الذكرى التاسعة لاختطاف المناضل جميل عمر(أبو عادل) رئيس اتحاد القوى الديموقراطية الكردية في سورية, ومحطة تذكيرية.

د. محمد رشيد*
لعل هي المرة الأول في تاريخ الحركة السياسية الكردية السورية بان يتم اختطاف رئيس حزب او رئيس مكون او رئيس حركة كردية سورية منذ نشأتها والى تاريخه.. 
وتمر الذكرى التاسعة لاختطاف المناضل جميل عمر(أبو عادل) 13/7/2012 ولتفقد ذكر هذه القامة النضالية الكردية.. فليس من بد للوقوف في هذه المحطة. 
تم اختطاف المناضل أبو عادل وهو عائد من قيادة مظاهرة في قامشلو,..
قبيل ان يختطف المناضل أبو عادل بساعات, ومعاودة الاتصال معه تكرارا انقطع الاتصال التلفوني معه ولكنه اتصل وكان ان تواصل للحظات, وعلى انه بخير وشحن الهاتف لم يعد يكفي وسنتكلم فيما بعد, استفسرت من رفاق حول مجرى المظاهرة, فكانت الإجابة بان ابو عادل خاطب في المظاهرة وشحذ الهمم بما مالم يقل اخر قبله ولا بعده, من خلال المظاهرات ضد النظام (طالب بان يفتح الكرد بيوتهم للأخوة العرب النازحين من المناطق الأخرى وتشكيل لجان لذلك),,
انتظرت فيما بعد المكالمة القصيرة مكالمه منه, فلم اتلقى أي مخابرة, توجست بانه على تواصل مع نشطاء, ومنشغل بما بادر اليه في المظاهرة,..
اتصلت مع آخرين من رفاق وأصدقاء, فكانت الإجابة بان هاتفه مقفل, أجاب البعض بانهم رأوه بعد ساعة من انتهاء المظاهرة, توجست بان حصل له مكروه, ولذلك لما لم يتصل !؟ , او او او  لربما بان بطارية الهاتف فرغت, مستشعرا من جهة ثانية, بانه في حال حصول مكروه له فانه سيتم شحن بطارية هاتفه, لمعرفة المكالمات التي ترد اليه وآنذاك لربما سيرد المتلقي (لربما فضوليا بكون مكالمة خارجية) انتظرت الى ما بعد المغرب, وهنا رن الجرس بثلاث رنات وفتح الهاتف وانتظر المتلقي حوالي اربع ثوان واغلق الخط..
وبمعاودة الاتصال لم يعد أي جواب,, ومن ثم كان الخبر الفاجعة باختطافه من قبل مجموعة مافيوية من جهتين لاثالثة لهما الابوجية ب ك ك او النظام.. وهذ الثانية مستبعدة كونه (لم يلجأ النظام الى قمع المتظاهرين او مضايقتهم او التقرب اليهم… وبدا فيما بعد بانه اوكل للمهمة ل ب ك ك وشبيحته – بوثائق دامغة ومستندات متسربة – ) 
المناضل أبو عادل لم يكن لي معرفة به, ولكن بكوني مسؤول الخارج لاتحاد القوى الديموقراطية الكردية في سورية مخولا من قيادة المكون بعيد اعلان تشكيل والمكون مباشرة  برئاسة المرحوم عبد الرحمن الوجي, تواصلت مع رفاقي في المكون وبلقاءات واجتماعات ومشاورات مع ممثلي أحزاب في اتحاد القوى الديموقراطية الكردية المتواجدين في كردستان العراق (فوزي شنكالي من الوفاق وجوان سكو من البارتي ويوسف من يكيتي كردستاني وممثل تنسيقيات في الإقليم إبراهيم مراد,  
