إقليم كوردستان والعَلَم… والاهتمام الإقليمي والدولي

                             

عزالدين ملا

ضمن هذه الظروف والأحداث الجارية في الشرق الأوسط والعالم، يظهر إقليم كوردستان بحلة جديدة ومكانة راقية في الأوساط الإقليمية والدولية، هذا الكيان الناشئ أثبت خلال فترة قصيرة جدارته ومرونته السياسية في التعامل مع الدول الداخل العراقي ودول الجوار، كل هذا الزخم والأنظار نحو الإقليم ومنجزاته الكبيرة،إن على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، وحتى على المستوى العلاقات الإقليمية والدولية.
هذا الصرح الكبير نتيجة قدرة قيادة إقليم كوردستان الفتية الذين نهلوا من نبع البارزاني الخالد والزعيم الرئيس مسعود  البارزاني. إن رفع علم كوردستان واستقبال الرئيس نيجيرفان البارزاني بمراسيم رؤساء دول يأتي في ذاك الإطار.
وكان استقباله من قبل دولة إيران بهذا الشكل يعطي الكثير من الإشارات، كما وكان استقباله بعلم كوردستان دون علم العراق في دول أخرى جارة منها كـ الاردن ومصر ودول عالمية كـ فرنسا وتركيا.
1- كيف تحللون كل هذه الأحداث وفي هذه الفترة بالذات؟
2- هل هناك إشارات أو دليل لشيء ما حسب تحليلك؟ ولماذا؟
3- ما تقييمكم لما يجري في المنطقة وإقليم كوردستان؟
4- كيف ترون مستقبل الكورد؟
عَلَمُ كوردستانَ يُرفرفُ في مطار طهرانَ 
تحدث الكاتب والأكاديمي الكوردي الدكتور نايف كوردستاني لصحيفة «كوردستان»، بالقول:«منذ الزيارة الرسمية لفخامة رئيس إقليم كوردستان السيد نيچيرڤان البارزاني على رأس وفد حكومي إلى طهران عاصمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية يوم الخميس 5 آب 2021 للمشاركة في مراسم أداء اليمين للرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي خلفًا للرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، تصاعدت وتيرة خطابات الأحقاد وبث الكراهية ونشر الضغائن في القنوات الفضائية الولائية ومنصات التواصل الاجتماعي التابعة للولائيين ضد الكورد، حول رفع عَلَم إقليم كوردستان في مطار مهرآباد الدولي بطهران.
أظهرت صور ولقطات ڤـيديو توثِّق اللحظات الأولى لاستقبال فخامة رئيس إقليم كوردستان السيد نيچيرڤان بارزاني، عندما كان حرس الشرف الإيراني يحمّل عَلَمي الإيراني وإقليم كوردستان من دون وجود للعَلَم العراقي.
على إثر ذلك غرّد النائب نعيم العبودي،عن كتلة صادقون الجناح السياسي لـحركة عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي، قائلًا: “رغم ثقتنا بالجمهورية الإسلامية، وبأنها وقعت في خطأ پروتوكولي غير مقصود، لكن المطلوب من خارجيتها توضيح وتفسير رفعها عَلَم إقليم كوردستان بدلًا من العَلَم العراقي أثناء استقبال رئيس إقليم كوردستان، مع الوعد بعدم تكرار هذا الخطأ”. وعلى شاكلة هذا الخطاب صرّح  السياسي الإيراني أمير الموسوي!».
يتابع كوردستاني:«هنا يجب أن نوضح بعض الحقائق التي يجهلها هؤلاء الولائيون الفوضويون الغوغائيون المنفلتون الحاقدون الكذّابون والجاهلون بخصوص رفع عَلَم كوردستان في معقل سادتهم بطهران.
لم يذهب فخامة رئيس إقليم كوردستان السيد نيچيرڤان بارزاني إلى طهران من دون دعوة رسمية، بل كانت هناك دعوة رسمية موجهة له من قبل الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي، ومن المعلوم في الأعراف والتقاليد الدبلوماسية الدولية هناك برامج مسبقة للأعمال كافة تشمل أدق التفاصيل التي تتعلق بزيارة الوفود وعددهم والجداول الزمنية للزيارة والمحطات الأساسية وجدولة أعمالها.
