مبادرة ملف توثيق الانتفاضة (كي تكتمل الصورة تماما)

رقية حاجي- كندا

  الانتفاضة هي الركيزة الأولى للثورة، وهي التي كسرت جدار الخوف لدى السوريين عامة، و الكورد بشكل خاص، بالرغم من أننا لم نولها الإهتمام الكافي. تابعنا مع موقع ولاتي مه الإحدى عشرة حلقة من ملف انتفاضة 12آذار، أحسست أنه أشبه مسلسل ٌمثيرٌ قد تم، بالرغم من تباين مضامين وزوايا نظر المقالات، لأنني أحسست بأنه كان ينبغي أن يستمر أكثر، مع أن مشاركة 56 كاتباً وكاتبة ً ليست قليلة. نشروا 68 مشاركة، من الممكن أن تعد وثيقة مهمة، لا سيما لمن لم ينشروا من قبل حول الانتفاضة.
و لربما أن هناك من ربما قد تعالوا على الملف، أو لم يدركوا أهمية المساهمة فيه، سواء كانوا قد كتبوا عن الملف سابقاً أم لا. كان ضرورياً أن يعتبروا الملف مسؤولية شخصية أمام كل كاتبة أو كاتب، بالرغم من أنه قد يكون هناك كاتب لم يجد المجال أو الدافع للكتابة في الملف، أو ربما من يرى نفسه أكبر من هكذا ملفات، إلا أن المساهمة فيه واجب بالنسبة لهذا وذاك، لأنها تتناول جزءاً مهما ً في حياتنا، هذا الجزء بحاجة إلى التناول الدائم، لأنه جزء مهم عن واقع حياتنا السياسية، وله علاقة بمستقبل شعب.
ليت كل كاتب عايش أو شاهد هذه اليوميات أو سمع عنها أو يستطيع الكتابة عنها أن يبادر ويكتب ويشارك، خاصة وأن جدار الخوف قد سقط.
كنا في قامشلو آنذاك وعايشنا أحداث الملعب البلدي والانتفاضة وما آلت إليه. وكغيرنا عشنا حالة رعب وقهر وثورة في دواخلنا، وبحثنا عن أبنائنا، و  تمت وزياراتنا للجرحى وقتها، ومشاركاتنا في تشييع جنازات الشهداء، عشنا حالة قهر وألم، وحسرة على استشهاد شباب بعمر الزهور، شاركنا انا وزوجي وأبنائي وبناتي في أغلب المظاهرات.
كما اعتقل ابني من قبل الأمن العسكري في قامشلو، لأنهم كانوا قد اعتقلوا طلبة جامعيين مسافرين عن طريق قامشلو -حسكة، وبعد تفتيش هواتفهم والتحقيق معهم وتعذيبهم، اعترف أحد الشباب المعتقلين بأنه اشترى هاتفه من شاب اسمه منير، الذي هو ابني وقاموا بالقبض عليه، وساقوه إلى فرع مخابرات الأمن العسكري، عشنا حالة رعب وخوف على مصير مجهول ينتظر فلذة كبدنا كغيره من شبابنا الكورد، بيد نظام جائر، ظالم لا يرحم وهو كما غيره من المعتقلين والمعتقلات وصف ما شاهده في السجن وماعاشه ، ومما لايستطيع نسيانه أصوات آهات وأنات المعتقلين في الزنزانات المجاورة لزنزانته…
ولو تحدثنا عن مشاركة المرأة بشكل خاص في ملف الانتفاضة، في البدء بدأ عدد النساء بخجل. فنجد عبر جدول بياني أن نسبة المرأة في الحلقة الأولى في الملف شاركت كاتبة واحدة، ثم في الحلقة الثانية مشاركة  كاتبتين، وهكذا، وفي بعض الحلقات لا توجد لهن مشاركة.
