د. محمود عباس
تحليل لأجوبته، على أسئلة الصحفي القوية والمحرجة. والتي أسهب فيها على غير عادة السياسيين.
مرفقه مع ترجمة الحوار إلى العربية بشكل مبسط، في النهاية ستجدون الملف باللغة الإنكليزية:
1- تتبين من خلال الحوار الذي جرى بين صحفي مجلة المونيتور (Al-Monitor) والمبعوث الأمريكي السابق جيمس جيفري، أن إدارة ترمب لم تكن موافقة على ديمومة تسليح القوات الكوردية (قسد) ولا دعم الإدارة الذاتية، لكنها رضخت لما تم من قبل إدارة أوباما، ليس من أجل المصالح الأمريكية؛ بقدر ما كان للحفاظ على العلاقة مع تركيا، والتي يبررها على أن أردوغان يملك حجة الإقناع القوية وتمكن من تأليب ترمب إلى جانبه، بعدما كررها عدة مرات، وهي سحب القوات الأمريكية من سوريا وهي من ضمن استراتيجية ترمب (إعادة الجيوش الأمريكية إلى أرض الوطن) علما أن الحقيقة ليست عملية الإقناع بقدر ما هي العلاقة الشخصية ما بين ترمب – جيمس جيفري الذي كان سفيرا في تركيا لسنوات مع إدارة أردوغان.
2- هذا الموقف لا يختلف في كثيره عن موقف روبرت فورد سفير إدارة أوباما إلى سوريا في بداية الأحداث السورية، الذي ذهب إلى حماة مع سفير فرنسا لمشاهدة مسيرة يوم الجمعة هناك، وبعد استقالته بسنوات، خاصة بعد تغيير أوباما سياسته حيال سوريا وسلطة بشار الأسد يوم كذب على ذاته عندما وضع الخط الأحمر، قدم توصية للكورد مليئة بالإحباط، على عدم الثقة بالأمريكيين وعلى الأرجح بالتغيرات التي حدثت في إستراتيجية أوباما، ومن ثم بإدارة ترمب، ونوهه إلى أنها ستفشل في سوريا. وما يقوله جيمس جيفري متوافق بقدر ما مع ما صرح به فورد مرات عدة، وتحقق كثيره، خاصة عندما ذكر أن أمريكا ستتخلى عن الكورد لصالح تركيا، وهو ما تم في عامي2017م و2018 عندم تم احتلال عفرين، وعام 2019 عندما تم احتلال ما بين سري كانيه وكري سبي. عمليا كلاهما كشفا النقاب عن الإستراتيجية الأمريكية، وخالفاها بعد خروجهما من الإدارة.
3- معظم ما فعلته إدارة ترمب ومبعوثه جيمس جيفري، هو الإحاطة بكل ما يقوم به الكورد، وأن لا تخرج قواتهم من تحت السيطرة، وما يقوله على أنه لم يكن يستطيع أيقاف الاجتياح التركي نفاق سياسي لإنقاذ ذاته ومن معه من المسائلة في المستقبل، وهي محاولة لعدم محاسبته من قبل الإدارة القادمة على الخسارة التي حلت بالوجود الأمريكي في سوريا والضعف الذي أوقعوا فيه قواتهم في العراق، وخسارتهم لمساحة واسعة من جغرافية المنطقة الكوردية لحساب السلطة والروس وتركيا، وفشلوا في إيقاف التمدد الإيراني أكثر في سوريا، وبالتالي اصبح تهديدهم أوسع لإسرائيل، وما يقدمه الأن إدارة ترمب لإسرائيل، في مجال التطبيع، ليس بأكثر من تعويض.
4- يحاول مبعوث ترمب (الحزب الجمهوري) جيمس جيفري، أن يغطي على تحايله، بتفضيله المصلحة التركية على الأمريكية، تحت غطاء الأخطاء الدبلوماسية الفاشلة لأمريكا، والناجحة لتركيا وروسيا وإيران، ويلقي بالذنب على الرئيس دونالد ترمب، علما أنه أختلف وبقوة مع مستشار الأمن القومي (جان بولتون) الذي هدد تركيا، في نفس الاجتماع الذي شارك فيها مع جيمس جيفري ورفض أردوغان إستقبالهم، فيما إذا ستحاول تركيا دخول سوريا، وكان الاجتماع في الشهور السابقة لاحتلال عفرين، وحينها صدرت تصريحات مريبة وعتب شديد اللهجة من إدارة أردوغان لإدارة ترمب، وهو ما أدى إلى تراجع ترمب وتفضيل سياسية جيمس جيفري المريبة على موقف بولتون بحق المنطقة الكوردية، وهي من أحد أهم نقاط خلاف مستشاره معه، الذي وصفه يوم تعيينه بالسياسي الذكي المحنك، ومع جيمس جيفري. معارضة مواقف المستشار هذه تجاه تركيا، كانت من أحد أهم نقاط الخلاف المؤدية إلى الاستقالة وكتابة كتابه المشهور عن استراتيجيته وطبيعة الرئيس ترمب.
5- يحاول أن يبين على أن أمريكا ليست بتلك القوة في كل الحالات، فلم تتمكن من مواجهة تركيا وطموحاتها، ومن جهة أخرى يضع الذنب على قوات قسد، والإدارة الذاتية، على أنهم وضعوا الحجة بيد أردوغان لاجتياح المنطقة الكورية، وأن الـ ب ي د لم يخفوا علاقتهم مع الـ ب ك ك. وفي الواقع الحجة هزيلة هو من وضعها بيد أردوغان، ولو كان على موقف (جان بولتون) لما تجرأ أردوغان من احتلال المنطقة. علما يوم أمر ترمب بسحب القوات الأمريكية، لم يتحدث عن هذه الحجة، بل قال أن سوريا ليس فيها سوى الرمال، وذكر فليتفضل أردوغان بالدخول إليها وبنبرة المنزعج، ولم يأمر بناءً على ما كان يقدمه أردوغان من الحجج بل كانت على خلفية مصالح أمريكا، وسياسة ترمب الدولية الخاطئة أدت إلى معارضته مرات، وهي التي دفعت بمستشاريه إخفاء المعلومات عنه طوال سنوات، وهذا ما تتبين من عنوان الحوار.
6- والأغرب أن نصائحه لإدارة جو بايدن القادمة، مبهمة وملتوية، فعلى سبيل المثال يضع استراتيجية تركيا في المرتبة السادسة من اهتمامات أمريكا، ويناقض ذاته مباشرة، فيصفها ويصف أردوغان على أنه عظيم، ويقول مباشرة إنها دولة ذات أهمية كبرى لأمريكا، وأننا لن نستطيع عمل شيء بدونها في المنطقة، ويجب عدم التعرض لها لأهميتها، أي بما معناه أن استراتيجيته في سوريا ومع تركيا كانت صحيحة رغم فشله أمام روسيا وتركيا وإيران، ومن جهة أخرى ليست بذات الأهمية التي يجب التوقف عندها.
7- على الأرجح، يدرك جيمس جيفري أن شخصيات عدة من إدارة ترمب ستحاسب مستقبلا من قبل الكونغرس والإدارة القادمة، وهو ما أدى به إلى نشر عدة تصريحات مع عدة مجلات عالمية لإنقاذ ذاته، من عملية تسليم الباب وإعزاز وعفرين وما بين كري سبي سري كانيه من المنطقة الكوردية إلى تركيا.
8- ما نستنتجه من تصريحات روبرت فورد سابقا وجيمس جيفري حاليا، هو يجب التركيز من قبل حراكنا الكوردي بمبعوثي الدول الكبرى، أي كان سويته، فأمثال جيفري وفورد ومكفيرك لهم تأثير على مواقف وعلاقاتهم مع القضية الكوردية والدول الإقليمية. وأننا نحن الكورد علينا أن نتعلم الدبلوماسية العالمية، وهذه لن تنجح ما دام التخوين والتشتت وارد بين حراكنا السياسي، وكل طرف يتعامل مع قوى إقليمية أو دولية دون أخرى، كما ونظل بذلك أداة سهلة تملكه والتخلي عنه.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
mamokurda@gmail.com
26/12/2020م
نص الحوار بالعربية:
المبعوث السوري المنتهية ولايته يتأمل في تركيا والأكراد وما أخطأ فيه الجميع
في مقابلة طويلة الأمد مع “المونيتور” ينظر جيمس جيفري إلى جهوده الرامية إلى دمج أجزاء مبادرات عهد أوباما في سياسة التعامل مع دول الشرق الأوسط.
جيمس جيفري، الممثل الخاص لوزارة الخارجية لشؤون المشاركة في سوريا والمبعوث الخاص للتحالف الدولي لهزيمة داعش، يدلي بشهادته حول الإجراءات التي اتخذتها تركيا في سوريا خلال جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ في مبنى الكابيتول هيل في واشنطن العاصمة، 22 أكتوبر/تشرين الأول 2019. الصورة من قبل شاول LOEB / وكالة الصحافة الفرنسية عبر صور غيتي.
جاريد سزوبا
@JM_Szuba
Dec 9, 2020
في آب/أغسطس 2016، وقّع السفير الأمريكي السابق في العراق وتركيا جيمس جيفري رسالة علنية مع أكثر من 50 مسؤولاً مخضرماً في الأمن القومي، يحذرون فيها الشعب الأمريكي من انتخاب المرشح آنذاك دونالد ترامب.
وجاءت في الرسالة “نحن مقتنعون بأنه سيكون في المكتب البيضاوي أكثر رئيس أمريكي متهور في التاريخ الأميركي”.
ومع ذلك، بعد عامين، خرج الدبلوماسي الخبير من التقاعد، وعمل لمساعدة إدارة ترامب للم أجزاء المبادرات التي تمت في عهد أوباما في سوريا لخلق سياسة متماسكة في الشرق الأوسط.
