كاوار خضر: تجمع الملاحظين
تسند الأخت الكريمة نوروز صعوبة الوصول إلى اتفاق بين المتحاورين الكرديين إلى كون حزب الاتحاد الديمقراطي لن يرغب في الانفكاك من تبعيته لقنديل. نوافقها في الرأي، هذا لا يعني أن الحزب لن يرضخ لضغوطات أميركا. العلة ليست في الوصول إلى اتفاق؛ إنما في مدى ارتباط هذا الحزب بالمصلحة الكردية! ضغطت أميركا على المام جلال والكاك مسعود -اقتضاء لمصلحتها- فاتفقا؛ ولكن في الاستفتاء لم يلتزم أتباع المام بما تقتضي المصلحة الكردية. وضاعت كركوك والحصة من البترول وصلاحيات الإقليم، كما ضاعت الأراضي المتنازع عليها، بعد أن ضمها الإقليم إليه إثر دحره لداعش.
إذا أردنا أن نرقى بمستوى وعي جماهيرنا ويكون ذلك مواكبا للعصر، علينا إحاطته بما يسلحه ليقف على قدميه في رؤاه لمصلحة القضية. فالدعوة إلى الاتفاق بشكله المطلق والمجرد قد لا تؤدي المطلوب كما ينبغي. درءا لمثل هذه الأمور، وفي مثل هذه الحالات التذكير بالجبلة هو المفيد.
كلنا يعلم إن اتفاق المام والكاك استدعتها مصلحة أميركا، وليست مصلحة الكرد. لكي نكون منصفين أن الأخت الكريمة ذكرت التقاء المصالح بيننا وبين أميركا، ولكن السؤال هنا هل المتحاوران على قدر المسؤولية حتى لا يضحيان بمصلحة القضية من أجل أميركا؟ نرى أنه كان من الأجدى تبيان العوامل الممكنة كي لا تقايض أميركا بنا، كما حصل في العام 1975م، ومن ثم ترامب حين صرح أن الذين خدموا أميركاه كانوا من أجل المال، وأنهم أشرّ من داعش.
ولا يخفى إن فوز ترامب المشكوك فيه بالتدخلات الخارجية لصالحه، شكل حلفا إعلاميا وجماهيريا ضده. وهم من أجبروه ألا يتخلى عمن خدموه على حساب اثني عشر ألف قتيل وخمسة وعشرين ألف بين جريح ومعوق من الشعب الكردي. وتاريخ الحركة الكردية في العراق قبل بيان الحادي عشر من آذار، وبعد عقد ونصف من النضال لم يبلغ هذا المبلغ من القتلى والجرحى.
وتزويد القراء الكرام بالحقائق، هو لصالح القضية، وتغافلها أو عدم ذكرها، في هذه الحالات، تكون الفائدة للعدو، وليس للكردي، بل يزيد من مطلقيته، ويعيش في العموميات.
قد يتظاهر حزب الاتحاد الديمقراطي بفك ارتباطه مع قنديل نتيجة الضغط الطارئ؛ وحين تحين الفرصة سيظهر الارتباط من جديد، كما حصل في استفتاء الإقليم.
علينا النأي بأنفسنا عن هذه المطلقات والمجردات، التي أهلكتنا.
يتبع
rawendkurd3@gmail.com