دفــاعــا عـن الاشتراكية …!

دهام حسن

كنت قد شرعت بإعداد بحث طويل نسبيا تحت هذا العنوان ، لكني استعضت عنه بعرض لأهم الأفكار ، التي شملها البحث ، حتى لا أثقـل على القارئ بالإطالة والتفريعات..
بعد  انهيار الاتحاد السوفييتي ، ودون الخوض فيما نراه من أسباب، تعرضت الماركسية  كنظرية، والاشتراكية كنظام اجتماعي للنقد والنقد العنيف ، بل التهجم من قبل أطراف عديدة ، فخصوم الاشتراكية الدائمون ، تهللوا لسقوط الاتحاد السوفييتي ، وعـدوه سقوطا للاشتراكية كواقع وفكر، وبأنها – أي الاشتراكية- إقحام على التاريخ البشري ، وأعادوا إلى الأذهان ، ما كان يقوله اقتصاديوهم منذ عهد ماركس عن أفضلية النظام الرأسمالي ، وعن أبديته ، واستحـالة تجاوزه
معتبرين علاقات الإنتاج ، كما نقـل عنهم ماركس: “قوانين طبيعية مستقلة عن تأثير الزمن ، إنها قوانين أبدية لا بد دائما أن تحـكم المجتمع” (1)هذا الفريق هو لسان حال النظام الرأسمالي ، وحامل أيديولوجيته ، ومن الطبيعي أن لا نتوقع منه  غير هذا الموقف ، فهـو لم يهادن يوما في صراعه ضد الفكر الاشتراكي، هـذا الفكر الذي يؤكد على حتمية انهيار الرأسمالية ، وإحلال الاشتراكية محلها.
ثمة طائفة من الذين نلتقي بهم  يوميا هؤلاء لا يتوقفون عن التهجم على الاشتراكية بكثير من المغالاة والتحامل والقسوة ، منطلقين في الغالب من قضاياهم ، ومن زوايا ضيقة لها طابع  الخصوصية ؛ فابتلاؤهم بنظم شمولية استبدادية ، وتعرضهم لمظالم ، وغياب نظم اشتراكية كقدوة ومثال ، متمتعة بالقوة  والاستقرار ، لتكون بالتالي قادرة على نصرة قضاياهم العادلة ، وتخبط بعض الأنظمة “الاشتراكية ” وأيضا بعض الأحزاب الماركسية في مواقفها ، ماضيا  وراهنا ، وحيث أن الغالبية من هؤلاء المتهجمين ، تفتقر إلى إرث ثقافي كاف، ومنطق فكري  واضح ، وجهلهم  بالماركسية ، أو معرفة  سطحية بها ، راحت هذه الطائفة تفيض بالتهجم  والتجريح على الاشتراكية ، وتنظر إلى التجربة السوفيتية كمثال وبمثابة تجسيد للاشتراكية ، أو بمعنى آخر ، تحصـر الاشتراكية في التجربة السوفييتية ، فتتخذها كمثال وأي مثال ، !  ومن هنا يتوسع المجال للتهجم ..
ليس هدفنا هنا هو عرض المواقف المختلفة أو الرد عليها، جل ما نبغي هو ألا يتسرع أحد  يخوض مسألة نقد الاشتراكية  بإصدار أحكام اعتباطية ارتجالية ، دون قراءة الماركسية  في إطارها التاريخي ، ومناولة الاشتراكية عن معرفة ، ودراستها كعلم ، وألا يحصر الاشتراكية  في التجربة السوفياتية …
لقـد عـدد ماركس و إنجلز في البيان الشيوعي مجموعة من الاشتراكيات وعدها جميعها  رجعية هي: الاشتراكية الإقطاعية ، الاشتراكية البرجوازية الصغيرة ، الاشتراكية الصحيحة ، الاشتراكية المحافظـة ، الاشتراكية الطوباوية (2).

