وليد حاج عبدالقادر / دبي
منذ أكثر من سنتين ولربما أكثر ، تعرضت لماهية وتفسيرات كما بعض التنظيرات في خاصية الثقافة والمثقف ، والجدل المستدام الذي تتعدد فيها الرؤى بين المثقف الإنقلابي التي تغيره اللحظة حسب ادوارد سعيد ، أو الذي يحوطه الانغلاق حسب الجابري والذي ينفك من التقوقع صوب الانفتاح كما يزعم طرابيشي وغرامشي الرائع في مقولته / أن جميع الناس مفكرون .. ولكن وظيفة المثقف او المفكر لا يقوم به كل الناس / . وفي ذات السياق ، كان الجدل الديالكتيكي والمفاهيم الماركسية وتطبيقاتها العملية ضمن ذات السياقات ، إن في تطور المجتمعات أو بناء الوعي ، هذا الجدل الذي اسسنا عليه حينها ، كمنتمين لحزب ماركسي – لينيني حيث أخضعنا ذواتنا لبرنامج ثقافي ،
لازلت شخصيا ارى نفسي مدينا لتلك المرحلة ، وكان من الطبيعي ان تفرز المرحلة تلك أشخاصا منا تجاوزوا الماديتين الديالكتيكية والتاريخية ، وكراريس المنهج التنظيمي وما العمل والبيان الشيوعي ، لابل انتي دوهرينغ ومعهم أيضا جدليات تروتسكي وبليخانوف وو .. ومنذ اوائل الثمانينيات اخذنا ننعطف قليلا عن منشورات دار التقدم نميل الى ما يراكمه الصين عبر ماويته ، وانعكست تلك الأفكار على مخيلة بعض من صناع الفكر العربي ، أمثال الراحل طيب تيزيني وسمير أمين وسلامة كيلة ومعهم حسين وكريم مروة وبعض المتنورين الذين مزجوا الإسلام ببعض من الطروحات التنويرية أمثال محمد عمارة وعلي القمني وغيرهم بسعي لعقلنة التراث ، وأيضا في استنباط للتأريخ المتأشكل وفق وجهات نظر معاصرة .. وكرديا ! كان الجدل يحتدم احيانا في الندوات الحزبية ، وكاني بتلك الندوات أشبه ما تكون بمراكز حوارية ، يهيمن فيها الجدل على الموضوع الأساس ، ولازلت أتذكر خاصة من خلال تجربتي الشخصية في مدينة الحسكة ، ثلاثي هناك كان يهتم كثيرا في الجانب التثقيفي الشخصي : زرادشت محمد ونزير – ابو ماجد النجاري وصديقي – الراحل علي عيسى صاحب اللقب الذهبي – آشيتي – وللحق : هي فترة لازالت المرتكز الذي يمدنا إلى الآن ببقايا مما استقرت في وهن الذاكرة من جهة ، واستذكارا لصديق استقر في قاع الذاكرة ، حيث يفرض حضوره حينما اتناول أي بعد ثقافي صرف ، او أسعى إلى لملمة اوراقي الذاهبة الى خريف نسيانها ، فيحضرني صديقي الراحل علي عيسى أو ( علي يي آشيتي ) ، وخصمه الجدالي انحيازا لسمير أمين على حساب الراحل سلامة كيلة . جدال كان فيه الكثير من الترف التنظيري ، وقليل من التطبيق العملي كبنيان تنظيمي ، هذا التوجه بانعكاساته اثبتت وبلا منازع تلك الفكرة – الخلاصة ، بأن
اعتناق الفكرة حزبيا ، هي غير النضال من أجلها وبين اعتناقها والعمل لتحقيقها تمرر كثيرا من الأجندات المدمرة قصدا للفكرة ذاتها . وهنا ، وبكل ثقة ومن باب التضامن مع شعبنا في كردستان تركية ، قبل عدة سنين وما ابرزناه جميعا بالتضامن مع حزب العمال الكردستاني ، في مساعيه للحل السلمي ، وعلى ذمة جريذة الحياة عدد اليوم الأربعاء ٣ / ٤ اظنه كان عام 2015 ، وردا على تصريحات أردوغان بخصوص نزع السلاح حينها حيث قال / ، ، عليهم ببساطة إلقاء سلاحهم والخروج من الأراضي التركية / فرد جميل بايق أحد صقور الجناح العسكري _ ودائما على ذمة الحياة _ ل _ الكزدستاني _ إن ذلك ليس واردا ، معلنا إصرار الحزب على إشتراطه وجود ضمان سياسي أو قانوني وأن يوجه البرلمان نداءا رسميا يطلب من الحزب ذلك لتجنب أية مشكلات ، ويشير بايك _ حسب الحياة _ بذلك إلى تجربة _ مريرة _ للحزب لدى تنفيذه أمرا أصدره أوجلان بالإنسحاب بعد إعتقاله عام ١٩٩٩ أذ قتل الجيش التركي واعتقل عشرات منهم واعتبر بايك أن تعهد أردوغان شفويا ، ليس كافيا مشددا على ان تصريحات رئيس الوزراء / ليست مقبولة وتناقض خطة السلام / التي أقرها أوجلان وأكد أن لا إنسحاب