متى يتحضر المخلوق التركي ويستخدم عقله بدل يديه؟

محمد مندلاوي
قبل عدة أعوام سمعت تصريحاً عنجهياً لمسئول تركي في جمهورية الأتراك، قال الآتي: لو كوردستان على القمر لم ولن نقبل بها!. إن هذا التصريح العنصري المقيت، يكشف لكل ذي عينين، مدى الكراهية، والضغينة، والحقد الطوراني الأعمى التي يحملها المخلوق التركي البغيض في داخله ضد الشعب الكوردي الجريح. إذاً، عزيزي المتابع، المسألة ليست حزب العمال الكوردستاني  كما يزعم السلطان رجب طيب أردوغان وحاشيته وبعض الكورد الجنسية. إن المسألة، هي وجود الشعب الكوردي على أديم وطنه كوردستان، وإلا، لماذا يلقي سلطان أردوغان بممثلي الشعب الكوردي في ما يسمى بالبرلمان التركي في غياهب السجون دون أية تهمة تذكر سوى أنهم كورد لا غير؟! وهكذا، طرد أردوغان رؤساء البلديات الكوردية، من مناصبهم الخدمية، ومن ثم أمر باعتقالهم ظلماً وبهتانا، وهم مختارون من قبل الشعب لشغل هذه المناصب الخدمية، ونصب مكانهم أشخاصاً أتراك… أرسلهم من أنقرة إلى هذه البلديات الكوردية وأطلق عليهم الاسم التركي السمج “قيوم”.
حقيقة أن ما يقوم به هذا التركي المعتوه من جرائم بشعة ضد شعب آمن شيء يغيض الإنسان المتحضر في القرن الـ21، تارة يجتاز أراضي دولة مثل سوريا معترف بها من قبل المجتمع الدولي ويستقطع أجزاءً كبيراً من أراضيها -غرب كوردستان- ويضمها إلى كيانه التركي الغاصب، ويضطهد أهلها الكورد، لم يقف عند هذا الحد،بل أجرم حتى بحق الطبيعة، حين جاء بالجرافات وجرف بساتين ومزارع الكورد المغضوب عليهم وساواها مع الأرض دون أن يسأله هذا المجتمع الدولي المنافق في محافله التي صارت تشبه دور البغاء ما ذنب الطبيعة كي تقتلها؟. لماذا لا يسأل العالم من هذا الجورجي المستترك المدعو رجب، ما الغاية من كل هذه الاعتداءات والجرائم السادية ضد الأطفال، والنساء، والشيوخ وكل مفردات الطبيعة الجميلة؟؟!!. لما لم يسأله هذا المجتمع الدولي العاهر، لماذا يحتضن الكيان التركي اللقيط 22 تنظيماً إرهابياً تقوم على مدى الساعة بقتل الأبرياء الكورد بدم بارد؟! ويقدم لهم الكيان المذكور ربيبة العم سام علناً كل أنواع الدعم المالي والعسكري، وضمير هذا المجتمع الدولي… في إجازة!!. وفي جنوبي كوردستان، منذ بداية التسعينات القرن الماضي احتل الكيان التركي أجزاءً منه وأقام عليها 19 معسكر ومقر استخباراتي، والكيان العراقي لم ينطق ببنت شفة حول هذا الاحتلال التركي، لسبب معروف سلفاً، لأن هذا الاحتلال البغيض يستهدف الشعب الكوردي، الذي يتمنى العراق لو الشيطان يأتي ويبيد هؤلاء الكورد من الوجود، لأنه هو الآخر -العراق- محتل ومغتصب لجزء من كوردستان كما هي الكيانات الأخرى المصطنعة سوريا، وتركيا، وإيران. إما الاتحاد الأوروبي، كما فعل أهل الكوفة مع الحسين بن علي قلوبهم معه وسيوفهم عليه، هذه هي سجية بلدان الغرب… يواسون الكورد في بعض بياناتهم، لكن في السر والعلن يزودون الكيان التركي الطوراني بكل الوسائل والأدوات التي يحتاجها لقمع الشعب الكوردي، وذلك من خلال تقديم أسلحة فتاكة له، وإعطائه أولوية اقتصادية الخ. لاحظ عزيزي القارئ النفاق الغربي. إنك ترى هذه الأيام عويل الغرب، عن ما تقوم به الكيان التركي من جرائم يندى لها جبين البشر في دولة ليبيا التي بفضل السلطان أردوغان صارت المنظمات الإرهابية على أبوابها وتهدد حدودها مباشرة. لكن، في مكان آخر، تجد أن الغواصات التركية والإيطالية تقومان بتدريبات بحرية مشتركة في عرض البحر الأبيض المتوسط، ويضيف المصدر: وذلك في إطار تعزيز التعاون بين البلدين؟؟!!. هذا هو الغرب… من أجل مصالحه الاقتصادية يضع يده في يد مجرم تركي ملطخة بالدماء!. حقيقة صرنا لا ندري، أين حقوق الإنسان التي يتشدقون بها!! هل أن الكورد ليسوا ضمن المجموعة البشرية على هذا الكوكب! مع أنهم -الغرب- يدافعون حتى عن الحيوان، إلا أنهم يسكتون عن إبادة الشعب الكوردي المسالم سكوت أهل القبور؟؟!!. أبصق على هذا العالم المنافق، الذي لا يجيد غير لغة الأرقام. لو كانت للشعب الكوردي منظمات وأحزاب إرهابية كالقاعدة، وداعش، وحزب البعث، وحزب الله وغيرها لاحترمه العالم… بشرقه وغربه ورفع له القبعة، لكن هذه هي أخلاق وسلوكيات الشعب الكوردي لا تسمح له منظومته الأخلاقية والفكرية من استهداف الأبرياء قط. الم تشاهدوا إبان المؤامرة الدولية على القائد (عبد الله أوجلان) وتسليمه إلى تركيا، كيف أن ثلاث وسبعون من أبناء الشعب الكوردي حرقوا أنفسهم في شوارع وساحات البلدان الأوروبية، لكنهم أعرضوا عن استهداف الأبرياء، فضلوا أن يظهروا للعالم مدى الحيف الذي لحق بشعبهم وذلك من خلال تقديم حياتهم قرباناَ على مذبح التحرر من الاحتلال التركي البغيض من أن يستهدفوا مواطناً غربياً بريئا. أين أنتم من هذا يا شعوب العالم؟ شعب يقوم أبنائه بقتل أنفسهم حرقاً وذلك بسبب غبن وظلم العالم له، وتحديداً غبن وظلم الدول الغربية له، لكن في المقابل، تأبى أبناء هذا الشعب العريق أن تقتل شخصاً بريئا؟. هذه هي الشيمة الكوردية تعلموها يا من تتشدقون بالحضارة والتقدم وحقوق الإنسان. حقاً كما قيل: ليس للشعب الكوردي صديق سوى الجبل. حيث يشاهد العالم هذه الأيام من خلال وسائل الإعلام كيف أن طائرات الـF16  الترکیة تستهدف حتى المزارعين الكورد في جنوب كوردستان وهم في مزارعهم، وتستهدف القرويين في قراهم، أو في طريقهم إلى مزارعهم الخ. كل هذا والعراق لا يريد أن يقدم شكوى إلى مجلس الأمن ضد الكيان التركي الغازي. يا ترى بماذا يفسر هذا؟ كيان غاصب، طائراته قصفت مخيمات للآجئين الكورد بعمق 190 كيلو متر، وقواته البرية دخلت في أراضي الإقليم بعمق عشرات الكيلو مترات، إلا أن بغداد لا تحرك ساكنا!!. طبعاً بالتوازي مع الغزو التركي لجنوب كوردستان بدأت القوات الإيرانية هي الأخرى بقصف القرى الكوردية في منطقة (حاجي عمران) التابعة لمحافظة أربيل. 
أرجو من القارئ اللبيب أن يقرأ ما بين السطور وما خلفها جيدا حتى يلم بحيثيات اللعبة القذرة التي تقوم بها تركيا الطورانية ضد الشعب الكوردي الجريح في عموم كوردستان.
الأقوياء بكل أرض قد قضوا.. أن لا تراعى للضعيف حقوق. (جميل صدقي زهاوي)
24 06 2020

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…