أطباء الوطن في مواجهة حربين كبريين! جاء دور رفع التحية لكم!

 
 إبراهيم اليوسف
 
أتابع  بألم وحزن أصداء انتشار مرض كورونا في الوطن، وأستعد منذ أيام، لمواصلة ماكتبته عن كورونا والوطن، في مقال تقريعي لي، قبل أشهر، ولأنني لاأتابع صحافة الداخل، فقد خيل إلي، أن مايكتب-هناك- قليل بالرغم من أنه يصلني بين وقت وآخربعض مايكتبه إعلاميون جدد من مقالات نقدية جريئة. أقول جدداً: قياساً إلى سنوات عمرنا التي نذرناها لكتابات قارعة للظلم، بمقاييس تلك المرحلة التي عشناها، مؤمناً أن لكل زمان رجاله وأضيف” و نساؤه”!
لقد أفرحني اليوم ماقرأته لإعلامية كردية شجاعة وجريئة هي”لورين ملاصبري” التي عرفتها طالبة إعدادية، ذكية، ذات حضور، تناولت فيه واقع الحال في مواجهة وباء كورونا، إذ أعدت دراسة جد مهمة بعنوان: تدابير وإجراءات مواجهة كوفيد19 في مناطق شمالي شرق سوريا: رصد للتدابير المتخذة في في مدينة قامشلو أنموذجاً في الفترة مابين 1-3-2020 وحتى 29-7-2020، وهي تأتي في طليعة من أعنيهم من الإأعلاميين ذوي الضميرالذين خبرتهم يتعاملون مع الإعلام والكتابة كمهمة مقدسة، لاكأداة ارتزاق كما شأن كثيرين فاحت رائحة أسمائهم بعد العام2012، على نحو خاص!
استرسال أول:
فلاش باك بانورامي مشهدي 
موضوعات كثيرة تقدم ذاتها، لأنطلق من عنواناتها، وأقدمها في إطار مواجهة كورونا، ومن خلال ماهو مطلوب من جبهة رسل الكلمة والإعلاميين الذين أتمنى أن أكون منهم، إلا أنه في المقابل ثمة موضوعات ملحة أخرى تفرض ذاتها لتناولها، وهي فيما يتعلق بمصيرإنساننا. منطقتنا. مكونات المكان. التغييرالديمغرافي الذي ظهر ودعا بعض العابرين يتشدقون بالحديث عن صحة المعلومات التي قدمتها دوائر مغرضة في الثمانينيات أو التسعينيات، وراح بعضهم يكرسها، أو يسعى لتطبيق تلك الفرضيات الكاذبة على نحوميداني، إلا أن شدة ارتفاع حرارة الجاري في الوطن تدفع أحياناً إلى إقصاء وتأجيل نشر موضوع ساخن ما، تمت كتابته، إلى وقت آخر، لأن الوضع- وبحسب التهديدات التي تتم- والأوراق التي يعدها أعداء الكرد، والأوراق المختلطة: إقليمياُ وداخلياً، يحتم التركيز على حلقة رئيسة تتعلق بخطورة الوضع والتي تهم مكونات المكان جميعاً، لاسيما إن لا أحد مرتاحاً: الكردي الذي يقدمه بعضهم أنه حاكم المكان وهوالضحية الأولى، وغيرالكردي الذي مسته ألهبة الحرب، بهذا الشكل أو ذاك، و بات لايرى إلا عدواً واحداً أمامه، وهو الكردي الذي خلص المنطقة من بين براثن داعش، وحماها، وكان اشتعال وطيس الحرب في أية بقعة بسبب مخططات جهات إقليمية، أو خليجية، أو إسلامية، أو نتيجة حضورالنظام، ومن دون أن ننسى أصحاب الرؤوس الساخنة من الكرد، الذين هم في الحقيقة- دخلاء علينا ككرد- وكان عليهم عدم الإقدام على أية خطوة من دون أمرة الكردي صاحب الحضور لاتقديم نفسه بديلاً عنه، وهو رأيي” وإلا فما علاقتنا بزج أنوفنا في مناطق خارج إطارنا” وإن كنت أذكر بإجلال ذلك الكردستاني الذي جاء للدفاع عن تراب المكان في مواجهة مؤامرات بيادق المخططات من دواعش وماقبل ومابعد دواعش راديكاليين، أو عنصريين هم ضد الكرد كلهم، حتى هؤلاء الذين حرروهم من قبضة داعش: وقوداً بهذا الشكل أو ذاك، ويرفضون كل طرف كردياً، ولو كان من صنف الملائكة والأنبياء، من دون أن أنسى-في المقابل- ماسجلناه على سلوكيات الكردي المتحكم بشؤون المكان، والذي غذى- شوكة البغضاء-  ذات البذرة، المروية،  بألف  رافد ومنهل من قبل بعض الشركاء، ولعلي أرى أمثال هؤلاء الأقل حضوراً، لأني أكثرممن يؤمنون بأخوة الآخر، لاشراكته، فحسب!
إنها لمرحلة جد صعبة، ماعلى الأهل في الداخل، ومن قبل المكونات جميعاً إلا وأن يكونوا الأكثر حرصاً في مواجهة المخططات التي تتم، لاسيما من قبل بعضهم الذين  يتكلمون باسم جمعي، وكانت تواريخ سيرهم معادية للروح الجمعية، بل يدغدون مشاعرالناس، ويؤلبون على الكردي: بعثاً، أو بقايا رموز قبلية، ولااعني-هنا- الأخيار منهم الذين عرفوا على امتداد تاريخ تواجدهم إلى جانب الكرد نبلاء، محبين، متسامحين!
 
