أحمد محمود / هولير
عمليات خطف الأطفال والقصّر وتجنيدهم ليست جديدة ، بل هي ملفٌ وجد مع بداية تمكّن الpkk من الانتشار والتوسع زمكانياً واستطاعته على خلق حواضن له في كل من تركيا وسوريا بداية وثم الإنتشار الأوسع لاحقا .
وبعد استقراره وعبر نسخه المتعددة في غرب كُردستان والتي أتت كفكرة واعية وخبيثة بذات الوقت من مخابرات النظام السوري والذي هدف منها إلى تحيد الكُرد وإبعادهم كعنصرٍ فعّال في إنجاح الحراك الذي نشب ضده ، وبالتالي جعلهم عنصرٍ فعّال في إفشال الحراك.
وكي لا أقف كثيرا هنا، كان هذا التواجد المستقر وعلى شكل ما سمي بالإدارة الذاتية هو بداية استكمال ما وجدوا لأجله ومنطلقا لتنفيذ جملة ما خطط له ، فبدأت عملية أخطر بكثر مما نظن وذلك عبر جملة من القرارات التي لا تزان بأي قبان ، وطرح أفكار وجعلها ممارسة واقعية ، وخلق أدوات لتنفيذها قسرا كتلك القوى المتعددة الأسماء. سأقف هنا عند الممارسات الأخيرة والتي هي بيت القصيد وعجزه وقافيته . الملاحظ وقبل عمليات الاختطاف الأخير والتي طالت قصّرا لم يتجاوزوا سن البلوغ ، سبقها وتزامنت معها أيضا عدة قرارات بشأن التعليم مثل منع إجراء امتحانات الثانوية العامة لمن هم في الثانويات التابعة لتربية النظام والتي سبقها أيضا عدة قرارات ” قراقوجية ” غايتها التضييق على الطلبة والتلاميذ الذين مازالوا ضمن ثانويات ومدارس النظام ” العدو المفترض هنا ” وهذه كوارث لها غاياتها التي لا تخفى على أي متابع وهي كارثة تفجير التعليم المدرسي والتي قد يراها البعض غير مدروسة ، ولكن شخصيا أخالها ممنهجة. وجل غايتها تدمير عملية التعليم والتي تجلت أيضا بغلق ثانويتين . لطرح الشباب والشابات والأطفال من المدارس إلى الشارع ، وجعلهم فريسة سهلة لالتقاطهم حيث لا خيارات . ومستفيدين أيضا من أن المنطقة تسير نحو كوارث أخرى متزامنة كالبطالة والجوع والتي تفرز عادة ممارسات وظواهر كانت قد اختفت ، كتفشي الجريمة بأنواعها ، القتل ، النهب ،السرقة …….. إلخ . والتي كان المجتمع بمنئ عنها منذ زمن .
إذاً السؤال الذي يطرح هنا هو ! طالما أن الظروف باتت مؤاتية لهم لالتقاط الأطفال والشباب والشابات بكل سهولة ويسر وبقرار منهم أيضا ، لماذا عمليات الاختطاف هذه ؟! والتي قد تهيج الرأي العام الكُردي ضدهم قبل الرأي العام السوري ؟ . في الحقيقة الإجابة عن هذا التساؤل هو تخمين أفرزته مخيلتي بعد أن شاهدت ردود أفعال أمهات المختطفين القصر ! والتي نشرت على صفحات التواصل الاجتماعي ؟ فهل يعقل من أُمٍ أختطف طفلها أن تكون متوازنة إلى هذا الحد في رسالتها المصورة ؟ لا انفعال ، لا وجه مأزوم ولا حتى دمعة ؟! . ولا استجرار عطف الخاطفين إنما تحدٍ بالمتابعة حتى يعودوا الأطفال . ومما أثار استغرابي أكثر أنهم يوجهون تحيات في نهاية الرسالة المصورة وبكل أريحية !؟ . قد يقول سائل إذا تشكك في عمليات الخطف ؟ .
لا يا عزيزي أنها فعلا عمليات خطف ولكن أعتقد أنها ضمن رؤية متكاملة الغاية منها أرسال عدة رسائل وخاصة أن الأمهات وكما تبين أنهم من عناصر المنظومة نفسها أو من المؤيدين الفاعلين قلبا وعملاً . بمعنى أن الارتياح على سلامة أطفالهم مرسوم على وجوههم !؟ .
ربما أُريد من هذه الممارسات الإيهام بان الpyd بجناحيه السياسي والعسكري وكل ما انضوى تحت قبتهم يتركون عباءة القنديليين المعتمة ! وخاصة أن هناك من طرح أو فكرّ علنا أن هذه الممارسات هي قنديليا ولا علاقة لها بالإدارة الذاتية وقواها !؟
وربما أيضا واستكمالا تمهيد الأرضية المناسبة لهم كي يظهروا أنهم تلك الجهة ذات الوجه السموح الذي يجب أن يلتف حولهم وخاصة في أطروحة التقارب الكردي الكردي ، وإظهار الجنرال المعظم كبطل منقذ وخاصة إنه هو من طرح الفكرة القديمة الجديدة وحدة الصف الكردي ، فماذا لو أستطاع إعادة المخطوفين القصّر إلى ذويهم !؟ أو صرّح على الأقل بأنها كارثة هو وأقرانه بريئين منها وسيقف ضدها بكل حزم ؟ أقول ربما كما فعلوها من تغير الموقف أتجاه كارثة عامودة المنفّذة عن سبق إصرار واتفاق كل القادة آنذاك ، والتي برّروها أيضا حين ذاك بأنهم مجموعة شبان خونة ومرتزقة .
وربما أيضا جعل أمريكا وبالاتفاق معها أيضا أن لا تشعر بالحرج من التعاون معهم ودعمهم وخاصة أن الpkk مدرجة على لوائح الإرهاب لديها . فيجب عملية الفصل هذه ولو إعلاميا .كي تنتهي مما تعمل من أجله في سوريا المستقبل . وبعدها لكل حادث حديث ولكل مقام مقال و لكل نتيجة مقدمات .