قراءة في نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية والانتصار الكبير للبارتي

شاهين أحمد
 
في الـ 10من تشرين الأول / اكتوبر 2021 جرت انتخابات عامة للبرلمان الاتحادي في العراق ، وشهدت مختلف المدن العراقية والكوردستانية حملات ومهرجانات وفعاليات جماهيرية ، ولم تخلو بعض تلك الفعاليات من الحماسة والمنافسة ، وكذلك إطلاق الاتهامات من جانب بعض مرشحي بعض الأطراف التي تعاني من أزمات تنظيمية وتخبطات سياسية ، وغياب أو ضبابية المشاريع لدى هذا البعض المتأزم ، وكذلك من طرف الموالين لأجندات غير وطنية . وحاولت جهات عدة وضع العراقيل والعقبات أمام مرشحي الحزب الديمقراطي الكوردستاني ومنعهم من التحرك بحرية والقيام بعقد المهرجانات والملتقيات الجماهيرية لشرح برنامجهم الانتخابي ، وخاصة في المناطق الكوردستانية المستقطعة والموجودة خارج الحدود الإدارية لحكومة الاقليم . وجدير ذكره في هذا الجانب قيام أنصار حزب العمال الكوردستاني pkk وقطعان الحشد الشعبي المنتشرين في قضاء شنگال ومدينة كركوك وغيرها من ممارسات مشينة لمنع مرشحي البارتي من اللقاء مع الجماهير في بعض المواقع . لكن بالرغم من كل تلك العقبات والعراقيل كان الفوز مبيناً وكبيراً وملفتاً لمرشحي ( البارتي ) .
ما سر الفوز الكبير للحزب الديموقراطي الكوردستاني ( البارتي ) ؟ .
من الأهمية بمكان الإشارة هنا إلى أن فوز البارتي لم يأت من فراغ ، بل كان نتيجة طبيعية للسياسية العقلانية التي ينتهجه ، وروح التسامح والسعي الدؤوب للشراكة الحقيقية العادلة التي تعتبر من أهم سمات سياسة البارتي والرئيس مسعود البارزاني خلال مسيرته النضالية، وكذلك الحساب الدقيق الذي يبني عليه خطط العمل بشكل ممنهج ومدروس ، وبيان الأهداف وجدولتها حسب الأولويات . وكذلك كان للتحرك الجماعي لقيادة البارتي ، من خلال توزيع القيادات والكوادر والمرشحين على مختلف المساحات لشرح البرنامج الانتخابي ، والاستماع لمطالب جماهير الشعب ، واختيار الكفاءات حتى لو لم تكن تلك الكفاءات من منتسبي البارتي الدور المؤثر في النتائج . والبرنامج الانتخابي كان حلقةً من استراتيجية البارتي قومياً ووطنياً منذ تأسيسه وحتى اليوم ، حيث ركز المرشحون في نشاطاتهم على الحقوق الدستورية المشروعة لشعب كوردستان ،وكذلك ضرورة العمل والإسراع في تطبيق المادة 140 من الدستور العراقي الخاصة بكيفية إعادة المناطق الكوردستانية المستقطعة إلى داخل الحدود الإدارية لحكومة الاقليم ، وكيفية التصدي لقطعان الإرهاب الداعشي الأسود وفروع القاعدة المختلفة ومجاميع إرهابية أخرى من الحشد الشعبي وحلفائه . أما ( منافسوا البارتي ) الرئيسيين فإنهم وكما هي العادة كانت برامجهم تختصر في كيل التهم للبارتي ، وكيفية محاربته ، وطغيان المزاجية الممزوجة بروح المغامرة والمؤامرة ، والمصلحة الحزبية الضيقة ، وغياب المسائل الأساسية المتعلقة بالاستحقاقات الدستورية لإقليم كوردستان ، وكذلك غياب المادة 140 المتعلقة بمصير المناطق الكوردستانية المستقطعة والتي مازالت خارج الحدود الإدارية لحكومة اقليم كوردستان ، وتورط البعض في محاولات زعزعة أمن الاقليم واستقراره . لذلك كانت نتائج الانتخابات