كذلك تتناول تأمين الحماية للوفود الرسمية وترتيبات الإقامة والأكل والشرب والنشيد والعَلَم الوطنيين للبلدين وتوقيت مواعيد الزيارات والمقابلات الرسمية.
وهناك ثلاثة أنواع للزيارات الرسمية بين الدول: وهي زيارة الدولة، وزيارة العمل، والزيارة الخاصة، والزيارة التي سنقفُ عندها هي زيارة الدولة وهذه الزيارة تعد أعلى مستوى من أنواع الزيارات بين الدول،وتكون هذه الزيارة بدعوة رسمية بين قادة دول ورؤساء وملوك ورؤساء الحكومات وفقًا لقواعد الپروتوكول الدولي.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا النوع من الزيارات تكون على مستوى رئاسة البلدين من حيث أنها تتميّز بالتشدّد في أمرين مهمين وهما:-التحضير المُحْكم لموضوع الزيارة من خلال التنسيق العالي بين البلدين.-الدقة في المراسم الپروتوكولية المخصّصة للزيارة، وذلك لإشعار الرئيس الضيف بأهميته ومكانته.
وهذا ما حدث بالضبط مع فخامة الرئيس السيد نيچيرڤان بارزاني، فكان هناك تنسيق بين ديوان رئيس إقليم كوردستان والجمهورية الإسلامية الإيرانية من حيث رفع عَلَم إقليم كوردستان أثناء استقبال فخامة الرئيس نيچيرڤان بارزاني، والوفد المرافق له في مطار (مهرآباد) الدولي بطهران.
يضيف كوردستاني:«قام الولائيون بنشر دعايات كاذبة وملفقة بأن هناك خطأ پروتوكوليًا غير مقصود قد حدث من خلال رفع عَلَم كوردستان من دون العَلَم العراقي بطهران، وأن وزارة الخارجية الإيرانية نشرت بيانيًا بخصوص ذلك الخطأ  الپروتوكولي،أين البيان وأين نشر؟لا أحد يعرف!.
علمًا أن وزارة الخارجية الإيرانية لم تصدر أي بيان رسمي بخصوص الخطأ الپروتوكولي الذي يتحدثون عن رفع عَلَم كوردستان من دون العَلَم العراقي،وإنما الحاقدون يلفقون الكذب وينشرونها عبر القنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي نتيجة حقدهم على السياسة الكوردستانية وعلى شخصية فخامة الرئيس نيچيرڤان بارزاني الذي يؤدي دورًا كبيرًا في تقدّم السياسة الكوردستانية على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي من خلال علاقاته الدبلوماسية المتينة بدول المنطقة، وبقادة دول العالم.
ومن المضحك أن هناك صفحات روّجت لتلك الأكاذيب الملفقة واعتمدتها بعض القنوات الفضائية كـ روسيا اليوم والعربية الحدث وغيرهما…إلخ بناءً على تلك الصفحات غير الرسمية ولجهات غير رسمية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
فضلًا عن ذلك أن البيان الذي يتحدثون عنه ركيك من حيث الأسلوب والصياغة اللغوية وبعيدة عن الأعراف الدبلوماسية ومطعمة بنكهة الولائيين!.
وعلى فرض الخطأ الپروتوكولي الذي صدعوا رؤوسنا به، فكيف رُفِعَ عَلَم كوردستان في الپـرلمان الإيراني مع بقية أعلام الدول التي حضرت أداء مراسم اليمين؟
إيران تبحث عن مصالحها وتقوية علاقاتها مع إقليم كوردستان ضمن المصالح الاقتصادية المشتركة وتسهيل عمليات التبادل التجاري بين البلدين، ولا يهمها كلام الولائيين؛لأن ما يهمها مصالحها فحسب.
وعندما استقبل الرئيس نيچيرڤان بارزاني،هذا الاستقبال المهيب عُومِلَ معاملة رؤساء الدول الكبيرة، كذلك عُومِل إقليم كوردستان كدولة مستقلة عن العراق وككيان دستوري وقانوني مع وجود السجاد الأحمر الإيراني الذي فُرِش لفخامة الرئيس (نيچيرڤان بارزاني).
