تفيد التحركات الأخيرة على طرفي حدود كوردستان ,إن جحافل الجيش التركي الملقب ” بمحمد جيك ” زادت من حشودها على حدود إقليم كوردستان تحت حجة / القضاء على مقاتلي حزب العمال الكوردستاني / وتدمير معاقله في جبال قنديل الوعرة.
والمعروف إن هذه الحجة تكررت عبر السنوات الماضية وأخذت صدر العناوين الأولى للصحافة في تركيا وعلى مدى السنوات الماضية, والتي بشرت حينها بقضاء ” قواتها الخاصة وجحوش القرى ” على كريلا أوجلان !!! وأن حزبه وقيادته تمى القضاء عليها و تشتيتها وقامت القوات الخاصة بتلقينهم ضربات قاسية, وخاصة بعد أسر زعيم حزب العمال الكوردستاني عبد الله اوجلان
إن الكلفة التي تدفعها الحكومة التركية من لقمة الشعوب في تركيا وفي إرهاق اقتصادها وسقوط العشرات شهريا من جنودها , يزيد من حجم المعاناة ومن نحيب الامهات الثكالى من هذه الحرب المجنونة للطرفين , والتي يدفع إليها الجنرلات بقوة لقواته في أتون حرب لن تنتهي فصولها ما لم يحصل الشعب الكوردي على حقوقه, وهذه حقيقة كالشمس يدركها الجنرلات والسياسين الترك جيدا , ولكن الشخصية المريضة والعقلية المتجعرفة للثقافة القومية الاتاتوركية التركية قائمة على كذبة عنصرية كبرى وهي صفاء وذكاء وقوة العنصر التركي, متناسين أن غيرهم كان أشطر وفي هتلر العبرة وأن أمالهم تتعلق كأوهام النازين في إستنهاض هتلر من قبره وتحقيق ماورد في كتابه الملعون “كفاحي” .
القوات التركية وحزب العدالة تتحرك لتحقيق أكثر من خطوة تحلم بها .
اولا: التضيق على التجربة التحريرية “لإقليم كوردستان” وإفشال نشاطات حكومة الإقليم وزعزة أقتصادها المتنامي بخطوات أذهلت المراقبين والعيون التي زرعها الميت التركي في الاقليم للقيام بقلاقل وتوترات وعمليات إرهابية في كل أنحاء الاقليم الكوردي , كما هو حاصل في الموصل وكركوك وطوز خورماتو .حيث يسعى حزب “العدالة والتنمية” التي ينتمي اليها الدجال” الاسلاموطوراني” برغبته بتحقيق نجاحات عسكرية لأرضاء ناخبيه وتفعيل قوته الشعبية على حساب دماء وحقوق الشعب الكوردي رغم ما ورد في كلماته الطنانة التي القاها عشية الانتخابات ” بمدينة ديار بكر” آمد الكوردية متبجحا بزوجته الدجالة صاحبت “فكرة الحجاب المتمدن والمنحدرة من اخوته الكورد !!! ليضحك على بعض الزقون البسيطة ولتجيش واستمالة الأسلامين الكورد “المستتركين” و المنقادين وراءه في حربه ضد حزب العمال الكوردستاني .
ثانيا : دفع حكومة الاقليم في مطاردة حزب العمال الكوردستاني بالنيابة عنها وخلق اقتتال اخوي وأنشقاق بين الكورد انفسهم وشق الصف القومي الكردي وامتداد الخلاف كوردستانيا, ودفع الحكومة المركزية في بغداد الى ممارسة المزيد من الضغوط على حكومة الاقليم وخاصة بعد تفرد وزارة الداخلية في اتخاذ اتقاقية أمنية مع انقرة وأعطائها الحق في دخول اراضي كوردستان بعيدا عن مشاركة الكورد في اقرار هذه الاتفاقية وأبراز دور المثلث السني الارهابي من خلال لقاء طارق الهاشمي وتصريحاته المشؤومة, ورغبة في أن تأخذ هذه القوى الفرصة في أنسحاب حزب العمال الكوردستاني من جبال قنديل الوعرة جدا لتتحول ألى مراكز للقاعدة وأعوانها من أرهابي الفلوجة وديالا والموصل وجماعة أنصار السنة الارهابية حيث يستحيل على قوات التحالف والقوات العراقية قتالهم وملاحقتهم هناك.
