دموع الزعيم مسعود البرزاني.. حكاية شربل والكيس والأم وأشلاء أولادها *

وليد حاج عبدالقادر / دبي
شخصيا وعلى قاعدة المثل العربي القائل – إن أتتك مذمتي من ناقص فاعلم بأنني كامل – خاصة حينما تكون المذمة – من جهة معادية اعتادت وفي خرق فاضح لكل القيم ان تقلب الشر المطلق الى خير مطلق ، لابل واللصوصية الظاهرة والنميمة الى حقوق واقوال منصوصة ، ومرد هذه الكلمات هي ما جاء به – فاسق بنبأ – مصدره مركز قرارات محكومة كفتوى مرتبطة مباشرة بدائرة من يتسمى ب – مرشد الثورة الإيرانية آية الله ( خودي نهشتي ) ** وذلك في استعراض لكثير مما مارسته – ولم تزل – هذه الجهات القذرة ، وبأسلوب استخباراتي رخيص ، سيما وانها استهدفت هذه المرة وبشكل مباشر شخص الزعيم الكردستاني مسعود البرزاني إضافة إلى البيشمركة الكردستانية ، في هدف صريح أظهرت حقيقة الرعب المتراكم من جهة وحقد تراكم في مسلكية النظام الإيراني وممارسات أجهزتها القذرة .
إن البيشمركة ومنذ بداية تشكلها هي قوة دفاعية متواجدة دائما في خطوط الجبهات من جهة ، وهي قوة مقاومة استنبطت أساليبها المبتكرة كانت دائما في تصديها لأعداء الشعب الكردي وكردستان ، والتي يشهد لها الجميع بالبسالة وروح التضحية استمدتها من اسمها قولا وممارسة ، هذه القوة ومنذ تأسيسها لم تخرج من بيئتها كما ولم تتدخل في نزاعات خارج مهامها ولا هددت أمن الشعوب والدول على هدي ممارسات ايران كنظام ودولة ، والذي اتخذ قرار التمدد وشرعن التدخل أنى ماشاء بفتوى ، وبسط يد الحرس الثوري يستبيح كل بقاع العالم  ولم تنج منها حتى الديار المقدسة ، فتراهم في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين وفلسطين ، وشرورها وصلت الى اصقاع العالم الأبعد ، وجندت مرتزقة بمسمى طائفي مذهبي ، وبات الحرس الثوري ماركة اتهام عالمية ، لانها انى وجدت استهدفت فيها السلم المجتمعي من جهة ، وأسست لحالات شرخ بنيوي مجتمعي ، وعليه فأن التراكم التاريخي لتجارب الشعوب تؤكد بان أية قوة تخرج من نطاقها تستهدف بيئات اخرى لغاية التطويع هي قوى احتلالية ومصيرها مهما طالت هو الإنحدار والهزيمة . إن ماقامت به وسائل دعاية واعلام متبوعة للنظام الإيراني من التعرض للبيشمركة وشخص الزعيم الكردستاني مسعود البرزاني ، دليل عملي على حجم ردة الفعل على مدى ما يمثلانه كركيزة أساس حدت ، لابل أفشلت كثيرا من خطط النظام الطائفي – المذهبي ، وكشفت ايضا بأنها شهادة على النقيض مماسعت لها وسائل اعلام هذا النظام وقذارتها . وهنا ، ولئلا تكون كلمات هذا المقال مركبة ارتأيت ان استعرض شهادة في حق الزعيم الكردستاني مسعود البرزاني ، وهي  تعود الى حوالي اربعة سنين ، أي مع إقرار برلمان كردستان العراق إجراء استفتاء حق تقرير المصير واعتماد اليوم والذي تم ، هذا الأمر الذي احدث لا حراكا شعبيا وجماهيريا على مستوى كردستان فحسب** ، بقدر ما فتح الآفاق وبالتالي كشف واقعية المفاهيم والرؤى النظرية إن في مخيلة كثير من المثقفين ومدى التلازم بين الفهم النظري كترف وسفسطة فكرية والقناعات التطبيقية العملية ، ومرد كل هذه المقدمة فرضت ذاتها استذكارا لدردشة كانت قد تمت وبالترافق مع نقاشات امتازت بالحدية حينا او الصمت الممتنع / الرافض حتى لمبدأ النقاش ، ناهيك عن اصوات بحت وهي تستولد وتستجدي كل الأصداء التي تتالت منذ وعد بلفور الى زمننا الحالي ، ولم يخل الأمر مطلقا من آراء بعض من الشخصيات الأكاديمية وعلى ارضية الرفض الكامل لمفهوم حق تقرير المصير سواه في بعده الثقافي وضمن نطاقية الفضاء الثقافي العربي الفضفاض ، لابل وكحاضنة لها ، ومن بين هكذا طروحات آراء شخصية ثقافية واكاديمية لا ينكر تميزه ، بروفيسور عملي كان ولايزال يتمتع بمسافة ود قديمة إن مع أطر كردية شخصانية ، وايضا فسحة مناسبة من القضية الكردية وان لم ترتق – حسب قناعتي – إلى الإقرار بحق تقرير المصير لشعب ظلمه التاريخ الذي