ملف خاص بمناسبة الذكرى السابعة عشرة لانتفاضة الثاني عشر من آذار 2004 – القسم (1)

القسم الأول يضم مساهمات كل من السيدات والسادة:
– إبراهيم اليوسف «1/2»
– مزكين عبدالوهاب الحسيني
– فادي مرعي
– زاكروس عثمان
– جان كورد
– عبدالجبار شاهين

 

من ضيَّع «مدونة الانتفاضة»؟: شهادات وآراء شخصية «1/2»
إبراهيم اليوسف
هل كانت انتفاضة حقاً؟
كثرت التسميات التي أطلقت على- انتفاضة الثاني عشر من آذار 2004، وذلك كل بحسب رؤيته، إذ كثرت  تلك المصطلحات حول- ما جرى- ولن أقول- الحدث- هنا، وكانت وجهات النظر تتدرج بين من يراه حدثاً سواء أكان ذلك على نحو عفوي ومن رآه انتفاضة بل من رآه شرارة ثورة، ولابد لنا هنا أن نشهد ومن دون أية إشارة إلى أحد بأن التسمية كانت تتعلق بحالة مطلق التسمية، إذ كان من السهل بالنسبة إلى من كان خارج الوطن، ولاسيما بالنسبة إلى من هم في أوربا النظرإلى الحدث بعين محايدة، أكثر، من خلال قراءة الجاري على ضوء ربطه بالماضي والحاضر والمستقبل ناهيك عن أن أي تحليل لواقع السوريين- عامة- والكرد على نحو خاص، في ما هو ضمن الخريطة السورية المتشكلة حديثاً، وفق  اتفاقات بل تواطؤات وتفاهمات دولية لابعد تاريخياً لها،  يبين أن ماتم كان- في الحقيقة- بمثابة ثورة على نظام  حزب البعث العنصري، والذي كان حكم الأسد أحد ترجماته!
لم نول، ونحن في لجة تسلسل المجريات بدءاً من صبيحة يوم الثاني عشر من آذار، عندما اقتحم جمهور الفتوة مدينة قامشلي وراح عدد كبيرمنه يستفزُّ أبناء المدينة الآمنة، وذلك أمام أنظار أجهزة الأمن التي دأبت أن تراقب دخول  أي غريب- ولوطائراً أو فراشة- غريب إلى المدينة، إذ راح هؤلاء يطلقون الشعارات وهم في- الباصات- التي قدموا بوساطتها، إلى الدرجة التي نجد أن خطيب الجمعة في مسجد زين العابدين قد أوقف خطبته بسبب صراخ من دخلوا الجامع لاستخدام دورة مياهه أو شرب الماء، متسائلاً:
ما الذي يجري؟ 
ناهيك عن دخول هؤلاء الملعب البلدي، من دون تفتيشهم، في الوقت الذي تم فيه تفتيش جمهور مدينة قامشلي ومنع أحد من اصطحاب قلم ما، أو صندويشة، أوعلبة شراب معه، وهو ما دعا الكثيرين من المراقبين لوضع أسئلتهم  بهذا الخصوص، لنكون أمام: مؤامرة- فتنة- حرب على الكرد، باعتبارأنه كان ولايزال ينظرإليها على أنها مدينة- كردية- بالرغم من العمل المنظم لتغييرهويتها، لذلك فإن كتاباتنا كانت تستهدف- في الغالب- فضح آلة الاستبداد، القتل، والدفاع عن الذين تم اعتقالهم عشوائياً، ناهيك عن المرافعة عن دماء الشهداء الذين استهدفهم رصاص أجهزة الأمن السوري بعد أن أجرى المدعو سليم كبول محافظ الحسكة اتصالاته مع الجهات العليا في دمشق، ليحصل على الضوء الأخضر في إطلاق الرصاص الحي على المواطنين، لنكون أمام العشرات من الضحايا ما بين شهيد وجريح!
لم يكن لدى من هم في داخل الوطن- رفاهية الوقت- ليسموا، على نحو دقيق” ما الذي قاموا به؟” لأنهم أدوا مجرد واجب في مواجهة الرصاص الذي استهدف فلذات أكبادهم، لينتفض في اللحظة ذاتها تاريخ من عقود في ظل سياسات التمييز العنصري الذي فرضه النظام القوموي العنصري ضد الكرد، منذ مرحلة ما قبل وصول البعث ذاته إلى السلطة، إلى أن جاء حزب البعث واستلم مقاليد الأمور، وقام باستكمال الخطوات التي تمت في سوريا للإجهاز على تسميتها، عندما كان اسمها” الجمهورية السورية” حتى  العام 1958 قبل أن تدخل الصفة العربية إلى الجمهورية العربية المتحدة،  ووصل أكثر من كردي إلى سدة رئاسة الجمهوية وهو يعمل ل” سوريته”، من دون أن يتم تقبل وفائه، لتكون أمام تعريب كامل للحياة العامة، وسعي لتذويب العنصر الكردي في بوتقة القومية الكبرى- بالتوازي ماكان يجري في تركيا وإيران وبغداد- وكان آباء وليس أجداد عشرات الآلاف من العائلات السورية في: حماة وحمص حلب ودمشق والساحل- على سبيل المثال- يتكلمون الكردية، ناهيك عن محاولة تطبيق سياسات التعريب بمحاولات محو ملامح المناطقة الكردية، وبتنسيق كبير مع تركيا وإيران!
حقيقة، إن التركيز على المصطلح/ التسمية لم يكن هاجس صانع الانتفاضة من الشباب الكردي الذي ووجه بالقمع، وإنما كان همه الصمود في مواجهة آلة القمع الرهيبة في محاولة الانتقام والثأر من – المدن الكردية- وقد نسب إلى شقيق الرئيس السوري بشار الأسد بأنه طلب محو مدينة عامودا التي أسقطت تمثال أبيه من الخريطة في انتفاضة 2004، إلا أن توقيت الانتفاضة في زمن ثورة المعلوماتية كان له تأثير كبير على تخوف نظام دمشق من أية خطوة من هذا النوع، كما تم من قبل من تنكيل بمدينة حماة، أو حتى حلب إثر مواجهة الأخوان المسلمين في أوائل  ثمانينيات القرن الماضي، ولهذا فإن المصطلح ترسخ- في مظنتي- من خارج كردستان سوريا، المنتفضة في وجه نظام البعث العنصري، ليتساوق مع الفعل، وتكون انتفاضة حقيقية أسقطت هيبة النظام الدموي لأول مرة، في تاريخ البلاد، وعلى نحو سلمي صرف، ما أدى لأن ترتعد أوصاله، حتى وإن عمد إلى الابتزاز عبر- مبعوثيه- في دمشق، أو الجزيرة مستغلاً وجود مئات الشباب الكردي في المعتقلات!
