نداء من قواعد الحزب الديمقراطي الكردي في سورية (البارتي)

  أيها الرفاق والرفيقات
 أيتها الجماهير الوطنية
  في ظل عدم الاستقرار المخيم على المنطقة حيث جميع الأبواب منفتحة على الاحتمالات التي توحي إلى مخاطر جسيمة تهدد مستقبل الشعب الكردي، ونحن في البارتي نمر في مرحلة تاريخية دقيقة، حيث علينا مواجهة التشرذم  والانشقاقات المتتالية على حزبنا، لذا ننطلق نحن كقاعدة تنظيمية من ضرورة التساؤل الذي فرض نفسه لتطوير البارتي والذي كشف عيوب ونواقص وأساليب حزبية تآمرية وإقصائية وتشكيل جماعات وكتل ومقاطعات حزبية لأشخاص قياديين استثمروا البارتي لأغراضهم الشخصية كمؤسسة أو مزرعة لهم ونحن القاعدة مستأجرون أو موظفون لدعمهم، ومن يقول لهم لا أو ينتقدهم – حتى ولو كان نقدنا إيجابياً وبناء-ً فيقومون بتهميش وتجاهل ذلك الرفيق ومحاربته وإذا كانت لهم صلاحيات مثل غيرهم لأدخلونا في السجون دون محاكمة
وذلك منذ عقد من الزمن وخاصة منذ استشهاد سكرتيرنا الأستاذ كمال أحمد الذي كان مثلاً يحتذى به ورمزاً نضالياً ومعلماً بارزاً إلى جانب بعض الأصوات الحرة في القيادة ، وكان البارتي يناضل حين ذاك في ظل نهج الكردايتي /نهج البارزاني الخالد /، وقد تحقق ذلك، وخاصة بعد مجيء الرئيس (مسعود البارزاني) إلى القامشلي والالتفاف الجماهيري حوله ومنذ ذلك الوقت قام أعداء البارتي وبالتواطؤ مع بعض رفاقنا القياديين بفتح المجال أمام انشقاقات ضمن البارتي كل حسب مجموعته، مما أدى لإحداث شرخ كبير في جسد الحزب وترك ساحته النضالية من قبل أكبر قطاع تنظيمي من كوادرنا ومنظماتنا، وتركنا ساحة النضال لغيرنا وعملنا ضد بعضنا البعض وعلى حساب بعض الأشخاص في القيادة أو بالأصح في اللجنة المركزية لأن صفة القائد لا تتناسب مع أي رفيق في قيادتنا كونهم لا يقبلون النقد وحتى أنهم لا ينظمون أولادهم في الحزب، والآن وبعد كل ما حصل وتغير كثير من الأوضاع في المنطقة وسقوط أكثر الأنظمة الدكتاتورية قد تبين من خلال مؤتمرنا العاشر وجود دكتاتوريات بحجم أصغر أصبحوا أمراء ووزعوا البارتي فيما بينهم بشكل إمارات ومقاطعات وذلك بزيادة مبالغة في عدد القيادة دون أدنى مراعاة للوحدة الاندماجية التي تمت مؤخراً وإرضاء كل أمير لبناء إمارته الحزبية، وعلى الرغم من بروز أصوات تحررية في القيادة تدعو إلى قبول الرأي الآخر وتنشيط دور البارتي وتوحيد صفه بالاستعانة بالوطنيين والشرفاء، ولكنهم لم يقبلوا بذلك وقمعوا هذه الأصوات لتكون خارج الحزب محافظة على نهجه وقيمه بعيدا عن التناحر والصراع الحزبي بين الأمراء، كنا نقول في القاعدة الحزبية أن سبب التشرذم وانقسام البارتي في الآونة الأخيرة كان سببه تغيير الأوضاع السياسية في المنطقة وخاصة بعد سقوط بغداد وخروج البارتي عن رؤيته الاستراتيجية في النضال وعدم التمسك بثوابته والوقوف على ضرورات المرحلة الراهنة وخصائصها الدقيقة والاستجابة لأمل الجماهير الكردية بتوثيق وتعزيز العلاقات مع حلفائنا الاستراتيجيين وخاصة الحزب الديمقراطي الكردستاني – العراق و(نهج البارزاني الخالد) المنطلق في نضاله من التزامه وتطبيق فكره العملي بما يحمل من تضحية وإخلاص ووفاء وتسامح وبتوحيد فصائل الحركة الكردية كما فعلها الرئيس (مسعود البارزاني) في كردستان العراق باحتضان عدة أحزاب وضمهم في الحزب الديمقراطي الكردستاني مع أخذ كل ذي حق حقه والتحالف مع أطراف أخرى، لكن تبين في مؤتمرنا العاشر أن السبب المباشر هو وضعنا التنظيمي المتراكم منذ عقد من الزمن وذلك بسبب سوء تصرف قيادتنا مع بعضهم البعض وتهميش دور القاعدة الحزبية وعدم الاستماع إليها وأخذ رأيها في الأمور التنظيمية والسياسية وفشل المساعي الوحدوية بسبب تسلط بعض الرفاق في القيادة منذ عقود وهم غير قادرين على تطوير البارتي أو حتى تطوير أنفسهم، واعتمادهم نهجاً تكتلياً قوامه التضليل والانحراف وتقزيم البارتي وخاصة تبين بعد انتفاضة قامشلو بأنهم خلف الجماهير الكردية وليسوا أمامهم في التضحية ونكران الذات، وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات من عمر الانتفاضة قالوا إنها انتفاضة وليست أحداث قامشلو أو هبة وذلك تحت ضغط  تلك الأصوات النيرة التي نأمل منها خيراً، ونقول نحن حزب جماهيري من أكثر الأحزاب جماهيرية والتي هي في الحقيقة جماهير لنهج البارتي وخطه النضالي الحقيقي المتمثل في نهج البارزاني الخالد و ليست لتلك القيادات المستأثرة بالبارتي والفساد المالي الذي استشرى في الحزب بشكل فاضح.
أما إعلام البارتي فهو أسوأ إعلام في الحركة الكردية في سورية وخاصة من الناحية الثقافية والإعلامية واللقاءات والاتصالات مع الفضائيات والإذاعات العالمية، وأن جريدتنا تصدر شهرياً مع أنه توجد بعض الأحزاب التي تصدر جرائدها نصف شهرية وتصدر مجلات كردية وعربية فصلية ولا يوجد للبارتي كراس أو كتاب حول تأسيس الحزب مع دخوله عامه الخمسين (اليوبيل الذهبي)، وتصدر بياناتنا دائماً بعد الحدث وتقاويمنا السنوية /روزنامات/ من أسوأ التقاويم وأكثرها رداءة.

