في الإعادة إفادة سواها PKK

وليد حاج عبدالقادر / دبي
دأبت الشعوب في مسيرة تطورها وتراكم خبراتها وتجاربها الى اختزالها في حكم واقوال مأثورة، ومن هذه الأقوال، المثل العربي المأثور ( كل إناء بما فيه ينضح ) ! ؟ وبالفعل فقد فاضت فينا أوانينا، وأضحينا بغالبيتنا علماء في الفيزياء النووية وعلم الأجرام والبقع المظلمة ووو .. والجميل هنا فعلا هي تلك الثقافة العامة التي اضحت مثار فخر حقيقي، ولكنها للأسف ! تستهلك لتصبح كارثة، خاصة حينما  تفرغ من مضامينها، وهنا وكمثال : مؤتمرات وجلسات قضية الدستور السوري كغاية لإعادة صياغتها، وكلنا يتذكر كلمة المجلس الوطني الكردي في جلساتها الأولى، والتي لو لم تسبقها عطالة الموقف من حضورها، والسعي الفظيع الذي مورس من الجهة المقابلة لحجز ولو كرسي والهدف من المثال هو للعودة إلى وثائق كل المعترضين – خاصة من المحسوبين ظنا على الكرد – وبرامجهم لحل القضية الكردية، ومنهم من لا يحتاج إلى تعليل بقدر ممارستها التطبيقية على ارض الواقع ؟
 وكلنا يرى كيف تحولت كامل منطقتنا التي سيطرت عليها إلى شمال شرقي سوريا ؟ لابل ان الحزب المهيمن كغطاء وقيمة فعلية، واعني بها حزب العمال الكردستاني، وتشكيلته المحدثة إسما – حزب الإتحاد الديمقراطي بتشكيلتها العسكرية بترت منها اللاحقة الكردية من أسمائها، وهنا وفي جردة سريعة لبرامج كل الأحزاب والمجموعات وإلى العقد الإجتماعي والممارسات التي مررت على قاعدة انها – تكتيكات – على أرضية بروباغندا شعبوية وبصيغة مرياعية، تستهدف فقط هيجان الغوغاء واستنهاضها عداءا على قاعدة تحريضهم ودفعهم الى لاشيء سوى معاداة جماهير واحزاب المجلس على قاعدة : تذكر أن الأنكسي ليس حزبا واحدا ! وعليه وبثقة، فلو أثاروا دور المجلس وآلية حضورها جلسات المؤتمر، او لو صيغت وثيقة لبيان ختامي كنتاج، والأهم لو ما كانت الطروحات سقفا أعلى لما يطالبونه هم في برامجهم وما طبقوها عمليا ؟ لقلنا ما قلناه ولكن وللأسف ! وبعد الفشل العسكري الذريع والمآسي التي جلبتها , والأهم بعيدا عن الولاءات والعواطف، وقابلية التحول إلى قوات حماية آبار النفط والحدود جنوبا من الشدادي، واستنادا إلى كل عقودهم الإجتماعية ؟ او ليس طرح الأنكسي متقدما كرديا ؟ . إن احتكمنا الى القيم الضميرية من جهة، وتذكرنا جميعا رغم الحدية مع كل ممارسات كادرو و حزب الإتحاد الديمقراطي، بأننا كنا في كل معاركها ننحاز إلى شعبنا ومصيرها، والآن ؟ وما تؤول إليها الأحداث وانعطافاتها في سوريا حاليا، وامكانية تحولها الى معركة سياسية، وحتى لو خاب فيه ممثلونا ! فهي لن تكون نهاية المطاف، هذا من جهة، يضاف لها أيضا على أنه لم يهدر نقطة دم واحدة، ولم تكن ممارساتهم سببا في هذه الإحتلالات والهجرات وما يرافقها حتى اللحظة من الرعب اليومي الموجود . فهل لاحظ أولئك الذين اتخذوا من الصراع البيني غاية لتصفية الآخر على أرضية التمدد في متاهات أعقد معادلة في خيميائها الواضحة مثل الماء الزلال ؟ وأعني بها الإستدراج الممنهج على أرضية تودي فقط الى التصادم الفعلي او ما بات يعرف سياسيا : بإرهاق القوى لإضعافها، والبدء في تشكيلها وفق مخططاتها ! هذه المظاهر المنكشفة حتى للبسطاء، والتي تموهها حزب الإتحاد الديمقراطي منتشية بغطاء فائض القوة في ممارسة الإستبداد وتقمص نزعة – هرقل – بوليودي –  لتطبيق جينوسايد سياسي ؟! .
