مؤامرة جديدة على الشعب الكردي وحركته التحررية

كاردوخ

منذ أن سقط النظام البعثي العفلقي الفاشي في العراق عام 2003 وتشكيل الدولة العراقية الديمقراطية الفيدرالية الفتية من خلال الانتخاب البرلماني الشعبي الحر وبناء المؤسسات الدستورية وضمان الحكم الفيدرالي للشعب الكردي في كردستان العراق ومشاركته في الحكم , وبما فيها ضمان الحقوق القومية والثقافية والدينية لكافة الأطياف العراقية الأخرى ,فأنها مجتمعة قد أثارت خوف الأنظمة الحاكمة العنصرية المجاورة للعراق و حقدها الأعمى الدفين القديم الجديد, على الشعب العراقي بكافة قومياته وأطيافه المتعددة, حيث إنها باتت تكثف من مؤامراتها الدنيئة على النظام الديمقراطي الفيدرالي الوطني القائم في العراق

وذلك خوفاً من أن تجتاح عاصفة الديمقراطية الوليدة في العراق الجديد مملكاتها الزائفة, وأن تهدم عروشها المهزوزة , و خشياً من أن تدك شعوبها المقهورة الغاضبة أوكارها العدوانية الشريرة, والقضاء عليها لإنقاذ نفسها وشعوب المنطقة من استبدادها وطغيانها الذي دام قروناً وهي لا زالت جاثمة على صدور شعوب المنطقة من الكرد والعرب والفرس والترك واللاز و البلوش والأذر وغيرهم من الأطياف العرقية والدينية المتعايشة معاً بود وإخاء منذ قرون عديدة , وإن الأنظمة المستبدة في المنطقة أصبحت على قناعة تامة بأن هذه الشعوب المقهورة سترى لذة الحرية والديمقراطية يوماً ما عاجلاً أم آجلاً وستهدم عروشها البالية على رؤوسها وهي الآن باتت مرتبكة ومرعوبة وتخاف من أي طارئ قد يطرأ على الساحة في بلدانها كما حدث في العراق,وكما هو معروف لدى الجميع , حيث أن الجبناء هم البادئون دوماً بارتكاب الجرائم ومن ثم يتخبطون ويحاولون إنقاذ أنفسهم من نتائج العواقب المنتظرة لتلك الجرائم بأساليب ملتوية نتيجة سلوكهم غير السوي وأحيانا يحاولون أخفاء الضحية وحسب قناعاتهم أنهم يستطيعون إخفاءها وبهذه الحالة المرتبكة, فإنهم قد يرتكبون جرائم أكبر وأخطر من سابقاتها ومن ثم فإن هذه الجرائم الجديدة ستؤدي إلى انهيارها, كما حدث مع نظام ميلوسوفيج وصدام و ملالي أفغان, وغيرها من الأنظمة المستبدة , وهذه إذ تؤكد على أن أسباب انهيار هذه الأنظمة المستبدة قد أضحت واضحة للعيان , وها أن النظامَيْن التركي – الإيراني الفاشيين قد كشفا عن أنيابهما المسمومة مرة أخرى كما كانا قديماً وذلك من خلال تعاونهما الأمني العدواني القذر على غرار التعاون الأمني الثلاثي المبتور الذي كان قائماً بين النظام ألصدامي ألبعثي العراقي المقبور, والنظام التركي والإيراني الجائرين لخنق الحركة التحررية الكردية والقضاء على آمال الشعب الكردي وطموحاته في العيش والحياة الحرة الكريمة على أرضه التاريخية” كردستان” كبقية الشعوب التي تعيش على وجه البسيطة, ومنذ مدة بعيدة فإن تحشد جيوش النظامين التركي- الإيراني بكثافة غير مسبوقة على حدود إقليم كردستان العراق و من جميع الصنوف العسكرية وآلاتها الحربية المدمرة من دبابات وعربات عسكرية و صواريخ وأنها باتت تقصف القصبات والقرى الكردية بوحشية بالصواريخ والطائرات في كل من جمجمال وطقطق وبنجوين وحاج عمران وقرى جبال قنديل والمناطق التابعة لمحافظة السليمانية والقرى التابعة لمدينة زاخو مما أدت إلى قتل الأبرياء الكرد العزل من أطفال وشيوخ ونساء, وتهجير الآلاف الكرد منها وذلك بقصد الضغط على حكومة إقليم كردستان العراق لمحاربة أشقائهم الثوار الكرد في الجزأين الآخرين من كردستان المغتصبة من قبل الترك والفرس, ولخلق الفوضى و الفتنة بين أبناء الشعب الكردي الواحد , ولزعزعة الكيان الكردي القائم في كردستان العراق, هذا من جهة ,ولتركيز الضغط على الحكومة العراقية الفدرالية الوطنية للرضوخ لأوامرها, وإجبارها على تنفيذ مطالبها العدوانية المتمثلة بمحاربة الحركة التحررية الكردية في كل من كردستان تركيا وإيران, ومن ثم لإفشال الدولة العراقية في مسيرتها الديمقراطية الفيدرالية, و على الرغم من العداوة التاريخية بين هذه الأنظمة المستبدة المتتابعة عبر قرون عديدة خلت ,إلا أنها تتفق معاً في كل مرة على محاربة الحركة التحررية الكردية لإجهاضها وبالتالي إنكار وجود الشعب الكردي الذي يعيش على أرضه التاريخية ” كردستان” إلا أن التجارب التاريخية قد أثبتت مراراً وتكراراً بحتمية تحقيق القضايا العادلة للشعوب ومنها القضية العادلة للشعب الكردي الذي قدم تضحيات جسيمة من أجلها عبر مسيرته التحررية الطويلة, كما أنه لا زال مستعد لدفع ثمنها بكل فخر واعتزاز كما دفعه في جميع مراحله التاريخية بسخاء, وأنه ظل وسيظل يطالب بحقوقه المشروعة حتى النهاية , ويدافع عنها بكل عزم وثبات , وأنها ستثبت فشلها مرة أخرى في القضاء عليها مهما بلغت هذه الأنظمة الغاشمة من القوة والطغيان , كما أثبتت فشلها في المرات السابقة .

