رؤية حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا حول الاحداث الجارية

مع اجتياح كورونا “كوفيد19” للعالم اجمع، وفي ظل مواجهة هذا الوباء الخطير الذي أوقف عجلة الاقتصاد العالمي وكبح التطور التكنولوجي وإلحاق الأذى والاضرار بالبشر، فان الكرد هم جزء من هذه المنظومة البشرية المدنية يؤثروا ويتأثروا بما لهم وعليهم..
فالكرد وقضياهم وقضيتهم الأساسية في التنعم بالحرية والعدالة والكرامة لهو جزء أساسي في معظم الدول المتواجدون فيها.
ففي الجزء الغربي من كردستان المقسمة, فرض على الكرد امر واقع بعيد الثورة السورية بمعية النظام الذي عانى الكرد من تسلطه ولا قوا الويلات والمآسي جراء استبداده  استمرارا لما تعرضوا له الكرد عبر عدة عقود, ومنذ تأسيس الدولة السورية ومرورا بطغيان وبطش البعث والانقلابات العسكرية والأنظمة المتعاقبة من انكار لوجود الكرد واجحاف لحقوقهم. 
 وتنفس الكرد الصعداء بانطلاق الثورة السورية, ولكن خاب فالهم بهيمنة وتسلط من قبل منظومة  ب ك ك بجناحها السياسي السوري ب ي د  واذرعها العسكرية المتعددة التسميات, بإيعاز وتوجيه من النظام في تسليمهم للمناطق الكردية  لإخماد حركة الجماهير الكردية الذين انتفضوا بدورهم مع اشقاءهم السوريين للإطاحة بنظام الطاغية , والتحول فيما بعد الى هيمنة وتسلط على الكرد واقتياد ابناءهم وبناتهم الى آتون معارك وحروب عبثية بالوكالة لتنفيذ اجندات محلية وإقليمية ودولية, مما دفع الكرد السوريين بتقديم ضحايا لأكثر من 37 الف بين شهيد وجريح , وباستفزاز تلك المنظومة البككجية لدولة الجوار (تركيا), مما استدعى باحتلال أجزاء من اهم اراضي كردستان سوريا (منطقتي عفرين وسري كاني ونواحي أخرى), والتي تعتبر سابقة تاريخية في القانون الدولي المعاصر, في ان تحتل دولة أراضي دولة أخرى وبصمت الدولة المحتلة أراضيها, حتى من دون رفع شكوى او دعوى  تقدمها الى الأمم المتحدة ومنظمتها مجلس الامن الدولي .
الوضع السياسي للحركة السياسية الكردية برمته يدعو الى الخيبة والخذلان واليأس بعد تسلط ب ك ك واجنحته السياسية والعسكرية من ب ي د  وتف دم  و مسد ومنظماتها الرديفة, وادارتها للمنطقة بشعبوية ليس لها من الإدارة المدنية سوى التسمية, بتسييرها من قبل اذرع ب ك ك العسكرية المتعددة التسميات, حتى الواقع التعليمي المذري, والذي يبعث الجهالة والامية والتخلف والابتعاد عن العلم والمعرفة, بواقع حال لم يتسنى لحكم البعث الفاشي وعلى مدار الأربعين سنة من بطشه, في ان تصل  التربية والمعرفة الى هذا الحضيض التربوي والمعرفي لمستقبل مجهول ينتظر أبناء شعبنا الكردي . 
رؤيتنا السياسية لواقع الحال في ظل ما دعي اليه من تقارب كردي كردي، لم تكن في يوما ما وعبر تاريخه النضالي بالتعارض والتضاد من هكذا تقارب، وخاصة بين أطراف الحركة السياسية الكردية بتوجهاتها المختلفة وحتى المتناقضة من منطلق عدم الوفاق وحتى الخصومة ثانيا، ولم نكن من الدعاة والمهادنة مع الأعداء أولا. 
وبماهو واقع الحال في ان اغلب الفصائل الحزبية والحزبوية واءمت ال ب ك ك ودخلت معها في مهادنة وتفاهمات وتحالفات لمآرب خاصة، لم تكن لها أي تأثير على الداخل الكردي والسوري حتى على ال ب ك ك نفسها، ولم تثني اجنحة ب ك ك  وعما يرمي ويصبوا اليه تنفيذا لتوجهات قنديل. من ممارسة  أفعال واعمال وبطش, داخليا وخارجيا وسياسيا وعسكريا واقتصاديا وثقافيا  واجتماعيا ومعيشيا وخدميا وادارة مدنية , ومازاد الطين بلة , هو دخول المجلس الوطني الكردي “انكسي” في حوارات ونقاشات عقيمة  مع هذه المنظومة ,عسى ولعل ان تهادن ال ب ك ك من تخفيف وطئة تسلطه واستبداده على كاهل أبناء شعبنا, بعدما توصل هذا الأخير الى قناعة ( بالدفع من الامريكان) في ان ما تبقى من المناطق الكردية معرضة الى الاجتياح التركي او من النظام المدعوم روسيا وايرانيا وفصائل شيعية, ومع كل الخيبة فان هذه الحوارات وعلى مدى اكثر من ستة اشهر من المبادرة لم يخرج منها بيان توضيحي عما توصل اليه الطرفان , سوى كلام يتردد في الاعلام, في سابقة على انها ستكون ورقة كمثيل اتفاقية “أوسلو” الشهيرة او اتفاقية ” كامب ديفيد “.
