داعش في قلب المدينة ج1

زاكروس عثمان

اشار قادة كورد في قوات سوريا الديمقراطيةـ قسد خلال مؤتمر صحفي إلى ان عمليات البحث والتمشيط في الاحياء المجاورة لسجن غويران بمدينة الحسكة كوردستان روزئافا، كشفت عن انفاق وتجهيزات اقامها عناصر داعش في منازل ضمن هذه الاحياء، فهل كان التنظيم يستطيع إقامة هذه التحصينات في مناطق سكنية دون ان يفتضح امره ما لم يحظى بتغطية وكتمان من السكان المجاورين للاماكن التي اقيمت فيها الانفاق، الامر الذي يؤكد وجود حواضن شعبية لتنظيم  داعش في المدن والارياف، والتي عبرها ما زال يبسط سيطرته على بقاع شتى، ومن يعتقد عكس ذلك عليه التفكير جيدا في غزوة غويران المحكمة. 
وكانت المعركة بدأت مساء الخميس 20 / 1/ 2022، بهجوم موسع وعنيف شنه قرابة 200 عنصر لداعش على الحسكة، بهدف تحرير  5000عنصر من عناصره الاسرى في سجن حي غويران جنوب المدينة، وكانت  المواجهات  الحامية استمرت لأكثر من 7 ايام، لتنتهي بتداعيات امنية وسياسية خطيرة، دفعت بعض المراقبين إلى القول ان غزوة داعش على حي غويران شكلت مرحلة جديدة في مكافحة الارهاب.
حيث تميزت هذه العملية ميدانيا بانها الاعنف التي نفذها التنظيم الإرهابي بعد هزيمته في الباغوز 2019، في هذا الصدد اشار بيان قوات قسد وفق معلومات حصلت عليها  واعترافات المُهاجمين الذين تَمَّ اعتقالهم، إلى أن المهاجمين قَدِموا من سري كانيه/ رأس العين وكري سبي/ تل أبيض، اي المناطق التي تحتلها تركيا، وقسمٌ آخر قَدِمَ من العراق، واضاف البيان ان المخطّط الواسع لتنفيذ العملية لم يكن هجوماً محلّيّاً صرفاً، لكن “غرفة عمليّات إدارة الهجوم  وفق الوثائق” تَمَّ الإعداد لها خارج الحدود السورية، وحمّلت قوات قسد تركيا مسؤولية الهجوم، وفي استمرار وجود تّنظيم  داعش ككل، مشيرة إلى أنّ الهجمات التركيّة على روزئافا، وتهديداتها المستمرة، تمنح داعش الفرصة ليعيد تنظيم صفوفه.  
واعلنت قوات قسد، الجناح العسكري لمجلس سوريا الديمقراطية ـ مسد، في بيان صدر يوم الاثنين 31/ 1/ 2022 عن الحصيلة النهائية للخسائر البشرية في معركة غويران بمدينة الحسكة والتي شهدت مواجهات عنيفة بين مسلحين من تنظيم الدولة الاسلامية ـ داعش وقوات قسد، وبلغ عدد القتلى حسب البيان المذكور  374 من عناصر داعش، و 117 قتيل  من منتسبي الاجهزة الامنية والعسكرية والمدنية التابعة للإدارة الذاتية القائمة في روزئافا، إضافة إلى 4  قتلى من المدنيين. 
وما يزيد الشكوك حول تورط أطراف اخرى في هجوم داعش على سجن غويران هو انه منذ الساعة الاولى لبدء الهجوم بدأت هذه الاطراف على الفور حرب إعلامية شرسة لمؤازرة تنظيم داعش ضد قوات قسد، وإذ بالائتلاف السوري المعارض الموالي لتركيا يتناغم مع  خطاب النظام السوري وموقفه من غزوة داعش على الحسكة، واخذت دعاية المعارضة والمولاة على حد سواء تتحدث عن تهجير القوات الكوردية للمدنيين العرب من المدينة، وتدعي بان الاسرى الموجودين في السجن مدنيين لا صلة لهم بتنظيم داعش، وذلك لدفع المكون العربي على التمرد والانضمام إلى عناصر داعش، لخلق حالة من الفوضى في الحسكة تسمح لـ 5000 أسير داعشي بالخروج من السجن ومحاولة السيطرة على المدينة ومن ثم التوسع خارجها لإعادة بناء دولة الخلافة الارهابية.
يتبع 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

كفاح محمود حينما كان الرئيس الراحل عبد السلام عارف يُنعى في أرجاء العراق منتصف ستينيات القرن الماضي، أُقيمت في بلدتي النائية عن بغداد مجالسُ عزاءٍ رسمية، شارك فيها الوجهاء ورجال الدين ورؤساء العشائر، في مشهدٍ يغلب عليه طابع المجاملة والنفاق أكثر من الحزن الحقيقي، كان الناس يبكون “الرئيس المؤمن”، بينما كانت السلطة تستعدّ لتوريث “إيمانها” إلى رئيسٍ مؤمنٍ جديد! كنّا…

نظام مير محمدي *   عند النظر في الأوضاع الحالية الدائرة في إيران، فإن من أبرز ملامحها ترکيز ملفت للنظر في القمع المفرط الذي يقوم به النظام الإيراني مع حذر شديد وغير مسبوق في القيام بنشاطات وعمليات إرهابية خارج إيران، وهذا لا يعني إطلاقاً تخلي النظام عن الإرهاب، وإنما وبسبب من أوضاعه الصعبة وعزلته الدولية والخوف من النتائج التي قد…

خالد حسو تعود جذور الأزمة السورية في جوهرها إلى خللٍ بنيوي عميق في مفهوم الدولة كما تجلّى في الدستور السوري منذ تأسيسه، إذ لم يُبنَ على أساس عقدٍ اجتماعي جامع يعبّر عن إرادة جميع مكونات المجتمع، بل فُرض كإطار قانوني يعكس هيمنة هوية واحدة على حساب التنوع الديني والقومي والثقافي الذي ميّز سوريا تاريخيًا. فالعقد الاجتماعي الجامع هو التوافق الوطني…

تصريح صحفي يعرب “تيار مستقبل كردستان سوريا” عن إدانته واستنكاره الشديدين للعملية الإرهابية الجبانة التي استهدفت دورية مشتركة للقوات السورية والأمريكية بالقرب من مدينة تدمر، والتي أسفرت عن سقوط عدد من الضحايا بين قتلى وجرحى. إن هذا الفعل الإجرامي يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، ويؤكد على خطورة الإرهاب الذي يتهدد الجميع دون تمييز، مما يتطلب تكاتفاً دولياً جاداً لاستئصاله. كما يُعلن…