تحت سلطة وزير الخارجية مايك بومبيو، وضع مسؤولون في الإدارة الأمريكية الجديدة خطة شاملة لسياستها في سوريا، بموجبها أصبحت القوة الأمريكية في المنطقة القوة المكافحة لتنظيم «الدولة الإسلامية-داعش» في سوريا، على الأقل؛ هذه السياسة ستستمر إلى أن تمر حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بالانتخابات القادمة المدعومة من قبل الأمم المتحدة. كما وعلى رأس مهماتها التي كلفها به الكونغرس، إلى جانب قتال منظمة داعش، حرمان الأسد من الوصول إلى حقول النفط السورية، الموجودة في مناطق المقاتلون الكورد السوريون المدعومون من الولايات المتحدة، وعرقلة وصول الجيش الإيراني إلى بلاد الشام.
لم يعجب ترامب، البقاء الأمريكي في سوريا، قال جيفري لـ “المونيتور” في مقابلته التي استمرت ساعتين في منزله في واشنطن الأسبوع الماضي “لم يكن الرئيس مرتاحاً لوجودنا في سوريا” وأضاف “لقد كان غير مرتاح جدا، أعتبرها حروبا لا نهاية لها”.
وجاءت في الرسالة “نحن مقتنعون بأنه سيكون في المكتب البيضاوي أكثر رئيس أمريكي متهور في التاريخ الأميركي”.
ومع ذلك، بعد عامين، خرج الدبلوماسي الخبير من التقاعد، وعمل لمساعدة إدارة ترامب للم أجزاء المبادرات التي تمت في عهد أوباما في سوريا لخلق سياسة متماسكة في الشرق الأوسط.
تحت سلطة وزير الخارجية مايك بومبيو، وضع مسؤولون في الإدارة الأمريكية الجديدة خطة شاملة لسياستها في سوريا، بموجبها أصبحت القوة الأمريكية في المنطقة القوة المكافحة لتنظيم «الدولة الإسلامية-داعش» في سوريا، على الأقل؛ هذه السياسة ستستمر إلى أن تمر حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بالانتخابات القادمة المدعومة من قبل الأمم المتحدة. كما وعلى رأس مهماتها التي كلفها به الكونغرس، إلى جانب قتال منظمة داعش، حرمان الأسد من الوصول إلى حقول النفط السورية، الموجودة في مناطق المقاتلون الكورد السوريون المدعومون من الولايات المتحدة، وعرقلة وصول الجيش الإيراني إلى بلاد الشام.
لم يعجب ترامب، البقاء الأمريكي في سوريا، قال جيفري لـ “المونيتور” في مقابلته التي استمرت ساعتين في منزله في واشنطن الأسبوع الماضي “لم يكن الرئيس مرتاحاً لوجودنا في سوريا” وأضاف “لقد كان غير مرتاح جدا، أعتبرها حروبا لا نهاية لها”.
في كانون الأول/ديسمبر 2018، رفض الرئيس الأمريكي الـ 45 رأي كبار مستشاريه، وأبلغ الزعيم التركي رجب طيب أردوغان بأنه سيسحب أكثر من 2000 من القوات العسكرية الأمريكية من سوريا.
كان من شأن هذه الخطوة أن تطلق حتماً اندفاعة جنونية، إلى ساحة معركة متوازنة ومستقرة، لأربعة لاعبين عسكريين رئيسيين يطمحون لإحتلالها، وستؤدي إلى نزوح جماعي بين السكان الأكراد في سوريا. كما هددت بالقضاء على المكاسب الكاسحة للتحالف الدولي ضد تنظيم “القاعدة” ووطّد حملة الضغط التي تقودها الولايات المتحدة ضد الأسد.
وقال جيفري لـ”المونيتور” الأسبوع الماضي: “شعرنا بالضعف الشديد وربما كنا نلكم قليلاً خوفاً. وقال ” إنني أتفهم مخاوف الرئيس بشأن أفغانستان ” لكن البعثة السورية هي الهدية التي تستمر في العطاء”.
وقال جيفري إن معارضة الحلفاء الأوروبيين أقنعت الرئيس في نهاية المطاف بالعدول عن الأمر. ولكن بعد أقل من عام، ومع تراكمات القوات التركية على الحدود السورية في تشرين الأول/أكتوبر 2019، رتبت ومسؤولون آخرون مكالمة أخرى بين ترامب وأردوغان.
وعندما انقشع الغبار، كان مئات الأشخاص قد لقوا حتفهم، وكان ما يصل إلى 000 300 شخص آخرين، معظمهم من الأكراد السوريين، قد فروا من ديارهم. ومنذ ذلك الحين، أشار القادة الأكراد الى التوغل العسكري التركي على انه ” تطهير عرقي” .
(جيفري) تُرك ليلتقط القطع. وقد فشلت الأساليب التي دعا إليها الدبلوماسي لتهدئة عدوان أنقرة، مما أثار جدلاً ساخناً في جلسات الاستماع الماراثونية في الكونغرس.
يقول جيفري إن المقترحات التي دفع بها – تفكيك دفاعات وحدات حماية الشعب الحدودية. والسماح للجيش التركي بدخول شمال شرق سوريا للقيام بدوريات أمنية مشتركة. وإعادة الطائرات التركية إلى أمر المهام الجوية من قاعدة العديد الجوية – كلف بهذه المهمة لخلفيته وتجذره في فهمه للسياسة التركية الداخلية وتاريخها الاستعماري. ويقول النقاد إنهم مهدوا الطريق للإعتداء التركي.
واليوم، يتحدث جيفري عن أزمة تركيا وأكراد سوريا كما لو أنها قد انتهت إلى حد كبير، لكنه لا يقدم سوى القليل من التفاصيل حول آفاق تأمين مستقبل قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في سوريا. ويصر على أن قرار إدارة أوباما بتسليح الميليشيات التي يقودها الأكراد السوريون قد غذى تهديداً وجودياً لتركيا منذ عقود، من قبل حزب العمال الكردستاني.
وبالنسبة للدبلوماسية المهنية، لم يكن عداء أنقرة تجاه «قوات سوريا الديمقراطية» سوى ركن واحد مزعج في البنية السياسية المعقدة التي سعت فيها واشنطن تسخير مصالحها مع تركيا وإسرائيل للتراجع إيران عن المنطقة، والتعامل مع نظام الأسد وروسيا في الحرب الأهلية السورية.
تم تحرير المقابلة التالية وأختصارها لطولها.
المونيتور: قال نائب قائد منظمة OIR الميجر جنرال كيفن كوبسي الأسبوع الماضي إننا ندخل مرحلة “الشفق” من مهمة التحالف الدولي ضد “آي سي”. في تموز/يوليو 2018، تمّ جلبك كمبعوث خاص للمساعدة في إعادة بعثة داعش إلى الاستراتيجية الإقليمية للولايات المتحدة، لا سيما في مواجهة إيران وتركيا حليفة حلف شمال الأطلسي. وما هو التقدم الذي أحرز في ذلك؟
جيفري: كانت الاستراتيجية الأمريكية في سوريا، خطوات طفولية منذ إدارة أوباما.
رأت إدارة ترامب أحد العيوب الرئيسية في إدارة أوباما: أنها تعاملت مع إيران على أنها مشكلة أسلحة نووية مماثلة لمشكلة كوريا الشمالية. ورأوا أن إيران تشكل تهديداً للنظام الإقليمي. لذا سياستهم في سوريا كانت جزء وقطع من سياسة أوباما. فخرجت إدارة ترامب بالسياسة الحالية المختلفة من عام 2017.
أقنعتُ أنا والوزير بومبيو الناس في الإدارة بهذا: إذا لم تتعامل مع المشكلة الأساسية لإيران في سوريا، فلن تتعامل بطريقة مناسبة مع تنظيم داعش. لقد رأينا كل هذا ككتلة واحدة.
ثم قمنا أيضاً بدعم الحملة الجوية الإسرائيلية. ولم تبدأ الولايات المتحدة في دعم ذلك إلا عندما جئت إلى هنا. لقد خرجت إلى هناك ورأينا رئيس الوزراء نتنياهو وآخرين، واعتقدوا أنهم لا يتم دعمهم بما فيه الكفاية من قبل الجيش الأمريكي، وليس من قبل الاستخبارات. وكانت هناك معركة كبيرة داخل الحكومة الأمريكية، وفزنا بالمعركة.
وكانت الحجة [ضد دعم حملة إسرائيل] ستحد هذا الهوس من مهمة مكافحة الإرهاب. لم يرغب الناس العبث بهذه الإشكالية، فكان هناك القلق بشأن تركيا أو التغيرات الجارية التي تسمح للإسرائيليين بالعبث في سوريا، لأن ذلك ربما سيؤدي إلى بعض رد الفعل السلبي لقواتنا، وبسياستنا لم يحدث ذلك.
في الأساس، أولاً وقبل كل شيء، هو الحد من تحقيق [نظام الأسد] نصراً عسكرياً. ولكن لأن تركيا كانت مهمة جداً لم نتمكن من القيام بهذه الاستراتيجية من دون تركيا، فإن ذلك أثار مشكلة السيطرة التركية على شمال شرق سوريا. لذا كانت مهمتي تنسيق كل ذلك.
لذا، أنتم تُلقون كل هؤلاء معاً علينا – مهمة مكافحة الأسلحة الكيميائية، ووجودنا العسكري، والوجود العسكري التركي، والهيمنة الإسرائيلية في الجو – ونحن لدينا ركيزة عسكرية فعالة جداً لركائزكم العسكرية والدبلوماسية والعزلة الثلاثة.
هكذا وضعنا سياسة متكاملة تجاه سوريا، وهي سياسة ضاعت في إطار السياسة الشاملة تجاه إيران. وكانت النتيجة نجاحا نسبيا لأننا – بمساعدة كبيرة من الأتراك على وجه الخصوص – تمكنا من تحقيق الاستقرار في الحالة السياسية.
وكان التغيير الوحيد على الأرض لصالح الأسد، جنوب إدلب في عامين ونصف العام من الهجمات. ومن غير المرجح أن تستمر، نظراً لقوة الجيش التركي، وتبين ذلك من خلال حجم هزيمة الجيش السوري على يد الأتراك في آذار/مارس.
وبالطبع، صعّدنا الضغط على العزلة والعقوبات على الأسد، وعزمنا على عدم تقديم أي مساعدة لإعادة الإعمار، والبلد في حاجة ماسة لذلك. ترى ما حدث لليرة السورية، ترى ما حدث للاقتصاد بأكمله. لذا، لقد كانت استراتيجية فعالة جدا.