في المقالات التي كتبتها- كمتابعة- للانتفاضة- وقد تركتها كما هي بعيون لحظة كتابتها-  ثمة تركيزعلى تفاصيل ماهو جار، وإن كنت أذكر عبارة- الانتفاضة- مقالاً وتلفزة- إلا أن التركيز على جناية النظام. جناية أدواتهم كانا من أهم ما توقفت عنده، عبر متابعات دقيقة للخط البياني للجاري ذاته بما كان يجعل من المقالات فاضحة للجريمة المفتوحة ضد الشعب الكردي، جنباً إلى جنب مع مقالات إبراهيم محمود، وآخرين- للأسف فإننا لنحتاج إلى ببليوغرافيا بكتاباتهم وأسمائهم- ممن كتبوا بأسمائهم الحقيقية، أو من كتبوا بأسماء مستعارة، وقد نشرنا الكثيرمنها وكان كرم يوسف – مثلاً-ينشر بعضها بأكثرمن اسم، من بينها: ريكار قرطميني، ناهيك عن الأخبار التي كنا نرسلها لجهات عديدة.
رحم الانتفاضة!
قد لايكون- هنا- المكان المناسب للتحدث عن ولادة منظمات المجتمع المدني الكردية، إذ إن منظمات كثيرة ولدت من رحم الانتفاضة، وإن كنا قد وجدنا التجربة التي دعا إليها الشهيد مشعل التمو* في تأسيس- منتدى جلادت بدرخان*- الذي وئد في مهده، بعد أن أحدث صدى كبيراً، فقد تواصل الشهيد مشعل وقلة آخرون من الكرد- ربما أولهم فيصل يوسف- بالحراك الذي تم عقب توقيع بيان ال99 مثقفاً سورياً*، وما تركه من أثركبير، هز أركان النظام الذي حاول جاهداً الضغط على الموقعين عليه للانسحاب منهم، من دون جدوى، إذ لم ينسحب إلا قلة منهم تكاد لا تذكر، وقد كانت مبادرة الشهيد مشعل في تطبيق النسخة الكردية من هذا النموذج، محاولة جد جريئة منه وممن كانوا معه، وأتذكرأنه تمت دعوة العديدين من العاملين في مجال المجامع المدني من مدن سورية لحضورندوة في أحد أحياء- قامشلي- إلا إن الجهات الأمنية منعت من إقامة هذه الفعالية، وبقي اسم- المنتدى- يوقع به الشهيد مشعل التمو حتى لحظة تأسيس وإطلاق- تيارالمستقبل- وبعد أن انفض من حوله زملاؤه، باعتباره الدينامو والمحرك لذلك المجتمع المدني الرائد!
تكاد تكون هذه التجربة المدنية الأولى لتأسيس منتدى ثقافي، بالرغم من أنه تم البطش بها، من قبل آلة النظام، إلا أن اسمها ظل في ذاكرة الكرد، ولاأدري- حقيقة- هل ولدت خلال الفترة التي سبقت انتفاضة آذار- منظمات مجتمع مدني فاعلة أم لا؟- وقد كانت هناك محاولات مستمرة، لاسيما من قبل الشباب* لتأسيس نوى ما، بالرغم من أن هوى السياسة كان يهيمن على الشباب وذلك بسبب المعاناة، والفقر، والبطالة، والتمييز العنصري بحق ذويهم، وبحقهم، لاسيما وإن الفضائيات العربية والكردية بدأت تظهر، وتعمل على كسر جدار العزلة على السجن السوري الكبير!
لقد كان في مدينة قامشلي منتدى ثقافي، أو ملتقى ثقافي، إذ كانت التسميتان تلهجان على الألسن، إلا أن تسميته الأولى عند تأسيسه في العام 1982 كانت- ملتقى الثلاثاء الثقافي- وقد لعب دوراً كبيراً في احتضان المواهب، وكان يعقد كل ثلاثاء في منزلي،  ومن ثم- أحياناً-  في منازل أصدقاء قلة مقربين لي- بعد أن كرس نفسه- لنقيم بعض الأنشطة ذات الجمهورالكبير في قبو مكتب الحزب الشيوعي السوري، وقد لايتعدى ذلك إقامة نشاط واحد نوعي أو اثنين في المكتب، كل سنة، واستمرذلك سنوات طويلة، على هذا المنوال، لتخف نشاطاته تدريجياً بعد العام 2000، بعد أن أدى دوراً ثقافياً مشهوداً له، وفي أقل تقديرأنه ساهم في الدفع إلى القراءة، والكتابة، واحتضان المواهب الجديدة!
بعد انتفاضة آذار وجدنا أنفسنا أحوج إلى منظمات حقوقية، ما جعلنا نوقع بيانات لنا باسم” لجنة حقوق الإنسان الكردي في سوريا- ماف” الذي استقرعليه ليكون للمنظمة بعد تاريخي لاسم لجنة ولدت ووزعت بياناً ثم توقفت، بعد أن عملنا بأسماء سابقة، بالإضافة إلى أسماء أخرى كتبت عنها مفصلاً في مقال نشرفي أكثر من منبرحقوقي،  قبل أن يتغيراسمها في مؤتمرقامشلي إلى- منظمة حقوق الإنسان في سوريا-ماف، وكان هدفنا الرئيس توثيق أسماء معتقلي الانتفاضة، ونشرها في وسائل الإعلام، لاسيما الإلكتروني منه، على أن مقرالمنظمة- أوربا- وهكذا فعلنا بالنسبة- إلى- اتحاد الكتاب والصحفيين الكرد في سوريا- الذي تم الاتفاق على أن يعمل باسم- رابطة الكتاب والصحفيين الكرد في سوريا- وذلك لأن أعدادنا كانت قليلة ولم ندع شرف تمثيل كل الكتاب والإعلاميين، ولكننا عبرهذه النواة كنا نرصد الانتهاكات التي تتم بحق الكتاب والمثقفين والللغة الكردية، وهكذا بالنسبة إلى منظمات أخرى: منظمة الدفاع عن معتقلي الرأي في سوريا- روانكه، ومنظمة حماية البيئة كسكايي-  صحفيون بلا صحف- منتدى الشهيد معشوق الخزنوي- لجنة أصدقاء الشيخ معشوق الخزنوي- لجنة أصدقاء مشعل التمو” بعد خطفهما” بالإضافة إلى نويات مجتمع مدنية عديدة، أحاةل توثيقها في مبحث خاص خارج هذا الكتاب!
أسماء هذه المنظمات أصبحت  معروفة، وكان الكثير من الدبلوماسسين يسألوننا عنها، أو يلتقوننا على أساسها، وقد تم في منزلي، في العام 2005 اجتماع مع عدد من السفارات منها: الألمانية- السويدية- النرويجية- الهولندية إلخ،  وحضرها، كما أتذكر، عدد من ممثلي منظمات المجتمع المدني- كردياً، وأتذكرأن كلاً منا عرض عليهم: بروفايل منظمته: الاسم- عدد الأعضاء- مجال العمل- رئيس المنظمة، ولا أدري حتى الآن، لماذا تجشم هؤلاء السفرللقاء بنا، والاستماع إلينا!