ومع تأسيس المجلس الوطني الكردي ولقاءات قبل تأسيس المجلس بتواصل مع الدكتور حميد دربندي (تربطني به علاقة شخصية, كونه خريج جامعات تشيكوسلوفاكيا البلد الذي تخرجنا منه سوية), حيث اعلمني بان السروك كلفه بالتواصل مع الأحزاب الكردية السورية لتشكيل مجلس في هولير وتقديم الدعم لهم ومساعدتهم ” خاطب السروك مسعود بارزاني الكرد السوريين , باننا اخوة واشقاء واي مساعدة فلن نبخل بذلك “, وبكون ذلك بيئة مناسبة لتجمع الكرد السوريين, اتفقنا على أمور كثيرة ولكن في النهاية بعدم قناعة في ان المؤتمر المنشود لن يكن تلبية لرغبات وتطلعات الكرد السوريين عموما من حيث التمثيل. فرفضت باسم المكون على ان نحضر المؤتمر, وقد اعطى المغفور له رئيس المكون, الي كامل الصلاحية بالمشاركة او المقاطعة, فأعلمته باتخاذ قرار بالمقاطعة تشاورا مع رفاقي الاخرين الذين دعوتهم الى أربيل, وقبل يوم اعلان المؤتمر اتصل معي الدكتور حميد دربندي حول حضوري ليوم غد, فأجبته بالمقاطعة, حيث كان قد اتصل مع رفاقي الاخرين واعلموه باننا سنتخذ قرارا جماعيا ليوم غد (مع الشكر لأولئك الرفاق في الالتزام التنظيمي – ولكن تسرب بان السيد فوزي شنكالي حضر الجلسة الافتتاحية, وبانه على تواصل ولقاءات في السر مع قيادات أحزاب المجلس),,
تنويها / اقترحت على صديق بان ينتسب الى اتحاد القوى وليكن بديلا عني في تمثيل الخارج فوافق على ذلك مشترطا بان يكون التواصل عن طريقي مع الرفاق في القيادة حول قبوله, وتم الاتصال بحضوري ورحبوا به فكان القبول, وبمعاودة الاتصال فيما بعد مرة أخرى مع المرحوم عبد الرحمن الوجي حول إمكانية ضم الصديق الى اللجنة السياسية في اجتماع, فتم التوافق في القيادة و الموافقة أيضا, وبخروج أحزاب من الاتحاد وانضمامهم الى المجلس (البارتي ويكيتي كردستاني, والوفاق, وحزب السلام, وقبلهم تيار المستقبل) وبوفاة المغفور له عبد الرحمن الوجي تم انتخاب المناضل ابو عادل رئيسا للاتحاد.. ومع العمل والنشاط تبين لي بان الصديق ليس بذاك الذي وعد على انه سيسخر كامل نشاطه في الاتحاد, وبإعلامي ذلك للمناضل أبو عادل وبان لا خير فيه, على قاعدة ومن يخالف وعده لمرات  فلربما لديه اجندات خاصة, وقبل ان يتم فصله قدم استقالته.. وبتفاصيل لا داعي لذكرها..
باختطاف المناضل أبو عادل وخروج اجمع الأحزاب الكردية من اتحاد القوى وانضمامهم الى المجلس الكردي, فلم يبقى سوى رفاقنا في الاتحاد الشعبي الكردي (خرج البعض من دون شوشرة) ومستقلين.. لا اخفي بان نوايا المستقلين لم تكن حسنة, فعقدوا مؤتمرا وتم فيه تغيير اسم اتحاد القوى الديموقراطية الكردية الى القوى الديموقراطية الكردية,, فلم نحدث اية مشكلة, وتم تغيير النظام الأساسي بإضافة فقرة على ان يكون رئيس القوى ليس منضوية في حزب (مستقلا) = حقيقة تم قبول ذلك, على ان نخوض (حزب الاتحاد الشعبي) تجربة تجمع أحزاب يقوده مستقل, ومن جهة ثانية وضعنا نصب اعيننا نشاط ونضال ابوعادل  _ كانت له تجربة مع ب ك ك – وكان قد تركهم منذ عقود) فمررناها, طلبت القيادة (القوى الديموقراطية) مني ولمرات على ان ننضم الى المجلس الكردي, وبطرح الموضوع على الصديق د. حميد دريندي, فكنت اماطل, تشككا بمبالغتهم على انهم لا يعدون على أصابع اليد الواحدة, ومن جهة ثانية ليسن لديهم أي خبرة تنظيمية او نشاط  كردواري سابق (لم يكونوا منضمين سابقا الى احزاب كردية) وبنواياهم للانضمام فقط لأجل حصولهم على أموال (مخصصات مبالغة فيها لأحزاب في المجلس, مشككا بالأرقام، وبعدها اكتشفنا بانه تم قبولهم في المجلس