المونيتور: تدعم الولايات المتحدة الحملة الجوية الإسرائيلية وتسن عقوبات على كل من نظام الأسد وإيران. هل نحن أقرب إلى الانسحاب الإيراني من سوريا؟
جيفري: حسناً، لقد سحب الإيرانيون العديد من ميليشياتهم. وأحد الأسباب لأنهم كانوا تحت ضغط كبير من الناحية المالية، وسوريا مكلفة للغاية بالنسبة لهم. علما أن المزيد من الإيرانيين جروا إلى سوريا، ولم يتمكنوا من إنقاذ سوريا، إلى جانب ذلك – في ظل ظروف مغامرة – أرسلوا شحنات من إمدادات النفط، التي ساعدتها في بعض الأحيان، وأحيانا لا. سأترك الأمر عند هذا الحد.
المونيتور: هل يمكنك أن توضح هذه “الظروف المغامرة؟”
جيفري: لقد أخبرتك بقدر ما سأخبرك بهذا كما أن القدرة الإيرانية على إقامة تهديد على غرار جنوب لبنان لإسرائيل من خلال أنظمة بعيدة المدى قد تم حظرها، أيضاً بسبب الضربات الإسرائيلية، والتي سهلت لهم إلى حد ما، بدعم دبلوماسي أمريكي وغيره، وهو ما لن أخوض فيه بمزيد من التفصيل، لكنه مهم.
لقد عرقلنا أهداف إيران على المدى الطويل ووضعنا وجودها الحالي تحت الضغط. هل هذا يكفي من الضغط لحمل إيران على الرحيل؟ لا أعلم. ما إذا كان يمكننا فعلا دحرهم، أنا لا أعرف. ولكنني أعرف أنه جزء أساسي تماما من أي اتفاق أكبر. مهما كان مستوى الألم الذي نلحقه بالإيرانيين والروس ونظام الأسد، فلن يزول ضغطنا حتى تغادر إيران.
المونيتور: ويتمثل أحد الأهداف الرئيسية للعقوبات في إجبار نظام الأسد على تغيير سلوكه. هل رأيتم أي علامات على التغيير في حسابات النظام نتيجة لذلك؟ هل هناك أي احتمال لتسوية الولايات المتحدة وروسيا بشأن العملية السياسية في سوريا، أم أنه من الإنصاف القول بأن عملية جنيف قد تم اختيارها؟
جيفري: حسناً، لقد رأينا أمر رامي مخلوف، ورأينا وضع قادة آخرين. نحن لا نعرف، عليك أن تعرف ما يحدث حقا داخل الدولة البوليسية، كم من التأثير الذي يحدث. لكنّ له تأثير، فانهيار النظام المصرفي اللبناني ضربة كبيرة أخرى. تستطيع أن ترى ذلك في التشنج عند الروس والأسد في الفشل الذريع الأخير لقضية اللاجئين في دمشق، الذي لم يتم الابلاغ عنه. كانت هذه فكرة روسية.
نحن متأكدون من أن الروس يعرفون أنه لا يوجد نصر عسكري لذا فقد ذهبوا إلى كيف يمكننا تحقيق نصر سياسي؟ والطريقة للقيام بذلك هي اختطاف العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، من خلال استخدام أشياء مثل انتخابات الأسد في عام 2021 كبديل للانتخابات التي كلفتها بها الأمم المتحدة، [و] استخدام مؤتمر بقيادة روسيا حول اللاجئين لأخذ تلك الحقيبة من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ووضع ختم روسيا والأسد عليها. لذا، قمنا بتعبئة المجتمع الدولي لمقاطعته بشكل أساسي، بنجاح كبير.
العقوبات ترتفع وتنخفض مع ذلك الروس لم يعملوا أبدا على تنفيذ القرار 2254. لقد أوضحنا أننا سنخفف العقوبات وأن الأسد سيُدعى في نهاية المطاف إلى العودة إلى الجامعة العربية، وأن العزلة الدبلوماسية ستسقط جميعها، ووضعناها أمام بوتين في سوتشي في عام 2019، على يد الوزير بومبيو، إنهم يعرفون عروضنا، ولكنهم لم يقوموا على إجراء أية تغييرات على ذلك.
المونيتور: هل بحثت الولايات المتحدة في مسارات بديلة، مثل المشاركة المحتملة مع أعضاء قاعدة دعم النظام السوري في المجتمع العلوي؟
جيفري: لا، بخلاف عدد قليل من الاتصالات المبلغة على أوستن تايس. ولا يمكنني التحدث عن ذلك أكثر، لا أرى شيئاً واعداً، لن يتفق الجميع معي.
المونيتور: دعونا ننتقل إلى موضوع تركيا. انتقد وزير الخارجية الأمريكي بومبيو أنقرة بشدة خلال اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي. وفي البودكاست الأخير من برنامج المونيتور، قال ستيفن كوك وفيليب غوردون إن الولايات المتحدة ربما لا ينبغي أن تعتبر تركيا حليفاً أو “شريكاً نموذجياً”. كيف توصي إدارة بايدن بالخروج من البوابة مع أردوغان؟
جيفري: أولاً، يجب أن تفصل أردوغان عن تركيا.
وستكون أكبر التحديات التي سيوجهها بايدن هي الصين وروسيا وكوريا الشمالية و«خطة العمل الشاملة المشتركة» الإيرانية والمناخ. هؤلاء هم الخمسة الكبار، رقم ستة تركيا، لأن تركيا تؤثر بشكل مباشر على اثنين من الخمسة الأوائل: إيران وروسيا. ويُؤثر على رقم ثمانية أو تسعة، الإرهاب.
إنها دولة هامة جداً في حلف شمال الأطلسي. إن رادار حلف شمال الأطلسي، الذي يشكل جوهر نظام الصواريخ المضادة للقذائف التسيارية بأكمله الموجهة ضد إيران، موجود في تركيا. لدينا أصول عسكرية هائلة هناك. لا يمكننا حقاً “القيام بأي عمل رئيس في الشرق الأوسط أو القوقاز أو البحر الأسود بدون تركيا. وتركيا هي خصم طبيعي لروسيا وإيران.
أردوغان مفكر قوى عظيم. حيث يرى الفراغات، يتحرك. الشيء الآخر في أردوغان هو أنه متغطرس بشكل جنوني، لا يمكن التنبؤ به، وببساطة لن يقبل حلاً مربحاً للجانبين. ولكن عندما ضغطت، ولقد تفاوضت معه، وجدته ممثل عقلاني.
لذا، إذا رأى بايدن العالم كما يراه الكثيرون منا الآن، منافسة شبه متناظرة، فإن تركيا تصبح في غاية الأهمية. انظروا إلى ما فعله [أردوغان] منذ ثمانية أشهر في إدلب وليبيا وناغورني كاراباخ. وكانت روسيا أو الحلفاء الروس الخاسر في كل من الدول الثلاث.
إذا عدنا إلى عقلية أوباما في نهاية المكتب أننا لا نملك مشكلة جيوسياسية، ولكن لدينا مجموعة من المشاكل الصغيرة – أردوغان يشتري S-400s، وخلايا [IS] في الصحراء واللاجئين في لبنان، واليورانيوم الإيراني المخصب بنسبة 3.25٪ وقتل خاشقجي ودراما المجاعة التي لا تنتهي في اليمن – كل هذه تصبح مشاكل فريدة من نوعه، صرفت عليها كميات من الموارد والعمل السياسي، وتعبئة البيروقراطية، دون محاولة معرفة كيف معالجتها بشكل يناسب جميعها معًا.
إذا عادت إدارة بايدن إلى ذلك التفكير الغبي، فعندئذ سيخسرون الشرق الأوسط. يمكنك نسيان آسيا.
المونيتور: كيف ينبغي لإدارة بايدن أن تقترب من أردوغان؟
جيفري: أردوغان لن يتراجع حتى تظهر له الأنياب. هذا ما فعلناه عندما تفاوضنا على وقف إطلاق النار في أكتوبر من عام 2019. كنا مستعدين لسحق اقتصاده.
هذا ما فعله بوتين بعد إسقاط الطائرة الروسية. وقد أرسل الروس الآن إشارات قوية إلى الأتراك في إدلب مرتين. لقد قطعوا الإمدادات عن كتيبة تركية، لم ينجح الأمر إلا بالطريقة التي أرادها الروس.
عليك أن تكون مستعداً، عندما يذهب أردوغان بعيداً جداً، يجب تضييق الخناق عليه والتأكد من أنه يفهم ذلك مسبقاً. الموقف التركي هو أبدا 100٪ الصحيح. لديهم بعض المنطق والحجج إلى جانبهم. ونظراً لدورهما كحلف هام وحصن ضد إيران وروسيا، فإنه يتعين علينا على الأقل الاستماع إلى حججهما ومحاولة إيجاد حلول توفيقية.
المونيتور: لقد وصلتم إلى منصب المبعوث الخاص كمؤيد لتسريع نموذج خارطة طريق منبج لتخفيف مخاوف تركيا بشأن شمال شرق سوريا. هل من الآمن القول إن هذا النهج جاء بنتائج عكسية؟
جيفري: واعتبر الأتراك منبج فاشلة. كان هناك رد فعل هائل من قوات سوريا الديمقراطية ومن المجلس العسكري المحلي، ومن مكتب ماكغورك. كل شخص كان على صلة بحزب العمال الكردستاني، كان لا بد من إصدار حكم استخباراتي على الجانبين التركي والأمريكي. تم طرد عدد قليل جدا من الناس المشتبه اتصالهم بالعمال الكوردستاني.
أصررت أساساً، وفي النهاية حصلنا على مجموعة من حوالي 10 ليغادروا. لكن ذلك كان بعد حوالي عام، وظن الأتراك أننا لم نكن جادين. كان هذا هو النموذج الذي حاولنا تطبيقه على الشمال الشرقي.
قوات الدفاع الذاتي، إنهم أطفال نظيفون، لقد تعرفت عليهم وعلى قيادتهم بشكل جيد جداً، جداً، فهي حقاً ظاهرة رائعة، وفقاً لمعايير الشرق الأوسط. إنهم فرع ماركسي منضبط للغاية من حزب العمال الكردستاني. كما أنهم ليسوا مهتمين بشكل خاص بمتابعة أجندة حزب العمال الكردستاني. انهم محاصرون، وليس لديهم أي جبال.