مؤكد أن هذه الإضاءة، ليست كاملة، ولاتعطي صورة إلا عما عملت لإي إطاره من منظمات، أو لأقل: أسهمت في تأسيسه، لأن هناك منظمات عديدة ولدت بعد هذا التاريخ، ففي مجال حقوق الإنسان ولدت المنظمة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا- داد، كما أن الشهيد مشعل التمو أعد لتأسيس لجنة حقوق الإنسان- الراصد مع آخرين، لاأريد أن أستعرض أسماءهم، لئلا أغفل عن ذكر أحد!
– تأسس منتدى جلادت بدرخان بعد أسابيع من بيان ال99 مثقفاً سورياً، وذلك في 10-12-، وهو اليوم العالمي لحقوق الإنسان،2000 وكان الشهيد مشعل قد وقع عليه، لكن في القائمة التالية للبيان الأول، إذ بلغت أعداد الموقعين المئات، وكان من أعضائه: سيدايي كلش- الشهيد محمد أمين محمد- عبدالقادر بدرالدين- مروان عثمان- رزو أوسي وآخرون، لم يتم الإعلان عن أسمائهم” ولعل الصديق أكرم حسين على معرفة بذلك”!
– بيان ال99 مثقفاً، أطلق في سبتمبر 2000 بعد وفاة الرئيس حافظ الأسد” 1930-10 حزيران 2000″ وطالب الموقعون عليه بإلغاء الأحكام العرفية وقانون الطوارئ وإطلاق الحريات العامة، وظهرعبدالحليم خدم ليعلن عن الحرب على دعوات المجتمع المدني على أنه دعوة- للجزأرة-.
– في لقاء السفارات في منزلنا حضرت منظمتا داد والراصد- كسكايي…؟
– تأسست منظمات أخرى: ” أولها مكتبة جار جرا –  مكتبة جلادت بدرخان-
*من مخطوط قيد الطباعة، بعنوان:
من أسقط التمثال؟
في مقدمات انتفاضة 12 آذار- قامشلي
– شهادات وآراء شخصية –
=====================
سبعة أيام عجاف
مزكين عبدالوهاب الحسيني – نرويج 
ربما لن تسعفني ذاكرتي والحشو الكبير للأحداث التي مرّت معي طيلة هذه الأعوام السبعة عشر على تذّكر تفاصيل اعتقالي إثر انتفاضة ١٢ أذار. كنت طالبة جامعية في السنة الرابعة في كلية الحقوق بجامعة دمشق، همي التخرج و تخفيف عبء المصروف الشهري عن كاهل أبي حينها. كنت أعيش مع أخواتي وأخي الأصغر في شقة بحي ركن الدين الشعبي بدمشق. لقد اعتدت أن أتصل من حصالات براق مع عائلتي في عامودا، أخبرتني أختي عن الاضطرابات و أعمال التعسف التي ارتكبت بحق الكثير من الكرد إثر مباراة لكرة القدم وكيفية اسقاط تمثال حافظ الأسد من قبل الشباب الكرد في عامودا و غيرها من المدن و ما لحقها من عمليات الاعتقال التي حدثت في سائر المناطق الكردية. و هنا شعرت أنه من واجبي مساندة أهلي وتقديم الدعم لهم. و مع سماعنا عن طريق زميلة لي كانت تسكن في المدينة الجامعية بأنه سيتم تنظيم اعتصام طلابي أمام البرلمان يوم الرابع عشر من أذار و أنه كان سيتم تقديم عريضة تتضمن مطالبنا بالإفراج عن زملائنا الذين تم إلقاء القبض عليهم في اليوم السابق إثر مظاهرة طلابية في ساحة الأمويين. و بالفعل قمنا أنا وشقيقتي الكبرى بالمشاركة في الاعتصام بدون أدنى تردد أو التفكير بعواقب هكذا نشاط في قلب العاصمة دمشق. عند الوقوف  أمام البرلمان مع عدد لا بأس بهم من الطلبة و وغيرهم من الشعب الكردي المتواجد في دمشق، كان ينتابني شعور لا يوصف من السعادة والإحساس بالديمقراطية التي طالما حلمت بها و كنت فقط أراها أو أسمع بها في نشرات الأخبار. يا لبراءتي و سذاجتي! إنه كان فخاً… بعد أن جلسنا القرفصاء جميعاً وقام أحدهم بتقديم عريضة المطالب لقائد الشرطة الذي كان يحمل عشرات الشارات الملونة على كتفيه وذلك النسر الذهبي على قبعته، تسلم بكل هدوء الورقة و طلب منا الانصراف. كم كان تصرفه ماكراً ومنطوياً على خبث غير متوقع.
فبعد ابتعادنا عن مقر البرلمان نوعاً ما و وقوفنا إن لم تخني ذاكرتي في ساحة عرنوس، انهمر مئات من العساكر عديمي الأخلاق، لم أعرف حينها من أين جاؤوا حيث قاموا بتطويق الساحة من كل الجوانب.
كل ما كان بوسعي أن أراه تلك اللحظة دفعهم لنا بالقوة لركوب باص لا أتذكر شكله أو لونه، فقط أتذكر صراخهم (نزلوا راسكون). تلك اللحظة كانت أشبه بكابوس لفتاة أقرب لطفلة في أحلامها لتتحول في لحظة لمشروع معتقلة بين وحوش جائعة. وصلنا لفرع فلسطين كما أظن ولا أتذكر من أين علمت ذلك، استقبلنا ضابط كبير بالسن نوعاً ما وقال بصوت يحمل شيئاً من التأثر (يخرب بيتكون .. يخرب بيتكون)، وبعد مضي قليل من الوقت، تم إعادتنا للباص اللعين و التوجه لفرع الأمن الجنائي بحي كفر سوسة وذلك لأن فرع فلسطين لم يعد يستوعب المزيد.
تم وضعنا في غرفة تسمى النظارة مع مرحاض ضمناً، كنا في البداية حوالي ٢٣ فتاة و حسب ما أتذكر كان يقال إن الغرفة تتسع ل ثمانية أشخاص على الأكثر، وطبعاً العدد كان في تزايد، إما أن يضاف إلينا فتيات كرديات يتم اعتقالهن في وقت لاحق، حيث أنه كان في الرابع عشر من أذار قد تم صدور أمر بإلقاء القبض على كردي/ة حسب الهوية، أعني حسب محل السكن، أو إما أن تأتي فتيات عرفنا لاحقاً انهن متهمات بتهم كالدعارة أو تعاطي المخدرات، كنت أستمع إلى قصصهم المشوقة و كأنني أستمتع بمشاهدة أحد الأفلام المصرية التي كانت تعرض أيام الخميس على شاشة التلفزيون السوري في مراهقتي.