نأمل في السنة المقبلة أن تزداد مشاركتها أكثر، وأن تكون دعوات نسبية للكاتبات، ولو أنه استمر لعشرين برأيي أن عدد النساء كان سيكون أكبر، وهذا يعني انه تم تشجيع السيدات، ويعني أن الكتابة ليست ذكورية فقط ، فالمرأةُ أيضاً أم الانتفاضة ، كانت أم الشهيد وزوجته وأخته، وأم  المعتقل وزوجته وأخته، أو خطيبته، أو حبيبته…، لقد كانت المحرك للانتفاضة، تهلهل وتشجع وتدعم، كما فعلت والدة فائق اليوسف لأبنائها حين قالت لهم : “هيا استيقظوا، و شاركوا في موكب تشييع جنازات الشهداء الذين سلمت لأهليهم في وقت متأخر من الليل، فلستم أحب إلي من أبناء الناس إلى أمهاتهم”، ماأروعها من أم كوردية أصيلة مؤمنة تتجلى فيها روح القومية الحقيقية وحب الوطن والدفاع عنه بكل غال ونفيس.
ولقد تحدثت شهناز كلو عما حدث معها آنذاك لأنها كانت إحدى ضحايا الانتفاضة، وعانت قسوة النظام البعثي الحاكم. ووصفت شعورها في بداية الانتفاضة بأنها حين سمعت بما حدث في قامشلو تحولت إلى كتلة من نار وبينت ووصفت كيف أنها تعرضت للاعتقال في سجون النظام، حيث لا صوت -كما قالت- ولا ضوء.. ولا حياة… ولا كرامة، بل ثمة ضغط نفسي كبير وتعذيب…. وإهانة للإنسان وكرامه.
ولقد أضافت بأن المعتقلة هي الأكثر تأثراً وتأثيراً، لأنها تركت بيتها وعائلتها، ووضعت في قبو معتم، والخوف الأكبر كان احتمال تعرضها للاغتصاب، وأنها كانت في ذات الفرع الذي تم فيه تعذيب الشهيد فرهاد حتى الموت، ثم تحدثت عن النساء الذين أتوا من قرى ومدن أخرى للمشاركة في المظاهرات، وذكرت امرأة أخرى معتقلة معها من هي..؟!
  كما ذكرت مزكين عبد الوهاب الحسيني أنها عاشت معتقلة سبعة أيام عجاف في السجن، عندما كانت طالبة جامعية، مما ترك تبعات اجتماعية ونفسية، و اعتبار اعتقال الفتاة عاراً. ولكنها كانت فخورة ولا تزال بهذه التجربة النادرة التي كانت نتيجة رفضها للظلم ولقوة حسها القومي الذي تشربته مع حليب أمها.
وذكرت منال الحسيني اعتقال شقيقتيها آلا -طالبة علم النفس، و مزكين -طالبة حقوق.
كما روت يسرى زبير قصة المناضلة البطلة أم خوندكار التي اعتقلت ومارسوا بحقها أشد انواع التعذيب وهو التعذيب النفسي.
ورُوي الكثير وبقي الكثير الذي لم يُرو بعد، من قبل كتابنا وكاتباتنا المبدعين، بما لايسعني ذكره في مقالة واحدة، مما كتبوه او عاشوه أو سمعوه من قصص اعتقال وتعذيب وربما محاولات تحرش أو اغتصاب، و استشهاد،، وتهجير، وفصل من وظائف وجامعات ومدارس…، بحق أبناء شعبنا العظيم كل الشكر لولاتي مه على محاولة أرشفة الانتفاضة قدر الإمكان في هذا الملف، واتمنى أن تكون سنوية، و بمشاركة أكبر، وبإضافات جديدة.
وفيما يلي أسماء الكتاب والكاتبات المشاركين في كل قسم من الملف الخاص بمناسبة الذكرى السابعة عشرة لانتفاضة الثاني عشر من آذار 2004:
القسم الأول يضم مساهمات كل من السيدات والسادة :
– إبراهيم اليوسف “1/2”