ثالثا: توحيد جهود دول محور الشر المحيطة في كوردستان / القصف الايراني .
تصدير اللارهابين والانتحارين من سورية .
الاجتياح التركي / لو تطبيق اتفاقية “أضنة” المبرمة فيما بينهم والتي تنص على رفض أي تقدم سلمي لأي مشروع كوردي تحرري, و لخنق التجربة الكوردية الرائدة في كوردستان العراق وإشعال المزيد من الفوضى والخراب داخل العراق, وفرض الأجندة الشريرة لهذه الدول في الشأن العراقي ومواجهة خطط امريكا وقوات التحالف, وأيضا لتقوية شروطها التفاوضية معهم وفي هذا الخصوص تأتي زيارة الرئيس السوري “بشار الأسد” وتصريحاته كأول رئيس عربي المؤيدة للأجتياح التركي, تحقيقا للأتفاقيات الأمنية والنظرة الأحادية فيما يبنهم و ضمن محور “الملالي .البعثي .الطوراني” و تفعيلا لدورالنظام السوري المعادي للحقوق القومية والوطنية للشعب الكوردي وحقوقه في إقليم كوردستان وفي تركيا وسوريا وهذه أشارة مهمة عسى أن تطرق “الأذان الصماء لقادة الأحزاب” الكوردية في غرب كوردستان واللبيب من الف إشارة عســــى أن لا يفهمو ؟؟؟ .
رابعا : منع ضم كركوك الغنية بالنفط والمقدرة بمخزون أحتياطي يقدربملاين البراميل من الغير مستثمر والذي ينتظر التنقيب فيه علاوة على الابار الحالية , و يعلم الاتراك جيدا أن هذه الثروة سوف تساهم في تحريك النشاط الاقتصادي والأستثماري والتجاري والثقافي والدبلوماسي في الاقليم , وستزيد من قدرة الاقليم عسكريا وفي تطوير مراكز بحوثه العلمية و توسيع مؤسساته التعليمية والجامعية وخاصة بعد أفتتاح المزيد من الجامعات ألامريكية والكندية والفرنسية في المنطقة الكوردية والتي لم تتواجد في بعض الدول الأكثر أستقرار وقوة وتعداد سكاني والحاصلة على استقلالها منذ خمسون عاما, مما يدل على ثقة هذه المؤسسات بتجربة الاقليم الكوردي ورغبتهم في أقامة أصرح حضارية وثقافية هناك , ومجمل هذه التطورات ستجعل من كوردستان محطه وقبلة للأنظار لما تمتاز بها من مناخ ملائم وجبال ومياه وثروات باطنية خام ومقدرات بشرية حضارية تشجع على جذب الشركات الكبرى للقدوم للأقليم , وخير دليل على ذلك إفتتاح القنصليات والممثليات لأكثر من دولة أوربية وعربية وأسيوية في كوردستان شهريا , وبالطبع هذا لايناسب المزاج القومي الضيق للأتراك, في وجود إقليم قوي على تخومهم يدعى كوردستان قد يشكل حافزا وملهما لتكرار التجربة في تركيا أو إيران أو سوريا , فهذا يصيبهم بهزيان “الزهايمر” الدائم للساسة القوميين في “حزب الذئاب اليميني وحزب النعاج في حزب العدالة ولتنمية” ويدك “عرش اتاتورك ” المنهار والمتهالك مستقبلا ولعنا لن ننسى تلك االصيحة الشهيرة لقادتهم القوميين التي تقول : ” لن نسمح بقيام دولة كوردستان ولو قامت في الصين أو إعلنت في الارجنتين ” .
جبال قنديل
تمتد جبال قنديل شمالا عبر الحدود مع كوردستان تركيا “بمحاذات مدينة هولير وقلعة دزة ومنطقة زلي وحتى شرقا بأتجاه شرقي كوردستان إيران بمقابل مدينة السليمانية وحاجي عمران”.