المشهد من الداخل:
خريطة الشقاء والجوع والمعاناة
ثمة جوع رهيب. انحدار إلى أسفل درك خطوط العوز والفقرفي الوطن، من قبل من لاحيلة له، ولايرضى ببيع اسمه، ودمه، وكرامته، في ظل ظهور الديناصورات الجدد. المتنعمين الجدد، وتذكرلنا يومياً أسماء بعض اللصوص من هؤلاء، مهربين، وتجاراً، وأصحاب شركات، ومنتفعي منظمات دولية، من دون أن نندهش، لأننا خبرنا نماذج من هؤلاء في الطرف الآخر. عند بدء الثورة. شخصيات مريضة قفزت خلال فترة نشأة المجلس الوطني السوري، ومن ثم الائتلاف، وصاروا يقدمون كممثلين عن الثورة، لشرعنة مايسرقونه فغدوا- أمراء حرب- بل أمراء ممالقات وسطو، ومثل ذلك يتم الآن، في الوطن، وإن بدرجات أقل في مايتعلق بالأشخاص، ودرجات أعلى فيما هو مؤسساتي، بل في إهاب المؤسساتية، بعد استفحال أمر المنظمات والمنصات التي أصبحت في موقع صحون التسول الأممي.
 
مقاتلون عظام على أكثر من جبهة
الأطباء- في الوطن- ومن خلال قائمة أسماء من أصيبوا بفيروس كورونا التيبين أيدينا إنما يشكلون جبهة واحدة، إذ إن هؤلاء هم الجنود الأعظم إيثاراً على الذات، لاسيما المتسامحون منهم مع الفقراء. هؤلاء هم جديرون بالثناء، بالرغم من أن مايحصلون عليه في المستشفيات العامة جد ضئيل- ولاأتحدث عن العيادات والمستشفيات الخاصة- وأن كل طبيب من هؤلاء فتح باب عيادته لمرضاه في ظل حربين. الحرب العامة التي تشترك فيها جهات عديدة، والحرب الكونية العظمى التي يواجهونها، ليكونوا بذلك الجنود الأعظم في حرب السنوات العشر، ولاأنسى هنا كل من هم في الطواقم الصحية ويتحرك تحت سطوة روح إنسانية نبيلة!
إن الظروف التي يعمل فيها هؤلاء الأطباء، الابطال، تكاد تكون استثنائية، على نحو عالمي، نظراً لتداخل جهات حرب السنوات العشر، ناهيك عن بؤس أدوات مواجهة الحرب الكونية التي يقودها الإمبراطور كوفيد التاسع عشر. إن هؤلاء الأطباء الذين واجهوا ويواجهون أعظم الأخطار المحدقة، وها هو العدوالأعظم يتربص بهم، ويستهدفهم أكثرمن سواهم جديرون بأن يعنى بهم من قبل أولي الأمر في الوطن، لأنهم أعظم شأناً من كل قائد سياسي، بل من كل مقاتل، رغم سمو رسالة المقاتل، هذا إن كان عمل هذا الطبيب ترجمة لقسم أبي قراط. قسمه أمام والديه. أمام محيطه. أمام ضميره، وإن كان في بالي أسماء أطباء لطالما أساؤوا للمهنة!
ولي عودة إلى موضوع الأطباء!

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…

مصطفى جاويش بعد مضي عام على معركة ردع العدوان وعلى سقوط النظام السوري ووصول احمد الشرع الى القصر الرئاسي في دمشق بموجب اتفاقيات دولية واقليمية بات الحفاظ على سلطة الرئيس احمد الشرع ضرورة وحاجة محلية واقليمية ودولية لقيادة المرحلة الحالية رغم كل الاحداث والممارسات العنيفة التي جرت ببعض المحافظات والمدانة محليا ودوليا ويرى المجتمع الدولي في الرئيس احمد الشرع انه…

ماهين شيخاني مقدمة يواجه الشعب الكوردي في سوريا منذ عام 2011 تحولات سياسية وأمنية عميقة، أفرزت بيئة معقدة تتداخل فيها عوامل داخلية وخارجية. وفي ظل غياب تسوية سياسية شاملة، برزت ثلاثة أطراف رئيسية تركت أثراً مباشراً على مسار القضية الكوردية وعلى الاستقرار الاجتماعي والسياسي في مناطق توزع الكورد. هذا “الثالوث” يشمل الجماعات المتطرفة، والإدارة الذاتية، والمجلس الكوردي، وكلٌّ منها يمتلك…

حسن مجيد في الوضع الكوردي العام وبشكل خاص في إقليم كوردستان العراق كل أصناف المعارضة مرفوضة وخاصة المسلحة منها فالقيام بأعمال الشغب حتى لو لم تكن مرتبطة بأجندات إقليمية أو خارجية فقط يحق لك أن تعارض ضمن مجالات حرية الرأي والتعبير . إن النيل من المنجز بطرق غير شرعية وتخريبية تخدم المتربصين والذين لايريدون الخير للكورد . الواجب الوطني…