نعم، كنت معتقلة و أيقنت ذلك عندما تم مناداتي باسمي من ذلك الشباك الصغير في واجهة قضبان الزنزانة في الساعة الثانية بعد منتصف الليل للتحقيق معي من قبل ضابطين تم تكليفهم واستدعائهما وقتها خصيصاً للتحقيق مع فتاة قادها فقط حسها القومي للخروج في مظاهرة بكل عفوية وبراءة. نعم كنت معتقلة عندما كنت أسمع صراخ و أنين زملائي الشباب في البهو المجاور لنا و كيفية تعذيبهم من قبل هؤلاء المجرمين. و عندها وقع على مسمعي  كلمة (بساط الريح) من فم إحداهن من القاطنات معنا من أصحاب السوابق. كنا ننام جالسين، و كان كل ما أتمناه حينها هو نقلنا من هذا القن لمكان أوسع. أحياناً و بعد منتصف الليل كان يتم تبريد الغرفة بشكل لا يطاق ولا أعلم ما كان القصد من ذلك، كانت المصابيح مشتعلة دائماً و بإنارة بيضاء قوية، يا لسخائهم و كرمهم ! و كنا نعرف بالصدفة أو من محاضر الضبط
التي كانت تنظم عند التحقيق الوقت لأنه كان قد تم تجريدنا من ساعاتنا و كل مقتنايتنا الشخصية فور وصولنا هناك . كانت تتم إهانتنا جماعياً للأمانة وليس بشكل فردي. و لكن ما كان جارحاً ومذلاً عندما قاموا بإعطائي تلك اللافتة المخصصة للمجرمين والمكتوبة عليها رقم محدد كما أظن، وقاموا بتصوير وجهي من جميع الجوانب و أخذ بصماتي وتوقيعي على ورقة تعهد بعدم إعادة أعمال الشغب. و ما هو مطبوع في ذاكرتي تلك المرأة الناضجة ذات الملامح الكردية الجميلة، أتذكر بريق عينيها وصوتها الهادئ و كيفية دعمها لنا و محاولتها التخفيف عنا، كانت حينها تحاول تحفيظنا النشيد الوطني الكردي وكنا نردد الكلمات بصوت لا يكاد يسمع.
و أخيراً و بعد سبعة أيام عجاف في السجن تم إطلاق سراحنا بعفو رئاسي غير متوقع . كان هنالك طبعاً تبعات اجتماعية و نفسية لهذا الاعتقال و سماع نوع من القيل والقال، كوننا كنا فتيات وكان هناك من يعتبر الأمر عاراً. أما عن نفسي فكنت  فخورة و لا زلت بهذه التجربة النادرة التي كانت نتيجة لرفضي للظلم و لقوة حسي القومي الذي تشربته مع حليب أمي.
=====================
انتفاضة 12 آذار 2004 أعطت زخما لنضالات الشعب الكردي على كافة الاصعدة كردستانياً واقليمياً ودولياً .
فادي مرعي
رئيس مكتب العلاقات العامة لتيار المستقبل الكوردي في سوريا
انتفاضة شعبنا الكوردي ١٢ آذار جاءت ردا على ممارسات النظام السوري من تمييز واضطهاد واستغلال واستبداد ومحاولات صهر القومية الكوردية وإنكار وجود الشعب الكوردي الذي يعيش على ارضه التاريخية في الجزء الكوردستاني الملحق بسوريا الحالية, استخدم فيه النظام السوري الدكتاتوري كافة اساليب القمع من قتل واعتقال استهدف الشعب الكوردي وراح ضحيتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى وتعرض الالاف الى الاعتقالات والفصل والتعذيب والتشريد.
  مازال الشعب السوري عامة والكوردي خاصة يعاني من الارهاب والذي بات في اغلب الاحيان مزدوج مابين نظام الاسد والمتطرفين والميلشيات التابعة له والمحسوبة على كافة مكونات المجتمع السوري في كل ذكرى لانتفاضة اذار نجدد العهد والوفاء لدماء الشهداء الكورد والسوريين ونطالب بإسقاط نظام الاسد وأجهزته الامنية وبناء سوريا الاتحادية الديمقراطية وندعو كافة ابناء شعبنا الكوردي الى التلاحم والتكاتف لمواجهة الارهاب وفق رؤية سياسية وعسكرية موحدة ضمن اطار كوردي شامل لكافة الفعاليات والأطر الحزبية مما يساعد في حماية الشعب الكوردي ووجوده التاريخي على ارضه ورفض كافة اشكال صهر القضية الكوردية في صراعات اقليمية على اسسس بعيدة عن الحق القومي الكوردي.
إن هذه الانتفاضة كسرت حاجز الخوف والترهيب وكانت البداية الحقيقية للثورة السورية التي إندلعت عام ٢٠١١ وأعطت زخما لنضالات الشعب الكردي على كافة الاصعدة كردستانياً واقليمياً ودولياً .
ان الظروف التي تمر بها الجزء الكوردستاني الملحق بسوريا معقدة ولا بديل عن التمسك بالنضال السياسي السلمي كخيار إستراتيجي لإنهاء الإستبداد والقمع وتمكين شعبنا الكردي لإنتزاع حقوقه القومية المشروعة الى جانب حقوق كافة مكونات الشعب السوري وعبر مظلة الأمم المتحدة والمحافل الدولية، لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية عامة والوضع الكوردي بشكل خاص  لإنهاء مرحلة القتل والتدمير والتهجير بحق شعبنا ، وينهي العمل بالنظام المركزي الشمولي، وبناء سوريا ديمقراطية تعددية برلمانية اتحادية لكل السوريين .
كما أن المرحلة التي تمر بها كردستان سوريا وفي ظل التهديدات والأخطار المرتقبة يتطلب منا رص الصفوف والتمسك بثوابت قضيتنا على قاعدة المشروع الوطني والقومي الكرديين يتطلب مواصلة نضالنا السلمي مع كافة القوى المحبة للسلام والحرية حتى يتحقق طموحات شعبنا الكردي في الحرية والكرامة الى جانب كل مكونات الشعب السوري.
=====================
الأسباب المباشرة لانتفاضة 12 آذار « 1/5 »
زاكروس عثمان
اود التنويه إلى ان هذه المساهمة جزء من مخطوط لي يرجع تاريخ كتابته إلى سنة 2004 تحديدا إلى الدقائق الاولى من انطلاقة انتفاضة قامشلو 12 آذار حيث كنت متواجدا في ملعب شهداء 12 آذار في قامشلو وكان حينها يسمى ملعب 7نيسان، والذي منه بدأت شرارة الغضب الكوردي، لأكون مشاركا في الحدث ومتابعا له لحظة لحظة من اليوم الاول وطيلة ايام الانتفاضة إلى توقفها ومن ثم تتبع اثارها وتداعياتها خلال الايام والاشهر التالية، احببت العودة إلى اجواء 12 آذار لأضع بين يد المهتمين انطباعاتي عن الاحداث وهي في ذروة سخونتها، إذ كنت ادون مشاهداتي  وملاحظاتي  ومعلوماتي ليس لغرض النشر بل لتوثيق حدث وجدته منعطف في تاريخ كوردستان الغربية، كنت اكتب بشكل عفوي تحت ظرف خاص واستثنائي مشحون بانفعالات الغضب والترقب والخوف والحماسة، ولم تخضع رؤيتي للمشهد في 2004 للمراجعة او مؤثرات احداث وقعت في السنين التالية خاصة بعد انفجار الحرب الاهلية السورية 2011، فيما لو حاولت إعادة دراسة هذه الانتفاضة من جديد ربما تتبدل نظرتي إلى بعض جوانبها .