وما على هذه الأنظمة إلا أن تؤمن بكل قناعة بأن القضية الكردية هي قضية عادلة كقضية سائر الشعوب التي تعيش على وجه البسيطة , و لا بد لها من أن تبادر إلى حلها بالطرق السلمية لا بالوسائل العسكرية الملتوية الفاشلة, وما عليها أيضاً إلا أن تتعامل مع الشعب الكردي وحركته التحررية وفصائلها المناضلة كأصحاب قضية عادلة , وأن الثوار الكرد وقادتهم الوطنيين المناضلين هم ليسوا عصاة أو عصابات كما أدعت الأنظمة الدكتاتورية الحاكمة على الشعب كردي عبر قرون خلت, وكما تدعي حالياً, بل أنهم من دعاة الحرية والديمقراطية والحق والعدل والمساواة والتعايش السلمي بين الشعوب , وعليه فإننا إذ نشجب وندين كافة المؤامرات التي يحيكها النظام الفارسي الإيراني- ألتركي على خلفية التعاون الأمني العدواني الهادف إلى جر الدولة العراقية الفيدرالية نحو التعاون الأمني العدواني للشعب العراقي أجمعه ومن ثم إسقاط نظامه الوطني الديمقراطي الفيدرالي القائم في العراق, وكما نستنكر وندين بشدة ألتعاون العدواني الأمني المزعوم لخنق الثورة الكردية في كل من كردستان تركيا وإيران وكما ندين بشدة كافة الأعمال البربرية والمؤامرات التي تقوم بها السلطات التركية و الإيرانية على الشعب الكردي وحكومة إقليم كردستان العراق , وبناءَ على ما سلف فأن الشعب الكردي وجميع أحزابه الوطنية والقومية وكافة شرائحه الاجتماعية والسياسية والثقافية في كردستان وخارجها مدعوة الآن للتكاتف والتضامن معاً وتوحيد الصفوف لاستنكار وإدانة التآمر العدواني التركي الإيراني المشترك ضد الشعب الكردي وتطلعاته الإنسانية وطموحاته المشروعة, على مستوى جميع أجزاء كردستان المغتصبة, وكما أنها مدعوة للتعاون مع الثوار الكرد في كل من كردستان تركيا وإيران ومؤازرتهم على جميع الأصعدة , لإفشال الطغمة العنصرية التركية الإيرانية في أعمالها العدوانية الرامية إلى عرقلة مسيرة الشعب الكردي التحررية و القضاء عليها , وكما أن جميع القوى الخيرة من أبناء الشعوب العربية والإيرانية والتركية وأحزابها السياسية الديمقراطية الوطنية ومؤسساتها المدنية مدعوة هي الأخرى لاستنكار وإدانة الأعمال الوحشية العدوانية التي ترتكبها السلطة التركية- الإيرانية بحق الشعب الكردي العزل,والمطالبة بوقفها وكذالك إدانة التدخلات العدائية في الشؤون العراقية الداخلية غير المبررة من قبل بعض من الدول الإقليمية المجاورة للعراق وخاصة ألنظام التركي والإيراني المسلمين الطائفيين المعاديين للتطور وتقدم الشعوب, و لكل ما هو عدل وخير للبشرية, وأن أعمالهما البربرية الوحشية تلك التي ينفذانها بحق شعوبهم بما فيهم الشعب الكردي, لا يختلف اثنان على أنها أعمال إرهابية بامتياز, وذلك من حيث ارتكابهما جرائم بحق الشعب الكردي, وتدمير القرى والقصبات الكردية وتهجير سكانها الأبرياء المسالمين العزل من قراهم ومدنهم , وعاشت القضية العادلة للشعب الكردي,والقضايا العادلة للشعوب والأمم, ولنعش جميعا بسلام وأمن وإخاء ولتندحر قوى الشر والطغيان في كل بقعة من أرجاء المعمورة ,