من هنا يمكن أن تطلق تسمية أخرى على  الاشتراكية السوفياتية ولتكن – كما قيل فيها – ” اشتراكية الدولة “….
عندما نقول ينبغي دراسة الاشتراكية كعلم ، نعني بذلك أن الاشتراكية بنيت على أساس تحليل  حركة التاريخ أي أن التاريخ البشري ، هو عملية  تطور موضوعية ، وأن الصراع الطبقي هو  القوة المحركة لهذا التطور ، والفضل  لهذا الاكتشاف يعود إلى ماركس ، الذي رأى أن الناس من خلال إنتاجهم للخيرات المادية يدخلون في علاقات اجتماعية ، وتناقضات ، فتتشابك  قوى لا حصر لها ، وتتفاعل في صراع تتمظهر على شكل معسكرين ، هما قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج ، فيتمخض عن هذا الصراع حدث هذا الحدث الوليد هو التاريخ.

يقول إنجلز: “يوجد  عدد لا يحصى من القوى المتشابكة… ومن هذا التشابك تنجم  قوة محصلة واحدة هي الحدث  التاريخي” (3).


من خلال الفهم المادي للتاريخ ، أفرزت الماركسية أربع تشكيلات اجتماعية اقتصادية  ،  تعاقبت عبر التاريخ  البشري هي: البدائية  أو المشاعية ، والعبودية ، والإقطاعية ، والرأسمالية.

ولما كانت على إنتاج الخيرات المادية تتوقف الحياة الاجتماعية ، وبسبب التناقضات بين شكـل الإنتاج الاجتماعي، وشكل الاستملاك الفردي عول ماركس و إنجلز على دور الجماهير الشعبية تاريخيــا في تغيير أسلوب الإنتاج؛ من هنا يكون التحول من تشكيلة  إلى أخرى صيرورة تاريخية ، فما جرى للتشكيلات الثلاث الأولى ، من نفي ديالكتيكي ، لا بد أن ينسحب هذا القانون على التشكيلة الاجتماعية الاقتصادية للنظــام الرأسمالي ، ليفسح الطريق بالتالي أمام انبثاق تشكيلة جديدة أي مجتمع جديد ونظام جديد، وعلاقات اجتماعية جديدة ، مذكرين بأنه في ظل النظام الرأسمالي يشهد العلم والتكنولوجيا مستوى رفيعا من التطور بالترافق مـع بلورة التناقضات ، ووعي طبقي ملحوظ ، مما يمهد الطريق أمام انبثاق الشيوعية كفكر.

ومن ثم التسيد كنظام
من المعلوم أن العلم والتكنولوجيا من العناصر الأساسية التي ساهمت في صياغة الماركسية ، فالاشتراكية لا تبنى على هيكلية متخلفة لدولة أو دول ما ، فهي كما يقول إنجلز: “نتيجة لقيام  الصناعات الضخمة وتوابعها” وهذه مسألة مهمة ، يجب أن يعيها أي باحث أو دارس عن استحالة تحويل المجتمع تحويلا  شيوعيا ، دون بلوغ الرأسمالية مرحلة متطورة صناعيا، وبهذا الصدد يقول ماركس : “لا يمكن القضاء على الملكية الخاصة إلا في ظروف تطور الصناعة الضخمة” (4) ومن خلال هذا السياق، تطفو فكرة أخرى لا بد من التذكير بها وهي أهمية الملكية الخاصة في بعض المراحل وضرورتها لتطوير القوى المنتجة ، والتي على عاتقها  مع  عناصر أخرى تقع مهمة التغيير ، ويمكن لنا أن نصوغ الفكرة بعبارة أخرى ، أي عدم إمكانية بناء الاشتراكية إلا عندما تتطور الرأسمالية ، وهذا ما أخذه إنجلز على الطوباويين ، بأنهم لم يفهموا ذلك ، أما تحديد معالم الطريق باتجاه الاشتراكية ، وبيان مساره الصحيح والأكيد ، والتكهن بتفاصيلها ، فهذا أمر لا يمكن الإحاطة به أو الادعاء بمعرفته تماما ، بل هو مهمة الجيل الذي يعايش التجربة ، ويتوقف على الأشياء الملموسة و”يعتمد على تجربة الملايين الذين يغذون السير إليها” كما يقول لينين.
إننا نحمل الفكر الاشتراكي كثيرا من “الخطايا ” والتهم دون دراسة  أو تمعن في هذا  الفكر المتجدد دائمـا..

