ديريك وحلم العودة المستدام «14»

وليد حاج عبدالقادر / دبي 

خاص لموقع ولاتي مه 
الحكم والأمثال الشعبية لم تأت من فراغ بقدر ماهي تدوينات لعصارة التجارب وتراكم المشاعر ومنها المثل القائل ( ti tişt û ti kes ji zarokê şîrin tir nîne ji bilî zarokên zaroka ) .. ولوالدي رحمه الله كانت هناك حكاية يرددها دائما على مسامعنا ولعلها المرة الأولى التي ترسخت وبالصورة في ذهني كانت في اول شتاء لنا بعد انتقالنا الى قامشلو وذات يوم مثلج بغزارة ونحن كنا قد استقرينا مستأجرين دارا للراحل حاجي فقه اوصمان وكان الراحل حاج عبدالهادي ميرو ضيفنا .. خرجت الى الحوش أقيس سماكة ارتفاع الثلج حافيا وعدت سريعا الى الغرفة التي يجلس فيها والدي والحاج والحديث كان ذات المثل وولد الولد ووالدي رحمه الله يروي القصة التالية : 
يحكى بانه في واحدة من قرى بوطان كان هناك أب وأم لديهما ولد وحيد ربياه ووهباه كل املهما وحنانهما حتى كبر الولد وزوجاه وبعد حوالي سنة رزق بولد وفرحا لذلك كثيرا .. وكان مولد الطفل في ذروة شتاء مثلج قارس البرودة ، وذات صباح مثل هذا الصباح – الكلام لوالدي – والثلج كان قد بدأ يهطل بغزارة ووهنت الأسقف الطينية بثقلها واخذت تدلف – دلوب دكرن – صعد الإبن الى السطح المتهالك وبيده المجداف يزيح الثلج ، انتبهت الأم ونادت الاب والإثنان أخذا يترجيانه بالنزول فورا لأن الوضع خطير عليه فإما انه سيتزحلق ويسقط او ان الدار سينهار به وكلتا الحالتين فيها خطورة عليه والولد لا يبالي ومستمر في عمله .. هرع الاب الى الداخل الى حيث سرير حفيده الذي لا يتجاوز عمره الشهر واخذ بفرشته واغطيته الى باحة الدار ووضعه بهدوء في زاوية على الثلج ونادى ابنه .. سيبقى ولدك هنا الى ان تنزل .. صرخ الإبن في أبيه يترجاه بإدخال طفله الرضيع الى الدار لان الجو قارس وهو لم يزل طفل ! .. تطلع فيه والده وقال : ابنك طفل رضيع وتخاف عليه بهذه اللهفة ولا تستدرك لهفتنا عليك وعلى ابنك انا وامك ؟ .. ياولدي لا أروع من الولد إلا ولد الولد … حماهم الله اولادنا واحفادنا جميعا .. 
لصديقي صالح ابو بروسك بعض كما بعد فولكلوري وـ بعضه ـ من خاله أبو سربست ـ الله يذكره بالخير ـ خاصة وهذا المطر الجميل الرائع والبرق يهدر في السموات مقرقعا فيذكرني بديريك حينا وعين ديوار حينا آخر .. الجو تغير بالأمس عدّة مرات بين غائم وغائم جزئي ـ وأنا لم أنس جغرافيتي بعد ـ وبما أننا كنا على موعد رسمي هكذا كان حالنا والطقم والكرافات ـ على فكرة لولاه لما لبست الكرافاة لأنني ببساطة لا أعرف كيف أربطها ـ فكنا مع التغييم الجزئي نشلح الجاكيت ولا نلبث أن نعود فنلبسه وهكذا … فقال الصديق أبو بروسك .. أنها أكثر ما تشبه ـ وقصده على النهار وتقلباته ـ كما قصة عنتر و ـ جوكا توته فاني ـ أو ـ جوكا توته واني ـ وملخصها بأنه وما نسميه نحن في تراثنا الكردي وتقلبات ظواهر المناخ أو حالات قدوم ظواهر موسم مخادع .. كأن نكون لا نزال ـ مثلا ـ في الشتاء وتتبادر وكأنه الربيع وهذا ما حدث تحديدا ل ـ جوكا توتواني ـ حيث ظنت وأشعة الشمس الدافئة بأن الربيع قد أقبل فظهرت الى أغصان الشجرة تبني عشّها وأخذت صغارها وهم ب بريش الزغب ووضعتهم فيها ومالبث الجوّ أن اكفهر قليلا ولكن عاد من جديد الى نقاءه .. أمام زقزقة ولهو الصغار فتح عنتر عينيه وقد استفاق من سباته الخريفي والشتوي وقال في نفسه .. عجيب أمري كيف نمت الى هذا الحد وهاهو الربيع وقد أقبل والطيور تمرح .. نهض من رقدته وسار عنتر في الجبال والسهول ومالبث الجو ان ابترد والغيوم تكاثفت وهبّت موجة برد جبلي قارس فهطلت الثلوج بكثافة غريبة وبالويل والصراع المستميت استطاع عنتر ان يصل بجسده المنهك صوب دياره وما أن وصل الى تخوب حقله .. تأمّل الشجرة المتثاقلة بحملها من الثلج المتجلّد وعش ـ جوكا توته واني ـ وهي بفراخها وقد التحمتا مع نتف الثلج المتجمد . هي الأمور أن تجاوزت فيها وتخطيت مراحلها مستاثرا أو .. متعمدا والقفز على ثوابتها كما ومعطياتها فكم من قفزة بهلوانية كانت فيها من الإستعراض اكثر ما استوجب لتودي بصاحبه الى التهلكة … و .. مازالت أيامات التحول الطقسي المتسارع وتراثنا الكردي هي .. نعم يقال لها ـ روزين عنتر ـ .. ترى أيجب عليّ التعليق أم أتركها لصديقي أبو بروسك ؟ … فليكن .. له … ولكم !!!! كل الود