احتكم الى جغرافيا فصلت – للأسف – ومشتركة ، حيث يسعى جميعهم الى تطويبها وكحقوق توراتية تقدست ، ومرد هذا التذكير هو ذلك الحوار والحديث الذي ابتدأ وقتها عن مقدمات إقرار استفتاء حق تقرير المصير الذي أجري في كردستان العراق فيما بعد ، وتهافت دول الجوار – ممن نسميهم نحن القوميون الكرد بالدول الغاصبة او المحتلة او التي الحقت بها اجزاء من كردستان – وعلى الرغم من ان صديقي البروفيسور * – وبمهنية – لايرى في حقوق كل الإثنيات المؤطرة حاليا في نطاقية الخارطة الجغرافية للوطن العربي من أمازيغ وكرد ومجموعات افريقية أخرى من أثنيات واديان بحق تقرير المصير ، إلا أنه وبعد أن قرأ نصا مترجما لواحدة من خطابات الزعيم الكردستاني مسعود البرزاني ، والذي وجه فيه وبصراحته المعهودة والصادقة ، وبنبرة تحد حقيقي لكل الدول المطوقة والمهددة كانت ولم تزل وكل بطريقتها ، وتوقف صديقي برهة وهو يتأملني وقال : ما أروع حكمة الحياة وما ارقى من مخاضات التجارب ! أظن أن البرزاني لم يحظ بتعليم ودراسة منظمة ! اجبت : على حد علمي ؟ نعم لم يحظ بذلك ؟ وتمتم يقرأ – انهم يحاولون كسر إرادتنا .. لا احد يستطيع كسر إرادة شعبنا و .. تابع يقرأ مقتطفات عدة الى ان وصل الى قول الرئيس البرزاني : لست ممن يخذل شعبه وسأتحمل شخصيا المسؤولية الكاملة لكل نتائج هذا 
، وانا هنا أثق بأن صديقي سيتذكر كلماته مجرد قراءته لهذه الأسطر ، وأذكره أيضا بقوله : مرحى لكم .. مرحى .. بالفعل نلتموها لحق تقرير المصير بوجود هكذا حكيم .. اتمنى ان التقي به ذات يوم .. ومن جديد يبقى الدافع الأساس لهذا الإستذكار أمر بسيط جدا وهو ما مارسته ولم تزل تمارسه ديماغوجيا النظام المذهبي الإيراني من ( خزعبلات ) مغرضة تستهدف وببساطة محاولة النيل من ركائز أساسية فرضت وجودها وهيبتها إن في روحية المقاومة الحقيقية في ساحات المعارك مجسدة بشخص مسعود البرزاني وغالبية القيادات العسكرية ، والأهم رغم مايشكل ظهور شخصيته كهدف اساس لأعداء كردستان إلا انه أصر دائما ان يبقى في الصورة من جهة وفي الخطوط الأمامية ولم ينزل الى الطبقات العشرين واقبية حصينة او يخرج متنكرا حتى بزي النساء مثل حسن نصرالله وهو يستبدل مخابئه ، وهنا سنذكر امثال نصرالله بعزة نفس البرزاني وتوازنه في ادق وأضنك مراحل النضال والحصارات تحت القصف المدمر ! نعم : كلنا يتذكر دونية حسن نصرالله لابل وانسلاخه الصريح عن قوميته ووطنيته واعلانه منذ باكورة انطلاقته بالتحاقه في ركب الخامنئية الإيرانية الإسلامية ، لابل وصلت به الامور في الإقرار بانه فعلا وببقاعه هي جزء من الخمينية الإيرانية وان كل مستلزماتهم تصرف من ميزانية الدولة الإيرانية ، الأمر الذي يذكرنا بهتافات الجماهير الإيرانية إبان الثورة الخضراء وهم يصرخون ( لا حماس ولا لبنان روحي فدا ايران ) هذا الأمر بحد ذاته يثبت بهتانهم كلصوص لثروات شعوبهم واتباعهم كمرتزقة يعتاشون على دماء شعوب أخرى ، وهنا ووسط هذا الصراخ وما يمارسه خامنئي في اقتطاعه من قوت الإيرانيين يبعثرها لينمي مجاميع يستهدف منها تنفيذ اجنداته التي لم تبق محصورة في العراق بل امتدت وتمددت الى اية منطقة استطاع الوصول اليها .. إن المأزق الذي اوصل اليه آية الله ( خودي نهشتي ) والدوائر المحوطة بها ايران وكل بقعة وصلت اليها أياديهم من جهة فيما هم كشخوص يحوطون بمنصات ظهور مدرعة وقصور شاقولية تمتد عمقا بشبكة ممرات أشبه بانفاق يستحيل ان يستقر فيه ساكنه سوى ساعات ! فممن يخاف هكذا قائد (؟!) .. على عكس البرزاني الذي يكفيه شهادة غسان شربل والكيس ودموع الرجال وبعض من بقايا أشلاء الأخوة كانت تلملمها الأم مزهوة … 
..
* خودي نهشتي : مصطلح حصري أستخدمه في مجالات عدة 
** البروفسور احمد نسيم برقاوي الاكاديمي المعروف
* * https://www.lebanese-forces.com/2013/04/15/women-and-the-bag/

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…