وتضم قمم من الجبال االشاهقة والوديان الوعرة, حيث يتمركز فيها حزب العمال الكوردستاني منذ نهاية الثمانينات , ويتمترس بها أكثر من خمسة الاف مقاتل من ” نسورالكريلا ” وتضم بطون هذه الجبال معسكرات الحزب ومقرات القيادة العسكرية والسياسية وإرتال متوزعة من المقاتلين والمقاتلات على طول الحدود حيث يطغي عليها التنظيم والأنضباط والسرية والتضحية والفداء لكوردستان و لحزبهم “وقائدهم عبدالله اوجلان” الاسير في سجن جزيرة إيمرلي .
ويسيطر مقاتلي حزب العمال على سلاسل هذه الجبال , ويقومون على إدراة شؤونهم ذاتيا حيث تضم مقراتهم كل التجهيزات اللوجستية وكل وسائل الحياة والاتصال مع العالم الخارجي , كما تضم هذه الجبال أيضا لمقابر ورفاة شهداء الحزب الذين سقطو في معارك مع الجيش التركي حيث أقيمت لهم النصب التذكارية لتمجد قيم هؤلاء الشهداء وتضحياتهم , ويحي رفاقهم سنويا ذكراهم في مراسم يقيمها الحزب لتأكيد تصميمه على تحقيق أهدافه التي يناضل من أجلها و إشهارأٌ لقوته المتنامية في كوردستان تركيا وخاصة بعد وصول نواب اكراد للبرلمان بتزكية شعبية من حزب العمال الكوردستاني ويتعرض هؤلاء النواب للأتهام بأنهم “الجناح السياسي” لحزب العمال الكوردستاني, وكما يمتلك الحزب تعاطفأٌ كبيرأٌ في أنحاء كوردستان الأخرى وفي كل الدول الأوروبية أيضا .
خطط الجيش التركي وأهداف الحكومة التركية
يترافق الحشد التركي والذي وصل تعداده لأكثر من “مائتي الف جندي على طول الحدود مع إقليم كوردستان, حيث يعتبر الأول من نوعه بعد التدخل التركي في قبرص” ومع حشد أعلامي وتعبأة للشارع التركي لتعزيز موقف الحكومة وتحقيق أهدافها , فما هي الأهداف الخفية لهذه الحملة .
وما هي الأهداف المعلنة لها :
بعد الفشل الذريع في القضاء على نشاط حزب العمال الكوردستاني وإيقاف تحركاته العسكرية وصد الضربات الموجعة التي يتلقاها من قوات الكريلا عسكريا, رغب العسكر في تحطيم معنويات الشارع الكوردي بأسر قائد الحزب “عبد الله أوجلان” لأنهاء مسلسل سقوط “المئات من الجنود وجحوش القرى” من قواته وعملائه التي تعبث في أرض كوردستان الخراب والدمار يوميا وتحرق القرى والغابات وتقضي على الحيوانات وتمنع التطور الاقصادي والتجاري والازدهار في المناطق الكورية , لذا فقد وجدت الفرصة سانحة ولو على الصعيد السياسي والأعلامي , للقيام بمغامرة جديدة تعيد بعضا من ماء الوجه لقادته وإرجاع القليل من هيبة العسكر التي أهتزت في الوسط الشعبي “الجنجويدي” ومجارات لضغوط الشارع القومي و الشيوفيني, الذي فقد الثقة بحكومته بعد تزايد قوافل جثامين الجنود المشحونة من ارض المعارك في كوردستان والتي تدار بعيدا عن مرأى العالم وأعلامه ومنظماته وديمقراطيته المعلنة والمخادعة.
أما الاهداف الخفية لهذه الحملة / التترية / فهي: السعي لتقويض المشروع النهضوي والتحرري لأقليم كوردستان ومنعها من دخول الخارطة السياسية والجغرافية وانفتاحها على العالم, و مما قد يشجع الأكراد في تركيا بلحاق بزورق الحرية لأقليم كوردستان , والخوف من أنفجار الأوضاع في الشارع التركي مستقبلا .
.وكذلك لإرهاب الشعب الكوردي في المدن الكوردية والتركية التي تنشط في الحراك السياسي من خلال ألقيام بضربة موجعة لحزب العمال الكوردستاني وأرهاب الناس من مغبة أي تحرك قادم وأعطاء العسكر حق إخماد أي نفس لأي تحرك شعبي قادم.
.
