بهزاد عجمو
نشعر بالخزي والعار عندما تأتي دول من اقاصي الدنيا لفض نزاعاتنا وحل مشاكلنا وتقريب وجهات نظرنا والتحكم بمصيرنا في ظل غياب الإرادة والادارة لدى معظم الكورد لاجتياز هذه المرحلة الحساسة والمصيرية لإيصال القارب الكوردي الى بر الأمان حيث كنا نتمنى ان يعمل العقل الكوردي ولو لفترة زمنية لتحقيق بعض الانجازات حيث منذ الخليقة فان العقل الجمعي الكوردي عاطل عن العمل باستثناء بعض الفترات من التاريخ عمل العقل الفردي ولكن هذا العقل كان مثل الشهب سرعان ما انطفأت ولو عدنا الى التاريخ منذ آلاف السنين وحتى الآن فان اسباب النكسات والاحباطات والفشل والهزائم هي نفسها اي بمعنى أخر فهي تتكرر وثقافة الاخوة الأعداء هي السائدة وهي المتحكمة بالعقل الكوردي وتدفعه الى الهاوية وبقاء الكورد في الدرك الاسفل بين شعوب العالم قاطبة
وكنا نتمنى ان يسأل معظم الكورد انفسهم لماذا نحن في هذا الواقع هل السبب هي القيادات الغير مسؤولة وأن معظمهم غير مؤهلين لادارة دفة القيادة أم السبب هو بان الواقع الكوردي هو واقع مريض يسهل اختراقه من الاعداء ام السبب هو ثقافة عامة الشعب لان القيادات قد خرجوا من صفوف هذا الشعب ولم يأتوا من كوكب أخر ام السبب بان من يستولي على السلطة يعتبرها غنيمة و يعمل على تهميش واقصاء الأخر ام السبب هو الانانية وحب الأنا الأعلى عند معظم الكورد ففي هذه اللحظات المصيرية ينبغي ان نسأل كل هذه الاسئلة انفسنا فإذا لم نسأل أنفسنا خلال هذه الفترة فمتى سنسأل أنفسنا لكي لا يفوتنا قطار الحرية ونضع ذرائع مثل الظروف الدولية والمؤامرات فالعقل الكوردي هو الذي يضع القضية الكوردية في شباك المؤامرات وهو الد الأعداء وهو يسبب للكورد الاحباطات و الانتكاسات والانكسارات والتفتت والتشرذم والصراعات وعندما نضع هذا العقل في قفص الاتهام ونحاكمه بذلك ستكون الخطوة الأولى بالسير نحو الطريق الصحيح .
فالمعضلة التي نعيش بها باتت معروفة لدى القاصي والداني في هذا العالم فيقول الباحث الامريكي ( كورد سمان ) : (( لا يوجد للكورد اصدقاء حتى هم انفسهم ليسوا اصدقاء بعضهم البعض ))
لو تأملنا السطر الاول من هذه المقولة (( لا يوجد للكورد اصدقاء )) اي ان الامريكيين لم يكونوا يوماً اصدقاء للكورد و باعترافهم هم ومن افواههم ندينهم وقد ظهر ذلك جلياً قبل عامين بعد الاستفتاء الذي جرى في اقليم كوردستان وكيف خذل الامريكيين حكومة الاقليم وظهروا على حقيقتهم وفي اجندتهم الابقاء على هذه الورقة غير محروقة كلياً واستخدامها عندما يلزمهم وضد من يقف امام مشاريعهم اما مصالح الكورد الوطنية فهي ليست في استراتيجيتهم وهم مستعدون ان يتخلوا عن الكورد في احلك الظروف كما حدث في نكسة عام 1975 م .
فهل وضع قادتنا السياسيين في حساباتهم بان الامريكيين سيتخلون عنهم يوماً ما لان في السياسة يجب ان تضع كل الاحتمالات .
اما روسيا فتاريخها العدائي للكورد معروف منذ جمهورية مهاباد عام 1946 م ومروراً بما تصرفوا به مع البارزاني الخالد ورفاقه في الاتحاد السوفيتي السابق في عهد ستالين فالعقلية الستالينية مسيطرة على الفكر السياسي الروسي فهم ينظرون الى الكورد بشكل عام كما كان ينظر ستالين الى الكورد في السابق إذا نصل الى نتيجة بان لا الامريكيين ولا الروس هم اصدقاء للكورد ولا الكورد هم اصدقاء بعضهم البعض لان عقلية قابيل الذي قتل اخاه هابيل هي المسيطرة لدى الكثيرين من الكورد ومن الصعب ان يتخلوا عن هذه العقلية لذا فنحن امام معادلة صعبة الحل ولن تكون هناك دولة صديقة للكورد ما دام هم ليسوا متفقين ومتحدين وفي هذا العالم لا يوجد اصدقاء للضعفاء ونشعر بالحزن والاسى عندما يجتمع الطرفان المتخاصمان في قاعدة امريكية وتحت ظل البندقية ( M.16) وبمبادرة من العراب الامريكي الذي يعطي الاولوية لمصالحه ولو عدنا الى جذور الخلافات بين الطرفين فهو ليس خلاف ايديولوجي ولا فكري بل هو خلاف على السلطة والغنيمة وكأن ثروات هذا الوطن هو حق مكتسب لهم وليست للشعب الذي يعاني الامريين في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة وتشرد بسببها في أرض الله الواسعة للبحث عن لقمة العيش وتوصلوا الى قناعة مؤسفة بان هذا الوطن وثرواته هي ليست لهم وبأن القيادات السياسية يعتبرونهم مثل الأغنام تأكل وتنام وان هذه القيادات تأخذ شرعيتها ليست منهم بل من سلاح الاجنبي وانهم اصبحوا غرباء في وطنهم بدل ان يكونوا شركاء في هذا الوطن وكل الاطراف السياسية لا يقبلون الشراكة لا مع الطرف الاخر ولا مع الشعب وهنا مربط الفرس واصل الداء وجذور الخلاف وقد يستطيع الامريكيين إطفاء النار سطحياً ولكن ستبقى النار تحت الرماد وبنفخة بسيطة من الاعداء سرعان ما تشتعل النيران هذا ما عرفناه من تجربة اقليم كردستان لذا فأن الشعب لا يضعون آمالاً ولو قليلة على وحدة الصف الكوردي لانهم قد اختبروا هذه القيادات في السابق وان الشعب قد وصل الى مرحلة الاحباط ( فالج لا تعالج ) وكنا نأمل من المثقفين الكورد ان يكون لهم دور في تقريب وجهات الطرفين ونقول لهؤلاء المثقفين أو بالأحرى انصاف المثقفين لقد اصبح بعضكم ابواقاً رخيصة لمن يدفع لكم من الاطراف السياسية حيث كنا نأمل ان تكونوا منارات يهتدي بكم الشعب في أحلك الظروف .
وفي هذه الظروف الاقتصادية الصعبة بعد ان تخلت القيادات السياسية عن الشعب نقول للتجار الكورد اتقوا الله واثبتم بأنكم لصوص ومصاصي دماء هذا الشعب البائس وتتاجرون بلقمة عيشه فعودوا الى ضمائركم هذا إن كان بقى لكم شيء من الضمير والأخلاق والقيم الإنسانية وانكم اقرب الى صفات الوحوش الكاسرة ( دراكولا ) ولا تشبعون من دم اخوتكم .