وفي الوقت نفسه، لم يتحدث أحد من الوزارة الخارجية، ماذا عن تركيا؟ بصراحة، هزم جيشنا المحلي داعش، وأعضاء من وزارة الخارجية عالجوها وكأنها مشكلة شخص آخر.
استفز الأتراك على طول الحدود، في المقام الأول من خلال إعلاننا أننا سننشئ قوة دفاع حدودية جديدة [في عام 2018] أكبر من الحالية، وأول مكان لنشرهم ستكون على طول الحدود التركية.
(القيادة المركزية) كانت خارجة عن السيطرة، كان هذا هو الأسلوب الكلاسيكي في العمل، يقولون نحن هنا فقط لمحاربة الإرهابيين، وندع رؤساء، في وزارة الخارجية يهتمون بتركيا، ويمكننا أن نقول أو نفعل أي شيء نريده، يرضينا ويسعد حلفاءنا الصغار، ولا يهم”. وكان هذا هو لعنة وجودنا، حتى تمكنا في النهاية وضعهم تحت سيطرتنا، ولم تكن السيطرة الكاملة – ظل عدد قليل من التجاوزات المتطرفة – طلب مني حينها بومبيو أن أتولى مهمة داعش.
المونيتور: وقد القت عملية نبع السلام بمفتاح كبير في البعثة الأمريكية هناك، ووصفت بانها ” تطهير عرقي “. لقد قلت إن عليك أن تظهر الأنياب لأردوغان. ولكن قبل التوغل، قدت محاولة الفرض على وحدات حماية الشعب، تفكيك دفاعاتها كجزء من المنطقة الآمنة. ما هو المنطق وراء ذلك؟
جيفري: لقد كان ذلك توسعاً لخارطة طريق منبج: الدوريات المشتركة، وفي منبج، انسحاب القيادة المرتبطة بحزب العمال الكردستاني. وفي المنطقة الآمنة، كان من المقرر سحب جميع قوات سوريا الديمقراطية، والأسلحة الثقيلة والدفاعات. واعتقدنا، نظراً للضغط التركي المستمر على الرئيس، القيام بشيء حيال ذلك، أن ذلك منطقي.
عندما خرجت أنا وبولتون [إلى أنقرة] في كانون الثاني/يناير 2019، كان هناك الكثير من الحديث عن جيفري الذي كان يركض بهذه الخريطة. لم تكن خريطة جيفري وقد وضع أفرادنا العسكريون الخريطة مع الأكراد، وتم الاتفاق معهم.
كان من المفترض أن يفكك الأكراد تحصيناتهم لكنهم لم يفعلوا ذلك. وكانت تلك إحدى الشكاوى الرئيسية التي تقدم بها أردوغان. بولتون لا يريد أن يكون الأتراك هناك؛ كانت تلك واحدة من الحجج التي قدمها أردوغان عندما كنت معه في أنقرة. اتفقنا على أننا لن نعرض الخريطة، ولكننا سنوضح للأتراك مفهوم الخريطة.
وأخيراً حصلنا على اتفاق في يوليو وأغسطس. وشملت الدوريات التركية وصولاً إلى الطريق السريع M4، لذلك حصل الأتراك على 30 كيلومتراً، وبشكل غامض إلى حد ما، [أ] وجود تركيا الدائم، لكننا لم نتمكن من تحديد مكان وجودهم.
لقد كان حلاً وسطاً جيداً، كان الأمر يعمل نوعاً ما، لكن الأتراك كانوا لا يزالون غير راضين عنه لأنهم كانوا يعرفون أن قوات سوريا الديمقراطية لا تزال تسيطر على المنطقة، ولم يصدقوا أن قوات سوريا الديمقراطية تقوم بتفكيك التحصينات. وهذا صحيح. واصلنا الضغط على قوات سوريا الديمقراطية للقيام بذلك وحصلنا على الكثير من الأعذار.
المونيتور: لماذا انهارت؟
جيفري: لم يكن الرئيس مرتاحاً لوجودنا في سوريا. كان غير مرتاح لما اعتبره حروباً لا نهاية لها وهذا أمر لا ينبغي انتقاده عليه. لقد أسقطنا خلافة [داعش]، ثم بقينا على أرضها. وظل ترامب يسأل: “لماذا لدينا قوات هناك؟” ولم نعطه الإجابة الصحيحة.
لو قال أحدهم: “الأمر كله يتعلق بالإيرانيين”، وكأن الأمر قد نجح. لكن الأشخاص الذين كانت مهمتهم معرفة سبب وجود القوات هناك، أعطوا تفويض [الكونغرس] باستخدام القوة العسكرية: “نحن هناك لمحاربة الإرهابيين”.
والسبب في أن ترامب سحب القوات، أعتقد هو أنه كان متعباً من أن نأتي بكل هذه التفسيرات لسبب وجودنا هناك. كان هناك وعد ضمني له، “يا رئيس، لا شيء سيسوء، نحن نعمل مع الأتراك، نحن نعمل مع الروس”. وبعد ذلك يحصل على هذه الكوارث.
لم أُطلع الرئيس على المشاكل، وقد ركز بومبيو على إيران وقدم حججاً على هذا المنوال. لكن ترامب لم يكن مرتاحاً لتلك القوات، وكان يثق بأردوغان. وسوف يستمر أردوغان في تقديم هذه القضايا حول حزب العمال الكردستاني، وكان الرئيس يسأل الناس، ويتعين عليهم أن يكونوا صادقين و”يعلون وجههم”. بالطبع، الأمر أكثر تعقيداً من ذلك. الحروب معقدة.
تم إطلاع الرئيس، لكنه يستمع أيضاً إلى أردوغان. أردوغان مقنع جداً.
نحن في وزارة الخارجية لم نزود الرئيس بعدد القوات، هذا ليس عملنا، لم نحاول خداعه، وظل يقول علناً الأرقام، التي كانت أقل كثيراً من الأرقام الفعلية، في تصريحاته على وسائل الإعلام والتحدث إلى الكونغرس، كان علينا أن نكون حذرين للغاية ونراوغ. وعلاوة على ذلك، كانت الأرقام مضحكة. هل تحسب الحلفاء الذين لم يرغبوا في التعرف عليهم هناك؟ هل تحصي حامية التنف؟ هل تحسب وحدة برادلي التي كانت تدخل وتخرج من المنطقة؟
أصبحنا نغوص في خجل، فالرئيس أعطى الأمر بالانسحاب ثلاث مرات. لقد كان ضغطاً وتهديداً مستمراً لسحب القوات من سوريا. شعرنا بضعف، وربما كلكمة في حالة سكر خوفا، ما يجري كان له معنى كبير بالنسبة لنا. أنا أتفهم مخاوفه بشأن أفغانستان. لكن مهمة سوريا هي الهدية التي تستمر في العطاء. نحن وقوات سوريا الديمقراطية لا نزال القوة المهيمنة في [شمال شرق] سوريا.
كان الأكراد يحاولون دائماً حملنا على التظاهر بأننا سندافع عنهم ضد الجيش التركي. ضغطوا على قوة المهام المشتركة، بسبب اعتراضاتي، للبدء في وضع نقاط المراقبة على طول الحدود التركية. كرهت الفكرة، فقد استفزت الأتراك.
لم أكن قادراً على إيقاف هذه، لكنني تمكنت من إيقاف تلك [التي يجري بناؤها]. لم يكن لهم أي معنى. لم يكن لدى الجيش الأمريكي تفويض بإطلاق النار على الأتراك، الذين يمكنهم ببساطة الالتفاف حولهم. لقد كانت مجرد إشارة إلى الأتراك بأنه لا يمكن الوثوق بنا، وأن لدينا خطة لوضع دولة دائمة في شمال شرق سوريا يديرها حزب العمال الكردستاني كنقطة ضغط، تماماً كما يعتقد العديد من الأتراك خطأً أن لدينا سياستنا في اليونان وسياستنا القبرصية وسياستنا في أرمينيا كلها للضغط على الأتراك. لأن هذه هي الطريقة التي تعاملت بها بريطانيا وفرنسا مع الإمبراطورية العثمانية.
لقد تم العزف عليه في الكونغرس ووسائل الإعلام كما لو كان لدينا سياسة أن نكون حصنًا ضد الأتراك، ثم غير الرئيس سياستنا على الأرض في محادثته مع أردوغان.
صدقوني، كنت مع قائد الجيش في ديسمبر/كانون الأول 2018 عندما كان الأتراك على وشك الدخول، وكنا نحاول معرفة ما يجب على الجيش الأمريكي القيام به. لم تكن هناك خطة لم تكن هناك خطة للرد على الأتراك لأنه لم يكن لدى قواتنا أمر بذلك. لم يكن ذلك جزءاً من مهمتهم.
الوزير بومبيو، أنا وآخرون قد أشرنا باستمرار إلى الأتراك: حتى لو لم نوقفكم [عسكرياً]، وهذه ليست سياستنا، سوف نتصرف ضدكم سياسياً. ولكن الأهم من ذلك أن الأكراد سيدعون الروس فقط. الأتراك فقط لغوا. لقد قاموا بـ(بالتوقف عن اللغو) بعد 6 أكتوبر، أي بعد التوغل.
بعث الرئيس برسالة إلى أردوغان مفادها أنه إذا لم يتوقف في غضون 24 ساعة، فإن مظلوم سيمد يد الّوصول إلى الروس ويدعوهم إلى الدخول، ولن توقفهم الولايات المتحدة. وانتهى بي الأمر بتمرير تلك الرسالة، وكان محاورنا التركي متشككاً. إما أنهم اعتقدوا أن الروس لن يأتوا، أو أننا سنوقفهم، تماماً كما فعلنا لفاغنر [في حقل غاز كونوكو في دير الزور].
وجاء الروس فجأة، كيش مات. هل يمكنني أن أدعي أن المشكلة التركية قد حلت بعد التوغل؟ كلا لا أستطيع القول. لكن الأتراك لديهم الآن وجود في الشمال الشرقي. ليس لديهم ما يخشونه من قوات سوريا الديمقراطية.