كنا بدورنا قد المحنا وعبر رفاقنا في مقالات عديدة ومشورات في مواقع التوصل الاجتماعي, على ان الاتفاقية العتيدة ستكون بين أعداء وليس خصوم , وهذا مما حدا بكشف المتستر والمستور, بقتل مسؤولين لحكومة إقليم كردستان ( مدير آسايش منفذ “سرزيري”،)   في الهجوم الأخير على مقاتلي البيشمركة في كردستان العراق من دون ان تنفي ب ك ك لهذه الجرائم , لا بل تمادى بتبني ب ك ك للعمليتين الاخيريتين ضد قوات البيشمركة , وتفجير خط أنبوب النفط , الشريان الحيوي لاقتصاد كردستان, وقبل ذلك  بستة اشهر كان تدخل ب ك ك في العمق الكردستاني بمنطقة “زيني ورتي”  الجبلية, وقبلها عام 2017 كان قد تم اعلان ” تشكيل مجلس الشعب في جبال قنديل”، مبينة أن “المجلس سيشرف على إدارة مناطق بالييان وناودشت وقلاتوكا وماردوو الواقعة في سفح جبال قنديل” . بالإضافة الى التهديد والوعيد لما حصل من اتفاق بين حكومة إقليم كردستان والحكومة الاتحادية بشأن شنكال “سنجار” ولإخراج مقاتلي ب ك ك .الذين يتحكمون بشنكال مع الحشد الشعبي العراقي, حيث تمركزوا هناك تحت مسوغ  داعشي ” الأرض التي يطأها الدواعش فهي ارض الخلافة “بموائمة” الأرض التي ترفع فيها صور اوجلان فهي ملكا له ب ك ك  ” ,.
يبقى أخيرا, وعلى الرغم من ملاحظاتنا المتعددة على ائتلاف المعارضة السورية وخاصة اعمال و تصرفات وسلوك الفصائل الاسلاموية في الاعتداء والظلم وممارسة التشبيح والبطش ومصادرة الأملاك والعبث بحياة المواطنين وارزاقهم من اهالينا الكرد في عفرين وسري كاني وتل ابيض, والتنديد بتلك الأفعال الشنيعة, يبقى ائتلاف المعارضة الوجهة السياسية للمعارضة السورية, على الرغم من علاتها بتحالفاتها وخاصة فيما تسميه  منصات معارضاتية ..
ونتمسك برؤيتنا في ان اي  توافق “انكسي” مع أي فصيل كردي سوري او سوري , باستثناء النظام لهو من الحق الطبيعي في إقامة تحالفات او جبهات او تفاهمات او اتفاقات ممن لم يتلطخ يده باراقة الدم الكردي, استثناء مع فصائل ب ك ك وخاصة بهدف التشارك, فان هذا الأول سيتحمل الوزر كل الوزر وشريكا له  بما اقدم عليه ب ك ك من خلال هذه السنوات التسع الماضية, من الحاق الأذى والضرر بالكرد خصوصا وبالسوريين عموما, وهي في النهاية ليست سوى قفزة الى المجهول من قبل تلك الأطراف, يكون الضحية أبناء شعبنا الكردي .حيث ان ب ك ك لا يملك شيئ البتة ” فاقد الشئ لايعطيه “, فليس له عهد وجير وجيران وأصدقاء وحلفاء وهو يعتاش وينتعش على التناقضات المحلية كمخلب القط ..
يبقى في الاخير بان حزبنا متمسك بما صرح به السروك مسعود بارزاني قبل الاعتداء الأخيرعلى البيشمركة في تاريخ اول الشهر الجاري  “يجب ألا يتم استغلال تحريمنا للاقتتال الكوردي الكوردي بأن يتم استهداف استقرار وامن مدننا وقرانا..”…

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اعتبر الزعيم الكوردي رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، يوم الجمعة، أن الارضية باتت مهيأة لإجراء عملية سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط للقضية الكوردية. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال انطلاق أعمال منتدى (السلام والأمن في الشرق الأوسط – MEPS 2024) في الجامعة الأمريكية في دهوك. وقال بارزاني، في كلمته إنه “في اقليم كوردستان، جرت الانتخابات رغم التوقعات التي…

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…