وحول وضع رفاقنا أو طلابنا في كردستان العراق تبين أن أوضاعهم سيئة للغاية حيث ليس هناك أي تنظيم بإسمنا أو أية لجنة تتابع أوضاع أولئك الرفاق.
 وحول وضع البارتي في أوروبا تبين بأنه ليس هناك مكتب أو فرع بإسم حزبنا في أوروبا وأن ممثلنا الآتي من أوروبا لمؤتمرنا العاشر والذي لم يسمح له بقراءة تقريره وشرح وضعهم وكذلك وضع المؤتمرين في صورة التدخلات والخروقات الكبيرة والتي أدت إلى شل العمل الحزبي في أوروبا وذلك من قبل من استطاع الاستحواذ على الحزب في هذه المرحلة التي مضت منذ وقت قريب، ونفاجأ أحياناً عندما نشاهد على بعض مواقع الانترنيت بعض الأشخاص يدعون بأنهم ممثلون عن البارتي في تلك الدول علماً أنهم بعيدون عن البارتي كل البعد ويمثلون جهات أخرى، وكل ذلك بمباركة القيادة الجديدة وذلك من أجل حصولهم على إقامات أو جنسيات أوروبية ، ولا حاجة لذكر الأمثلة الكثيرة في هذا المجال.
وحول علاقة البارتي مع الوطنيين ليست لنا علاقة بمعنى النضال من أجل نيل الشعب الكردي حقوقه بل لنا علاقة مع بعض الأشخاص الذين يؤمّنون لأنفسهم مصالحهم الشخصية وهم الذين ثبت بأنهم على علاقة وطيدة مع عدد قليل من قيادة الحزب وفي نفس الوقت هم على علاقة مع جهات أخرى، وفي الحقيقة أن الذين ناضلوا وساندوا الشعب الكردي هم بعيدون عن الحزب بسبب أحكامنا العرفية عليهم وممارساتنا غير الأخلاقية لعدد كبير من الحزبيين, وضرب طوق من التكتل حولهم.
أما حول العلاقات الوطنية للحزب مع أنسجة المجتمع السوري المتنوعة من عرب وأرمن وآشوريين فليست هناك علاقة واضحة يمكن ذكرها والاعتماد عليها , كما كان عليه البارتي قبل محنته باستشهاد الرفيق كمال أحمد ، سوى مشاركتنا الشكلية في إعلان دمشق علماً بأن علاقاتهم مع أصحاب المطاعم والفنادق أكبر بكثير، وحول علاقة البارتي مع أجزاء كردستانية أو أحزاب ومنظمات كردستانية ليست لنا أية علاقة رسمية تحالفية واضحة مع أي فصيل كردستاني بما في ذلك الحزب الديمقراطي الكردستاني الشقيق في العراق رغم الاحترام السابق لكلمة البارتي ودوره النضالي كردستانياً مثلما تفضل به الرئيس (مسعود البارزاني) أثناء لقاءاته مع الشهيد كمال أحمد.
ومن كل ما ورد فإننا نطالب بعقد مؤتمر استثنائي لتصحيح وضع البارتي ووضعه على سكة ونهج البارزاني الخالد ومناداة أطراف البارتي لحضور هذا المؤتمر أو عقد مؤتمر وطني كما تم في عام 1970م بمشاركة الوطنيين وتحت رعاية حلفائنا الاستراتيجيين وهكذا يتم إنقاذ البارتي وتحقيق أهداف الشعب الكردي وتأمين حقوقه القومية المشروعة، وإلاّ فإن لنا خياراتنا المشروعة.
 المجد والخلود لشهدائنا
عاش البارتي
عاش تراث البارزاني الخالد 