الكردي, على أساس بتغيير التسمية الى حزب القوى الكردية ) فقررنا في الحزب الانسحاب من القوى الديموقراطية, ولم يتم معاقبة رفيقنا الذي عمل في الأمانة العامة للمجلس لفترة من دون ان يعلمنا (حرصا على نضاله السابق وباعتذاره نادما, وتم فيما بعد فصله من الحزب بعدما تمادى في الخروقات التنظيمية), وشاءت الصدفة ان كنت بزيارة الى الصديق د. حميد دربندي, وأشار الي بان انتظر قليلا بعد نهاية الدردشة الخاصة من سردنا للذكريات الماضية, و بقدوم السيد سعود الملا الى مكتبه, كانت مفاجئة بالنسبة لي وفي نفس الوقت كانت فرصة بان اطرح عليه مستفسرا للبعض من الأسئلة وخاصة حول المشكلة التي افتعلتها المجلس في القوى الديموقراطية, فالرجل وللأمانة ابدى بانه ليس لديه علم بما حصل, وخاصة من ناحية تغيير اسم المكون الى حزب, (يبدوا بان هناك من هو في المجلس لديه صلاحيات تفوق صلاحية الرئيس) .,
· رئيس حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا 
++++++++++++++++++++++++++++++++
المناضل جميل عمر ( ابو عادل ) قائد لثورة ورمزا لحركة
د . محمد رشيد
2012 / 7 / 25 
الصوت المدوي الهادر للثائر ابو عادل رئيس اتحاد القوى الديموقراطية الكردية في ساحات قامشلو مطالبا بإسقاط النظام الاستبدادي بكامل رموزه واركانه , وقيادته للمظاهرات السلمية منذ اليوم الاول لانطلاقة الثورة السورية , يؤكد بان هذا هو السبب الاول والاخير والذي بموجبه حاول جبناء لتغييبه عن النضال , حيث كان صوته المدوي يقلق مضاجع الجبناء
المجموعة المجهولة الملثمة التي اختطفت المناضل جميل عمر ( ابو عادل) يوم 13/7/2012 تدل بانها تنتمي الى حثالة او كما يقال ” عفارة ” اجتماعية ملفوظة اخلاقيا واجتماعيا , وكما لفظ الشعب السوري النظام المافيوزي الاسدي والذي كان يختبأ تحت يافطة حزب فاشي وهو حزب البعث , فان المجموعة المختطفة تختبأ تحت مسمى وهوية مجهولة وهي بالتأكيد منظمة اجرامية تمتهن العمل المافيوزي ترهيبا واختطافا وقتلا وتشبيحا ,الشبيحة مهما يكن نبتته الاجتماعية فانه ممتهن للارتزاق وهو ضد ابناء شعبه , بغض النظر عن التسمية المتعارف عليها عالميا في تعريف المرتزق والذي هو كل شخص يقوم بأي عمل بمقابل مال او مصلحة بغض النظر عن نوعية العمل أو الهدف , حيث يطلق غالباً الاسم على من يخدم في القوات المسلحة لبلد أجنبي من أجل المال او البعض الآخر من اجل المغامرة , المرتزقة اللذين خطفوا المناضل ابو عادل مرتزقة جبناء بمعنى انهم بمثابة مملوكون وارقاء مأجورين كونهم نفذوا أوامر طلب منهم , ويبدو بان حالة الاختطاف هنا لربما ليس لأجل المال وانما بهدف ابعاد احد اهم النشطاء الكرد من معمعان النضال الميداني والذي يقوده احد المكونات الكردية الثورية – اتحاد القوى الديموقراطية الكردية – والذي استطاع ان يستقطب الشارع الكردي بفترة زمنية قياسية , ويتكاتف ويتعاضد مع المكونات والاطياف والشركاء غير الكرد في المنطقة وتحديدا في منطقة قامشلو وذلك بالخروج بمظاهرات حاشدة ضد النظام الاستبدادي , رافعا شعارات الثورة السورية متبنيا الجيش السوري الحر واسقاط النظام بكل رموزه واركانه .