ونتيجة جهل الولائيين بالدستور العراقي وعدم الاطلاع على بنوده وفقراته؛لأن أغلبهم من طبقة الأميين والجهلاء ويتبعون سياسة القطيع،فأنهم لا يعلمون أن العَلَم العراقي غير رسمي وفقًا للمادة (12) أولاً: ينظم بقانونٍ،عَلَم العراق وشعاره ونشيده الوطني بما يرمز إلى مكونات الشعب العراقي.
بناءً على هذه المادة الدستورية يتضح جليًا بأن العَلَم العراقي والنشيد الوطني ليسا رسميان وهذا أكبر دليل وردّ على الولائيين وغيرهم من (الخرنگعية)!.
ومن حقنا أن نستدل بالدستور العراقي ونستأنس به للرد على أمثال (نعيم العبودي) عن كتلة “الصادقون” التابعة لــ عصائب أهل الحق من خلال المادة (8)”يرعى العراق مبدأ حسن الجوار، ويلتزم بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ويسعى لحل النـزاعات بالوسائل السلمية،ويقيم علاقاته على أساس المصالح المشتركة والتعامل بالمثل،ويحترم التزاماته الدولية. 
فالدستور العراقي كفيل بالرد على تخرصاتكم وأكاذيبكم،ولا يحق لكم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة وأنتم إن تحدثتم أو نهقتم فلا أحد يهتم بكلامكم ولا يسمعكم ولا قيمة لكم عند سادتكم فأنتم عبارة عن عبيد،ولا رأي لكم وتحاولون أن تقحموا أنفسكم في كل صغيرة وكبيرة وكل شاردة وواردة وتحشروا أنوفكم فيها لكي تثبتوا أنكم عبارة عن حفنة من الخونة والخرنگعية.
الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحترم الشخصيات القوية والدول القوية، ولا تحترم الذيول والخرنگعية الذين يبيعون بلادهم بأبخس الأثمان.
والإيرانيون يعلمون جيدًا أن البارزانيين يعملون من أجل مصالح شعب كوردستان،ولا يهمهم المغريات والأطماع الشخصية فتأريخهم يشهد على ذلك منذ أكثر من مئة وعشرين عامًا من النضال والكفاح المسلح ضد حكومات عراقية متعاقبة ودول إقليمية حاولت النيل منهم ولم يستطيعوا  فعل ذلك.
فليكن بِعِلْم الحاقدين والكارهين والانبطاحين أن بسبب حِنْكة فخامة الرئيس نيچيرڤان بارزاني السياسية وعلمه بموازين قوى العملية السياسية ولكونه إحدى الشخصيات الكوردستانية القوية على مستوى الشرق الأوسط رُفِعَ عَلَم كوردستان لأول مرة في مطار مهرآباد الدولي بطهران الذي لم يرفع منذ انهيار جمهورية كوردستان بمهاباد في17 كانون الأول 1946، على يد النظام الإيراني. 
يردف كوردستاني:«عندما أُسست تلك الجمهورية أعطى القاضي محمد عَلَم كوردستان للجنرال الخالد مصطفى بارزاني من أجل المحافظة عليه، وظل البارزاني الخالد محافظًا عليه إلى أن توفاه الله، بعد أن خاض جولات وصولات مع الحكومات العراقية المتعاقبة التي تملّصت عن حقوق الشعب الكوردي وتهرّبت منها واتّبعت سياسة التسويف والمماطلة مما نتجت عن ذلك ثورتا أيلول وگولان التحرريتين ثم أعقبتها انتفاضة سرهلدان.
وينبغي أن نذكر القرّاء، ونرجع بعجلة الزمن إلى الوراء لاسيما عندما وجّه المنتدى الاقتصادي في داڤوس بسويسرا دعوة لفخامة رئيس إقليم كوردستان نيچيرڤان بارزاني، واجتمع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السيد دونالد ترامپ بالسيد نيچيرڤان بارزاني على هامش المنتدى في يوم الأربعاء22-كانون الثاني 2020، فكان عَلَم كوردستان موجودًا خلف فخامة الرئيس نيچيرڤان بارزاني وقد وصف ترامپ في بداية لقائه السيدنيچيرڤان بارزاني بـ Great Fighter المحارب الكبير!.
