أنحن معنيين بمآسي شعبنا حقا؟

تجمع الملاحظين: كاوار خضر
يستنجد الشعب بنا لما يلاقيه الآن في الوطن من مآسي ومعاناة، ولا نبالي بما به؟ يبدو أننا نتقيد بالوطنية التي تجعجع، من دون طحين. إذا عرضنا هذه الوطنية على الاستقراء والاستنباط لآلت إلى لا شيء. لنعد إلى عناوين مقالاتنا المنشورة في هذا الموقع، ذي الاتجاه الوطني لما وجدنا إلا القليل ما تبحث في الوطنية الحقة، والشعور بمآسي الشعب وآلامه. هل إدانة تجنيد القاصرين والقاصرات، وانقطاع المياه والكهرباء وإرغام المزارعين ببيع محصولهم بأبخس الأثمان مهمة أم الحفاظ على آثار تقع خارج جغرافية هذا الشعب؟ حيث يقتله العطش والجوع، ويشويه حر الصيف، وتُخطف أطفاله، أم أن معرفة السياسة بمفاهيم بعض الدول، أو البحث عن رأب الصدع الحاصل بين الأحزاب؟ وهو يموت من جراء إجراءات تعسفية ظالمة تطبق بحقه. نحن هنا أمام حالة شاذة، يصعب تفسيرها، مهما حاولنا الإتيان بالتأويلات التبريرات. كأن يغرق الشخص ونطالبه بصيد السمك؟
يا سادة يا كرام، لنكون وطنيين حقا، ونستنجد شعبنا، وننقذه مما يحصل له الآن، وبعدها لنعود إلى ما نحن بصده. فالوقت الحالي يتطلب منا نجدته، وليس التطرق إلى النافل من الوطنية الممكن تناولها متى حلت هذه الأزمة المفتعلة بحقه. غدا سيحل ظرف سيتذكر فيه، من بقي منهم على قيد الحياة، تقاعسَنا وانصرافنا عنه؛ حينها سيصفعنا على وجهنا ناكرا انتماءنا إليه، وسيكون محقا. دعونا لا نكون عاقين لحقوقهم، ولنكن أبناءهم الصالحين، الشاعرين بمآسيهم، والمكافحين من أجل إنقاذهم، وليس ممن يتحفونهم بمقالات لا تعينهم في هذه الآونة. إنهم يغرقون، ينتظرون منا أن نمد لهم يد العون والمساعدة لنسعفهم، وبكل طاقاتنا، لا أن نسرد لهم ما لا يعنيهم.
سيوبخنا التاريخ غدا، والحق سيكون معه إن لم نهب لنجدتهم.
نكرر نداءنا مع شديد الرجاء أن ندع كل شيء جانبا ونتكاتف جميعا لإنقاذ هذا الشعب المعاني. فمقالاتنا المتناولة وضعه، والمنددة بما يجري بحقه، إن لم تنقذه، ستخفف الوطأة عنه.
لنكن الأبناء الجديرين لهذا الشعب المنكوب. فهو أحوج إلينا، الآن، لمساعدته في محنته هذه، من أي وقت مضى.
rawendkurd3@gmail.com

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…

شكري بكر هذا الموضوع مطروح للمناقشة قد يؤدي بنا للوصول إلى إقامة نظام يختلف عما سبقونا من سلاطين وحكام وممالك وما نحن عليه الآن حيث التشتت والإنقسام وتبعثر الجهود الفكرية والسياسية والإقتصادية والعمل نحو إقامة مجتمع خال من كل أشكال الصراع وإلغاء العسكرة أرضا وفضاءا التي تهدر 80% من الإقتصاد العالمي ، إن تغلبنا على هذا التسلح يمكن…

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…