بمرور اكثر من عشرة ايام على اختطاف المناضل ابو عادا اسئلة عديد تطرح نفسها :
من هو ابو عادل حتى تم اختطافه ؟
لماذا تم اختطاف ابو عادل ؟
لماذا ابو عادل تحديدا ؟
من له مصلحة في اختطاف ابو عادل ؟
لماذا لم يتم او لا يتم اختطاف قادة كرد آخرين وتم استهداف ابو عادل دون غيره ؟
ما هو مدى تأثير البيانات الخجولة من الاطراف الكردية الاخرى المنددة باختطاف المناضل ابو عادل ؟
ماهي مهام اللجان الشعبية او اللجان المسلحة التي تشكلت وتتشكل في المنطقة الكردية ولم تستطع حماية ابو عادل بان يختطف او تكتشف مصيره ؟
لماذا لا يستفسر اشقائنا في قيادة كردستان العراق عن مصير رئيس اتحاد القوى الديموقراطية الكردية او تصدر بيانا ينددوا بمختطفيه ؟.
اسئلة عديدة برسم الاجابة عليها من لدن ابناء شعبنا الكردي عموما.
ومن جهتنا فان الاجابة هي : بان المناضل ابو عادل هو قائد حراكنا ورمز حركتنا وهو كغيره من ابناء الشعب الكردي ارتضى بان يساهم ويشارك في الثورة السورية للخلاص من النظامي الاستبدادي ولخدمة قضيته القومية والمطالبة بحقوق شعبه المشروعة , ونحذر الشبيحة في المساس بحياة المناضل ابو عادل لأنه ابن الشعب الكردي اولا ولن يسكت اخوته وابناءه في التعرض الى حياته .
عضو قيادة الخارج لاتحاد القوى الديموقراطية الكردية .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

خالد بهلوي تحت شعار “وقف العنف والتهجير – العيش المشترك بسلام”، وبمبادرة من مجموعة نشطاء من الشابات والشباب الغيورين، شهدت مدينة إيسين الألمانية يوم 21 ديسمبر 2024 وقفة احتجاجية بارزة للتعبير عن رفض الاحتلال التركي والتهديدات والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الكردي المسالم. الحضور والمشاركة: حضر الفعالية أكثر من مائه شخصً من الأخوات والإخوة الكرد والألمان، إلى…

د. محمود عباس ستكثّف الولايات المتحدة وجودها العسكري في سوريا وستواصل دعمها لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والإدارة الذاتية. تدرك تركيا هذه المعادلة جيدًا، وتعلم أن أي إدارة أمريكية قادمة، حتى وإن كانت بقيادة دونالد ترامب، لن تتخلى عن الكورد، لذلك، جاء تصريح أردوغان بعد عودته من مصر، ووزير خارجيته من دمشق اليوم كجزء من مناورة سياسية تهدف إلى تضليل الرأي…

شادي حاجي المرء لا يذهب إلى طاولة المفاوضات وهو خالي الوفاض وإنما يذهب وهو متمكن وقادر والمفاوض يكشف أوراقه تدريجياً تبعاً لسير العملية التفاوضية فعند كل منعطف صعب وشاق يقدم المفاوض بطريقة أو بأخرى معلومة ولو صغيرة حول قدراته على إيقاع الأذى بالطرف الآخر من أجل أن يكون مقنعاً فعليه أن يسأل عن مقومات الندية والتي تتركز على مسألة القوة…

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…