طيلة عشرين عام وإنا متابع مستمر لنادي الجهاد الرياضي فريق كرة القدم لمدينة قامشلو، حيث احضر مبارياته على ملعب المدينة و على ملاعب الأندية الأخرى، أرافقه كمشجع إلى المدن البعيدة، هذه المتابعة الطويلة جعلتني مطلعا عن كثب على شؤون وشجون النادي وجماهيره، و حسب خبرتي به أقول أن الشغب الذي وقع في ملعب قامشلو كان مدبرًا مسبقاً حيث لم تكن أحداث شغب شبيه بالتي تقع عادة في ملاعب مختلفة حول العالم، بل كان شغبًا له خلفية سياسية افتعلته جهات غريبة عن قامشلو وعن جمهور نادي الجهاد وسوف نوضح هذا لاحقا.
في صباح الجمعة 12 آذار2004 اغراني جمال طقس الربيع أن اصطحب طفلي الصغير إلى ملعب قامشلو لمتابعة مباراة نادي الجهاد مع ضيفه القادم من دير الزور نادي الفتوة، وقبيل دخولي الملعب راودني شعور غريب ومبهم جعلني أحس بانقباض في نفسي وحالة ضيق تحولت إلى مخاوف مجهولة حتى الطفل الذي كان يلح أن يرافقني إلى الملعب لم يشعر بالارتياح بل طلب مني العودة إلى البيت،  سألته لماذا غيرت رأيك ألم تصر أن تحضر إلى الملعب، قال بلى ولكنني خائف،  اعتقدت انه يخاف صخب الملعب وتحشدات المشجعين، سألته إن كان متوترا من كثرة الناس والضجيج قال أخاف من شيء ما لا اعرف ما هو، ربما براءة الطفولة أخبرته أن الأجواء المتوترة في الملعب ومحيطه ليس أجواء ملاعب بل أن مكروها سيقع، أما أنا توقعت في أسوأ الأحوال شغب ملاعب عادي لا أكثر و لا اقل باعتبار مشجعي نادي الفتوة القادمين من دير الزور مشهورين بإثارة أعمال الشغب في الملاعب و ندمت لأنني اصطحبت الطفل معي ولكنني تفاءلت خيرا ودخلت الملعب قبل موعد المباراة بنصف ساعة، وأخذت مقعدًا لي بين مشجعي نادي الجهاد بعيدًا عن مشجعي نادي الفتوة اللذين احتلوا القسم الثاني من المدرج الشرقي تحسبًا لأعمال شغب يقومون بها يتأذى منها الطفل، ولكن على ما يبدوا كنت طيب النية أكثر من اللازم فقد اخذ الجو العام في الملعب يزداد تأزمًا قبل بدأ المباراة وهذه إشارة مهمة بأن التأزم لم يكن بفعل تفاعل الجمهور مع المباراة ولا أجواء التنافس والحماس بين مشجعي الفريقين، بل كان توترات بعيدة كل البعد عن صخب الملاعب التي عايشتها ربع قرن، كان ثمة شعور عام أن شيء ما يدور في الخفاء فقد لاحظ الجميع تحركات مريبة وأمور غريبة يقوم بها أفراد من الجمهور الضيف وهي :
ـ أثناء تجول الجمهور القادم من دير الزور في شوارع قامشلو قبيل دخولهم الملعب تحرش بعضهم بالأهالي واستفزوا الناس بالهتافات القومية والسياسية المتعصبة بهتافهم للدكتاتور المخلوع صدام حسين و رفع صوره وهم يدركون مدى كره الأكراد لهذا السفاح الذي قتل مئات الألوف من إخوانهم على الطرف الآخر من الحدود وما ارتكب هناك بحق القومية الكوردية من فظائع و جرائم .
ـ ملاحظة الجمهور أن أجهزة الأمن المشرفة على ضبط الأمن و الانضباط في الملعب كانت تتشدد في تفتيش مشجعي نادي الجهاد أثناء دخولهم الملعب وتتساهل في تفتيش مشجعي نادي الفتوة، وهذا يثير الكثير من الشكوك حول الجهة التي أوعزت إلى شرطة حفظ النظام للقيام بذلك .
ـ ما إن صعد مشجعو نادي الفتوة المدرجات حتى اخذوا بالتحرش بجمهور الجهاد والاعتداء على بعضهم و استفزاز بعضهم الآخر وترديد هتافات وشعارات تمجد صدام حسين و ترفع صوره، ولم يكتفوا بذلك بل هتفوا بعبارات نابية تسيء للرموز القومية و القيادات الكوردية، حتى لم يسلم من حقدهم البارزاني الخالد ومام جلال وكاك مسعود.
كظم الجمهور الكوردي في ملعب قامشلو غيظه وتحمل وقاحة الضيوف ومشاكساتهم، ولكن الجماعة كانت لها نوايا أخرى وكانت مكلفة بمهمة معينة عليها القيام بها، وكان لا بد من افتعال أي حدث حتى يباشروا التنفيذ، ولأنهم فشلوا في استفزاز الجمهور الكوردي عادوا إلى الإساءة إلى الرموز الكوردية، فلم يتقبل الشباب الكوردي مزيدا من الاهانة، وقام يدافع عن كرامته القومية بالرد على هتافات مشجعي نادي الفتوة من مدينة دير الزور معقل الصداميين التاريخي على الأراضي السورية، بل إنها كانت و ما زالت توالي صدام أكثر من موالاتها للنظام السوري، وهنا كشفوا عن نواياهم الحقيقية فقاموا بفتح ترسانة حقدهم الشوفيني، اكياس.. حقائب و حاويات.. يخرجون منها أسلحة الغدر حجارة.. قطع معدنية.. شظايا الزجاج.. خناجر و سكاكين، وبدأ القصف المدفعي التمهيدي من ناحية المدرج المخصص لمشجعي الفتوة على الناحية المخصصة لمشجعي الجهاد، مطر من الحجارة و السكاكين والبلور والحديد ينزل فوق رؤوس جمهور نادي الجهاد بغزارة، ولم يكن هناك من حسب حساب هذه الغيمة العنصرية فالشارع الرياضي في قامشلو اناس مسالمون متحضرون يأتون إلى الملعب للمتعة و التسلية و الترويح عن النفس ويجلبون معهم أطفالهم وطعامهم و شرابهم على نية حضور مباراة وليس خوض معركة، نزهة لا تحتاج سلاح بل المرح والموسيقا، وحين بدأ القصف العنصري الغادر فوجئ الجمهور الكوردي بمعركة لم يكن مستعدا لها، لم يكن احدنا يحمل معه حصاة صغيرة ولذلك لم نملك على المدرجات ما ندافع به عن أنفسنا و أطفالنا، لنسكت القصف تراجع الجمهور الكوردي وتدافع الناس على المدرجات هربًا من القصف، وحوصرت الجموع في زاوية ضيقة من المدرج، و القذائف تأتيهم من الأعلى بينما شرطة حفظ النظام كانت تعرقل حركة الناس لمغادرة المدرج و تستقبلهم بالهراوات وأعقاب البنادق وكأنهم يريدون أن تقع اكبر إصابات بين مشجعي نادي الجهاد، وكشاهد عيان في قلب المشهد صرنا محاصرين بالشرطة من الأسفل وبالقذائف من الأعلى فلم يعد أمامنا معبر للخروج من تحت رمايات الشوفينيين، وأصبحنا أهداف سهلة تحت مرمى قذائفهم، فكثرت الإصابات بيننا وسالت الدماء، وأينما التفت كنت اجد مصابًا، بدأ الأطفال بالصراخ وهم يتساقطون بين أقدام المتدافعين مرعوبين، وتكدست الأجساد على بعضها بعضًا، والقصف مستمر، ارتفعت صيحات وصرخات الجرحى و المصابين