وكردستانيا : في أوائل التسعينيات، عندما هبت جماهير نصيبين وبوتان وأعلنت ثورة الحجارة على الجونتا التركية واستخدمت المقاليع بكل أشكالها، ولازلت أحتفظ في ذهنيتي صورة أولئك الأبطال الذين صعدوا منارة جزيرا بوتان، وأولئك الصناديد الذين افترشوا الطرقات أمام جنازير دبابات الجونتا التركية على طريق نصيبين  الذاهب إلى بوتان وكان شعارهم : لن تعبروا إلا على أجسادنا ! هي ثورة حقيقية مدنية عصرية كانت، وأجزم بأنها لقنت العدوانية التركية دروسا نضالية، وأثرت في صميم الرأي العام العالمي أسوة – من جديد – تجربة انتفاضة الحجارة، في فلسطين هذه التجربة التي تم وادها في كردستان، والآن ؟ أقر بأنني لم أكن بصدد التطرق لها ؟! لولا تصريح لمراد قر ه يلان وإصراره على تقليد – أهل حماس ! لا غزة – فقط بالبقاء في دورهم إلا اذا امرهم هو بالنزوح، وكلنا لاحظنا ما تم من تصد مدني بأبسط وسائل الدفاع الذي لو كان هدفها الأساس هو الإستثمار النضالي، لكانت خلقت بالفعل، ومن جديد لو ما عبثت بها قيادة قنديل وعلى رأسهم قره يلان بشخصه ! .. تلك الحالة ومنظر الدماء الطاهرة وقد لطخت حجارة مدننا الجميلة الآمنة كانت، والتي برعت الطورانية التركية في اجهاضها .  
كل هذه المنعطفات التي مررت ولم تزل، وبعض من أشباه المتعلمين اعتلوا منابر التشويه وتقمصوا نزعة المرايبع يهيجون البسطاء وببولبوتية دامية اخرسوا أصواتا واغتالوا قامات عسكرية، والمهلك في الأمر مجددا ! هم اولئك – المتثقفين – الذين لا تفوح من اقلامهم سوى رائحة البارود وكلماتهم في غالبيتها مجرد ارهاب مدجج بعبارت القرف والتخوبن وانذارات لاتقل عن نعوات الموت او انذارات القتلة المؤجرين، وهنا وقبل كل شيء : شخصيا أجزم بأنني لست ولم ولن أدعي بانتمائي – لطبقة المثقفين ! – بقدر ما اعتبر شخصي من المتابعين إن في الشأن العام أو الجدل في بعض من جوانب الحياة، والجزم الأكبر عندي هو : سعي الكثيرين شخوصا وانتماءات في رش التوصيفات ومنح النياشين والنجوم بنسورها، وتشكيل فيالق زعمية وطوابير باسماء وتوصيفات مخترعة . نعم ؟ جميعنا يعلم بأن الثقافة يمكن أن تختزل بعدة عبارات : هي حينما يتحول الوعي الى نواة فتنتج خميرة جديدة تهييء لمنتوج جديد وأي – مثقف ! – ينتف ريش الإستبداد الذي مورس في ( نصيبين مثلا ) ويدوكر شبيهتها ويطرزها بالألوان في قامشلو او يتنسم وهما تغريدة البلابل مجدا لإضطهاد فيما تتحطم الأقلام والأصابع بيد مختلفه، أفلا تذكرنا بجنون إردوغان وسطوته المنعتقة من لا معقوليتها، والزاحفة نحو شرعنة الإحتلال العثماني وتجديدها، وجدلية كتابة الأنساق التاريخية وخلطه الغريب العجيب وفرزه إن لمفهوم الإحتلال او الفتح وربطه ثانية بالمسألة الوجودية ؟! وتاريخ نشوء دولته ؟! التركية منذ ١٩٢٣، لابل  منذ الإحتلالات العثماني ونزوعه الصريح / أقله عاطفيا / بشرعنة تمدد أجداده … وفي المقابل : هو ذات الجموح الذي يفيض في سيل المشاريع الباطنية الفارسية واخطبوط آية الله / خودي نهشتي / و … كردنا أشتات هنا واشتات هناك ولكن : ثقوا أن الخطر الإيراني أبشع وأخطر .
وفي عودة إلى كلام للسيد مراد قره يلان يوم 12 من نوفمبر سنة 2016 والذي اختلف في الصميم كتنظير عن تطويبات الجوقة بالكامل / أقله في الجزء الذي سمعته حينها / ودعوته الصريحة للحوار البيني وايجاد صيغ / ايضا / لصالح العام بعيدا عن الغايات الحزبية، كانت عناوين ملفتة للنظر من جهة سيما اذا ارتبطت وتحديده من جديد بعدم الإرتهان او الارتماء في احضان دول سماها بتركيا وايران والإبتعاد كليا او النأي عن الصراعات المذهبية ودعوته الى حوار قومي / ديمقراطي بخصوص المسألة القومية وحقوق الشعوب / على حد قوله / بس قبل كل هذه الشروحات ساختزلها بالتساؤول : إذن لماذا زنرتموها وقتها بفخاخات تدمير ذاتية ؟ ويأنهيها بسؤال بسيط : أين كانت حسن النية في كل ئلك ؟! حتى لا أقول او أطالب بخطوة عملية .
وأخيرا : ألا يحق لنا باختزال الأمر ببساطة وعفوية ؟ افلا ندرك : كم هو شاسع الفرق بين مفهومي الإنتماء وخاصيتهما واعني بهما : الإنتماء الحزبي والإنتماء القومي وهما معادلتان جد سهلة ومبسطة، وسنفهم الإستبداد إن استطعنا فهم التحزب كخاصية أساسية ورئيسية !! أي بمعنى أنها / الحزب / كشخصية اعتبارية هي فوق المجتمع والشعب والوطن أم أنها / ومن جديد الحزب / وجدت كأداة لتحقيق أهداف وحقوق المجتمع !! … الأحزاب تنمو وتكبر وتهرم وتتطور ولربما تتشرذم وتندثر وتبقى الشعوب والأمم من تجاربها تختزن ! .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…