دعم تركمان “الجبهة التركمانية” وجعلهم القاعدة المتقدمة لهم بداخل العراق وحتى في إقليم كوردستان, لنشر سمومهم وتقوية طابور المتعاونين معهم من التركمان وفرضهم على حكومة و برلمان الحكومة المركزية و إعطائهم دور ونفوذ كبيرو حاكمي في مجلس بلدية كركوك والأجهزة الأمنية فيها كما يحلمون بها , وليس مجرد صدفة تزامن ذلك مع ارتفاع أصوات ومطالب الجبهة التركمانية الموالية قلبا وقالبا لتركيا والميت التركي في رغبتهم “بأعلان إقليم تركمانيا وعاصمتها كركوك”.
.
ويأتي التحرك العسكري لتعزيز موقف الشيخ الدجال “اردوغان” أثناء لقائه المنتظر مع الرئيس الأمريكي “جورج بوش” في الأيام القادمة في واشنطن, لتحسين اوراق التفاوض والشروط التي يرغب بها الطرف التركي في تقديمها للأمريكان , للضغط على حكومة إقليم كوردستان ولأيجاد موقع قدم لهم عبر قضية حماية التركمان لتعزيز مواقعهم داخل العراق وقبول تركيا في الاتحاد الاوربي بلا شروط أضافية وضمان حصتهم من نفط كركوك ومناطق الموصل التي يعتبرها الاتراك جزء مسلوبا من تركيا .
الموقف الأمريكي والأوروبي من الحشودات العسكرية التركية
أصبح المؤكد أن السياسة الأمريكية الجديدة في المنطقة تتجه لفرض مشروع الشرق الأوسط الجديد , ونسف قواعد اللعبة القديمة للسياسة القديمة للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة وفرض تغيرات “ديمقراطية وإقامة جزر من الأنظمة الحرة” على الخارطة الجيوسياسية والديمغرافية للمنطقة كما جري في العراق وما يمارس من ضغوط في الأونة الأخيرة لتغير الأنظمة القمعية لبعض دول المنطقة ومنها لبنان وسوريا وايران وتركيا , ومصر والمغرب والسعودية ودول الخليج التي تحتج واشنطن علىاسائتها لحقوق الأقليات والأديان والمطالبة بتغير النظم والتعليمية وحل اشكالياتها مع دول الجوار, كما تطالب واشنطن وبدفع من أجنحة قوية في الكونغرس من الجانب التركي حل قضية الأكراد وموضوع تقسيم جزيرة قبرص والأعتراف التاريخي بالمجازر التي وقعت على “الأرمن والتي راح ضحيتها أكثر من مليون ونصف” ولعل المشروع الأخير للجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس الامريكي واقراره المجازر التركية بحق الأرمن, حطم بعض من الكبرياء طوراني لحكام انقرة “خلفاء الله في الأرض” , وهذا ما زاد من حدودالتوتر المشتعلة وطيسها بين تركيا وأمريكا, لذا فالأتراك يحاولون ممارسة سياسة الأبتزاز من خلال دعم البرلمان التركي للتدخل في إقليم كوردستان المحرر وفي الشأن العراقي لأيقاف هذه الادانة وما يترتب عليها , ولعل تهديد النائب الأول لرئيس الاركان التركي الجنرال / ايلكر ياشيوغ / اواخر ايلول الماضي ومطالبته “بأيجاد المزيد من المشاكل لأمريكا في العراق ” دليلا آخر على تورط الاتراك في الارهاب داخل العراق, ومن المفيد ذكره إن محاولات التقرب والتودد من اسرائيل ولعب طرف المفاوض المحايد / الصعلوك / بين سوريا وحزب الله واسرائيل لسكب حضور سياسي في المنطقة “وتجديد حلم الوراثة العثمانية ” لها وأعطاء صورة للرأي العام التركي بأن حكومتهم تعيد بعض من امجادها على أطلال الامبرطورية العثمانية الفانية , والتي تدغدغ آذان الطورانين في كل وضوء وصلاة , كل ذلك يؤكد نهج الأبتزاز للساسة