ليس فقط حق طبيعي لحزب مناضل كالبارتي فحسب ، بل كانت النتائج دليلاً حياً على تنامي وازدياد شعبيته ، وتأكيداً شعبياً على السير خلف البارتي وقائده . ويقول الرئيس بارزاني بمناسبة الفوز  ” إن الفوز كان نجاحاً للمبادئ والقيم التي يقوم عليها نضال شعب كوردستان، كما أن الفوز كان رسالة إلى جميع الأطراف وتأكيداً بأن شعب كوردستان لن يتخلى عن تاريخه وقيمه في أي ظرف ” . ومن جهةٍ أخرى وصفت شيرين معصوم إبنة الرئيس العراقي السابق وأحد أبرز قادة الاتحاد الوطني الكوردستاني ” فؤاد معصوم ” الفوز الكبير للبارتي كما يلي : ” مبارك للكورد المخلصين و الصامدين،الآن أصبح واضحاً أن حزب الرئيس بارزاني و كورد و كوردستان هو الحزب الحاكم للإقليم وبغداد أيضاً،فكوردستان قالت كلمتها الحرة في أحزابها السياسية، وحددت حجومها، فعاقبت من أساء لها وكرمت من خدمها، وعلى تلك الأحزاب أن تقبل بتلك النتائج ، والبارتي حاز على مكانة الحزب الأول حسب اختيار شعب كوردستان، والآخرين حسب أحجامهم بتصويت الشعب فلن تفيد الهذيانات والثرثرة والكلام الكثير في التشكيك بالنتائج …”.
ماذا بشأن المناطق الكوردستانية المستقطعة ( كركوك وشنگال ومخمور وخانقين …) والتي مازالت خارج الحدود الإدارية لإقليم كوردستان ، وتسيطرعليها المجاميع المسلحة  المنفلتة ، ألم تكن النتائج فيها تأكيداً على هويتها الكوردستانية بالرغم من كل العقبات والعراقيل ؟ .
من جهة أخرى كان لـ سكان شنگال – وبالرغم من كل العقبات والعراقيل التي وضعتها الجهات المعادية وميليشياتها وأدواتها – موقف واضح في الانتخابات البرلمانية الأخيرة حيث صوتوا على كوردستانية شنگال ، وعاقبوا الجهات المعادية لقضية شعب كوردستان والتي حاولت – تحالف الحشد الشعبي وpkk – إبعادها عن هويتها القومية الأصيلة ومرجعيتها في ” لالش النوراني ” وعن إقليم كوردستان . كما كانت نتيجة التصويت رداً حاسماً على كل الذين يعادون الحزب الديمقراطي الكوردستاني والرئيس بارزاني ، وتأكيداً على أن شعب شنگال يمتلك الوعي والمعرفة الكافية بالجهة التي تمثلهم وتدافع عنهم ، وأنه مهما حاول الأعداء الفصل بين شنگال وكوردستان فإنهم لن ينجحوافي استقطاع وإبعاد شنگال عن إقليم كوردستان فبالإضافة للجغرافيا هناك علاقة قومية – روحية بين شنگال وإقليم كوردستان ، وأكد الشنگاليون من جديد أن البارتي هو الجهة الوحيدة التي تحمل همومهم وتدعمهم وتساندهم وتنفذ وعودها لهم وتمثلهم، فيما باقي الجهات الدخيلة واللاقانونية الوافدة ليس فقط لاتمثلهم ولاتخدمهم ، بل تمنعهم من العودة إلى منازلهم وممتلكاتهم من خلال دوام حالة عدم الاستقرار والفوضى . كما كانت نتيجة التصويت رسالة تأكيد على ضرورة تنفيذ اتفاقية شنگال بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كوردستان لتطبيع الأوضاع في المدينة وريفها ، وأن عودة المدنيين إلى منازلهم وممتلكاتهم مرهونة ومرتبطة بعودة الحزب الديمقراطي الكوردستاني وبشمركة كوردستان إلى المنطقة .
هل الفوز يعني الاحتفال فقط ، أم أنه يعني المزيد من المسؤولية قومياً ووطنياً ، وهل كانت نتائج الانتخابات البرلمانية الاتحادية في العراق مفاجئة وصادمة للبعض ؟. 