فالماركسية لا تعرف النصوص الثابتة ، ولا تقر بحالة التشبث بنظرية الأمس ، والبحث في طياتها عن معالجة لقضايا تطرحها الحياة يوميا.

إن هذا إساءة للماركسية ، فالماركسيون دائما في معالجاتهم ينطلقون من الواقع ومفاهيمهم – كما يقول لينين –  ليست ” سوى التعبير الإجمالي عن الظروف الواقعية” ليست هناك نظرية متكاملة – رفعت الأقلام وجفت الصحف – فالتجدد والتغيير هما جوهر الماركسية ، وهذا ينسحب على كل المجتمعات بما فيها المجتمع الاشتراكي ….

جرت مناقشات على صفحات جريدة “منبر برلين الشعبي” حول كيفية توزيع المنتجات في المجتمع المقبل “الاشتراكي” وتساءل المتناقشون فيما إذا  كان التوزيع يتحقق وفق كمية العمل أم بطريقة أخـرى ؟ فاستغرب إنجلز كيف أن “جميع  المشتركين في النقاش لا يعتبرون المجتمع الاشتراكي شيئا يتغير ويتقدم باستمرار ، بل  يعتبرونه شيئا ثابتا أقيم مرة واحدة وإلى الأبد ، وأنه ينبغي له بالتالي أن يكون لديه كذلك  أسلوب للتوزيع أقيم مرة واحدة وإلى الأبـد” (5).

إذا..

فالمجتمع الاشتراكي “مثله مثل كل  نظام اجتماعي آخـر قابل لتغيرات وتحولات دائمة” (6) وهذا يدحض المزاعم عن أبدية أي  نظام رأسماليا كان أم اشتراكيا.

وحري بنا ونحن قـد شهدنا تجارب الاشتراكية تتهاوى بسبب التناقضات الداخلية بل المعضلات الداخلية أساسا، أن نقر بما قاله الدكتور سمير أمين في كتابه – ما بعد الرأسمالية – “الاشتراكية هدف اجتماعي لا زال مشروعا مستقبليا أمامنا وليس  نموذجا محققا موجـودا يمكن الاكتفاء بالتمثل به ” (7) لماذا ذلك ؟ لأن الاشتراكية ليست الزهد والتقشف، بل هي الوفرة والبحبوحة ، الاشتراكية بعيدة عن الاستبداد ، والأنظمة الشمولية ، بل هي نظام ديمقراطي ينشد المساواة، والعدالة الاجتماعية، يتم  فيها التوزيع العادل للثروة ومراعاة مصالح الشعب ، لا مراعاة نخبة بيروقراطية متسلطة غير منتجة، الاشتراكية هي مملكة الحرية “حرية الشعب في التصرف بشؤونه العامة وبقضايا دولته” (8)الاشتراكية هي مزيد من الديمقراطية ، ولا يمكن السير نحو الاشتراكية  بدون ديمقراطية ، يقول  لينين:  “من يرغب السير نحو الاشتراكية سالكا طريقا آخر غير طريق الديمقراطية السياسية فإنه سيحقق نتائج سخيفة ورجعية سواء في المجال الاقتصادي أم السياسي” (9) الاشتراكية  اقتصاد ضخم وتكنولوجيا متطورة ، هي القدوة هي المثال ..

الاشتراكية تنبثق من الواقع ولا تبنى بأوامر ؛ ففي نهاية الستينيات ، أي بعد مضي حوالي نصف قرن على ثورة أكتوبر ، طرح القادة السوفييت صيغة “الاشتراكية المتطورة” وإن تخلوا عنها فيما بعـد، ومن الطريف أن الفترة نفسها أي فترة نهاية الستينيات ومطلع السبعينيات، وصفها المفكرون والاقتصاديون بفترة الركود؛ لكن القادة السوفييت كانوا يستعجلون الزمن، وهنا يحضرني قول بسمارك: “يقـدم الناس ساعاتهم إلى الأمام متصورين أنهم  بهذا يعجلون سير الزمن” …
إننا  اليوم عندما نندار إلى الأنظمة الرأسمالية ونؤخذ مبهورين بما  تحقق في الغرب من  إنجازات ضخمـة في مختلف المجالات، وعلى أكثر من صعيد ، كل ذلك له ما يبرره وله أسبابه، ففي مجال الاقتصاد والصناعــة مثلا… استطاعت الرأسمالية أن تستفيد من العلم   والتكنولوجيا ، وأدخلتهما في حيز الاستثمار ، لأن وجـود التكنولوجيا المتطورة ، مسألة حياة  أو موت بالنسبة للرأسمالية ، فمن لا يجدد التكنولوجيا سيتنحى بعيدا عن المنافسة ، أي عن السوق.