وفي سابقة من نوعها أن قناة (Fox News) الأمريكية نشرت عبر الشريط الإخباري لها: TRUMP HOLDS MEETING W/ KURDISTAN PRESIDENT)) ترامپ يجتمع مع رئيس كوردستان!. فهذا هو مهندس السياسة الكوردستانية الذي يحترمه رئيس أقوى دولة في العالم ويصفه بــ المحارب الكبير، ولم يأت ذلك التوصيف من فراغ، ونتيجة لتلك السياسة الحكيمة والمتوازنة رُفرفَ عَلَم كوردستان في كثير من الدول الإقليمية والأوربية إلا أن الحاقدين الذين لا يتقبلون النجاحات التي حققتها حكومة إقليم كوردستان على الرغم من وجود بعض المعوقات،فالتقدم الحاصل في إقليم كوردستان قد أزعج الولائيين وبعض دول المنطقة.
ويجب أن يعلم هؤلاء الولائيون أن الإيرانيين لا يحترمون الخرنگعية، ولهذا السبب تجاهل العَلَم العراقي ولعلمهم لا وجود لدولة اسمها العراق من خلال تصريحاتهم،وعدم اكتراثهم بساسة العراق وهم كلاعبي السيرك، وكالقرود التي تقفز على الحبال في الميدان!.
وقد صرّح القائد السابق لوحدة المدفعية في القوات البرية للحرس الثوري وقائد وحدة المدفعية في فيلق القدس بسوريا محمود جهارباغي بمناسبة إحياء ذكرى الحرب العراقية-الإيرانية أو ما تطلق عليه إيران أسبوع الدفاع المقدس حرفيًا بأن:” العراق أصبح كمحافظة من محافظاتنا يمكن أن يُلحظ ذلك حين يذهب مواطنونا للزيارة في ذكرى الأربعين،الرموز والمظاهر التي تشير إلى إيران موجودة في العراق أكثر من إيران نفسها لقد أثاب الله شبابنا الذين قاتلوا ضدّ العراق وعاقب العراق وجعله محافظة من المحافظات الإيرانية هذا من بَرَكة دماء الشهداء”.
وكالعادة وَضَعَ الساسة العراقيون رؤوسهم في التراب مثل النعامة ووضعوا أصابعهم في آذانهم وصموا وعموا عن تلك التصريحات!.
ولعلم إيران بأن كثيرًا ممّا يسمون بــ ساسة العراق هم عبارة عن مرتزقة،والحكم بيد الولائيين منذ (18)سنة ولم يقدموا شيئًا لجماهيرهم سوى (اللطم والقِيمَة- أكلة في المُحرَّم)،ولهذا السبب تجاهلوا العَلَم العراقي في طهران والأنكى من ذلك يتحدثون عن الپـروتوكولات!.
لا يمكن لدولة مثل إيران أن تقع في هكذا خطأ پـروتوكولي،فكما أسلفت هم يحترمون الأقوياء وأصحاب المبادىء ومن يعمل من أجل شعبه،وعندما استقبل الرئيس الإيراني فخامة الرئيس نيچيرڤان بارزاني،وضع العَلَم العراقي بجانب العَلَم الإقليم ولم يكن العَلَم العراقي خلف السيد نيچيرڤان بارزاني وهذا فيها إشارة واضحة على سيطرتهم في العراق ورسالتهم مفهومة أيضًا، وكذلك لم ننسَ دور إيران السلبي في أحداث16 تشرين الأول 2017، والمعروفة بــ 16 أكتوبر باحتلال كركوك والمناطق الكوردستانية خارج إدارة إقليم كوردستان وإنزال العَلَم الكوردستاني فيها، واليوم ترفع طهران العَلَم الكوردستاني فيها؛لأن في السياسة ليس هناك عدو دائم أو صديق دائم،بل هناك مصالح دائمة،فدولة مثل إيران تبحث عن مصالحها وترغب أن تفتح الباب للأقوياء سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا،وفخامة الرئيس نيچيرڤان بارزاني هو رجل المرحلتين الحالية والقادمة على مستوى الشرق الأوسط،ولاعب أساسي في المنطقة، وإقليم كوردستان هي دولة الأمر الواقع في المفهوم السياسي كدولة تايوان من حيث شبه استقلالها عن جمهورية الصين الشعبية،شَاءَ مَنْ شَاءَ وأبى مَنْ أبى،وسياسة إقليم كوردستان معروفة بالتوازن مع جميع  الأطراف السياسية، وكذلك على المستوى الدولي ولا تُنفِّذ الأجندات من خلف الحدود لإرضاء سادة بعض الدول.