المونيتور: هل كان لديهم أي شيء يخشونه من قوات سوريا الديمقراطية؟
جيفري: طبعًا. متأكد. انظر، كاد الأتراك يقيمون حرباً مع سوريا في عام 1999 تقريباً بسبب وجود [زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان] ووحدات حماية الشعب هي حزب العمال الكردستاني. أتذكر عندما ذهبوا إلى الرقة؟ هل تتذكر الملصق؟ هذه هي المشكلة لا يريد أردوغان دولة أخرى مثل قنديل في سوريا تحميها الولايات المتحدة أو تحميها روسيا.
فقد الأتراك 40 ألف شخص لصالح حزب العمال الكردستاني. إنه تهديد وجودي لتركيا. الشعب الكرديّ في تركيا منقسم، نصفهم مع القوى الكردية. والنصف الآخر مندمج في المجتمع التركي. أنتم تنظرون إلى وضع من نوع البوسنة ورواندا إذا استطاع حزب العمال الكردستاني تعبئة السكان الأكراد حقاً فأن أغلبية الأتراك قد تقرر أن “الكردي الصالح الوحيد هو كردي ميت”. هذا هو التهديد الوجودي لحزب العمال الكردستاني لتركيا.
وما لم يكن على أردوغان أن يخشاه، هو فكرة أن الولايات المتحدة كانت تفعل ذلك عمداً كجزء من خطة طويلة الأمد لإبقاء تركيا ضعيفة.
المونيتور: لكنك لم ترَ أي دليل على أن قوات سوريا الديمقراطية تقوم بتوجيه أسلحة أو مقاتلين إلى تركيا؟
جيفري: بالتأكيد ليس من شمال شرق سوريا. وكان ذلك جزءا من اتفاقنا معهم.
المونيتور: هل تعتقد أن الولايات المتحدة لا تزال قادرة على التوصل إلى توافق في الآراء مع أردوغان حول شمال شرق سوريا، نظراً لإصراره على أن حزب الاتحاد الوطني الكردستاني/وحدات حماية الشعب لا انفصام له عن جماعة «حزب العمال الكردستاني» الإرهابية؟
جيفري: لا أعلم. كلما تحدثت عن شمال شرق سوريا، فإن أهم شيء هو السياسة الداخلية التركية. يمكن الحديث عن صديق أردوغان في المعركة، [دولت] بهجلي، في جملة واحدة: الشيء الوحيد المهم هو الأجندة القومية التركية، وفي ذلك لا مكان للأكراد.
هذه ليست أجندة حزب العدالة والتنمية بالطبع. أما أردوغان، الذي كان لديه سياسات أفضل بكثير تجاه الأكراد وحزب العمال الكردستاني من أي شخص سبقه، فهو يواجه عقبات من قبل «حزب الحركة القومية».
إذا شعر أردوغان أنه بحاجة إلى انتصار [ل] تأجيج المشاعر القومية التركية، فقد يفعل شيئاً أكثر من ذلك. المشكلة هي، أنه يجب أن يفعل ذلك بالتعاون مع الروس لأنني لا أعتقد أنه سيذهب إلى الجنوب من M4. وكان هو ومؤيديه يؤكدان دائماً أنهم غير مهتمين بما يحدث جنوب الطريق M4. وكوباني، على سبيل المثال. وأي عمل كهذا يتطلب موافقة الروس.
لقد أوضح الروس – ولدي علم من أعلى سلطة – أن الروس لا يريدون أن يروا وجوداً تركياً موسعاً في سوريا.
تستمر قوات سوريا الديمقراطية في القول إن الروس يقولون لهم إن الأتراك على وشك الدخول. وهذا تهديد روسي مصنوع من القماش، لدفعنا إلى الخارج ومحاولة الوصول إلى حقول النفط. إنه تكتيك روسي، ضغط فظ. لا أرى مشابهه على الأرجح.
المونيتور: أعرب قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي عن شكه في احتمال التوصل إلى اتفاق مع نظام الأسد في المستقبل القريب. ما هو وضع محادثات حزب الاتحاد الوطني الكردستاني؟ كيف يمكن أن ينتهي هذا الأمر بالنسبة لقوات سوريا الديمقراطية؟
جيفري: يرد جيمس جيفري وبسخرية على ذلك: الجواب عند ديف بترايوس: على السؤال، -كيف ينتهي كل هذا؟ أنها مسألة التناسب. ليس لدينا خارطة طريق مثالية. إذا كنت ترغب في وضع موارد محدودة، لا بأس، ولكن بهذه الإمكانيات ستحرك منافسينا إلى الأمام.
وستصبح جميع المجموعات الكردية عاملاً في النتيجة النهائية للأزمة السورية. سياسيا وعسكريا. إنهم يمسكون بالعديد من القضايا المهمة.
المونيتور: هل يمكن إدراجهم في جنيف؟
من يعرف؟ إننا نعيش في عالم كشمير وناغورني – كاراباخ.
النقطة هي أن هذا [الحفاظ على قوات سوريا الديمقراطية] هو خطتنا باء. لدينا خطة أ. الخطة أ لا يجيب -كيف ينتهي كل هذا؟- الغرض الكامل من الخطة ألف هو ضمان عدم وجود نهاية سعيدة للروس والأسد والإيرانيين ومعرفة كيفية انتهاء كل هذا، وربما ذلك سيجعلهم يقبلون في يوم من الأيام بالخطة باء. في هذه الأثناء، هم مقيدون في قبولهم. إنهم لا يرون نصراً في سوريا.
المونيتور: هل تعتقد أن مظلوم سيتمكن من إخراج كوادر حزب العمال الكردستاني من شمال شرق سوريا؟
جيفري: نحن سنرى. أعتقد أنه يفعل كل ما في وسعه لتحقيق التوازن بين مصالح حزب العمال الكردستاني والمصالح التركية والروسية والأمريكية للحفاظ أولاً وقبل كل شيء على حماية شعبه، والسكان الأكراد في الشمال الشرقي، [وثانياً] المناطق التي يسيطر عليها، والتي تضم عدداً كبيراً من العرب. إنه يفعل بالضبط ما كنت سأفعله في ظل هذه الظروف.
الضغط على كادر حزب العمال الكردستاني يحتاج إلى متطلبات سياسية، وما تسمح به الظروف، قد يختلف من وقت لآخر. إنه بالتأكيد شيء نستمر نحن والأتراك في رفعه.
كان من شأن هذه الخطوة أن تطلق حتماً اندفاعة جنونية، إلى ساحة معركة متوازنة ومستقرة، لأربعة لاعبين عسكريين رئيسيين يطمحون لإحتلالها، وستؤدي إلى نزوح جماعي بين السكان الأكراد في سوريا. كما هددت بالقضاء على المكاسب الكاسحة للتحالف الدولي ضد تنظيم “القاعدة” ووطّد حملة الضغط التي تقودها الولايات المتحدة ضد الأسد.
وقال جيفري لـ”المونيتور” الأسبوع الماضي: “شعرنا بالضعف الشديد وربما كنا نلكم قليلاً خوفاً. وقال ” إنني أتفهم مخاوف الرئيس بشأن أفغانستان ” لكن البعثة السورية هي الهدية التي تستمر في العطاء”.
وقال جيفري إن معارضة الحلفاء الأوروبيين أقنعت الرئيس في نهاية المطاف بالعدول عن الأمر. ولكن بعد أقل من عام، ومع تراكمات القوات التركية على الحدود السورية في تشرين الأول/أكتوبر 2019، رتبت ومسؤولون آخرون مكالمة أخرى بين ترامب وأردوغان.
وعندما انقشع الغبار، كان مئات الأشخاص قد لقوا حتفهم، وكان ما يصل إلى 000 300 شخص آخرين، معظمهم من الأكراد السوريين، قد فروا من ديارهم. ومنذ ذلك الحين، أشار القادة الأكراد الى التوغل العسكري التركي على انه ” تطهير عرقي” .
(جيفري) تُرك ليلتقط القطع. وقد فشلت الأساليب التي دعا إليها الدبلوماسي لتهدئة عدوان أنقرة، مما أثار جدلاً ساخناً في جلسات الاستماع الماراثونية في الكونغرس.
يقول جيفري إن المقترحات التي دفع بها – تفكيك دفاعات وحدات حماية الشعب الحدودية. والسماح للجيش التركي بدخول شمال شرق سوريا للقيام بدوريات أمنية مشتركة. وإعادة الطائرات التركية إلى أمر المهام الجوية من قاعدة العديد الجوية – كلف بهذه المهمة لخلفيته وتجذره في فهمه للسياسة التركية الداخلية وتاريخها الاستعماري. ويقول النقاد إنهم مهدوا الطريق للإعتداء التركي.
واليوم، يتحدث جيفري عن أزمة تركيا وأكراد سوريا كما لو أنها قد انتهت إلى حد كبير، لكنه لا يقدم سوى القليل من التفاصيل حول آفاق تأمين مستقبل قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في سوريا. ويصر على أن قرار إدارة أوباما بتسليح الميليشيات التي يقودها الأكراد السوريون قد غذى تهديداً وجودياً لتركيا منذ عقود، من قبل حزب العمال الكردستاني.
وبالنسبة للدبلوماسية المهنية، لم يكن عداء أنقرة تجاه «قوات سوريا الديمقراطية» سوى ركن واحد مزعج في البنية السياسية المعقدة التي سعت فيها واشنطن تسخير مصالحها مع تركيا وإسرائيل للتراجع إيران عن المنطقة، والتعامل مع نظام الأسد وروسيا في الحرب الأهلية السورية.
تم تحرير المقابلة التالية وأختصارها لطولها.
المونيتور: قال نائب قائد منظمة OIR الميجر جنرال كيفن كوبسي الأسبوع الماضي إننا ندخل مرحلة “الشفق” من مهمة التحالف الدولي ضد “آي سي”. في تموز/يوليو 2018، تمّ جلبك كمبعوث خاص للمساعدة في إعادة بعثة داعش إلى الاستراتيجية الإقليمية للولايات المتحدة، لا سيما في مواجهة إيران وتركيا حليفة حلف شمال الأطلسي. وما هو التقدم الذي أحرز في ذلك؟
جيفري: كانت الاستراتيجية الأمريكية في سوريا، خطوات طفولية منذ إدارة أوباما.
