أكاديمي أحول سياسياً.. إلى الدكتور محمود عباس

ماهر حسن
اطلعت هذا الصباح يوم السبت 31/07/2021م على مقال للكاتب الدكتور محمود عباس وكما يقول مارك توين فهذا يبهج البعض ويدهش البعض الآخر. إذ أشار إلى انتهازية بعض السياسيين ، وركز على دونية الساسة حسب تعبيره في إقليم كوردستان-العراق الذين يتخذون قرارات غير واقعية وروى وقائع مشينة على جانبي معبر بيشاخبور. نعم هنا للكاتب الحق في انتقاد الساسة والأحزاب والقرارات، ولكن هناك عدّة تساؤلات نجد من حقنا ان نطرحها على الكاتب محمود: هل تختلف معي في أن أصل البلاء والنكبات والمجازر والمذابح ضمن جغرافية كوردستان سوريا ومن وراءها هم كادرو حزب العمال الكوردستاني التركي؟ ودون أن تنسى كذلك صلة حزب الاتحاد الديمقراطي كذراع له ، ولاحقاً اتخاذ اسم “الإدارة الذاتية” البراق كواجهة تنفيذية لهذا الحزب الكارثي على الكرد؟ إذا كنت تتفق معي في ذلك  فهذا يحدد موقفك وإن لم تتفق فلهذا معنى واحد لا غير؟!
وللتوضيح دكتورنا أنا من وضع هذا الحزب المدمر لكردستان بنية وتاريخاً وحاضراً ومستقبلاً  في هذه الخانة، هو أعضاؤه أنفسهم، والأدلة والبيانات تملأ وسائل الإعلام إلا إذا كنت لا تريد أن تقرأ إلا ماتريد وتريد أن تشارك الكل بالجريمة لتضييعها وهذا ماكان ابن القبيلة الجاهلة يفعلها لادكتور جامعي مثلك يجب أن يكون صارما لا توفيقيا والتوفيقية موقف الى جانب ذلك المدمر وأحد وسائل الدفاع عنه.
 لقد شاهد العالم كله رفع هؤلاء صور أوجلان وقادة قنديل-  لمحو وجودنا والحاقنا بالغير فهل تنخرط أنت الآخر في الدعوة إلى الالتزام والرضوخ التام والنهائي في العصابة، مع أن خطابك يصنفك كخالط  للأوراق مع راوغ هذا الخطاب شمالا ويمينا لتضليل القارىء وتقديمك كأنك أكبر من كل الشعب الكردي وكأنك العقل الأوحد وعمليا لست إلا جزءا من الأجندة كما يقول خطابك، وواضح انه بسبب عقدة ضد إقليم كردستان حتى وإن أحلتني لمقالات تدافع عنهم
على امثالك دكتور واستحي أن أخاطبك هذا أن يكونوا في طليعة الواعين لما يدور لا بين من يذرون الرماد في العيون وبين الآبوجيين البعض المخصص لهذا الفعل والذي لايختلف معه إلا لأنه لايعطيه الاهتمام.
 إن السياسة الإدارية الابوجية التي تقوم بها وتتراوح مابين أعمال درامية و رومانسية  و تراجيدية  بهدف ذكي ، وهل بمقدور احد المساس  بسياسة أشاوس قنديل هناك، بل وصل الحد أن يرتكب هؤلاء جرائم قتل لمجرد انتقاد بسيط. فهم يعتبرون فلسفة اخوة الشعوب الأكثر نقاءا و زهدا وان القومية وبناء الدولة الكوردية خسة.
بمجرد ان يمقت مواطن كوردي في كوردستان سوريا من ثرائهم الفاحش والسريع واللعب  والدوس على أحلامهم يعتبرونه خائناً، بينما يحق للعرب والمكونات الاخرى الانتفاض وحمل السلاح بوجه إدارتهم الخزعبلية.