يؤكد كوردستاني:«إن رفع عَلَم كوردستان في مطار مهرآباد الدولي في طهران أدخل الخشية والهلع والرعب في قلوب أعداء القضية الكوردية،على إثر ذلك بدأت المكانة الإعلامية الولائية بذرف دموع التماسيح على خرق غشاء البكارة للسيادة العراقية للضحك على السذج ودغدغة مشاعر الأغبياء منهم وهم يخدمون تلك الجهات المحتلة على أدق وجه.
على الرغم مما ذكرناه من الجانب الإيجابي بخصوص رفع عَلَم كوردستان في طهران إلا أننا يجب ألا ننس الدور الإيراني السلبي تجاه الكورد من خلال محطات تأريخية معاصرة منها:
انهيار جمهورية كوردستان بمهاباد في سنة (1946)،واتفاقية الجزائر السيئة الصيت بين شاه إيران (محمد رضا البهلوي وصدام حسين) للقضاء على الثورة الكوردية في سنة 1975،ومحاولة السيطرة على إقليم كوردستان في سنة1996،وعرقلة تطبيق المادة 140 من الدستور العراقي من سنة 2005 إلى هذا اليوم،ومشاركة الحرس الثوري الإيراني في أحداث 16 تشرين الأول 2017، باحتلال كركوك والمناطق الكوردستانية خارج إدارة إقليم كوردستان، والضغط على الجهات الولائية بعدم تطبيق اتفاقية أربيل وبغداد المتعلقة بشنگال، فضلًا عن الهجمات الصاروخية بين الحين والآخر على مطار أربيل الدولي من خلال أذرع إيران في العراق،ومحاولة زعزعة الأمن في إقليم كوردستان».
الاهتمام الإقليمي والدولي للبارزانيين ليس وليد ليلة وضحاها
تحدث المستشار القانوني، موسى موسى لصحيفة «كوردستان»، بالقول:«المسار التاريخي للنضال الكوردي في العراق في العصر الحديث، مليء بالأحداث الدامية والسلمية أيضاً من أجل التحرر من التبعية نحو تقرير المصير بحكمة ودون التوجه نحو الاٍرهاب جعل من الشعب الكوردي هناك بقيادة البارزاني الخالد والابن والحفيد موضع احترام وتقدير شعوب وحكومات المنطقة، بغض النظر عن حل القضية الكوردية وتشبيك العراقيل أمامه، إلى أن تسنّت الظروف المناسبة التي كرّست الحل دستورياً في العراق الإتحادي، والدور الإيجابي الذي لعبه الكورد في العراق الجديد وطنياً وإقليمياً ودولياً، مما زاد من رصيد القادة الكورد والبارزاني بشكل خاص في المنطقة والعالم، وقد أثبتت العلاقات الكوردستانية مع دول المنطقة والعالم ذلك الدور الإيجابي في بناء العراق ومحاربة الاٍرهاب وسياسة التوازن الإقليمي في خضم القضايا الساخنة التي تنذر في كل يوم على إنفجارات تدخل المنطقة في توترات لا طائل منها.
وقد شكّلت زيارات البارزاني المتعددة لدول المنطقة والعالم أساساً متيناً لاستقرار المنطقة، فكان يُستقبل بحفاوة وتكريم ضمن أصول البروتوكول الدبلوماسي في رفع العلم الكوردستاني، وكان آخرها- وليس آخراً- زيارة رئيس إقليم كوردستان السيد نيجيرفان البارزاني  إلى إيران للمشاركة في أداء الرئيس الإيراني رئيسي للقسم الدستوري بحفاوة قلّ نظيرها مع رفع العلم الكوردستاني إشارة واضحة على مدى الإهتمام بالدور الذي يلعبه إقليم كوردستان والرئيس البارزاني داخلياً وإقليمياً ودولياً في استقرار المنطقة.
