عبدالرحمن کورکی (مهابادي)*
سلط عدد من الشخصيات المشاركة في المؤتمر الضوء علی أبرز سمات المقاومة الإيرانية في کلماتهم، وأعلنوا دعمهم لمواقف المقاومة الإيرانية وبرامجها من أجل إيران حرة. وأثاروا نقطة مهمة هي حملات الشيطنة والتشویة الواسع النطاق والدعاية الهستيرية لنظام الملالي ضد مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية، وهو ما يعكس من ناحية الوضع الاجتماعي والمكانة الدولية للمقاومة، ويظهر من ناحية أخرى عجز النظام الغارق في الأزمات.
وأکد السیناتور الأمریکي روبرت توريسلي، علی حتمیة انتصار المقاومة الإیرانیة بسبب تمتعها بقیادة فذة للسيدة مریم رجوي وقال: «على الرغم من تعرض حركة المقاومة الإيرانية للخيانة عدة مرات، إلا أنها ستستمر في ذلك حتی یتم تشکیل حکومة حرة ودیمقراطیة في إیران».
وعبّر عن تفائله وأمله بمستقبل الحركة أكثر من أي وقت مضى معللاً الأمر بما یلي:
«لم نساوم أبداً تحت قيادة السيدة مريم رجوي. نحن في أصعب الظروف وأقسی المعاناة والاضطهاد، ومع التضحیة بعشرات الآلاف من الأبطال والشهداء، السلسلة التي بدأت في عام 1981 ولا تزال مستمرة حتى يومنا هذا في شوارع إيران ومدنها، لم نتنازل ولم نساوم للحظة. لهذا السبب علينا أن نحتفل اليوم».
وقالت البارونة سندي ورما، الوزيرة السابقة وعضوة مجلس اللوردات البريطاني، عن المقاومة الإیرانیة ودور السیدة رجوي:
«على الرغم من كل المضايقات المستمرة والمنهجية للنظام الإيراني ضد المقاومة الإيرانية، فإن أختي العزيزة مريم رجوي تقود مقاومة لم تصمت أبداً أمام هذا النظام. في نوفمبر من العام الماضي شهدنا مقاومة الشعب ضد هذا النظام. واليوم، النظام مرعوب من حركة المقاومة المنظمة والدعم المتزايد للمجلس الوطني للمقاومة ورئيستها المنتخبة مريم رجوي داخل إيران، وخاصة بين جيل الشباب. منظمة مجاهدي خلق هي القوة الدافعة للمقاومة الوطنیة».
وأشادت ورما ببرنامج السيدة رجوي المكون من 10 مواد لمستقبل إيران بعد الملالي، مؤكدة أن البرنامج الذي قدمته السيدة رجوي «قد هز أسس النظام وعرّض بقاء هذه الحكومة الدينية للخطر. لم تعد سياسة المساومة مع النظام الإيراني فعالة».
كما حضر المؤتمر ستيف ماکیب، عضو مجلس العموم البريطاني، وقال مشیراً إلی فشل حملات نظام الملالي لشیطنة المقاومة الإیرانیة:
«لم یتمکن النظام الديكتاتوري الإيراني قط من إسكات المقاومة الإيرانية، وهذا يدل على أن لعبة الولي الفقیه قد انتهت. يعرف الشعب الإيراني الآن جيداً أن المجلس الوطني للمقاومة الإیرانیة ومريم رجوي قادران على إدارة بلادهما جيداً. ولهذا السبب يحاول النظام نشر صورة مشوهة للمقاومة ولرجوي في العالم».
وألقت راما یاد، وزيرة حقوق الإنسان الفرنسية السابقة ونائبة زعیم الحزب الرادیکالي، كلمة تحفیزیة في مؤتمر المقاومة الدولي. وقالت مخاطبةً السيدة رجوي:
«لقد كانت تضحياتكم رائعة علی مدی أربعين عاماً من النضال من أجل الديمقراطية والحرية والمساواة، لیس فقط من أجل إیران، ولكن أیضاً من أجل الإنسانية. المقاومة الإيرانية تتماشى مع الحركات الكبرى التي تصنع التاريخ. سيتذكر التاريخ أن المقاومة الإيرانية هي واحدة من أعظم النضالات التي ستغير العالم. من خلال إحداث فرق في إيران، ستغيرون العالم. انتصاركم سيكون انتصارنا،، لکن معاناته سیبقی لکم. في منظمة مجاهدي خلق دفعتم الثمن لكل من هذه الأحداث. بدأت القصة في 20 يونيو 1981. إن قصة هذا النظام هي قصة خيانة كاملة لإناس آمنوا بأنهم سيحققون الحرية بإسقاط الشاه».