والدماء تسيل بغزارة،  كنت وسط هذا المشهد المرعب لا اصدق ما يجري أمامي وانا محاصر بطوفان بشري يدفعني ذات اليمين و ذات الشمال و يقذفني تارة للأعلى وأخرى للأسفل، لم أكن قادرًا على التحكم بحركاتي، صرت جزء من كتلة بشرية متلاصقة هي التي تحركني، انضغط جسدي وسط هذه الكتلة وبت افقد القدرة على الشهيق و الزفير،  وصرت بين حالة من الوعي و اللاوعي، وما كان يبقي في جسدي قليلا ًمن الصمود هو ابني الذي احمله تحت إبطي واضع رأسه تحت ذراعي لتفادي ضربة تقضي عليه، وكان إلى جانبي شاب قوي البنية وهو يجد الحالة المزرية التي أنا فيها، اراد ان يساعدني في حماية الطفل من هؤلاء الكلاب، نعم كثير من الشباب و الفتيان جعلوا أجسادهم مظلات لحماية الاطفال واصيب معظمهم بجروح ومنهم الشاب الذي يحمي طفلي، حيث تلقى قذيفة حجر على رأسه فأخذت الدماء تتدفق منه كصنبور ماء، حاولت إيقاف نزيفه ولكنني تلقيت ضربة في خاصرتي أسقطت الطفل من يدي ليقع بين الأقدام المتزاحمة، فعلت كل ما بوسعي لأنتشل الطفل ولكن لشدة الازدحام لم استطع غير التقاط طرف إصبعه الذي علق بطرف إصبعي وبقيت منحنيًا حتى لا افقد هذه الوصلة الواهية بيني و بين الطفل الذي اخذ يصرخ برعب و ضيق وانزعاج بابا.. بابا.. بابا أخرجني من هنا إنني اختنق ثم غاب صوته وبرد إصبعه بيدي ودارت الدنيا في رأسي، هل مات الولد ماذا أقول لأمه وجدته وأخته، كيف أسامح نفسي وأنا حملته إلى الموت بيدي.. أفكار قاتمة ومشاعر مزعجة حاصرتني ماذا سأفعل إن كان قد مات، هل انتحر هل أشعل النار في جسدي والقي بنفسي بين تلك الجموع الغادرة لأحرقها كلها أم انتزع بندقية شرطي وافرغ كل رصاصاتها في رؤوس هؤلاء الكلاب ماذا افعل ؟؟؟ كنت في هذه الحالة السوداوية وقد نسيت ما يجري من حولي حتى سمعت بعضهم ينادي محذرًا، يا شباب العصابة تخرج المسدسات والبنادق، وهنا لم يبقى أمام الناس من خيارات سوى الموت برصاص الضيوف أو أعقاب بنادق الشرطة أو القفز من أعلى المدرج إلى الأرض،  فإما كسر رقبة أو نجاة وهذا أفضل من البقاء تحت القصف المباشر، فأخذ بعضهم يقتحم حاجز الشرطة عنوة ويشق طريقه إلى خارج المدرج والبعض يقفز من المدرج على الأرض، وهذا ما خفف من الازدحام على المدرج، فلم يبقى عليه غير من كان برفقتهم أطفال، انزاحت الكتلة البشرية عني وأنا بدون أمل ممسك بيد الطفل وأول ما قمت به هو انتشاله من الأرض والسير به لمغادرة المدرج قبل أن تصل قذائف أخرى، وأقول شهادة حق أن شرطي ساعدني على نقل الطفل من المدرج إلى حرم الملعب، ربما تعاطف معي لأنه اعتقد مثلما اعتقدت أنا بأن الولد ميت، جلست على الأرض وأنا خائف متردد، الطفل في حجري ومن أين لي الجرأة لأنظر إليه وأتأكد من موته أو نجاته، ومن حسن حظي انه رأف بحالي واصدر أنينًا خافتاً موجعًا ثم سكن من جديد، انكببت عليه بالعناق ثم تفحصت جسده الغض لم تكن عليه إصابات ظاهرة ولكن كل جسده أصبح كدمات زرقاء قاتمة من كثرة دهسه بين الأقدام، وبعد قليل اخذ يسترد وعيه، وفيما بعد أصيب بإعاقة عقلية خفيفة لان رأسه تعرض للدهس الشديد، فيما بعد قال الاطباء انه بسبب ما تعرض له اصيب بعقدة الاضطهاد.
تم إخلاء المدرج من الناس بعد ان تحول إلى لوحة سريالية مرسومة بلون احمر، نظر الناس إلى بعضهم بعض، ليس هناك شخص واحد غير ملطخ بدمه او دم قريبه او ابنه او صديقه، اللون الاحمر يغطي الجميع، الكل ثيابهم ممزقة الكل فقدوا حاجاتهم الشخصية الكل مصابون بجروح، الكل في ذروة الغضب، أشيع خبر وجود قتلى مما زاد من هياج الناس، فأخذ جمهور قامشلو يرد الاعتداء ويهاجم عصابة دير الزور، بعد أن تسلح الناس بحجارة الملعب، وحين طوق الكورد عصابة الدير تدخلت شرطة حفظ النظام ليس لفض الاشتباكات وتفريق الناس و فرض النظام بل وقفت علانية و بشكل سافر إلى جانب العصابة القادمة من دير الزور، وأخذت تضرب أبناء قامشلو بالهراوات وأعقاب البنادق، وهذا ما أدى إلى خروج الأمور عن السيطرة، فالإنسان مهما كان واعيا او متسامحا لا يستطيع التحكم بأعصابه إلى ما لا نهاية، وهو مقتنع انه يتعرض للإهانة والاعتداء دون مبرر، هنا يصبح التسامح تهاون وتفريط بالكرامة وليس من طبع الشخصية الكوردية التفريط بالكرامة وتحمل العدوان، طالب جمهور قامشلو بالقبض على عصابة الدير التي اعتدت على الناس للتحقيق معها ومعرفة هويتها ودوافعها والجهة التي كلفتها بافتعال أعمال الشغب ولكن كالعادة السلطة المختصة تأخرت عن التدخل في الوقت المناسب وحين تدخلت  كان التوتر و الاحتقان قد بلغ مبلغا خطيرا، وكان تدخلها تدخل غير حكيم وغير مدروس حيث لم تستشف مقدار الغضب الذي سيطر على الناس ولم  تحسب حساب أن أي تصرف ارعن منها تجاه عشرات الألوف الهائجة قد يشعل ثورة، لأن سلوك الإنسان في حالة الهيجان الشديد يتحول إلى سلوك غريزي – فطري عنيف غير خاضع لسلطة العقل، ولذلك يجب توقع أسوأ فعل يقدم عليه الإنسان وهو متوتر، وكان على اجهزة الامن تجنب استفزاز الجمهور بكلمة او سلوك او فعل يزيد من هياجه و يدفعه إلى التحرك، لم تعمل السلطات الامنية على  تهدئة وتخفيف التوتر ولم  تستمع إلى جمهور قامشلو، بل تعاملت مع  الجموع الغاضبة بمنتهى الغباء حين انحازت بسفور إلى جانب العصابة الآتية من دير الزور، وأدى ذلك إلى انفجار بركان الغضب الكوردي، زلزال يرفض الاهانة ليتحول الاشتباك بين العصابة الديرية و الكورد إلى اشتباكات بينهم وبين الشرطة، حين اكتشفوا أن السلطات تقف مع الجناة وتحاول حمايتهم و إنقاذهم وتهريبهم إلى مدينة الحسكة في سيارات حكومية لطمس معالم الجريمة ومنع كشف خيوطها والجهات التي تقف خلفها، وحين اكتشف الناس تواطئ السلطة بدأت الصدامات بينهم وبين الأجهزة الأمنية المختلفة التي لم تتأخر في استخدام السلاح الحي لضرب مواطنين عزل لم يطالبوا بأكثر من القبض على الجناة و تقديمهم للمحاكمة.
