وليد حاج عبدالقادر / دبي
بداية ولمجرد ذكر اسم سجن الصناعة، سيتذكر كثيرون تلك الثانوية المركونة كانت على الضفة الجنوبية لما كان يسمى بنهر الخابور، والتي تحولت بعد الثورة السورية وتحوراتها الى سجن جمع فيها حوالي خمسة آلاف سجين عدوا حسب كل المقاييس والمواصفات من أخطر السجناء في العالم، وفي منطقة لاتزال متفجرة وبعنف شديد وعلى بقعة جغرافية متقدة ببراكين طبيعية وبشرية نشطة وباية لحظة قابلة – تلك البراكين – للإنشطار، وما يجري منذ عدة ايام في مدينة الحسكة وبمحيط السجن المذكور أعلاه، يكشف وبكل بساطة حتى للمتابع العادي، مدى ارتخاء قبضة ادارة الأمر الواقع في مناطق عديدة، مقابل فولذتها في مناطق اخرى واعني بها الكردية تحديدا،
هذه الرخاوة التي تمكنت داعش استغلالها واستثمارها بمنهجية عسكرية – عنفية كما في مخيم الهول والتي بمتواليات احداثها كان يفترض بالأجهزة القيمة على امر العباد الوقوف عندها ودراستها واستخلاص مقدمات لنتائج لربما كانت قد خففت او افشلت تلك المخططات، ولكن غرور القوة الممنوحة وسوء إدارتها وتداخل المنهجيات وتشابكها مع تناقض وتضارب المصالح ونزعة الفئويات داخل هذه المنظومة هي كلها مؤشرات كانت متوقعة، لابل ان الملامح كانت تؤكد بأنه إن لم يقم القيمون في ادارة الأمر الواقع بإجراء تقييم سريع والقبول بتغييرات فورية وجريئة، فأن مصير مناطقنا كلها هي على كف عفريت، ولعل بروفة ما يتم في مدينة الحسكة حاليا هي واحدة من اهم البروفات واقساها والتي بينت وبوضوح الحجم الكارثي لإنحدار القوة المفترضة في مواجهة معتقلي داعش ومعها فرط القوة المستخدمة في مواجهة قوى سياسية وذي نضال سلمي، إن ما يجري في حي غويران وسجن الصناعة يطرح جملة – سلة من الاسئلة وبكل أسف كلها تضع ادارة الأمر الواقع داخل قفص الإستنطاق ! والإجابة على كم الأسئلة التي لا تخلو في بعض جوانبها من الإتهام :
– ماذا جرى في مدينة الحسكة ؟ وهل أصبحت كل مناطقنا ومدننا – لابل بقاعنا جميعها تحولت إلى مناطق رخوة فتقضم او تنفذ فيها اعمال حربية ترتقي الى الجريمة ؟ ولماذا قابلها ومنذ وجود هذه الإدارة بتشديد قبضة اجهزتها وتركيز مهامها لمحاصرة وقمع المختلفين معها كرديا فقط وكمهمة اساسية – ربما حددت – لها ؟ وهل يعقل ووسط كل الإجراءات المتبعة فرضا في بيئة وواقع كهذا يمكن أن تمرر سيارة صغيرة، لابل دراجة نارية مفخخة ؟ ايعقل أن تمرر شاحنات ملأى بالعتاد والذخيرة ورجالات القرو وسطية فتجتاز عشرات الحواجز باجهزة كشفها عدا البشرية ؟ وتجتمع كلها في محيط دائرة تكاد ان تغطي اكثر من حي ؟ وسيقول عبقري منهم ؟ إن العملية كان يستعد لها منذ شهور ؟ وان العناصر جاؤوا عبر الحدود ووو ؟! .. و : في الواقع هناك مئات الاسئلة التي ستنتج اسئلة ولتعبر عن دهشتها بكل سخرية ؟ ومعها ستتواتر جملة من الاسئلة الإستنتاجية والتي يحق لأي كان ان يطرحها ! اوليس من حق اهل المدينة وأهل الابرياء الذين سقطوا لابل وذوي كل الشهداء ان يتساءلوا :
– من سهل دخول الدواعش وبكل ذلك الزخم العددي، وهم مدججون بتلك الكمية الضخمة من الاسلحة وبانواعها المختلفة .
– من هو المنسق – الشبح المخفي الذي هندس كل هذه العملية واستطاع بقوة ونفوذ الدولار ان يمرر كل ذلك ؟ والأنكى ذلك التنسيق وبحرفية تعجز عنها كل مافيات العالم واوجد ذلك الترابط بين منفذي المخطط في الخارج ومن هم في داخل السجن ؟ .
– والنقطة الأهم هنا ؟ هل التواصل بين كل هيكليات داعش الإرهابي هي بتلك السهولة سيما انهم يتحكمون وبكل قوة في مسار لحظيات الحياة داخل مدينتهم الفاضلة في مخيم الهول !