وأضافت هذه السیدة الفرنسية البارزة التي أبهرت جميع الحضور بحدیثها:
«ما يخشاه النظام الإيراني هو أن مجاهدي خلق قد جمعوا بين عدة أجيال وجنسيات من خیرة الشعب الإيراني. ما يخشاه النظام هو أن مجاهدي خلق قد استطاعوا إعلاء مبدأ المساواة بين الجنسين بشكل كبير. ما يخشاه النظام هو أن مجاهدي خلق قد استطاعوا التوفيق بين الإسلام والفصل بين الدين والسیاسة، ومحاربة التطرف الديني بشدة. 40 عاماً من نضالكم هو في الحقیقة 40 عاماً من الهزيمة بالنسبة للنظام. صحوة الشباب وتنظيمهم كما لم يكونوا من قبل هو انتصارکم الآخر».
بدورها أکدت السیدة إنغريد بيتانكورت، المرشحة السابقة لرئاسة جمهورية كولومبيا، علی السمة الخاصة بالمقاومة الإیرانیة فیما یتعلق بمكانة النساء في القیادة، وقالت:
«منظمة مجاهدي خلق هي المنظمة الوحيدة في العالم التي أرست المساواة بين الجنسين (الرجل والمرأة) علی أکمل وجه. تخيلوا امرأة تقف ضد النظام الأکثر معاداة للمرأة. امرأة تعرف جیداً کیف لا تسمح للنظام الفاشي باستغلال الإسلام. امرأة تعرف العالم الحدیث جیداً».
کما أكدت هذه الحقيقة السيدة ريتا زوسموت، الرئيسة السابقة للبرلمان الاتحادي الألماني. فقد أشادت في جانب من کلمتها بالقیادة الفذة للسيدة مريم رجوي في المقاومة الإيرانية قائلة:
«نحن نبحث عن نماذج تظهر کیفیة تعامل مختلفة بین الرجال والنساء. ونموذجکم المتلألئ هو السيدة مریم رجوي. لأن هدفها الرئيسي هو التأكيد على المساواة والتقییم المتساوي والاعتراف الرسمي العادل للرجال والنساء في المناصب القیادیة ولیس في المناصب الأدنی فحسب. إن المساواة بين الرجل والمرأة هي أهم رأس مال لكم من أجل الحرية والديمقراطية المستدامة في إيران وفي جمیع أنحاء العالم».
وحول الجهود المضنیة التي يبذلها نظام الملالي علی صعید شیطنة المقاومة الإيرانية وتشویه صورتها، قالت الدکتورة مارغریتا دوران وادل، وهي مؤرخة وصحفیة وسناتورة من إسبانیا:
«عندما كنت صحفية، أدركت جيداً أن الدیكتاتوريين يستخدمون الدعاية ضد شعبهم، وقد رأيت ذلك جيداً في حالة النظام الإيراني. رأيت كيف استخدم النظام البروباغاندا ضد المقاومة بکثرة. الحقیقة أن النظام الذي یخشی بدیله هو من یقوم بإنفاق مبالغ طائلة علی تشویه مقاومته، وبالطبع نحن لسنا سُذّج کي ننخدع بهذا».
من جانبه، أکد الوزیر الأردني السابق، فیصل الرفوع، في کلمته، علی سمتین مشترکتین لسیاسة نظام الملالي یتمثلان في الدور المدمر للنظام في الشرق الأوسط وزجّ الشعب الإيراني العزل في مواجهة كورونا. وقال:
«لقد أنفق النظام الإيراني مليارات الدولارات على الإرهاب في زمن كورونا، في حين أن العديد من الناس في إيران یقعون ضحایا لکورونا، كما وقع العدید من السجناء في السجون الإیرانیة ضحية لكورونا. إنفاق 30 مليار دولار للحفاظ على ديكتاتورية بشار الأسد وعلی الحرب التي یشنها النظام ضد الشعب السوري، يظهر أن النظام الإيراني غير مهتم بإنقاذ أرواح الشعب الإيراني، وأن النظام وفيروس كورونا يعملان معاً ضد الشعب الإيراني».
یُتبع..
.
@m_abdorrahman
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.