فصل الرخاء والتقدم للشعب ومقاومة إيران! نظرة على إلغاء سفر إبراهيم رئيسي إلى مؤتمر المناخ في اسكاتلندا!

عبدالرحمن کورکی (مهابادي)*
بالتوازي مع التقدم التطورات التي أدت إلى انتصار المقاومة الإيرانية في محاكمة حميد نوري، وبموجب هذا التقدم الآن أُتيحت فرصة وجود أكبر وأوسع لمجاهدي خلق في هذه المحكمة السويدية فاكسب قضية هذا المجرم أهمية وتسارع كبيرين تسببا في زيادة خوف الولي الفقيه ومرتزقة النظام السريين والمعلنين في هذه القضية، بالتوازي ومقابلا لذلك يحاول النظام تجاهل وإفشال هذا الانتصار النوعي للمقاومة الإيرانية من خلال إرسال السفاح إبراهيم رئيسي إلى مؤتمر غلاسكو في اسكتلندا، وتلك نكسة كبيرة في استراتيجية الولي الفقيه الحاكم في إيران، ويأتي الآن نبأ إلغاء هذه الرحلة التي كان من المقرر أن يقوم بها الجلاد ابراهيم رئيسي إلى هذا المؤتمر مضاعفا ومعظما لانتصار المقاومة ومعجلا بسقوط هذا النظام أكثر وأكثر وذياع صيته مشوها في الأوساط والمحافل الدولية.
مؤتمر تغير المناخ
ستستضيف اسكاتلندا مؤتمرا حول تغير المناخ في الفترة من 9 إلى 21 نوفمبر، مع قادة من العديد من البلدان وشخصيات سياسية وأكاديمية للبحث وايجاد طرقٍ لتطهير الغلاف الجوي للأرض من الملوثات والغازات المدمرة.
ولمواجهة أزمات الإطاحة به قرر الولي الفقيه الحاكم في إيران تهميش وتجاهل محاكمة حميد نوري المتسارعة، وخاصة حركة الدعوة للتقاضي من أجل دماء مجزرة الإبادة الجماعية للسجناء السياسيين سنة 1988، والتغطية على ذلك من خلال إرسال إبراهيم رئيسي إلى هذا المؤتمر، ومرة أخرى يغرق في سوء تقديراته ويتجه بذاته إلى “فضح” مؤامراته.
يقظة المقاومة الإيرانية واتخاذها لمواقف سريعة ومهمة!
للنظام الحاكم في إيران سجلا عدائيا “للإنسانية” ولحقوق الإنسان، واليوم بدخوله المشهد الدولي الخاص بـ “البيئة” يُظهر وجها قبيحا آخر له أمام كاميرات العالم، ومقابل ذلك وقبل كل شيء نجد أن بريق وزهو اليقظة الحاضرة المتجسدة في ساحة المقاومة الإيرانية التي تحدت بقاء هذا النظام غير الشرعي والمعادي للإنسانية في كل مكان وفي كل ميادين المواجهات، وشددت من خناق حلقة الحصار على هذا النظام.
تلك المقاومة التي قدم أتباعها وأنصارها قدرا كبيرا من الأدلة للشرطة الاسكتلندية من الناحية القانونية داعية إياها إلى الإسهام في محاكمة رئيسي والتحقيق معه على ما ارتكبه من جرائم بموجب القانون الدولي.
أرسل ستروان ستيفنسون عضو البرلمان الأوروبي السابق عن اسكتلندا ومؤيد وداعم قديم للمقاومة الإيرانية رسالة إلى الشرطة الاسكتلندية بخصوص محاكمة الجلاد ابراهيم رئيسي، وقال لصحيفة التايمز البريطانية “طالبنا الشرطة الاسكتلندية باتخاذ إجراءات ضد رئيسي بموجب القانون الدولي بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، وقيامه بحالات إعدام خارج نطاق القضاء”(8 أكتوبر)، وكتبت صحيفة التايمز بهذا الخصوص أن “الشرطة الاسكتلندية قالت إنها تلقت المعلومات وتقوم بتقييمها”.
وقال ستيفنسون في مؤتمر صحفي له “سنلاحقه في كل بلد حتى يتم القبض عليه، ولا ينبغي أن يتمتع بحصانة” ففي نوفمبر2019، عندما كان رئيسي رئيسا للسلطة القضائية قتل أكثر من 1500 إيراني في مجازر جماعية، وأضاف: “وبالإضافة إلى ذلك  تم اتخاذ إجراءات مماثلة في كندا وهولندا الهدف منها محاكمة المجرم رئيسي بمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي.
