الحوار القسري ماراتونٌ للهو

احمد عبالقادر محمود هولير 

أغلب  المتشالين كانوا على دراية أن ماراتون الحوار ( الكردي مربع) هذا ، في أحسن أحواله إن وصل اللاعبون فيه إلى خط النهاية ، سيتمخض عن نتيجة مفادها ” لم يفز فيها أحد ” . 
وذلك بناءً على معطياتٍ سابقة ماثلة في الأذهان وإضافة لكون هذا المرتون اللعبة هو ليس إستجابة إلا لوهمٍ تحت مسمى ( لهوٍ لا بد منه ) .
أعتاد الكُرد على الخيبات في هذا المضمار القديم المتجدد ، ورغم ذلك هم على أملٍ أن يروا يوماً تنقلب فيه إحدى هذه الخيبات إلى حقيقة مفرحة ، وإلى حدث ربما يبنى عليه منجز يثلج صدورهم ،
ويضع الأمل في حلٍ واقعي على سكته الصحيحة . أما القلة القليلة نظروا لهذا المشهد من وراء قلوبهم ، واحتكموا العقلانية والحكمة والمنطق الديكارتي ، وفي مخيلتهم قولة مالك لأخيه :ما هكذا تورد الإبل يا سعد . 
تحقيق أي منجز تتوق له الأنفس الحرة وخاصة في القضايا العادلة صاحبة الأستحقاق هي إرادة ذاتية نابعة من الحرص الشديد على تحققها أولا ،
  واستجابة لمطلب شعبي تقتضيه الحالة والضرورة معا ثانيا ، وتفرضه قوة وعدالة القضية ذاتها ثالثا . 
في استنطاق هذا المنطق وإسقاطه على الحالة التي نحن بصددها ، نجد أن الصوت المنادي على هذا الحوار كان ديجيتال بصيغة ( الدي جي  ) .
عدة أصوات مدمجة تؤلف صوت واحد مستعار . أي غريب عن الصوت الأصلي وغير منتمي له ، هنا يكون المؤدي المفترض ( طرفي الحوار المزعوم ) . ليس إلا صوتً في هذا النشاز كله . 
والجماهير الحاضرة ( الراقصة ) هنا غير أبهة إلا بهذا الضجيج المنبعث من هذه الإحتفالية ذاتها ، ربما بحثاً عن ساعة هياج لتفريغ شحنات الخيبات والإنكسارات التي ملأت وجدانه . 
هذا هو الإطار العام للحوار الكردي المربع المزعوم والمقام حاليا على ملعب غرب كُردستان . 
بالعودة لمجريات الحدث يجب التعريف بالفريقين المتحاورين قبل الحديث عن أدائهم .
أحد الفريقين منظم ومنضبط ومموّل ، لديه طاقم تدريب عال المستوى بين محلي وأجنبي ، يمتلك عناصر مدربة على الطاعة العمياء ، و إحتياطيه بمستوي أساسيه .
بمتلك تغطية إعلامية لا بأس بها وجماهيرٌ مناصرة على السراء والضراء ( أنصر سيدك ظالما أومظلوما ) .
ولكن ما يعاب عليه إفتقاده للغاية ! فجُل أهدافه إن وجدت تصب خارج أطروحة تحقيق منجز كُردي كما يصرح الناطقين بإسمه ، وهذا ما يجعل منه فريق خاضع لإرادة أصحاب الرهان والمراهنيين واللوتو . 
أما الفريق الأخر فلا شكل ولا لون ، فريق تحويشة بتحويشة ، حتى قمصانه كل واحدة بلون .، تمويله من أموال الزكاة والصدقات ، عناصره قليلو الموهبة لا يجيدون اللعبة ، بلا لياقة ، بلا طاقم تدريبي .
العشوائية تحكم أداهم . هذا أقل ما يقال عنهم . وما تواجد الفريقين أصلا في هذه اللعبة إلا إذعاناً وإستجابة لمهرجاناً ما يجب أن يقام . 
وبما أن عرفنا الغاية من هذا الماراتون (الجيم ) فالنتيجة غالبا ليست مهمة وهذا ما سينعكس على الأداء ، فالأداء مملٌ مقرف ، نقلات بطيئة جدا ، جملة تكتيكية واحدة لُعبت حتى الأن ( المرجعية الأعلى ) !؟ 
وإيضا هذه لم تسفر عن شيئ وعليها ألف إشارة أستفهام . اللعب غير نظيف ، الإلتحام مؤذي ، التصادم بكرة وبدونها موجود ، شتائم …. وإلخ .
الفريق الأول لا يغادر مربعه ، الفريق الثاني يعيب على الأول عدم الجدية وتضيع الوقت ، الفريق الأول يتهم الثاني بإنه يريد الحصول على الأهداف دون جهد يبذله . 
تتعالى الأصوات ، وهنا تتوقف المباراة مؤقتا . وربما تلغى . 
إضافة : إتفاق شنكال بين الأقليم والحكومة الفيدرالية في بغداد والذي بمقتضاه تخرج كل القوى التابعة للpkk والحشد الشعبي من شنكال والأعتراضات التي رافقته هي أحد أسباب خروج ألدار خليل على إعلامه كي يوصل رسالة مفادها :
المضي في الحوار يقابله عدم تنفيذ هذا الأتفاق على الأرض . بمعنى خروج الpkk الذي هو إرضاء لأردوغان يقابله وضع العصي في عجلة الحوار ، ولو رفعت أمريكا يدها عن تغطية ورعاية هذا الحوار فسيكون في خبر كان كما أتفاقات أربيل ودهوك . وخاصة أن ألدار خليل قال : أن جماعة الأنكسة بعد أن عادوا من روسيا أختلفت مطالبهم . 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…