– مزكين عبد الوهاب الحسيني
– فادي مرعي
– زاكروس عثمان
– جان كورد
– عبد الجبار شاهين
القسم الثاني يضم مساهمات كل من السيدات والسادة :
– منال الحسيني
– شبال إبراهيم
– جوان يوسف
– يسرى زبير
-إبراهيم اليوسف “2/2”
– زاكروس عثمان “2/5”
القسم الثالث يضم مساهمات كل من السيدات والسادة :
– صديق شرنخي
– منى عبدي
– د. عبد الرزاق تمو
– محمد سعيد وادي
– محمد خير بنكو
– زاكروس عثمان “3/5”
القسم الرابع يضم مساهمات السيدات والسادة :
– د. محمود عباس
– مصطفى أوسو
– عبد الرحمن محمد
– نارين عمر
– هيفي قجو
– منال حسكو
القسم الخامس يضم مساهمات السيدات والسادة :
– صبري رسول
– علي شمدين
– كلستان رسول
– عبد العزيز قاسم
– محمد خير بنكو “1/3”
– زاكروس عثمان “4/5”
القسم السادس يضم مساهمات كل من السيدات والسادة :
– حسين جلبي
– زارا صالح
– رقية حاجي
– أحمد مرعان
– خالد بهلوي
– محمدخير بنكو “2/3”
القسم السابع يضم مساهمات كل من السيدات والسادة :
– حواس محمود
– فرحان مرعي
– صبحي حديدي
– أحمد عبد القادر محمود
– نوروز بيجو
– محمد خير بنكو “3/3”
القسم الثامن يضم مساهمات كل من السيدات والسادة :
– أحمد رستم
– بنية جكر خوين
– فدوى حسين
– قهرمان مرعان آغا “1/2”
– م. نذير عجو
– زاكروس عثمان “5/5”
القسم التاسع ويضم مساهمات كل من السيدات والسادة :
– عبد الباقي الحسيني
– جميل إبراهيم
– زهرة أحمد
– م. محفوظ رشيد “1/3”
– فائق اليوسف “1/2”
– قهرمان مرعان آغا “2/2”
القسم العاشر يضم مساهمات كل من السيدات والسادة :
– خورشيد شوزي “1/2”
– كومان حسين
– نجاح هوفاك
– هيفارون شريف
– م. محفوظ رشيد “2/3”
– فائق اليوسف “2/2”.
القسم الحادي عشر والأخير يضم مساهمات كل من السيدات والسادة :
– عمر كوجري
– خورشيد شوزي “2/2”
– م. محفوظ رشيد “3/3”
– هجار يوسف
– سلطانة داؤود
– شهناز كلو 
– سيامند ميرزو
– حزني كدو
…………………………………………

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…

إبراهيم اليوسف إنَّ إشكالية العقل الأحادي تكمن في تجزئته للحقائق، وتعامله بانتقائية تخدم مصالحه الضيقة، متجاهلاً التعقيدات التي تصوغ واقع الشعوب. هذه الإشكالية تطفو على السطح بجلاء في الموقف من الكرد، حيث يُطلب من الكرد السوريين إدانة حزب العمال الكردستاني (ب ك ك) وكأنهم هم من جاؤوا به، أو أنهم هم من تبنوه بإجماع مطلق. الحقيقة أن “ب ك ك”…

شيروان شاهين سوريا، الدولة ذات ال 104 أعوام البلد الذي كان يومًا حلمًا للفكر العلماني والليبرالي، أصبح اليوم ملعبًا للمحتلين من كل حدب وصوب، من إيران إلى تركيا، مرورًا بكل تنظيم إرهابي يمكن أن يخطر على البال. فبشار الأسد، الذي صدع رؤوسنا بعروبته الزائفة، لم يكتفِ بتحويل بلاده إلى جسر عبور للنفوذ الإيراني، بل سلمها بكل طيبة خاطر…