قواعد الحزب الديمقراطي الكردي في سورية (البارتي)

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

عدنان بدرالدين   بينما تتجه الأنظار اليوم نحو أنطاليا لمتابعة مجريات المنتدى الدبلوماسي السنوي الذي تنظمه تركيا، حيث يجتمع قادة دول ووزراء خارجية وخبراء وأكاديميون تحت شعار ” التمسك بالدبلوماسية في عالم منقسم”، يتبادر إلى الذهن تساؤل أساسي: ما الذي تسعى إليه أنقرة من تنظيم هذا اللقاء، وهي ذاتها طرف فاعل في العديد من التوترات الإقليمية والصراعات الجيوسياسية، خصوصًا…

جليل إبراهيم المندلاوي   في عالمنا المليء بالتحديات الجيوسياسية والأزمات التي تتسارع كالأمواج، هناك قضية كبرى قد تكون أكثر إلهاما من مسرحية هزلية، وهي “ضياع السيادة”، حيث يمكن تلخيص الأخبار اليومية لهذا العالم بجملة واحدة “حدث ما لم نتوقعه، ولكنه تكرّر”، ليقف مفهوم السيادة كضحية مدهوشة في مسرح جريمة لا أحد يريد التحقيق فيه، فهل نحن أمام قضية سياسية؟ أم…

أمجد عثمان   التقيت بالعديد من أبناء الطائفة العلوية خلال عملي السياسي، فعرفتهم عن قرب، اتفقت معهم كما اختلفت، وكان ما يجمع بينهم قناعة راسخة بوحدة سوريا، وحدة لا تقبل الفدرلة، في خيالهم السياسي، فكانت الفدرالية تبدو لبعضهم فكرة دخيلة، واللامركزية خيانة خفية، كان إيمانهم العميق بمركزية الدولة وتماهيها مع السيادة، وفاءً لما نتصوره وطنًا متماسكًا، مكتمل السيادة، لا يقبل…

بوتان زيباري   في قلب المتغيرات العنيفة التي تعصف بجسد المنطقة، تبرز إيران ككيان يتأرجح بين ذروة النفوذ وحافة الانهيار. فبعد هجمات السابع من أكتوبر، التي مثلت زلزالًا سياسيًا أعاد تشكيل خريطة التحالفات والصراعات، وجدت طهران نفسها في موقف المفترس الذي تحول إلى فريسة. لقد كانت إيران، منذ اندلاع الربيع العربي في 2011، تُحكم قبضتها على خيوط اللعبة الإقليمية،…