الاتراك , ومنها محاولته القيام بالتضيق على تحركات القاعدةة العسكرية الامريكية في “انجرليك” مما يضيف حلقة أخرى من الغباء والعنهجعية للساسة الأتراك أيضا, وهذا ما قد سيدفع بقيادة القوات الامريكية في المنطقة بالتفكير جديا في نقل قاعدة انجرليك الى منطقة اخرى و “لعل كوردستان هي المرشحة الأقوى لذلك” وقد يدفع هذا التحرك القريب نيران الحقد بقوة ضد الكورد, وتشكل التصريحات الأخيرة لوزيرة الخارجية الأمريكية والناطق بأسم البيت الابيض أكد صراحة “بتحذير الاتراك من مغبة أي تحرك آحادي الجانب وبمعزل عن التنسيق مع العراق وحكومة الاقليم” , أما الاوروبين وتماشيا مع مواقفهم المتلونة والجبانة حسب تعبير بعض المحللين الامريكين , فالموقف المعلن من التحركات التركية اتت على لسان ممثل البرتغال التي بلاده حاليا قيادة الاتحاد الاوربي لستة أشهر والتي عبرت عن “رفضها وادانتها للأعمال الأرهابية التي لا يمكن تبريرها ؟؟؟ ” وأشاد البيان الرسمي بأسم الاتحاد الاوروبي ,”تفهمها للساطات التركية في حماية مواطنيها الاتراك”… والأوروبين وعبر هذا البيان , يعلمون قبل غيرهم إن عليهم المطالبة بحماية المواطنين الأكراد من بطش انقرة وكان الأجدر بالموقف الاوروبي , المطالبة بوضع حلول لخمسة وعشرون مليونا من الكورد هناك وحل قضية حزب العمال سياسيا كون حزب العمال الكوردستاني جزء من مشكلة شعب يتعرض للأبادة والانصهار والتتريك وهم بهذا الخلط المتعمد يعاودون لعبة ” الجزرة والحمار مع الجانب التركي والقيم الديمقراطية ” عبر شد وأرخاء الحبل للأتراك , ففي حين يرفض الفرنسين دخول تركيا النادي الاوروبي المسيحي يخرج وزيرمن الماينا ليؤكد حق تركيا في ذلك , وتستمر لعبة الكراسي على رأس الأتراك, والأتراك يعلمون ان العضوية الكاملة للأتحاد الاوروبي, هو حلم صعب التحقيق , فرومانيا الفقيرة وذات الملاين من ” القرباط ” يهون دخولها الاتحاد الاوربي في حين ستبقى تركيا في طابور ” الشحادة ” على أبواب أوروبا, ولكن اللعبة القذرة التي يقوم بها الأتراك ويمررها لهم الأوروبين هي: في منح المكاسب الاقتصادية لأوروبا وفتح السوق التركي لها , في مقابل صمت الأوروبين عن الجرائم الوحشية للكورد في كوردستان, ولكن الموقف الأوروبي لن يبقى رهين الدهر يراوح في نفس المكان , وستجد نفسها مضرة لركب الزورق الامريكي والمتغيرالت الجديد للمنطقة , والنظر بجدية الى المصالح الواعدة لها في كوردستان الغنية في النفط والذهب والمعادن والاستثمارات الهائلة هناك , لذا فهي تحاول مسرعة لتثبيت تواجدها في إقليم كوردستان عبر إفتتاح قنصليات وممثليات لدولها في هوليير عاصمة الأقليم واللقاء بالقيادات الكوردية هناك وأستقبال الرئيس مسعود البرزاني في عواصمها رغم أحتجاج الأتراك .
التصورات القائمة حاليا للتدخل التركي تقوم على ثلاث فرضيات:
أولا: إجتياح القوات التركية لإقليم كوردستان برا وجوا وقيام منطقة عازلة بين طرفي الحدود / كالخط الارزق في لبنان ولكن بدون تدخل الامم المتحدة / .
ثانيا: قصف معسكرات حزب العمال الكوردستاني بالطائرات وبالأسلحة الثقيلة والمحرمة دوليا لأحداث أكبر خسائر ممكنة في صفوف مقاتلي الكريلا وفي البشر والحجر والشجر و بدعم من المدفعية الطويلة المدى .