يتبع…
=====================
‏ في ذاكرة الكورد: إنتفاضة 2004
جان كورد 
شهر آذار يحمل معه عطور الربيع وسموم الرياح معاً بالنسبة للأمّة الكوردية المغدورة، وليس هناك تنظيم أو حزبٌ كوردي إلاّ ويصدر بياناً يذكر فيه مآسي هذه الأمة وأيام سعادتها وانتصاراتها التي توالت عبر العصور في هذا الشهر، ومن ذلك العيد الوطني الكوردي في 21 آذار ورحيل القائد الأسطورة في الأوّل من هذا الشهر وذكريات عديدة أليمة ومفرحة، إلاً أن هذه التنظيمات الكوردية ذات الخلفيات الفكرية المختلفة والتوجهات السياسية المتعددة الألوان قد فوجئت بالبركان الذي لم يتفجّر من ذرى جبال كوردستان المكللة بالثلوج كما يحدث لبراكين العالم وإنما تفجّر في وسط مدينة القامشلي الهادئة المسالمة بحيث أثار الاستغراب في صدور الحاكمين والمحكومين على حدٍ سواء، ألا وهو بركان الانتفاضة الشعبية الهادرة التي انطلقت من الشارع الكوردي يوم الثاني عشر من آذار 2004، وكأن مطرقة كاوا الحداد انفلتت من يده لتدكّ في وضح النهار قصور البغي و الطغيان من دون سابق إنذار.
حقيقةً، لم يتوقّع أحدٌ حدوث هكذا انتفاضة “كوردية” عارمة، فإن سوريا كانت ترقد كلها، من شمالها إلى جنوبها، بجمرات نارها تحت رماد البيروقراطية البعثية السائدة، وكانت عصي الخيزران وآلات التعذيب الوحشي تنتظر كل من تهمس له نفسه بعمل أي شيءٍ قد تفوح منه رائحة “معارضة حقيقة” في سوريا الأسد التي ظنّ البعض أنها ستبقى هكذا أسيرة نظامٍ متعفنٍ من شدة تراكم الفساد والجور الذي لا مثيل له إلى الأبد، فجاءت إنتفاضة 12 آذار من أقصى الشمال السوري لتعلن للعالم أن الوقت قد حان لإزالة هذا الركام من اللاعدالة واللا ديموقراطية واللا حرية في هذه البلاد. إلاّ أن النظام كان للكورد بالمرصاد وتمكّن من استخدام شتى وسائل الترهيب والترغيب للقضاء على “ثورة” عفواً “هبّة” بل “فتنة” الكورد التي ستحرق الأخضر واليابس في عرين الأسود.
إن عدم وجود تقييم دراسي دقيق وموضوعي عن تلك الانتفاضة الشعبية في 12 آذار 2004 يعود سببه إلى “عدم وجود ” أو “ندرة” منظمات المجتمع المدني آنذاك والاعتماد فقط على الأحزاب المنظّمة التي يمكن لقياداتها التحكّم بالحياة الفكرية والسياسية، بل الثقافية- الاجتماعية لأنصارها وأتباعها، فالمسألة كانت أكبر من أن تتمكّن الأحزاب من حل طلاسمها ومعادلاتها.
ليس في تأريخ الحركة “الوطنية!” الكوردية ما فرّق بين زعمائها وكوادرها مثل ذلك اليوم قبل 17 عاماً من الزمن، ولم تلتفت فيها هذه الحركة لكتابة تقييمٍ موضوعي لما وقعت في من أخطاء في ذلك اليوم، فظلّ كل مفكّر أو كل سياسي طائش على موقفه من ذلك الحدث الجسيم حتى الآن، ففي نظر البعض كانت تلك الأحداث الدامية “إنتفاضة” بكل معنى الكلمة، ولو استجاب لها الديموقراطيون العرب في المدن الكبيرة مثل حلب ودمشق وحمص وحماه لتحولت إلى “ثورة الشعب السوري”، إلاّ أن الحقد العنصري الذي كان ولا زال يغمر أفئدة معظم قادة وزعماء المعارضة السورية حيال الشعب الكوردي، جعلهم في ارتباك لا يدرون ما يفعلون في ذلك اليوم وبعده بأيام، إلاّ أنهم في نهاية المطاف وقفوا ذات الموقف الذي كان عليه أنصار الجلاد العربي الكبير صدام حسين تجاه الوجود الكوردي برمته، فنظروا نظرتين مختلفتين تماماً لانتفاضة الشعب الكوردي وانتفاضة الشعب الفلسطيني، أي وقعوا في النفاق واللاعدل حيال شعبين يطمحان إلى نيل حق تقرير المصير الذي هو حقّ لكل الأقوام والشعوب، ولا زالوا هكذا حتى اليوم بعد كل التغيير الحادث في مسيرة الكفاح التحرري للشعوب.
