتصنف المهنية الإعلامية نفسها ؟
هل فجأة أكتشف الأتراك أن بلادهم جميلة وفيها من المميزات الجغرافية مما تجعل هذه الدولة فريدة في جمالها لتفتح أبوابها أمام للسياح و الصحفيين وعدسات المصورين ؟
أين كان إسلامها وهي التي ارتكبت أبشع المجازر بحق المدنين الأرمن العزل لتقتل منهم مليون ونصف أرمني بريء في أبشع جرائم الإبادة البشرية في العصر الحديث ؟
أين كانت ديمقراطيتها وجنودهم الذين فقدوا توازنهم البشري في حروبهم ضد أبناء بلدهم وهم يحملون رؤوساً آدمية مقطوعية ويلتقطون بها أقوى الصور التي لم يهتز لها جفن أحد ؟
أين كانت عدسات المصورين الصحفيين وثلاثة آلاف قرية كردية تحترق دونما اعتبار لأي قانون إلهي أو بشري حسب تقديرات الصحافة ونفس الكاميرات حاضرة الآن بقوة تسجل حركة الجيش التركي وهو يتقدم لينتهك الأعراف الدولية ويقتحم حدود دولة مجاورة تحت مسميات هي من تبرر وهي من تقنع نفسها بنفسها وسط مناشدات بأن الخطوة التركية خطأ فادح ويبقى الحل التفاوضي الدبلوماسي وبحث جذور الأزمة هو المنقذ الوحيد ؟
بالإضافة
ألم يكن العار الذي لحق بتركيا وهي بتلك القرصنة المشينة وبالتعاون مع السي آي أي وجهاز الاستخبارات الإسرائيلي و تعتقل عبدالله أوجلان سواء أكان ثائراً أو متمرداً وأول شيء تفعلها معه تقوم بحلق شواربه ؟
لما يتناسى الكثيرون اضطهاد العلويين بشكل مبرمج في تركيا ؟
من سينسى سياسة العثمانيون الجدد والمجازر التي ارتكبوها في سجون تركيا وأشهرها حادثة سجن العمرانية 22 / 12 / 2002 التي تمرد فيها السجناء على السجانين في إضرابهم الذي دام ستين يوماً معترضين على فظاعة الانتهاكات التي تحدث فيها ويجبرهم الجيش على الطعام دونما نتيجة ليقتل الحرس 27 سجيناً حسب الأرقام الرسمية الحكومية آنذاك في مجزرة دموية وقفت بقوة أوربا في وجه ذاك الانتهاك السيئ لحقوق المساجين ؟