أما في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان فمن العسف والتجني أن ينسب ما تحقق إلى  النظام الرأسمالي واعتباره منحة ، إنه دون شك  نتيجة نضالات وتضحيات عظيمة ، من قبل  قوى الجماهير الفاعلة ، وفي مقدمتها الطبقة العاملة ومن ضمنها الماركسيون، ودليلنا على ذلك هو طبيعة النظام الرأسمالي ، وما عانته هذه الجماهير الغفيرة في فجر الرأسمالية ، لقد كانت  ساعات العمل تتراوح مابين – 12 و 14– ساعة  في اليوم لقاء أجـر زهيد ، وكان الأطفال  يتعرضون للقسوة والعذاب أثناء العمل ، تعرض سكان أمريكا الأصليون للإبادة، تم  نهب المستعمرات ، لم تخل الساحة الأوربية من الحروب طوال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ، الحربان العالميتان في النصف الأول من القرن  العشرين ، حرب فيتنام ، الأمــة العربية كلها  تقاسمها المستعمرون ، لم  تعرف المرأة المساواة ، ولم يحق  لها  خوض الانتخابات إلا متأخرا، الرأسمالية الغربية زرعت إسرائيل، ورعتها وشردت الفلسطينيين؛ فهل يمكن لأحـد أن يقول أن الرحمـــة والشفقة دخلتا قلب بسمارك، عندما سعى إلى سن تشريعات للحد من المظالم، فاعتمد تشريعات ضــد الحوادث والمرض والشيخوخة والإعاقة  ؟ أم أنه استشعر الخطر من الأفكار الثورية النابعة من مواطنه كارل ماركس ومن اليقظة المتزايدة للطبقة العاملة الصناعية ؟ (1.)   
زوروا مؤسسات القطاع الخاص المختلفة في دمشق مثلا ، سوف تفجؤكم الأجور المتدنية  للعاملات والعاملين وفي ظل غياب تنظيمات نقابية  قوية ، و تأمينات اجتماعية جديرة  ، عندها سوف تتبينوا حقيقة هؤلاء الرأسماليين الصغار الذين لا يعرفون الرحمة ، ومتى تحقق لهؤلاء أجر مناسب ، وسنت تشريعات تحميهم ، وترعى حقوقهم ، فاعلم أن المطالبة تجسدت في قوة جماهيرية ومؤسساتية غـالبة ، انتزعت بعض الحقوق من أولئك الطواغيت الأقزام لا منة ولا منحة… تلكم  طبيعة الصراع ، وذلكم ديـدن الرأسمالية والرأسماليين في كل زمان ومكان…..

Daham46@hotmail.com

الهوامش :
1 – ماركس ، ميتافيزيقيا الاقتصاد – الملاحظة السابعة .
2 – ماركس وإنجلز – البيان الشيوعي .
3 – ماركس و إنجلز –  مختارات  ج4 ص173
4 – من كتاب – الحركة العمالية …..

– تعريب د .

نجاح الساعاتي  ص464
5 – ماركس و إنجلز – مختارات ج4  166 – 167
6 – المرجع السابق ج4 ص .169
7 – راجع  مؤلفه ما بعد الرأسمالية .
8 – لينين من كراس بصدد الديمقراطية الاشتراكية  – نشر وكالة نوفوستي  ص 9
9 – من كراس بصدد الديمقراطية… ص 6 – 7

10 – راجع سلسلة عالم المعرفة ( تاريخ الفكر الاقتصادي ) ص 234

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…