من دون تنفيذ الشرط الذي حدده الكردستاني لافتا إلى أن لجنة الحكماء ليست جهة حكومية ليتعاون الحزب معها ، وكان رئيس البرلمان جميل شيشك رفض طلب الكردستاني معتبرا أن الأمر يخص الحكومة وحدها _ في إشارة إلى رفضه التعامل مع الكردستاني لتجنب منحه شرعية الند / انتهى النقل من جريدة الحياة والآن _: بعيدا عن التخندق والإصطفافات داخل بنية المجتمع في كردستان كاملة والمحيط وسياسة المحاور لماذا هذه الطوطمية وما يجري في سياقات المفاوضات _ وأعني _ طالما هي قضية شعب ووطن وتهمنا جميعا فلما لا يفسح لها مساحة من السجال والنقاش مع إدراكي التام للمصاعب وأساليب الردود وسيل الأقاويل والتهم بدمغاتها المتقلبة ، والمغزى الصريح لكل المثال اعلاه : لماذا برر بايق لمنظومته مفاوضاته مع اردوغان بذاته ؟ وماذا انتج هو واوجلان على مر السنين كلها ، وقدم الآلاف من الشهداء بزعم متحورات فكرية – سياسية متقلبة وفشل في جميع مبادراته المختلفة سياسيا وعسكريا و : المبادرة تكيفت وفق مزاج أوجلان في الأغلب ، واكثره ماكانت تمليه غالبية النظم المحتلة لكردستان ، والآن هم يؤجرمون الجميع تظنيسا بعقدة اردوغان وعيونم تتلصص يراقبون سبابته عساه يدعوهم لوليمة تنازل تلو اخرى . لقد سعى المؤدلجون الكرد وبكل طاقاتهم الى تشطير البنى المجتمعي ، وخلق هالة من الفوضى التدميرية الخلاقة سياسيا ومعرفيا ، والهدف بقي دائما عملية فكفكة الوعي والبنى المجتمعية وايصالها الى حالة تناحرية قصوى ، وطبيعي ان تنعكس وبعنف على نمط واشكال البنية المجتمعية ، وعليه : إذن لماذا نستغرب هذا الفلتان القيمي في بنيان المجتمع ؟ وكمثال : افلا يفترض بنا أن نجعل من الشهيد والمعتقل في سبيل قضية شعبنا خط أحمر ؟ فالإثنين في قمة النضال وإرث شعبي مهما أختلفنا مع توجهات حزبه أو مجموعته ، فلا يعقل أن نزاود على الشهيد وطنية ولا على المعتقل صمودا وتضحية ، وهنا يحضرني ومن خلال تجربتي المتواضعة ، أن المتخاذل لن يدوم في المعتقل شهرا ، وهذا الامر يذكرني بموقف كانت للراحل كمال أحمد درويش سكرتير البارتي في سنة ١٩٩٣ وبندوة لحزبه في ديريك ، حيث سئل المرحوم عن الموقف من قضية المعتقلين الكرد ، مناضلي _ القيادة المشتركة – وكان الخلاف والتناحر على أشده ، حيث اجاب المرحوم وببساطة ( وكانت قد ارتسمت ابتسامة على وجه الراحل ) وقال :
أعلم غايتك في السؤال ( السائل كان ابن خالتي وانا واحد من المعتقلين كنت ) وقال : نحن نميز تماما بين موقفنا من القيادة المشتركة ورفضنا لأساليبه , اما المعتقلون فهم مناضلون حقيقيون ونعتبرهم من معتقلي الحركة الكردية قاطبة لأنهم ببساطة اعتقلوا لنشاط تهم قضيتنا جميعا _ وهكذا الشهداء فه إرث وطني وقومي ، فهلا ارتقينا بخطابنا في هذا المجال _ ولطالما هي أمنيات أتمنى ان نتساوى في القيم والمعادلات ونسقط شعار خدمات ثابتة او ميدان . وباختصار شديد ومكثف ؟!!! متى توصلنا جماهيرا واحزابا الى قناعة بأن الحزب / أي حزب / وقيادتها بقواعدها ومجمل منظومات علاقاتها وتحالفاتها إنما يتوجب أن تكون في الأساس لخدمة القضية ونصرتها ، وأنها / الأحزاب / ليست حديقة خلفية لمنزل سكرتير او عقار يزرعه بما وكيفما يشاء وأن القيادي عليه أكثر مما على حمد / حمد لجدام / حينها سيضطر لا حقان فدان لوحده وإنما بمعية المقبور قاسم سليماني ومعلم بشار الجعفري بالزحف على البطن وطلب الإذن لمقابلة لا مفاوضة !! .. إن السراب مطلقا ليس كما يفسره بعضهم ! السراب هو هلام حقيقي يؤشكله مادته بتقنية لا يستطيع العقل المفرز لمفردات ذلك السراب سوى تصويره وفق ردات فعله ! السراب حقيقة واقعة توازي التفاؤل المفرط او التشاؤم المركب وعمره ما كان المتشائل كلا وسطا بقدر ما هو العائق والمساهم الأبشع في التدمير البنيوي ذاتيا .