لا شك إن المنطقة على صفيح ساخن بفعل الكثير من العوامل،وإن انفجارها سيطال دول المنطقة وغيرها ولا يمكن التحكم بنتائجها السلبية، هذا الوضع يجعل من إقليم كوردستان وقيادته الحكيمة موضع إهتمام وتقدير لما للدور الإيجابي في نزع فتيل الكثير من الأزمات في المنطقة،وخاصة لما للبارزاني من نفوذ سياسي واجتماعي في المنطقة، وخاصة لدى الكورد وشعوب كوردستان».
يتابع موسى:«هذا الاهتمام والتقدير الإقليمي والدولي للرئيس البارزاني ليس وليد ليلة وضحاها، بل يمتد إلى أكثر من مئة عام من النضال ضمن قواعد احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي وبعيداً عن التطرف، ولكن المرحلة الراهنة حُبلى بالأزمات من ناحية ومن حلول الكثير من القضايا من ناحية أخرى، ولا يمكن استبعاد الكورد والبارزاني منها كونهم في صُلب الأحداث، ويُبنى عليهم الكثير من الآمال في السلم والحروب، وقد كان لدورهم في بناء العراق الجديد، والسعي إلى إيجاد الحلول لخروج العراق من أزماته، ومحاربة داعش والوقوف في وجه تمدده، ودحره، أثره البالغ في تعاظم دور الكورد والرئيس البارزاني ودورهم في مستقبل المنطقة. 
الوضع في سوريا سيجد له حلاً، عاجلاً أم آجلاً، والوضع في كل من تركيا وإيران ليس لصالح الأنظمة الحاكمة، وفي العراق ومنذ عقدين من الزمن لازالت أزماتها السياسية والإقتصادية والإجتماعية بين فكّي كمّاشة،هذه الأوضاع ستتغير رويداً رويداً وسيكون للكورد والرئيس البارزاني دوراً لا يستهان به».
يضيف موسى:«الوضع مأساوي في المنطقة وخاصة في كل من سوريا والعراق ولبنان، والأوضاع تنذر بكوارث اقتصادية وسياسية وإجتماعية ومعيشية، والشرخ الواسع الحاصل بين الأنظمة والشعوب هو السبب الذي أدى بالأوضاع إلى ما عليه الآن، كما أن سياسة التجاذبات التي تمارسها أنظمة المنطقة ليست لصالح الشعوب والبلدان، أما إقليم كوردستان العراق في خضم هذه الأزمات تشهد إزدهاراً في بنيته التحتية، ومساعي لبعض الحلول السياسية لبعض المشاكل الداخلية، والآمال منعقدة على سياسة الرئيس البارزاني الحكيمة في إيجاد الحلول».
يردف موسى:«يوماً بعد يوم يتضح بأن للكورد بشكل عام مستقبل أفضل بغض النظر عمّا يحدث اليوم بحق الكورد من إنكار لحقوقهم،والزمن كفيل بأن يكون تقرير مصيرهم بأيديهم».
دور الإقليم المتوازن في المعادلات السياسية
تحدثت الناشطة القانونية، زهرة أحمد لصحيفة «كوردستان»، بالقول:«في ظل المتغيرات المتسارعة، وصراع المصالح، ومارافق ذلك من أحداث وتغيرات على الساحة السياسة، مصالح مشتركة وأخرى متضاربة، خلق جملة من الإتفاقيات قد تمهد لمرحلة من الاستحقاقات وتساهم في رسم خارطة جديدة للشرق الأوسط الجديد. في ظل اللااستقرار الذي يشهده العراق الإتحادي يبرز إقليم كوردستان بهيئة دولة تحمل كافة مقومات الدولة في القانون الدولي. النجاح الباهر للإقليم قيادة وحكومة وشعباً وفي كافة الميادين جعلت منه رقماً مميزاً في المعادلات السياسية في ظل التوازنات الدولية. إقليم كوردستان الواحة الآمنة وسط صحراء اللااستقرار.حقق إقليم كوردستان وخلال مراحل مصيرية إنجازات ومكتسبات عليا للشعب الكوردي،صانت كوردستان وأمنها من الإضطرابات الأمنية المتشعبة في العراق ودول الجوار،بالرغم من المحاولات الفاشلة في بث سمومها إلى إقليم كوردستان الآمن. 