ان يقول مواطن لا حول ولا قوة له في كوردستان سوريا في وجه دهماء السياسة في الإدارة الآبوجية كفى ينعت بأنه أردوغاني وعميل ومندس والخ
تحاول في دفاعك عن تلك الإدارة أن تُظهر أنها صاحبة مشروعٍ  كوردي وتقارنها مع إقليم كوردستان العراق وهذا تضليل لا يمر على أي عاقل، فيما الكل بات يعرف عمليات التنكيل والتعذيب والقتل ونفي المدنيين الكورد فقط  وهناك من الوقائع عشرات الأمثلة بل والمئات منها، وما ذكرت أعلاه جزء يسير منها، بينما إقليم بات ملاذ آمن على عكس ما كتبته باتخاذها قرارات تزيد من وزر واعباء اخرى على الكورد. خطابك يدعو إلى فلتان المعبر للفاسدين والمجرمين والملاحقين لأجل مزيد من الفوضى وأقول خطابك لأنني أفرق بين شخصك الكريم ورأيك المتلون صاحب اللون المعروف .
ربما تقول ان ما اكتبه أنا يفتقر إلى الدقة والمنطق، مع العلم أن القاصي والداني يعرفان أن مجرد فتح ابواب الحدود امام كورد سوريا ستفرغ تمامًا من أهلها نتيجة جور وظلم من تدافع حضرتك عنهم. نتيجة سياسة الآبوجية، و قد شهدنا قبل شهور محاولات فرار كثير من الشباب الى تركيا، على الرغم من الجدار الخطير والحراسة العسكرية المشددة.
لأجل ايضاح الصورة واعطاء كل ذي حق حقه وليس الموضوع خلط الأوراق ببعضها البعض كما هو سياستك، وكل شخص حر يأبى ذلك، ولتكون بالصورة الواضحة، وحتى تتجلى الدقة اكثر، فإن كورد سوريا قاموا بادخال العرب الى إقليم كوردستان عراق بهويات كوردية ومختومة من المخاتير، وتستطيع ان تستفسر عنها من اي احد في اقليم كوردستان. فالثقافة السائدة والبنية الفكرية في أي مجتمع هي الوحيدة المسؤولة عن رفعته أو تخلفه واتخاذ الإجراءات الضرورية واللازمة ولا يمكن وضعها في خانة تزيد من معاناة المواطنين الكورد ولا سيما ان هؤلاء سبب في اتخاذ مثل هذه القرارات.
حين نجد من يجري ، لاهثا، خلف أسياده في  كهوف عصابة قنديل، وهم ينثرون عليه المدائح في الوطنية ليلتقطها كدجاجة جائعة، ومن المعلوم  أن أسيادهم هم من يلهثون وراء الأتراك الذين يحاربون وحاربوا الكورد تاريخيا، بل هؤلاء من يهددون كورد سوريا ليكفوا عن فضحهم وتعريتهم في الداخل والخارج. وسأضع بين يديك أمثلة :
 إن أكثر من ينتقد الأحزاب السياسية هو الكاتب هوشنك اوسي ، فهل تستطيع أن تخبرنا ماذا سيكون مصير هوشنك ان زار كل من الإقليم والإدارة الآبوجية؟!
خلال أي قراءة لمقالك المضلل يتيقن القارىء ان ما يحدث في الإقليم اسوأ بكثير ما يجري تحت ظل سلطة الأمر الواقع، ففي المقدس الديني ومنذ عشرات القرون السنين  وردت عبارة (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون). فحكمدارية PKK تسيطر على مفاصل كوردستان سوريا بشكل كامل، وتحتكر صناعة القرارات وإنفاذ السياسات والإجراءات وتستند في شرعيتها إلى عكازات تركية مصطنعة، مقابل الإقليم الذي يستند (ومستعد أن يستند) إلى إرادة الشعب الكوردي. فهل يمكن ان تقول ، لماذا لا نعمل على تطوير هذه الإدارة- كيف تجد من إدارة دون ارادة كورد سوريا خير فيها وثم- قبل المطالبة بتحسينها أليس من الأفضل إنهاء تدخل كورد تركيا في شؤوننا كما يقول المثل الكوردي
Qirêja li ber mala xwe paqij nake çû ye li ber mala cîrana paqij dike.