ثالثا: دخول معاقل حزب العمال الكوردستاني والأشتباك معه من خلال إنزال مظلي وتدمير معسكراته وقتل ما يمكن من مقاتليه ومحاولة آسر بعض القيادات المهمة وبتغطية جوية ومدفعية , ومن ثم إنسحاب القوات التركية الى الطرف الآخر من الحدود مع إبقاء بعض المفارز المتقدمة للمارسة التهديدات المستمرة على حكومة الإقليم, ولمساندة حزب تركمان إيلي و/ الجبهة التركمانية / المرتبطين بالمشروع التوسعي الطوراني.
الرد الكوردي .
فيما يخص الطرف الكوردي فإن الإجتياح سيزيد من “لحمة وتضامن الكورد في جميع أنحاء كوردستان والعالم وسيدعم قيادة الرئيس مسعود البرزاني بكل قوة ” وسيحرك الشارع الكوردي في كوردستان تركيا وفي المدن التركية وسيزيد من شرخ التعايش بين الشعبين وسيهدد السلم الأهلي , وكما سيتضامن الكورد في كل أنحاء كوردستان وفي اوروبا مع حكومة الأقليم الكوردي ومع حزب العمال الكوردستاني في مواجهة الذئب التركي وسيزيد من شعبيته ومناصريه.
وسيقوم كل قادر على حمل السلاح بالتطوع في قوات لدفاع الشعبي ضد جحافل القوات الغازية التركية, وكما سيشعل مواجهات دامية بين الجاليات الكوردية والتركية في أوروبا.
ويأتي الأجتماع الأخير للمجلس الأعلى للأحزاب الكوردستنانية في أقليم كوردستان والذي عقد في مدينة هوليير عاصمة الإقليم برئاسة الرئيس مسعود البرزاني والذي شدد على “أن أي هجوم تركي سيواجه بمقاومة شاملة من قوات البشمركة والمقاومة الشعبية”.
ما العمل
على الأحزاب الكوردستانية أخذ المبادرة التاريخية وتعزيز الوحدة القومية في مواجهة العقلية الهمجية التركية التي ستحاول تكرار لخلق الحجج لضرب الحكومة الأقليمية في كوردستان والتجربة الفدرالية في العراق, من الخارج ومن الداخل , وعلى بعض الاحزاب الكوردستانية وقف تنظيراتها ومزاميرها التي تصب في خانة الأهداف التركية.
وعلى حزب العمال الكوردستاني التنسيق مع القيادة في حكومة اقليم كوردستان والأحزاب الكوردستانية والنظر بجدية الى خطورة الوضع الراهن وعدم تجاهل القوى الكوردستانية الأخرى لزيادة اللحمة فيما بينها لحماية الأنتصار التاريخي لتجربة كوردستان العراق, ووضع خطط بديلة لسحب البساط من تحت اقدام الاتراك في المفاوضات التي سيدعى أليها حزب العمال كطرف رئيسي بعد تهميش متعمد لنضاله ومطالبه الدائمة للحلول السلمية , و” نقل حرب الكريلا الى العمق التركي للمارسة الضغوط عليه وجره الى مفاوضات مباشرة” وكما يتوجب على الجماهير الكوردية في جميع أنحاء كوردستان التحرك الشعبي وخلق الفوضى في المدن الكبرى في تركيا اولا لتشتيت خطط القوات العسكرية التركية, وهذه فرصة ذهبية بين أيدي حزب العمال الكوردستاني لرفع صوته أمام الرأي العالمي بالتحرك الشعبي, رغم إن ذلك سيكلف الكثير من التضحيات والشهداء في اوساط المدنين والكريلا ولكن للخلاص ثمن وللحرية تضحيات
واخيرا فإن الحكومة التركية ستفكر طويلا في قرار دخولها عش الدبابير وبالرغم من كل الموافقة البرلمان التي هي لالأستهلاك الأعلامي والسياسي وأن أفلتت ذئاب “محمد جيك الطورانين ونعاج احفاد التتار والمغول من حظائرها فذلك سيكلف حسابات قد لن تطابق مع حسابات السوق والبيدر وسيرجعون بخفي حنين إلى جهورهم خانعين يجرون ذيول الخيبة مصطحبين عشرات الضحايا ورائهم في مواجهة خاسرة” مع نسور الكريلا المحلقين في قمم جبال قنديل والمدافعين عنه من البشمركة الأبطال والقوات الشعبية الكوردستانية .
المانيا
17 / 10 / 2007