وفي الوقت نفسه قال مدير البرامج بمنظمة العفو الدولية في اسكتلندا: ” تؤكد الأدلة أن إبراهيم رئيسي كان عضوا في فرقة الموت عام 1988 التي أبادت أكثر من 30 ألف سجين سياسي في مجازر جماعية، ويجب التحقيق مع رئيسي لتورطه في هذه الجريمة بموجب القانون الدولي.
وفي الوقت نفسه أيضا نظم الإيرانيون الأحرار وأنصار مجاهدي خلق في العديد من العواصم والمدن الأوروبية الكبيرة بما في ذلك برلين ولندن وأمستردام وباريس وستوكهولم سلسلة من المظاهرات الحماسية رافعين ومرددين شعار “حاكموا الجلاد إبراهيم رئيسي”  وقد حظيت هذه المظاهرات باهتمام كبير وعلى نطاق واسع في المحافل السياسية والدوائر الإعلامية.
هزيمة أخرى وفضيحة كبرى لإبراهيم رئيسي!
اصيب الولي الفقيه بذعر وخوف شديدين من مغبة اعتقال رئيس الجمهورية صنيعته المعين المجرم ابراهيم رئيسي بسبب الإجراءات العملية التي قامت بها المقاومة الإيرانية لخلق “حواجز منيعة” أمام رحلة هذا المجرم في الدول الأوروبية والأمريكية، ولذلك أعلن أن إيراهيم رئيسي لن يذهب إلى هذا المؤتمر.
لقد فعل ما فعله مؤخرا بخصوص مشاركته في جلسة الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة وكانت أفضل فرصة لعلي خامنئي وصنيعته رئيس الجمهورية المُعين المجرم (رئيسي) واضطر لإلغائها بحجة «كورونا»، إلا أن إعلام النظام اعترف بأن سبب إلغاء رحلة رئيسي كان وقبل كل شيء الخوف من الملاحقة القانونية، وثمار نجاح فعاليات وجلسات وأنشطة المقاومة الإيرانية!
إن موقف المقاومة الإيرانية القائم على كراهية هذا النظام وعدم شرعيته يستند إلى أربعة عقود من النضال الحذر الدؤوب الموفق لمجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية ضد النظام الإيراني، وبات لهذا النضال وتلك المواقف الآن مكانته العالمية الرفيعة، تلك المكانة التي غيرت من وجهات النظر والمسارات السياسية عالميا، ومعها تناغمت المواقف الدولية، فعلى سبيل المثال وكما صرح وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو: “إن أي صفقة مع إبراهيم رئيسي تعني صفقة مع مرتكب مجازر قتل جماعية، ويجب أن نوضح ذلك لحلفائنا في أوروبا وأسيا أيضا حتى يتمكنوا أيضا من اتخاذ موقف لمحاكمته.(المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية من أجل إيران حرة يوليو2021)
إلغاء سفر إبراهيم رئيسي إلى غلاسكو
أعلن المتحدث باسم وزارة خارجية النظام سعيد خطيب زاده في مؤتمر صحفي الاثنين 11 أكتوبر2021 أن الجلاد لن يسافر إلى غلاسكو لحضور مؤتمر المناخ! لكن لماذا؟ وقد علل سبب غيابه بـ “عدم عضوية النظام في اتفاقية المناخ هذه”، وهو عذر محض، لكنه أضاف في نفس المؤتمر الصحفي مناقضا نفسه أن “الوفد الإختصاصي للجمهورية الإسلامية سيشارك في هذه القمة!”
موسم المواجهات والتقدم والنهضة في المقاومة الإيرانية!
الأهم هنا من وجود العضوية أو عدمها في هذه المعاهدة هو حاجة النظام إلى وجود إبراهيم رئيسي (المجرم الأكبر في تاريخ إيران) في المشهد السياسي للدول الغربية، فالنظام يبذل جهودا ومساعي حثيثة لاغتنام مثل هذه الفرص النادرة والمهمة للغاية. لأن إحدى أزمات النظام الخطيرة والاستراتيجية هي الرفض والعزلة الدوليين، ومسار تسارع علو وتقدم ورفعة المقاومة الإيرانية.
تدُل كل الأدلة والقرائن الآن إلى أن “فصل مواجهة المقاومة في مرحلته الأخيرة مع هذا النظام بعد البدء في حركة التقاضي من أجل دماء الشهداء، وبعد الكشف عن فضيحة المشاريع الإرهابية، وإنتاج الأسلحة النووية، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وقد كان فضح كل أنشطة النظام بفضل المقاومة الإيرانية وتحت لواءها، وقد كان “الكشف عن قضايا الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان داخل إيران” ملفتا لانتباه المجتمع الدولي ومصدر ترحيب من قبل الشعب الإيراني والتيارات السياسية، ودافعا إلى اليقين من ضرورة القرب من القوة الرئيسية الأساسية للمقاومة الإيرانية وتقديم الدعم العلني المتزايد لها وقد حصل.
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…