واستكمالا لمقولات ابو بروسك : 
( اخي ابو شيندا قول عنتر لجوكا تلوتاني ته مالا خوه خراكر وته مالا من چي لسرداني يقودني الى قصة كيسكو (ذكر الجدي – التيس الصغير ) الذي ابتهج قبل الاوان بزوال فصل الشتاء وبره في آخر يوم من شهرشباط ( كما يبتهج بعضنا بتحقيق انتصارا ت غير مكتملة ) وسرد القصة بان الكيسك بدأ بالقفز والرقص ابتهاجا بقدوم الربيع وزوال جبروت الشتاء وهو يقول (جرتو جرت سباتوكي … از كيهام اذاروكي … هي به زي كفن لسركورجيلوكي ) فانزعجت شباط من تصرف الكيسك الأرعن ونادت شهر ادار فقالت ( خوشكا من آدار تو بدا من سيه روجين غدار دا از كيسكو لسوركه دا بكم خوار ) فتلبدت السماء بالغيوم الداكنة وبدأ هبوب رياح قوية وباردة وانهمر المطر الغزير والبرد /تيروك / وفاضت الوديان فلجأ الراعي مع قطيعه الى كهف قريب لكن الكيسك المغرور كان قد ابتعد عن القطيع واستحال عليه قطع السيول الجارفة فسقط صريعا واسرع الراعي الى ذبحه وبعدها صح الجو وانقشع الغيوم واشرقت الشمس فلجأالراعي الى ظل لسلخ الكيسك المتهور الذي لم يقدر الوضع وسبق الاحداث – ربما هي عبرة لمن يريد ان يعتبر وانا منهم ) .. هذه التحفة الرائعة هي من صديقي ابوسالار .. بس ياريت الحكاية وقفت عند هذه الكلمات أو الأمثولة الرائعة والتي تؤكد حقيقة التشكل الثقافي والوعي المجتمعي الكردي أزلا ومفاهيم وعي بلاد مابين النهرين اي اصالة الكرد وانتماءهم لبقاعهم المسماة كردستان هذه الثقافة او التراث المتراكم والذي نشأ على بعد أو المفهوم الطقسي / المناخي .. وحتى لا أتوه وأتو هكم معي فتنقدني الصديقة سيماف كوباني ولاتفهم كلماتي .زأرجو منكم المساعدة .. نعم المساعدة في حل اللغز والإسم الصحيح لذلك العصفور ـ هو ليس عينه العصفور الذي يجلب الأخبار لتويتر فيغرد أو لنا من هولير سواء عن الوحدات أو الهيئة ـ المهم بقي ـ جوك ـ جوك وما اختلف هو استقلابات الحروف .. بس المصيبة أنني لم أتعظ من ـ كلموزا جم مالا ملايي حمديا ـ في ديريك بالرغم والله ياشباب لقد لدغت منها اكثر من مرة .. فعلقت الآن بين ـ كيسك .. كافر الفاء بثلاث نقاط .. أو كهر .. بران .. مه .. برخك .. به زن ..ـ فصديقي ابو بروسك يقول أن كيسك هي انثى الماعز والصديق ابوسالار يقول أنه هو ذكر الماعز بدليل أنهم قالوا ـ كيسكيلوك ـ كتصغير ذكوري فالعملية ليست استقلاب لحروف العلة وما شابه والتفاسير وصلت الى بران و كافر او كهرك أو مه أو بزن .. الله الله وأنا عاجز فكرت عجب استفسر من اصدقائي حامدي قادي بربر البيطري أو من شوقي توفيقي ملا شوقي وإلا عدكي حامدي كولي ما غيرو ـ بس .. المسألة ماهي طبية ؟؟ .. يالله ليش مانجمع منها نماذج ونؤجل البحث في قضيتهم ـ على هدي الشيخ معاذ الخطيب ـ الى بعد سقوط نظام بشار الأسد ؟ … لالا .. والله الخوف بعدين إنو بعضنا يدبون و يقطعهم لعزيمة مدهنة وبشائر نصر نواف البشير وربعه ..لالا .. والله الحل هو عندكم انتم يا كوجر .. الحقني بالحل أيها الكوجري الرائع انت عمروف …..

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اعتبر الزعيم الكوردي رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، يوم الجمعة، أن الارضية باتت مهيأة لإجراء عملية سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط للقضية الكوردية. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال انطلاق أعمال منتدى (السلام والأمن في الشرق الأوسط – MEPS 2024) في الجامعة الأمريكية في دهوك. وقال بارزاني، في كلمته إنه “في اقليم كوردستان، جرت الانتخابات رغم التوقعات التي…

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…