رأت إدارة ترامب أحد العيوب الرئيسية في إدارة أوباما: أنها تعاملت مع إيران على أنها مشكلة أسلحة نووية مماثلة لمشكلة كوريا الشمالية. ورأوا أن إيران تشكل تهديداً للنظام الإقليمي. لذا سياستهم في سوريا كانت جزء وقطع من سياسة أوباما. فخرجت إدارة ترامب بالسياسة الحالية المختلفة من عام 2017.
أقنعتُ أنا والوزير بومبيو الناس في الإدارة بهذا: إذا لم تتعامل مع المشكلة الأساسية لإيران في سوريا، فلن تتعامل بطريقة مناسبة مع تنظيم داعش. لقد رأينا كل هذا ككتلة واحدة.
ثم قمنا أيضاً بدعم الحملة الجوية الإسرائيلية. ولم تبدأ الولايات المتحدة في دعم ذلك إلا عندما جئت إلى هنا. لقد خرجت إلى هناك ورأينا رئيس الوزراء نتنياهو وآخرين، واعتقدوا أنهم لا يتم دعمهم بما فيه الكفاية من قبل الجيش الأمريكي، وليس من قبل الاستخبارات. وكانت هناك معركة كبيرة داخل الحكومة الأمريكية، وفزنا بالمعركة.
وكانت الحجة [ضد دعم حملة إسرائيل] ستحد هذا الهوس من مهمة مكافحة الإرهاب. لم يرغب الناس العبث بهذه الإشكالية، فكان هناك القلق بشأن تركيا أو التغيرات الجارية التي تسمح للإسرائيليين بالعبث في سوريا، لأن ذلك ربما سيؤدي إلى بعض رد الفعل السلبي لقواتنا، وبسياستنا لم يحدث ذلك.
في الأساس، أولاً وقبل كل شيء، هو الحد من تحقيق [نظام الأسد] نصراً عسكرياً. ولكن لأن تركيا كانت مهمة جداً لم نتمكن من القيام بهذه الاستراتيجية من دون تركيا، فإن ذلك أثار مشكلة السيطرة التركية على شمال شرق سوريا. لذا كانت مهمتي تنسيق كل ذلك.
لذا، أنتم تُلقون كل هؤلاء معاً علينا – مهمة مكافحة الأسلحة الكيميائية، ووجودنا العسكري، والوجود العسكري التركي، والهيمنة الإسرائيلية في الجو – ونحن لدينا ركيزة عسكرية فعالة جداً لركائزكم العسكرية والدبلوماسية والعزلة الثلاثة.
هكذا وضعنا سياسة متكاملة تجاه سوريا، وهي سياسة ضاعت في إطار السياسة الشاملة تجاه إيران. وكانت النتيجة نجاحا نسبيا لأننا – بمساعدة كبيرة من الأتراك على وجه الخصوص – تمكنا من تحقيق الاستقرار في الحالة السياسية.
وكان التغيير الوحيد على الأرض لصالح الأسد، جنوب إدلب في عامين ونصف العام من الهجمات. ومن غير المرجح أن تستمر، نظراً لقوة الجيش التركي، وتبين ذلك من خلال حجم هزيمة الجيش السوري على يد الأتراك في آذار/مارس.
وبالطبع، صعّدنا الضغط على العزلة والعقوبات على الأسد، وعزمنا على عدم تقديم أي مساعدة لإعادة الإعمار، والبلد في حاجة ماسة لذلك. ترى ما حدث لليرة السورية، ترى ما حدث للاقتصاد بأكمله. لذا، لقد كانت استراتيجية فعالة جدا.
المونيتور: تدعم الولايات المتحدة الحملة الجوية الإسرائيلية وتسن عقوبات على كل من نظام الأسد وإيران. هل نحن أقرب إلى الانسحاب الإيراني من سوريا؟
جيفري: حسناً، لقد سحب الإيرانيون العديد من ميليشياتهم. وأحد الأسباب لأنهم كانوا تحت ضغط كبير من الناحية المالية، وسوريا مكلفة للغاية بالنسبة لهم. علما أن المزيد من الإيرانيين جروا إلى سوريا، ولم يتمكنوا من إنقاذ سوريا، إلى جانب ذلك – في ظل ظروف مغامرة – أرسلوا شحنات من إمدادات النفط، التي ساعدتها في بعض الأحيان، وأحيانا لا. سأترك الأمر عند هذا الحد.
المونيتور: هل يمكنك أن توضح هذه “الظروف المغامرة؟”
جيفري: لقد أخبرتك بقدر ما سأخبرك بهذا كما أن القدرة الإيرانية على إقامة تهديد على غرار جنوب لبنان لإسرائيل من خلال أنظمة بعيدة المدى قد تم حظرها، أيضاً بسبب الضربات الإسرائيلية، والتي سهلت لهم إلى حد ما، بدعم دبلوماسي أمريكي وغيره، وهو ما لن أخوض فيه بمزيد من التفصيل، لكنه مهم.
لقد عرقلنا أهداف إيران على المدى الطويل ووضعنا وجودها الحالي تحت الضغط. هل هذا يكفي من الضغط لحمل إيران على الرحيل؟ لا أعلم. ما إذا كان يمكننا فعلا دحرهم، أنا لا أعرف. ولكنني أعرف أنه جزء أساسي تماما من أي اتفاق أكبر. مهما كان مستوى الألم الذي نلحقه بالإيرانيين والروس ونظام الأسد، فلن يزول ضغطنا حتى تغادر إيران.
المونيتور: ويتمثل أحد الأهداف الرئيسية للعقوبات في إجبار نظام الأسد على تغيير سلوكه. هل رأيتم أي علامات على التغيير في حسابات النظام نتيجة لذلك؟ هل هناك أي احتمال لتسوية الولايات المتحدة وروسيا بشأن العملية السياسية في سوريا، أم أنه من الإنصاف القول بأن عملية جنيف قد تم اختيارها؟
جيفري: حسناً، لقد رأينا أمر رامي مخلوف، ورأينا وضع قادة آخرين. نحن لا نعرف، عليك أن تعرف ما يحدث حقا داخل الدولة البوليسية، كم من التأثير الذي يحدث. لكنّ له تأثير، فانهيار النظام المصرفي اللبناني ضربة كبيرة أخرى. تستطيع أن ترى ذلك في التشنج عند الروس والأسد في الفشل الذريع الأخير لقضية اللاجئين في دمشق، الذي لم يتم الابلاغ عنه. كانت هذه فكرة روسية.
نحن متأكدون من أن الروس يعرفون أنه لا يوجد نصر عسكري لذا فقد ذهبوا إلى كيف يمكننا تحقيق نصر سياسي؟ والطريقة للقيام بذلك هي اختطاف العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، من خلال استخدام أشياء مثل انتخابات الأسد في عام 2021 كبديل للانتخابات التي كلفتها بها الأمم المتحدة، [و] استخدام مؤتمر بقيادة روسيا حول اللاجئين لأخذ تلك الحقيبة من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ووضع ختم روسيا والأسد عليها. لذا، قمنا بتعبئة المجتمع الدولي لمقاطعته بشكل أساسي، بنجاح كبير.
العقوبات ترتفع وتنخفض مع ذلك الروس لم يعملوا أبدا على تنفيذ القرار 2254. لقد أوضحنا أننا سنخفف العقوبات وأن الأسد سيُدعى في نهاية المطاف إلى العودة إلى الجامعة العربية، وأن العزلة الدبلوماسية ستسقط جميعها، ووضعناها أمام بوتين في سوتشي في عام 2019، على يد الوزير بومبيو، إنهم يعرفون عروضنا، ولكنهم لم يقوموا على إجراء أية تغييرات على ذلك.
المونيتور: هل بحثت الولايات المتحدة في مسارات بديلة، مثل المشاركة المحتملة مع أعضاء قاعدة دعم النظام السوري في المجتمع العلوي؟
جيفري: لا، بخلاف عدد قليل من الاتصالات المبلغة على أوستن تايس. ولا يمكنني التحدث عن ذلك أكثر، لا أرى شيئاً واعداً، لن يتفق الجميع معي.
المونيتور: دعونا ننتقل إلى موضوع تركيا. انتقد وزير الخارجية الأمريكي بومبيو أنقرة بشدة خلال اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي. وفي البودكاست الأخير من برنامج المونيتور، قال ستيفن كوك وفيليب غوردون إن الولايات المتحدة ربما لا ينبغي أن تعتبر تركيا حليفاً أو “شريكاً نموذجياً”. كيف توصي إدارة بايدن بالخروج من البوابة مع أردوغان؟
جيفري: أولاً، يجب أن تفصل أردوغان عن تركيا.
وستكون أكبر التحديات التي سيوجهها بايدن هي الصين وروسيا وكوريا الشمالية و«خطة العمل الشاملة المشتركة» الإيرانية والمناخ. هؤلاء هم الخمسة الكبار، رقم ستة تركيا، لأن تركيا تؤثر بشكل مباشر على اثنين من الخمسة الأوائل: إيران وروسيا. ويُؤثر على رقم ثمانية أو تسعة، الإرهاب.
إنها دولة هامة جداً في حلف شمال الأطلسي. إن رادار حلف شمال الأطلسي، الذي يشكل جوهر نظام الصواريخ المضادة للقذائف التسيارية بأكمله الموجهة ضد إيران، موجود في تركيا. لدينا أصول عسكرية هائلة هناك. لا يمكننا حقاً “القيام بأي عمل رئيس في الشرق الأوسط أو القوقاز أو البحر الأسود بدون تركيا. وتركيا هي خصم طبيعي لروسيا وإيران.
أردوغان مفكر قوى عظيم. حيث يرى الفراغات، يتحرك. الشيء الآخر في أردوغان هو أنه متغطرس بشكل جنوني، لا يمكن التنبؤ به، وببساطة لن يقبل حلاً مربحاً للجانبين. ولكن عندما ضغطت، ولقد تفاوضت معه، وجدته ممثل عقلاني.