وهذا الموقف العنصري تجاه ما قام به الشباب الكوردي في ذلك اليوم التاريخي العظيم قد يمكن تبريره لأن “العروبة” تسيل في دماء الحكام والمعارضين العرب، إلاّ من رحم ربي وربك، وهم قلة لا يستطيعون تغيير المسار العنصري الفاضح في سوريا والعراق معاً. ولكن كيف يمكن تبرير موقف أولئك الزعماء الكورد، من حزبيين واقطاعيين وملالي ومثقفين، لبّوا نداء النظام المرتجف المرتبك آنذاك، فانقلبوا بسحر ساحرٍ من طلاب “حرية وديموقراطية” إلى مؤيدين للنظام الدكتاتوري الفاسد وداعمين لفكرة أن ما جرى في المنطقة الكوردية من أحداثٍ شبابية ليس إلاّ “فتنة” ساهم في إثارتها خونة الكورد لإسقاط “جبهة الممانعة والمقاومة” الذين يعيشون على فتات موائد الإمبرياليين والصهيونيين في دول الغرب المعادي للشعوب. ألم يكن معيباً أن تقف قياداتنا العريقة في السياسة ضد إرادة الشباب الذين لم يطالبوا سوى بتحقيق الأهداف الواردة في مناهج وبرامج أحزابهم الكوردية… لقد سادت عبارة “نحن ضد الاستعانة بالعامل الخارجي!” وسياسة “القضية الكوردية حلّها في دمشق!” و”الحوار مع النظام سبيلنا الوحيد لإحداث تغييرٍ ما في الحياة السياسية السورية!”… وبالفعل أتذكّر ذلك الموقف المهين بشعبنا برمته وللمعارضة الديموقراطية على حدٍ سواء.
أمّا الذين كانوا يعلمون بما يجري فعلاً في ساحة النضال الشعبي، فقد ابتدعوا لتلك الأحداث مقولة لطيفة هي “هبّة” التي ذكّرتني وقتها ب”هبة الريح” التي ستخمد أو هبّة الرجل لأداء الصلاة ثم يرقد بعدها… ومنهم من شرع يمزج بين “الانتفاضة” و”الهبة” و”الفتنة” في آنٍ واحد، وكأن الموضوع كان من خارج هامش العلاقة بين الشباب ورفض الواقع الذي يعيش فيه… أفلم تكن هبّات وانتفاضات وثورات الشعوب كلها من نفحات الشباب وتضحياتهم وشهادة رفاقهم؟
حاولت آنذاك بقلمي المتواضع أن أكتب عن حقيقة ما جرى في ذلك اليوم العظيم، حتى اتهمني بعض المتحزّبين بالعمالة والخيانة لسوريا ولأحزابنا الكوردية بالذات، إلاّ أن مسيرة التاريخ في سوريا أثبتت أن كل الذين كانوا ضد “الاستعانة بالعامل الخارجي!” صاروا يتفاخرون فيما بينهم على علاقاتهم مع ذلك العالم الخارجي، المبريالي الصهيوني الرجعي الكومبرادوري! وأنّ الذين كانوا يتفادون القول بوصف “الانتفاضة” لحراك شبابنا في ذلك اليوم، انقلبوا مع الأيام إلى محرّضين على مثل تلك الانتفاضة في كل المدن السورية، والذين أطلقوا وصفة “الفتنة” على ثورة الشارع الكوردي، شرعوا يتجنبون الحديث عن ذلك اليوم الذي أذلهم وفرض عليهم الخنوع للنظام الذي يعارضونه على مضض.
من أجل تقييم جيّد لتاريخ الحراك الكوردي المعارض وتأريخ تلك الانتفاضة بالذات، يحب أن تتضافر جهود المثقفين الأحرار الذين ينتمون إلى الشعب وقضيته لا المتحزبيين المتواكلين على زعماءٍ لم يتمكنوا من تحقيق أي هدفٍ من أهداف أحزابهم التي يتربعون على عروش قياداتها منذ عقودٍ من الزمن.
=====================
انتفاضة ١٢ آذار أرعبت الأحزاب الكردية
عبدالجبار شاهين
انتفاضة 12 آذار كانت انتفاضة الشعب الكُردي ولم يكن للأحزاب الكُردية أي دور فيها سوى بذل الجهود في اخمادها بشتى الوسائل .
اليوم كان يوماً لعرض صور الزعماء وتقديم الطاعة العمياء وشعارات تمجيد الزعماء الذين لم يكن دور لهم لا من قريب ولا من بعيد في هذه الانتفاضة الشعبية المباركة .
شبابنا وبناتنا يضحون بأرواحهم ويستشهدون بالعشرات والمئات والشعرات تطلق في غير اتجاه .
من شعارات اليوم :
بالروح بالدم نفديك يا قائد  bi can bi xwîn em bi tere ne ey serok
لا حياة بدون القائد bê serok jiyan nabe
عندما نتحرر من عبودية الاشخاص ويكون ولائنا فقط لشعبنا وعندما تخلو مناسباتنا من صور المتألهين عندها سننتصر وننال حقوقنا المسلوبة بارادة الشعب والجماهير وبسواعد فتياننا التي لا تبخل في تقديم ارواحهم في سبيل نيل الحقوق لا في سبيل تمجيد وتأليه الأشخاص.
انتفاضة ١٢ آذار أرعبت الأحزاب الكردية، التي تعتبر نفسها ممثلة للشارع الكردي زوراً، قبل النظام البعثي الدكتاتوري، لذلك سارعت تلك الاحزاب جاهدة بالموازاة مع النظام إلى إخمادها بشتى الطرق والوسائل التي في غالبيتها كانت خبيثة وطُبخت في مطبخ النظام…
انتفاضة ١٢ آذار اثبتت للشارع الحزبي الكردي في سوريا بأن الشعب الكردي في سوريا بروحه الثورية الجبارة متقدمة على الاحزاب الكردية من كل النواحي وبسنين عديدة وبالأخص في الحراك الثوري الفعلي، ومن ناحية أخرى عرت تلك الأحزاب امام الجماهير الكردية بأنها أحزاب الأيام الباردة ولا تصلح لقيادة المراحل الساخنة وحتى لا اهلية لها بقيادة الثورات الساخنة وحتى لا قدرات لديها وبادنى مستويات لحماية الشعب ولكن في المقابل تتفنن قيادات تلك الأحزاب التي تربت وترعرعت في ظل سلطات البعث الامنية لطيلة عقود سلطة البعث في حماية نفسها من الزوال الحتمي، تلك القيادات التي لا تجيد من السياسة سوى فن البقاء والحفاظ على مراكزها بشتى الوسائل وفي الأغلب وسائل خبيثة قد ترتقى الى مستوى خيانة عظمى .
=====================
القسم الثاني يضم مساهمات كل من السيدات والسادة:
– منال الحسيني
– شبال إبراهيم
– جوان يوسف
– يسرى زبير
– إبراهيم اليوسف «2/2»
– زاكروس عثمان «2/5»
=====================
 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…

نظام مير محمدي* عادةً ما تواجه الأنظمة الديكتاتورية في مراحلها الأخيرة سلسلةً من الأزمات المعقدة والمتنوعة. هذه الأزمات، الناجمة عن عقود من القمع والفساد المنهجي وسوء الإدارة الاقتصادية والعزلة الدولية، تؤدي إلى تفاقم المشكلات بدلاً من حلها. وكل قرارٍ يتخذ لحل مشكلة ما يؤدي إلى نشوء أزمات جديدة أو يزيد من حدة الأزمات القائمة. وهكذا يغرق النظام في دائرة…