لتخطو أرقى درجات التطور والإعمار والإزدهار الإقتصادي وتطوير العلاقات الدبلوماسية. حيث استطاع الإقليم بناء علاقات متينة على المستوى الدبلوماسي عززت مكانة الإقليم داخلياً واقليمياً ودولياً. المدرسة البارزانية للنضال،المدرسة التي رسخت في استراتيجيتها، وفي أبجدياتها الثورية والسياسية الحقوق العليا للشعب الكوردي، السياسة الحكيمة للبيشمركة والرئيس مسعود البارزاني،القيادة الفتية لإقليم كوردستان،وإنجازاتها الكثيرة،الإنفتاح على العالم الخارجي وبناء جسور التوازن والعلاقات بين جميع قوى العالم والقوى الإقليمية،الإزدهار الإقتصادي حتى أثناء محاربة الإرهاب،بالرغم من الظروف الأمنية الغير مستقرة في المحيط الداخلي والإقليمي للإقليم. التنظيم والإدارة والقيادة والتطور العمراني بشكل ملحوظ وحضاري جعلت مدن كوردستان في واجهة المدن الحضارية المتقدمة.كل ذلك جعل من إقليم كوردستان محط أنظار العالم،وواحة للأمن والأمان حتى للعراقيين،وقبلة للتعايش السلمي لكافة المكونات.
استقبال رئيس إقليم كوردستان كرئيس دولة مع رفع علم كوردستان رسمياً دون العراقي في زياراته للدول الإقليمية دليل على مكانة إقليم كوردستان في الساحة السياسية الاقليمية والدولية ودوره المتوازن في المعادلات السياسية». 
تتابع أحمد:«الدعوات الرسمية لقيادة الإقليم من قبل الدول الأخرى، العلاقات الدبلوماسية المتينة مع زيارة الوفود إلى إقليم كوردستان،دليل إهتمام ومكانة مميزة للإقليم في الساحة الدولية كما تبرز الإقليم المكان الأكثر استقراراً. 
حيث أصبحت هولير وجهة لجميع الرؤساء والزعماء والوزراء والسفراء من كافة الدول. كما أصبحت المحطة الأساسية لجميع المنظمات الدولية والقنصليات والهيئات الدبلوماسية والمقرات الاممية. كل ذلك قد يكون إشارات لاعترافات ضمنية توحي لما سيكون عليه وضع الإقليم في مستقبل القريب. بالرغم من التبرير اللامنطقي لوزارة خارجية إيران أمام سيل الإنتقادات العراقية لرفع علم كوردستان دون العراقي أثناء استقبال الرئيس نيجرفان البارزاني واصفاً ذلك بانها “خطأ بروتوكولي!”.لكن التبرير وحسب رأي المحللين السياسيين لم يرتق للصواب، وإن التغاضي عن رفع العلم ‏العراقي خلال استقبال رئيس إقليم كوردستان كان مقصوداً، وتقف خلفه أهداف محددة!.كما أن زيارة الرئيس نيجيرفان البارزاني إلى الدول العربية التي لها ثقل سياسي وإقتصادي في المنطقة، نجاح آخر وخطوة إيجابية على نجاح الدبلوماسية الكوردية في إنفتاحها على الدول العربية،قد تؤثر على ملامح المشهد السياسي الحالي وترسم ملامحه القادمة.أثناء  زيارة الرئيس مسعود البارزاني والوفد المرافق له إلى أمريكا والإجتماع مع الرئيس باراك أوباما ونائبه آنذاك جو بايدن. في 6 أيار 2015 وأثناء الإجتماع مع جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي والحديث عن استقلال كوردستان، قال جو بايدن: “أنا وأنت، نحن الاثنان، سنرى في حياتنا وبأعيننا استقلال كوردستان”. نأمل أن تترجم هذه الحروف على أرض الواقع».
تضيف أحمد:«قد تكون المنطقة مقبلة على تغيرات في السياسات الحالية، أو في خارطة الشرق الأوسط. بعض الخطوات من قبل الدول التي لها تأثير في المنطقة، تشير أن هناك تغييرات جذرية في قواعد اللعبة الأساسية،ستشهد خيوط تداعياتها في المستقبل القريب. 
