أحمد مرعان
وكأن العالم نصفان : ثمة من يدعو إلى اليأس وثمة من يدعو إلى التفاؤل..
واليوم أصبح من يدعو إلى اليأس طاغيا في زرع الفتنة والقتل والتدمير والتشريد، ليثبت نظريته ويتفرد بمصير العالم، لتحقيق أكبر قدر من مصالحه، ويكون سيداً للعالم نحو الرذيلة وشرعنة الغاب ، بغض النظر لماهيات الأخلاق الإنسانية التي يجب أن يتصف بها في استكمال مسيرة الحياة الى النهايات المحمودة ..
ينسف كل المعتقدات بفرض سلوكية جديدة تخدم مصالحه المادية ناسياً اندثار حضارات توالت بحكمة إلهية لدورة عجلة الزمن والبدء من جديد في اختلاق مفاهيم لبناء حضارة تناسب الواقع الجديد إلى أن تصل حد التجاوزات فتندثر وهكذا دواليك ..
الآن نبحث عن حلول تناسب معالجة القضايا على كافة المستويات، بشرائح متفاوتة من المجتمعات، وكلٌ ينظر من جانب ما يعنيه وفي ظنه سيصل إلى النتائح المرجوة ..
تتضارب الآراء وتتفاوت الاستجابات وتعلن في النهايات الفشل ..
الكل يرى صوابيته وتثار فلسفات لمعالجة مشكلة ما ، وما أكثرها ، فترتد الحلول لها على أرضية الواقع لعدم جدواها وخدمتها لمن يحسبون أنفسهم أسيادا ..
الأديان السماوية التي كانت الرادع الأمثل لمنع التمادي بسلطوية التفرد والموضوعة بحكمة إلهية أصبحت تتلاشى في مجابهة السيادة الاقتصادية وتتميع بظاهرة الإرهاب الدخيلة عليها، بفضل من يحكمون العالم الآن بعقلية فرعونية ، ومفاتيح الحلول بأيديهم للاستقرار والثبات..
تُرى من وراء ذلك كله ؟..
ليس إلا ممن يحتسون القهوة في جزر صغيرة ويتلاعبون بمصير العالم بأكمله، وكأنها رقعة شطرنج، ربما تطول اللعبة ولكن لابد من كش الملك في النهاية ..
في كل فكرة صولات وجولات تطول وتقصر وتمتد سنينا، وربما دهورا ، لكنها أمور وقعت ومنها نستنتج فن التلاعب للفوز بمصير الشعوب ..
كل ماذكر ضرب من الخيال في عهود سادها الصمت والضياع واندثرت مع الأيام ..
أما اليوم غكلٌ يرى نفسه على صواب ولا أحد يأتمن للآخر لترك مصيره له..
فن التلاعب بالأفكار مكر ودهاء ..
الكذب ميزة الساسة بلا حياء ..
الأمين رغم صدقه الكل له جفاء ..
ضاعت عني الأفكار وأصبحت في حيرة لمن التجأ عله يرشدني إلى جادة الصواب ..
أيقنت بأننا في ضياع وصياغة فكرة واحدة رغم صوابها تجد لها ألف سدٍ وليس لها باب ..
مفارقات..تناحرات ..تضادات..نهايات مؤلمة في حضرة الصمت بحياء في زمن الصخب اللامتناهي إلى النهايات المجهولة والضياع في معمعة محكمة الذات ..
ويبقى الأمل في العبور نحو محطات قادمة علها تكون شبه أمان ..
وما يهمنا هنا مايدور من أحداث في بلدنا وتحديدا بمدينة السلام قامشلو بتلك المحنة الأخيرة من نيسان ورمضان على أرض الواقع هي جزء لامتداد الصراع وتحقيق أهداف لنيل مكاسب تراكمت وستتلاشى بحكم هشاشة دفة القيادة في مواجهة التحديات من فقر ودمار وإذلال واسترسال لتفاقمات ستؤول إلى نهايات وخيمة إن لم تحتكم للعقل والمنطق فستعم الفوضى في كل حدب وصوب ويأكل فيها القوي الضعيف وكأننا في شريعة الغاب ..
هل ستطول ؟..
ربما..لأن العالم يتبجح بما يملك من دناءة بالقيم السوقية وشح للقيم الأخلاقية..
تُرى أين سيفضي بنا المطاف !..
حينها سيدرك الخونة كم كانوا سلعة رخيصة في استبيان الحقيقة، وتحقيق أقل المكاسب لو ساروا على نهج الحقائق واستفادوا من تجارب الأزمنة واستغلوا قدراتهم بتحقيق ذاتهم أولا وإثبات وجودهم ثانيا ..
الكل ينهش من لحم جلودنا ويتلاعب بكينونتنا لتستقر به الحال ويؤوّل التاريخ بما يخدم مصالحه وفق أجندات يتمسك بها لاستمرارية وجوده على حساب أياً كان ..
وليس إلا..دوماً تضيع الحقوق عندما يسند الأمر لغير أهله ../..