البارتي فاز بجدارة وكفاءة،وهذا الفوز المبارك هو حقه الطبيعي، ولكنه يضاعف من مسؤولياته ،ويحمله المزيد من الواجبات تجاه من صوت له وميزه عن غيره من الأحزاب والجهات ، وبالتالي يستوجب عليه الوقوف كما عودنا دائماً على المشهد العراقي عامةً ، والكوردستاني خاصةً ، ويتفحص ويشخص كل مايتعلق بالانتخابات بدءاً بالدعاية ومروراً بالتصويت وإنتهاءً بالنتائج بكل بدقة ومسؤولية ، ويعمل على معالجة مكامن الخلل إن وجدت ، وكذلك العمل الجاد من أجل ترتيب البيت الكوردستاني ، والتوجه إلى بغداد بصوت واحد موحد وجامع ، صوتٍ يعكس طموحات شعب كوردستان وليس طموحات حزب محدد ، لأن الشعب وضع تلك المسؤولية في عهدته إيماناً منه بأن البارتي لم يخذله يوماً ولن يخذله وهو حامل طموحاته . وكذلك فإن الفوز يحمل البارتي مسؤولية العمل وطنياً في السعي الدائم من أجل تشكيل جبهة وطنية عراقية جامعة من القوى الفائزة والمؤمنة بحقوق مكونات الشعب العراقي المختلفة على قاعدة الشراكة الحقيقية والتوافق والتوازن . والملاحظ في هذه الانتخابات الإقبال الجماهيري الضعيف – باستثناء اقليم كوردستان نسبياً – يعطي انطباعاً سلبياً بأن الشعب بدأ يفقد الثقة بالعملية السياسية في البلاد نتيجة تفشي ظاهرة الفساد، وضعف الخدمات، والفلتان الأمني في الكثير من المدن العراقية وخاصة في الأنبار والمناطق الكوردستانية المستقطعة مثل كركوك وشنگال وغيرها نتيجة سيطرة ميليشيات مسلحة منفلتة منضوية تحت مسميات الحشد الشعبي أو متحالفة معه ، والنشاط الملحوظ  لإرهابيي داعش في العديد من المدن والمواقع …إلخ . ومن جهة أخرى ربما كانت نتائج الانتخابات الأخيرة مفاجئة أو حتى صادمة للبعض كونها أسقطت البعض أو همشت البعض الآخر، مثلما حصل لتحالف ” الفتح ” بقيادة العامري والخزعلي ، وكذلك هزيمة ملفتة لتحالف ” قوى الدولة ” للعبادي والحكيم . وبدون أدنى شك ستكون لهذه النتائج تغيرات نسبية في بعض جوانب المعادلة المتعلقة بخريطة التوازنات في المشهد العراقي المعقد ، ولكن لايمكن التوقع بحصول تغيرات جذرية في اللوحة العراقية العامة إذا أدركنا مدى التدخل الاقليمي والدولي في المشهد العراقي، وكذلك درجة الولاءات الخارجية لقوى عراقية مؤثرة . لكن بالنسبة للكوردستانيين كانت النتائج متوقعة ومنصفة إلى حدٍ كبير . هذا الفوز وكذلك الفوز السابق في إنتخابات برلمان كوردستان كانا صادمين لمختلف الفرقاء الذين تآمروا على البارتي وشعب كوردستان عقب الخطوة الجريئة التي قادها الرئيس بارزاني والتي تجلت في عملية الإستفتاء كــ أول محاولة جدية وجريئة وعلنية نحو الإستقلال من خلال ممارسة سلمية ديمقراطية شفافة ، تلك العملية ( الإستفتاء ) التي شكلت – من حيث نتائج التصويت الكاسحة التي بلغت 93% لصالح ” نعم للإستقلال “- وثيقة تاريخية هامة ومنجزاً قومياً و سياسياً عظيماً في هذه المرحلة من نضال شعبنا . وكان الفوز الأخير بمثابة استفتاء جديد من شعب كوردستان بالولاء للرئيس بارزاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني كحزب قومي – وطني عريق يؤمن بحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والحرية الفردية وحق الأمة الكوردية في تقرير مصيرها إسوةً بالأمم الاخرى . هذا الحزب الذي ناضل ومازال من أجل ذلك الحق وتلك القيم وفق منهج علمي ،وبالطرق السلمية والديمقراطية مستوحاة من موروث حركتنا التحررية الكوردية والتراث الوطني والنضالي للبارزاني الخالد ” مصطفى “،مستفيداً من تجارب الشعوب التي حققت آمالها ، وذلك بما ينسجم مع واقع كوردستان والمنطقة . وكان الحزب طوال أكثر من سبعة عقود عامل إستقرار وسلام ليس في العراق فحسب بل في عموم المنطقة . إن فوز البارتي بهذه النسبة الكبيرة وبفارق على مجموع الأحزاب الكوردستانية الأخرى مجتمعة شكل رسالةً قويةً لتلك الأحزاب ودليلاً على صحة وصوابية الخيار السياسي للبارتي وقائده . ومن جهة أخرى هذه النتائج كانت بمثابة ” تعرية ” للزمرة التي تسببت في إحتلال كركوك وبقية المناطق الكوردستانية التي تقع خارج الحدود الإدارية لإقليم كوردستان وتسليمها لعصابات الحشد الشعبي . كما كانت النتائج تأكيداً على صوابية الخط السياسي للبارتي على الصعيد الوطني العراقي والهادف إلى بناء وطن يسوده القانون وتكافؤ الفرص ويتعايش فيه الجميع في سلام ووئام في ظل سلطة وطنية نزيهة وشفافة ملتزمة بالدستور ، وإرساء قواعد النظام الديمقراطي البرلماني الفدرالي في العراق بالشكل الذي يضمن للعراقيين جميعاً حق المواطنة المتساوية كاملةً، ويحفظ للعراق مكانته الدولية ويضمن استقلاله وسيادته واتحاده الحر، ويضمن لشعب كوردستان حقوقه الدستورية . وستكون هذه النتائج دافعاً إضافياً للبارتي والرئيس بارزاني في سعيهم الدائم في مسيرة تقوية العلاقات الودية مع الجوار الاقليمي وتعزيزها على قاعدة المصالح المشتركة والاحترام المتبادل وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وحل المشاكل بالطرق السلمية على أساس مبادئ القانون الدولي وقواعد العمل الخاصة بالأمم المتحدة ومبادئها. وفي الختام هناك جملة أسئلة تطرح نفسها على جميع المهتمين بالشأنين العراقي والكوردستاني منها :
ماذا يعني فوز البارزاني وهزيمة خصومه وخاصة ” الأدوات ” التي حاولت وضع العراقيل أمام مرشحي البارتي في كركوك وشنگال ، وساهمت سابقاً في تسليم كركوك وبقية المناطق الكوردستانية الأخرى ؟. ألا يفهم من نتائج هذه الإنتخابات بأن المواطن الكوردستاني قرر أن يتابع المسيرة خلف من يحمل همه وطموحاته ؟. هل ستشكل هذه النتائج حافزاً للإتحاد الوطني الكوردستاني وحركة التغيير وبقية الكيانات والشخصيات في الخندق المقابل بضرورة مراجعة سياساتها وتحالفاتها المحلية والإقليمية ؟. ألاتعني هذه النتائج بالنسبة للقيادات العربية العراقية الشيعية منها والسنية بأنه لايمكن أن يكون هناك سلام واستقرار في العراق دون الأخذ بعين الإعتبار المحددات الثلاث ” الشراكة والتوافق والتوازن ” التي ذكرها الرئيس بارزاني في لقاءاته مع زعماء جميع الكتل والمكونات العراقية كأساس لأي حكومة وطنية ناجحة ومختلفة عن الحقبة السوداء ؟. وأخيراً ألا تعتبر هذه النتائج رسالة كافية للدول الإقليمية والمجتمع الدولي بأن أية علاقة مع العراق أو إقليم كوردستان لايمكن ان تكتب لها النجاح إذا لم تأخذ بعين الإعتبار وجود وحقوق شعب كوردستان وهذا الثقل الجماهيري وهذه الشرعية الشعبية للبارتي وللرئيس مسعود البارزاني ؟. ماهو الدرس الذي يمكن أن نتعلمه من تلك النتائج وذاك الفوز كـ كورد سوريا عامةً والمجلس الوطني الكوردي بشكل خاص ؟.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…