– والأهم هنا وكخدمة مجانية لسلطة الأمر الواقع وكاستحقاق ضريبي لهم عليهم أن يتتبعوا مصير ملايين الدولارات التي صرفت – دفعت لتعبيد الطريق لابل شرائها ذهابا وإيابا .
– والسؤال الاهم الذي يفترض بقسد ووحدات حمايتها ان تجاوب عليها : ايعقل بأن المعتقل السياسي الكردي في خطورته أكبر بكثير من خفافيش داعش ؟
جملة من الاسئلة – ادرك – بحجم وعيار اجوبتها ! والتي يمكن أن تستخلص بجواب جدا بسيط وشفاف : هل هو الترهل ؟ ام فائض القوة المتخيلة وقد وهنت ؟ ام هو الغرور وقد باتت الممكنات فوق تصور الخيال ؟ ام هو الرعب الكامن داخليا والذي تحول الى جبن حقيقي وبات يستعاض عنها باستثمار فائض القوة تلك بتنفيسها كرديا ؟! .. أم أن الإستنذاف التركي وميليشياته مع الإدانة المسبقة لها تودي الى تراكمات هكذا ترهل ؟ ومعها تشتت وبعثرة القوات ؟ ألا يلاحظ نتائج ذلك التمدد اللاواقعي والخروج من البيئة والحاضنة الأمر الذي اكثر من الثغرات ومعها حالات التسلل والطعن ؟ . سيقولون لاننا نحمل عبئا عن العالم أجمع ؟ لا يا سادة انتم تشبهون أية شركة مستثمرة تقدمون الخدمات اللوجستية وتتلقون مقابلها حتى ثمن قطعة الصابون او ماء الشرب، وقد راقت الواردات لكم سواء في مدينة – مخيم دولة داعش في الهول أوداخل سجن الحسكة ؟ . وهنا وبكل بساطة وفي حالة كحالتكم ! عندما تتحول قضايا الشعوب الى مجرد بهرجة وعلى ارضيتها تتمأسس هلاميات مؤدلجة ويتم تغييب قضايا الشعوب الاساسية، فسيكون من المحتم بأن البوصلة ستتوه بصاحبها، وهذا الامر هو بالضبط ما تعانون منها، وبعيدا عن الجدل ! دعوني استذكر معكم : اولئكم الذين اطلقتم سراحهم معززين مكرمين، بينما كان ولايزال هناك مناضلون كرد في سجونكم المخفية ومنهم من استحال على اهلهم مجرد اللقاء وللحظات بهم ؟ هل تابعتموهم ؟ هل تدرون أين هم ؟ وهل ستتجرأوون مجرد متابعة او كشف اعداد ممن اشترك منهم في عمليات داعش الإجرامية ؟ وذات الأمر سأشملهم بأولئك الذين خرجوا في الجرنية الطبقاوية وهتفوا ضد كردستان وشعبها وقادتها ؟ ومن كان في طليعة جوانين رورش كر على جسر سيمالكا وامثالهم ؟ ألا تضعون امثالهم في نطاق دائرة الإحتمال ؟ هل سيخرج علينا واحد مثل مسؤول امنكم ايام انفجار قامشلو ويتهم الشعب لابل يحملهم المسؤولية الكاملة ! لانهم لم يوقفوا الشاحنة ؟ في الأحوال العادية ومجرد توارد اناس بذلك العدد والمظهر وووو أمور ستدفع بالسليقة الى وضع إشارات استفهام وضرورة المتابعة ! أم أن هناك من غطى ووضع ستار التغافل حتى يمرر الأمر وكاد ان يمرر ! .. إن كل المعطيات تودي الى نتيجة اساسية وهو ترهل هذه الإدارة من جهة وتسلل كثير من الشخوص كخلايا نائمة لابل ووصولها الى مراكز حساسة تمرر ماتشاء وبدقة، والمصيبة انهم منحوا قيادات اتحاد ديمقراطي اكثر من فصل – عملية وكانت أيضا اكثر من واضحة وصرخوا ومن دون ريبة هانحن وتعالوا خذونا ! .. إن واقع الأمر وامام هكذا خروقات يتوجب على اتحاد ديمقراطي العودة بقواتها إلى مناطقها الرئيسية، والإنخراط الجدي في حوارات وحدة الصف والسماح لبيشمركة روچ ان تعود وتتخذ مواقعها القتالية دفاعا عن الشعب والارض، وبكل ثقة أقول : إن ظاهرة التنمر ورقيا اخذت تنهار بنيويا وتتمزق .. وستسقط كل الذرائعيات امام الحقائق التي تتتالى في انكشافاتها والتي يوما بعد آخر تظهر حقائق الأمور وتتساقط بروباغندا الآيديولوجيا امام استحقاقات الشعوب وروحية التضحيات الجسام التي يقدمها خيرة ابناء هذا الشعب، واذكر ببغاوات الآيديولوجيا : قريبا ستثور عليكم وفيكم تقية الشهداء فاحذروا .. المجد لكل الشهداء ..