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ماجد ع محمد بعد أن كرَّر الوالدُ تلاوة قصة الخريطة المرسومة على الجريدة لأولاده، شارحاً لهم كيف أعادَ الطفلُ بكل سهولة تشكيل الصورة الممزقة، وبما أن مشاهِدَ القصف والتدمير والتدخلات الدولية واستقدام المرتزقة من دول العالم ومجيء الجيوش الأجنبية والاقليمية كانت كفيلة بتعريف أولاده وكل أبناء وبنات البلد بالمناطق النائية والمنسية من بلدهم وكأنَّهم في درسٍ دائمٍ لمادة الجغرافيا، وبما…

صلاح بدرالدين لاتحتاج الحالة الكردية السورية الراهنة الى إضفاء المزيد من التعقيدات اليها ، ولاتتحمل هذا الكم الهائل من الاخذ والرد اللذان لايستندان الى القراءة العلمية الموضوعية ، بل يعتمد بعضها نوعا من السخرية الهزلية وكأن الموضوع لايتعلق بمصير شعب بكامله ، وبقدسية قضية مشروعة ، فالخيارات واضحة وضوح الشمس ، ولن تمر بعد اليوم وبعبارة أوضح بعد سقوط الاستبداد…

المهندس باسل قس نصر الله أتكلم عن سورية .. عن مزهرية جميلة تضمُّ أنواعاً من الزهور فياسمين السنّة، ونرجس المسيحية، وليلكة الدروز، وأقحوان الإسماعيلية، وحبَق العلوية، ووردة اليزيدية، وفلّ الزرادشتية، وغيرها مزهرية تضم أطيافاً من الأكراد والآشوريين والعرب والأرمن والمكوِّنات الأخرى مزهرية كانت تضم الكثير من الحب اليوم تغيّر المشهد والمخرج والممثلون .. وبقي المسرح والمشاهدون. أصبح للوزراء لِحى…

د. آمال موسى أغلب الظن أن التاريخ لن يتمكن من طي هذه السنة بسهولة. هي سنة ستكون مرتبطة بالسنوات القادمة، الأمر الذي يجعل استحضارها مستمراً. في هذه السنة التي نستعد لتوديعها خلال بضعة أيام لأن كان هناك ازدحام من الأحداث المصيرية المؤدية لتحول عميق في المنطقة العربية والإسلامية. بالتأكيد لم تكن سنة عادية ولن يمر عليها التاريخ والمؤرخون مرور الكرام،…