لذا، إذا رأى بايدن العالم كما يراه الكثيرون منا الآن، منافسة شبه متناظرة، فإن تركيا تصبح في غاية الأهمية. انظروا إلى ما فعله [أردوغان] منذ ثمانية أشهر في إدلب وليبيا وناغورني كاراباخ. وكانت روسيا أو الحلفاء الروس الخاسر في كل من الدول الثلاث.
إذا عدنا إلى عقلية أوباما في نهاية المكتب أننا لا نملك مشكلة جيوسياسية، ولكن لدينا مجموعة من المشاكل الصغيرة – أردوغان يشتري S-400s، وخلايا [IS] في الصحراء واللاجئين في لبنان، واليورانيوم الإيراني المخصب بنسبة 3.25٪ وقتل خاشقجي ودراما المجاعة التي لا تنتهي في اليمن – كل هذه تصبح مشاكل فريدة من نوعه، صرفت عليها كميات من الموارد والعمل السياسي، وتعبئة البيروقراطية، دون محاولة معرفة كيف معالجتها بشكل يناسب جميعها معًا.
إذا عادت إدارة بايدن إلى ذلك التفكير الغبي، فعندئذ سيخسرون الشرق الأوسط. يمكنك نسيان آسيا.
المونيتور: كيف ينبغي لإدارة بايدن أن تقترب من أردوغان؟
جيفري: أردوغان لن يتراجع حتى تظهر له الأنياب. هذا ما فعلناه عندما تفاوضنا على وقف إطلاق النار في أكتوبر من عام 2019. كنا مستعدين لسحق اقتصاده.
هذا ما فعله بوتين بعد إسقاط الطائرة الروسية. وقد أرسل الروس الآن إشارات قوية إلى الأتراك في إدلب مرتين. لقد قطعوا الإمدادات عن كتيبة تركية، لم ينجح الأمر إلا بالطريقة التي أرادها الروس.
عليك أن تكون مستعداً، عندما يذهب أردوغان بعيداً جداً، يجب تضييق الخناق عليه والتأكد من أنه يفهم ذلك مسبقاً. الموقف التركي هو أبدا 100٪ الصحيح. لديهم بعض المنطق والحجج إلى جانبهم. ونظراً لدورهما كحلف هام وحصن ضد إيران وروسيا، فإنه يتعين علينا على الأقل الاستماع إلى حججهما ومحاولة إيجاد حلول توفيقية.
المونيتور: لقد وصلتم إلى منصب المبعوث الخاص كمؤيد لتسريع نموذج خارطة طريق منبج لتخفيف مخاوف تركيا بشأن شمال شرق سوريا. هل من الآمن القول إن هذا النهج جاء بنتائج عكسية؟
جيفري: واعتبر الأتراك منبج فاشلة. كان هناك رد فعل هائل من قوات سوريا الديمقراطية ومن المجلس العسكري المحلي، ومن مكتب ماكغورك. كل شخص كان على صلة بحزب العمال الكردستاني، كان لا بد من إصدار حكم استخباراتي على الجانبين التركي والأمريكي. تم طرد عدد قليل جدا من الناس المشتبه اتصالهم بالعمال الكوردستاني.
أصررت أساساً، وفي النهاية حصلنا على مجموعة من حوالي 10 ليغادروا. لكن ذلك كان بعد حوالي عام، وظن الأتراك أننا لم نكن جادين. كان هذا هو النموذج الذي حاولنا تطبيقه على الشمال الشرقي.
قوات الدفاع الذاتي، إنهم أطفال نظيفون، لقد تعرفت عليهم وعلى قيادتهم بشكل جيد جداً، جداً، فهي حقاً ظاهرة رائعة، وفقاً لمعايير الشرق الأوسط. إنهم فرع ماركسي منضبط للغاية من حزب العمال الكردستاني. كما أنهم ليسوا مهتمين بشكل خاص بمتابعة أجندة حزب العمال الكردستاني. انهم محاصرون، وليس لديهم أي جبال.
وفي الوقت نفسه، لم يتحدث أحد من الوزارة الخارجية، ماذا عن تركيا؟ بصراحة، هزم جيشنا المحلي داعش، وأعضاء من وزارة الخارجية عالجوها وكأنها مشكلة شخص آخر.
استفز الأتراك على طول الحدود، في المقام الأول من خلال إعلاننا أننا سننشئ قوة دفاع حدودية جديدة [في عام 2018] أكبر من الحالية، وأول مكان لنشرهم ستكون على طول الحدود التركية.
(القيادة المركزية) كانت خارجة عن السيطرة، كان هذا هو الأسلوب الكلاسيكي في العمل، يقولون نحن هنا فقط لمحاربة الإرهابيين، وندع رؤساء، في وزارة الخارجية يهتمون بتركيا، ويمكننا أن نقول أو نفعل أي شيء نريده، يرضينا ويسعد حلفاءنا الصغار، ولا يهم”. وكان هذا هو لعنة وجودنا، حتى تمكنا في النهاية وضعهم تحت سيطرتنا، ولم تكن السيطرة الكاملة – ظل عدد قليل من التجاوزات المتطرفة – طلب مني حينها بومبيو أن أتولى مهمة داعش.
المونيتور: وقد القت عملية نبع السلام بمفتاح كبير في البعثة الأمريكية هناك، ووصفت بانها ” تطهير عرقي “. لقد قلت إن عليك أن تظهر الأنياب لأردوغان. ولكن قبل التوغل، قدت محاولة الفرض على وحدات حماية الشعب، تفكيك دفاعاتها كجزء من المنطقة الآمنة. ما هو المنطق وراء ذلك؟
جيفري: لقد كان ذلك توسعاً لخارطة طريق منبج: الدوريات المشتركة، وفي منبج، انسحاب القيادة المرتبطة بحزب العمال الكردستاني. وفي المنطقة الآمنة، كان من المقرر سحب جميع قوات سوريا الديمقراطية، والأسلحة الثقيلة والدفاعات. واعتقدنا، نظراً للضغط التركي المستمر على الرئيس، القيام بشيء حيال ذلك، أن ذلك منطقي.
عندما خرجت أنا وبولتون [إلى أنقرة] في كانون الثاني/يناير 2019، كان هناك الكثير من الحديث عن جيفري الذي كان يركض بهذه الخريطة. لم تكن خريطة جيفري وقد وضع أفرادنا العسكريون الخريطة مع الأكراد، وتم الاتفاق معهم.
كان من المفترض أن يفكك الأكراد تحصيناتهم لكنهم لم يفعلوا ذلك. وكانت تلك إحدى الشكاوى الرئيسية التي تقدم بها أردوغان. بولتون لا يريد أن يكون الأتراك هناك؛ كانت تلك واحدة من الحجج التي قدمها أردوغان عندما كنت معه في أنقرة. اتفقنا على أننا لن نعرض الخريطة، ولكننا سنوضح للأتراك مفهوم الخريطة.
وأخيراً حصلنا على اتفاق في يوليو وأغسطس. وشملت الدوريات التركية وصولاً إلى الطريق السريع M4، لذلك حصل الأتراك على 30 كيلومتراً، وبشكل غامض إلى حد ما، [أ] وجود تركيا الدائم، لكننا لم نتمكن من تحديد مكان وجودهم.
لقد كان حلاً وسطاً جيداً، كان الأمر يعمل نوعاً ما، لكن الأتراك كانوا لا يزالون غير راضين عنه لأنهم كانوا يعرفون أن قوات سوريا الديمقراطية لا تزال تسيطر على المنطقة، ولم يصدقوا أن قوات سوريا الديمقراطية تقوم بتفكيك التحصينات. وهذا صحيح. واصلنا الضغط على قوات سوريا الديمقراطية للقيام بذلك وحصلنا على الكثير من الأعذار.
المونيتور: لماذا انهارت؟
جيفري: لم يكن الرئيس مرتاحاً لوجودنا في سوريا. كان غير مرتاح لما اعتبره حروباً لا نهاية لها وهذا أمر لا ينبغي انتقاده عليه. لقد أسقطنا خلافة [داعش]، ثم بقينا على أرضها. وظل ترامب يسأل: “لماذا لدينا قوات هناك؟” ولم نعطه الإجابة الصحيحة.
لو قال أحدهم: “الأمر كله يتعلق بالإيرانيين”، وكأن الأمر قد نجح. لكن الأشخاص الذين كانت مهمتهم معرفة سبب وجود القوات هناك، أعطوا تفويض [الكونغرس] باستخدام القوة العسكرية: “نحن هناك لمحاربة الإرهابيين”.
والسبب في أن ترامب سحب القوات، أعتقد هو أنه كان متعباً من أن نأتي بكل هذه التفسيرات لسبب وجودنا هناك. كان هناك وعد ضمني له، “يا رئيس، لا شيء سيسوء، نحن نعمل مع الأتراك، نحن نعمل مع الروس”. وبعد ذلك يحصل على هذه الكوارث.
لم أُطلع الرئيس على المشاكل، وقد ركز بومبيو على إيران وقدم حججاً على هذا المنوال. لكن ترامب لم يكن مرتاحاً لتلك القوات، وكان يثق بأردوغان. وسوف يستمر أردوغان في تقديم هذه القضايا حول حزب العمال الكردستاني، وكان الرئيس يسأل الناس، ويتعين عليهم أن يكونوا صادقين و”يعلون وجههم”. بالطبع، الأمر أكثر تعقيداً من ذلك. الحروب معقدة.
تم إطلاع الرئيس، لكنه يستمع أيضاً إلى أردوغان. أردوغان مقنع جداً.