بالنسبة لإقليم كوردستان: بالرغم من الظروف اللامستقرة في المحيط الإقليمي إلا ان كوردستان حافظت على المكتسبات التي حققتها دماء الشهداء وبطولات البيشمركه وإرادة الشعب الكوردي في الحرية والحياة الكريمة. ونحتت نجاحها في كافة المجالات السياسية والإقتصادية وغيرها.
توجت كل تلك الإنجازات والمكتسبات القومية في كوردستان العراق بثورة الاستفتاء من أجل الاستقلال بقيادة البيشمركة مسعود البارزاني الذي قاد شعبه في 25 أيلول عام 2017 ليقول الشعب الكوردي كلمته التاريخية “بلى” نعم للاستقلال، فكان امتداداً ثورياً لنهج ثورة أيلول المجيدة التي قادها البارزاني الخالد وأرسى دعائمها وأبعادها الإستراتيجية، ليكون الاستفتاء أعظم إنجاز وأهم وثيقة تاريخية،سياسية وقانونية للشعب الكوردي في قاموس الاستقلال. 
إلا أن الحكومة العراقية لم تلتزم بالدستور،خرقت أغلب مواده، كما لا تزال المادة 140 قيد الإقصاء والتناسي،كما تم إنتهاك مبدأ الشراكة وخرق الإتفاقات والتوافقات السابقة. 
“لم نكن كشركاء حقييقين، فلنكن جارين جيدين” هذا ما قاله الرئيس مسعود البارزاني للوفد الدولي في إجتماع  سحيلا في 2017/9/14».
تؤكد أحمد:«أن مستقبل الكورد لن يقدمه الأخرون على طبق من الفضة. مستقبل الكورد لابد أن يرسمه الكورد ويدعمه الأخرين بكل جدية. وهنا لابد من رسم استراتيجية للنضال تترجم على مسارات عديدة أولها وأهمها الجبهة الداخلية المتينة،وتشكيل حصن منيع في وجه المؤامرات وما أكثرها. لذلك لابد من جعل المصلحة العليا للشعب الكوردي فوق أي إعتبار والبحث عن المشتركات النضالية لترسيخ الوحدة في الخطاب السياسي الكوردي وتمتين البيت الداخلي بالنضال المشترك، بإتفاقيات استراتيجية داخلية،تخلق  توازناً بين المعادلات السياسية وتحمي الثوابت العليا للشعب الكوردي، وأهداف كوردستان  السامية ومصالحها القومية وتحافظ على مكتسبات إقليم كوردستان تلك التي تطهرت بدماء الشهداء وبطولات البيشمركة.
البحث عن مصالح مشتركة في نقطة إلتقاء المصالح والعمل عليها لتحقيق الأهداف العليا للشعب الكوردي.من جهة اخرى:حل القضية الكوردية وفق المواثيق الدولية بقيت طي التناسي في المحافل الدولية، بقيت ورقة ضاغطة تستخدم لتحقيق مصالح بعض الدول التي تتفنن في تحقيق مصالحها حتى على حساب حق تقرير المصير لشعب يملك كافة مقومات الدولة الحديثة وفق القوانين الدولية.لذلك لا بد من العمل على تمتين العلاقات الدبلوماسية مع كافة الدول للحصول على دعم دولي دائم للقضية الكوردية والحقوق القومية للشعب الكوردي كشعب يعيش على أرضه التاريخية،وذلك من خلال تفعيل نتائج الاستفتاء ليقرر الشعب مصيره بنفسه.  كل ذلك سيقود كوردستان إلى آفاق مشرقة من الحرية والإزدهار،وفق استراتيجية واقعية تفرض نفسها بتضحياتها في خارطة الشرق الاوسطية.”الدولة الكوردية ليست حلم بل حق” الرئيس مسعود البارزاني».
الخاتمة:
إقليم كوردستان أصبح ورقة مهمة في الأوساط الإقليمية والدولية ولا يمكن تجاوزه، كل ذلك بفضل مبدأ المتوازن الذي ينتهجه البارزانية ونهجه القويم،هذه إشارات لمرحلة جديدة قد يكون للكورد شأنا عظيما في المستقبل.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…