لا يشعر المرء تحت جور حكمدارية ابوجية بوجود بصيص امل وامان ، وتحاول ان تنتقد الإقليم وتقارنه مع إدارة حزب تسبب في المآسي والجرائم فلا يجوز أن يكون الكاتب مشاركاً في الجريمة إلا إذا كان حاقداً وبخطاب مراوغ
  أستغرب وأنت دكتور جامعي كيف تكتب مخاطبا إقليم كوردستان:
كفاكم تعذيبا للشعب الكوردي وكأنهم سبب تفاقم ويلات على شعبنا في كوردستان سوريا مع أنهم حماته وهم مطرودون من جنة آلدار خليل وصالح مسلم وبقية الفريق ماعدا كادرو ما وراء الستارة  في المربع الأمني.  خطابك خطير دكتور أم أنك تجهل ذلك؟ من حقك أن يكون لك موقف من الإقليم وبالتحديد من آل برزاني لأسبابك ولكنك تنقل شعوراً مضللا إلى الخارج، وتسمّي هذه الترهات تعبيراً عما استجد، وعما هو ممكن القيام به، وما هو جدير التوقف عنده وتنساه هو ان حكومات غربية ايضا تتخذ اجراءات صارمة رادعة وتلغيها في اليوم التالي كما حصل مع الإقليم – فليس لدى احد، وصفة متكاملة لهذا الخلاص، لأنه مرتبط بظروف خريطة متناقضة من المصالح، بل إن حكومات العالم الأولى ذاتها، قد تغيَّر وتتراجع عن قراراتها بما  يمكن أن يُسجَّل إرضاء مواطنيها !
مايوضح حقدك على الإقليم انك نشرت المقال بعد تراجع الإقليم عن القرار ويبدو أنك زعلت جدا لأن القرارالغي لتصيد في الماء العكر، في أول فرصة لك من نوعها لخلط الاوراق.
 هنا لست في معرض أن هؤلاء قد أصابوا أو أخطأوا، بل أريد القول انهم أصحاب قرار إلغاء رسوم التأشيرات في الخارج وحد ذلك من انتشار السماسرة  فلماذا حضرتك لم تمدح الرئيس برزاني الذي كان وراء ذلك، أما أن نتجنب الحقيقة ونقول: حكومة الإقليم في واد، ومطالب كورد سوريا في واد آخر مع أن واحدا مثلك يقيم في أمريكا ويتابع السياسة ويظهر في تلفزيونات الإقليم والابوجية متابع ويرى كل ما قدمه ويقدمه الإقليم للابوجية سرا وعلنا،  تحليلك مجاف للحقيقة، لأن هناك من يعمل بدأب ووطنية عاليتين، من أجل أن يحقق للإقليم أعلى مايمكن، فعد إلى رشد عد إلى تسخير ضميرك لا ردود فعلك من الإقليم ولن تحصد من وراء موقفك من الابوجية الا الندم عندما تعلم بعد سنوات انك كنت في أسطولهم بمرتبة مختلفة!
أنت هنا أحول سياسيا ولاأقول لك أنت أعمى بعين واحدة.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…

نظام مير محمدي* عادةً ما تواجه الأنظمة الديكتاتورية في مراحلها الأخيرة سلسلةً من الأزمات المعقدة والمتنوعة. هذه الأزمات، الناجمة عن عقود من القمع والفساد المنهجي وسوء الإدارة الاقتصادية والعزلة الدولية، تؤدي إلى تفاقم المشكلات بدلاً من حلها. وكل قرارٍ يتخذ لحل مشكلة ما يؤدي إلى نشوء أزمات جديدة أو يزيد من حدة الأزمات القائمة. وهكذا يغرق النظام في دائرة…