نحن في وزارة الخارجية لم نزود الرئيس بعدد القوات، هذا ليس عملنا، لم نحاول خداعه، وظل يقول علناً الأرقام، التي كانت أقل كثيراً من الأرقام الفعلية، في تصريحاته على وسائل الإعلام والتحدث إلى الكونغرس، كان علينا أن نكون حذرين للغاية ونراوغ. وعلاوة على ذلك، كانت الأرقام مضحكة. هل تحسب الحلفاء الذين لم يرغبوا في التعرف عليهم هناك؟ هل تحصي حامية التنف؟ هل تحسب وحدة برادلي التي كانت تدخل وتخرج من المنطقة؟
أصبحنا نغوص في خجل، فالرئيس أعطى الأمر بالانسحاب ثلاث مرات. لقد كان ضغطاً وتهديداً مستمراً لسحب القوات من سوريا. شعرنا بضعف، وربما كلكمة في حالة سكر خوفا، ما يجري كان له معنى كبير بالنسبة لنا. أنا أتفهم مخاوفه بشأن أفغانستان. لكن مهمة سوريا هي الهدية التي تستمر في العطاء. نحن وقوات سوريا الديمقراطية لا نزال القوة المهيمنة في [شمال شرق] سوريا.
كان الأكراد يحاولون دائماً حملنا على التظاهر بأننا سندافع عنهم ضد الجيش التركي. ضغطوا على قوة المهام المشتركة، بسبب اعتراضاتي، للبدء في وضع نقاط المراقبة على طول الحدود التركية. كرهت الفكرة، فقد استفزت الأتراك.
لم أكن قادراً على إيقاف هذه، لكنني تمكنت من إيقاف تلك [التي يجري بناؤها]. لم يكن لهم أي معنى. لم يكن لدى الجيش الأمريكي تفويض بإطلاق النار على الأتراك، الذين يمكنهم ببساطة الالتفاف حولهم. لقد كانت مجرد إشارة إلى الأتراك بأنه لا يمكن الوثوق بنا، وأن لدينا خطة لوضع دولة دائمة في شمال شرق سوريا يديرها حزب العمال الكردستاني كنقطة ضغط، تماماً كما يعتقد العديد من الأتراك خطأً أن لدينا سياستنا في اليونان وسياستنا القبرصية وسياستنا في أرمينيا كلها للضغط على الأتراك. لأن هذه هي الطريقة التي تعاملت بها بريطانيا وفرنسا مع الإمبراطورية العثمانية.
لقد تم العزف عليه في الكونغرس ووسائل الإعلام كما لو كان لدينا سياسة أن نكون حصنًا ضد الأتراك، ثم غير الرئيس سياستنا على الأرض في محادثته مع أردوغان.
صدقوني، كنت مع قائد الجيش في ديسمبر/كانون الأول 2018 عندما كان الأتراك على وشك الدخول، وكنا نحاول معرفة ما يجب على الجيش الأمريكي القيام به. لم تكن هناك خطة لم تكن هناك خطة للرد على الأتراك لأنه لم يكن لدى قواتنا أمر بذلك. لم يكن ذلك جزءاً من مهمتهم.
الوزير بومبيو، أنا وآخرون قد أشرنا باستمرار إلى الأتراك: حتى لو لم نوقفكم [عسكرياً]، وهذه ليست سياستنا، سوف نتصرف ضدكم سياسياً. ولكن الأهم من ذلك أن الأكراد سيدعون الروس فقط. الأتراك فقط لغوا. لقد قاموا بـ(بالتوقف عن اللغو) بعد 6 أكتوبر، أي بعد التوغل.
بعث الرئيس برسالة إلى أردوغان مفادها أنه إذا لم يتوقف في غضون 24 ساعة، فإن مظلوم سيمد يد الّوصول إلى الروس ويدعوهم إلى الدخول، ولن توقفهم الولايات المتحدة. وانتهى بي الأمر بتمرير تلك الرسالة، وكان محاورنا التركي متشككاً. إما أنهم اعتقدوا أن الروس لن يأتوا، أو أننا سنوقفهم، تماماً كما فعلنا لفاغنر [في حقل غاز كونوكو في دير الزور].
وجاء الروس فجأة، كيش مات. هل يمكنني أن أدعي أن المشكلة التركية قد حلت بعد التوغل؟ كلا لا أستطيع القول. لكن الأتراك لديهم الآن وجود في الشمال الشرقي. ليس لديهم ما يخشونه من قوات سوريا الديمقراطية.
المونيتور: هل كان لديهم أي شيء يخشونه من قوات سوريا الديمقراطية؟
جيفري: طبعًا. متأكد. انظر، كاد الأتراك يقيمون حرباً مع سوريا في عام 1999 تقريباً بسبب وجود [زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان] ووحدات حماية الشعب هي حزب العمال الكردستاني. أتذكر عندما ذهبوا إلى الرقة؟ هل تتذكر الملصق؟ هذه هي المشكلة لا يريد أردوغان دولة أخرى مثل قنديل في سوريا تحميها الولايات المتحدة أو تحميها روسيا.
فقد الأتراك 40 ألف شخص لصالح حزب العمال الكردستاني. إنه تهديد وجودي لتركيا. الشعب الكرديّ في تركيا منقسم، نصفهم مع القوى الكردية. والنصف الآخر مندمج في المجتمع التركي. أنتم تنظرون إلى وضع من نوع البوسنة ورواندا إذا استطاع حزب العمال الكردستاني تعبئة السكان الأكراد حقاً فأن أغلبية الأتراك قد تقرر أن “الكردي الصالح الوحيد هو كردي ميت”. هذا هو التهديد الوجودي لحزب العمال الكردستاني لتركيا.
وما لم يكن على أردوغان أن يخشاه، هو فكرة أن الولايات المتحدة كانت تفعل ذلك عمداً كجزء من خطة طويلة الأمد لإبقاء تركيا ضعيفة.
المونيتور: لكنك لم ترَ أي دليل على أن قوات سوريا الديمقراطية تقوم بتوجيه أسلحة أو مقاتلين إلى تركيا؟
جيفري: بالتأكيد ليس من شمال شرق سوريا. وكان ذلك جزءا من اتفاقنا معهم.
المونيتور: هل تعتقد أن الولايات المتحدة لا تزال قادرة على التوصل إلى توافق في الآراء مع أردوغان حول شمال شرق سوريا، نظراً لإصراره على أن حزب الاتحاد الوطني الكردستاني/وحدات حماية الشعب لا انفصام له عن جماعة «حزب العمال الكردستاني» الإرهابية؟
جيفري: لا أعلم. كلما تحدثت عن شمال شرق سوريا، فإن أهم شيء هو السياسة الداخلية التركية. يمكن الحديث عن صديق أردوغان في المعركة، [دولت] بهجلي، في جملة واحدة: الشيء الوحيد المهم هو الأجندة القومية التركية، وفي ذلك لا مكان للأكراد.
هذه ليست أجندة حزب العدالة والتنمية بالطبع. أما أردوغان، الذي كان لديه سياسات أفضل بكثير تجاه الأكراد وحزب العمال الكردستاني من أي شخص سبقه، فهو يواجه عقبات من قبل «حزب الحركة القومية».
إذا شعر أردوغان أنه بحاجة إلى انتصار [ل] تأجيج المشاعر القومية التركية، فقد يفعل شيئاً أكثر من ذلك. المشكلة هي، أنه يجب أن يفعل ذلك بالتعاون مع الروس لأنني لا أعتقد أنه سيذهب إلى الجنوب من M4. وكان هو ومؤيديه يؤكدان دائماً أنهم غير مهتمين بما يحدث جنوب الطريق M4. وكوباني، على سبيل المثال. وأي عمل كهذا يتطلب موافقة الروس.
لقد أوضح الروس – ولدي علم من أعلى سلطة – أن الروس لا يريدون أن يروا وجوداً تركياً موسعاً في سوريا.
تستمر قوات سوريا الديمقراطية في القول إن الروس يقولون لهم إن الأتراك على وشك الدخول. وهذا تهديد روسي مصنوع من القماش، لدفعنا إلى الخارج ومحاولة الوصول إلى حقول النفط. إنه تكتيك روسي، ضغط فظ. لا أرى مشابهه على الأرجح.
المونيتور: أعرب قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي عن شكه في احتمال التوصل إلى اتفاق مع نظام الأسد في المستقبل القريب. ما هو وضع محادثات حزب الاتحاد الوطني الكردستاني؟ كيف يمكن أن ينتهي هذا الأمر بالنسبة لقوات سوريا الديمقراطية؟
جيفري: يرد جيمس جيفري وبسخرية على ذلك: الجواب عند ديف بترايوس: على السؤال، -كيف ينتهي كل هذا؟ أنها مسألة التناسب. ليس لدينا خارطة طريق مثالية. إذا كنت ترغب في وضع موارد محدودة، لا بأس، ولكن بهذه الإمكانيات ستحرك منافسينا إلى الأمام.
وستصبح جميع المجموعات الكردية عاملاً في النتيجة النهائية للأزمة السورية. سياسيا وعسكريا. إنهم يمسكون بالعديد من القضايا المهمة.
المونيتور: هل يمكن إدراجهم في جنيف؟
من يعرف؟ إننا نعيش في عالم كشمير وناغورني – كاراباخ.
النقطة هي أن هذا [الحفاظ على قوات سوريا الديمقراطية] هو خطتنا باء. لدينا خطة أ. الخطة أ لا يجيب -كيف ينتهي كل هذا؟- الغرض الكامل من الخطة ألف هو ضمان عدم وجود نهاية سعيدة للروس والأسد والإيرانيين ومعرفة كيفية انتهاء كل هذا، وربما ذلك سيجعلهم يقبلون في يوم من الأيام بالخطة باء. في هذه الأثناء، هم مقيدون في قبولهم. إنهم لا يرون نصراً في سوريا.
المونيتور: هل تعتقد أن مظلوم سيتمكن من إخراج كوادر حزب العمال الكردستاني من شمال شرق سوريا؟
جيفري: نحن سنرى. أعتقد أنه يفعل كل ما في وسعه لتحقيق التوازن بين مصالح حزب العمال الكردستاني والمصالح التركية والروسية والأمريكية للحفاظ أولاً وقبل كل شيء على حماية شعبه، والسكان الأكراد في الشمال الشرقي، [وثانياً] المناطق التي يسيطر عليها، والتي تضم عدداً كبيراً من العرب. إنه يفعل بالضبط ما كنت سأفعله في ظل هذه الظروف.
الضغط على كادر حزب العمال الكردستاني يحتاج إلى متطلبات سياسية، وما تسمح به الظروف، قد يختلف من وقت لآخر. إنه بالتأكيد شيء نستمر نحن والأتراك في رفعه.