إبراهيم اليوسف
إلى روح زميلنا نديم يوسف الذي قتل برصاصة هولندي مهووس
يعاتب كثيرون من بيننا: عوام ونخباً ثقافية وسياسية بالقول: إن المثقف الكردي لم يلعب دوره خلال فترة السنوات العشر الماضية، وبقي مهمشاً، وهذا الكلام بحاجة إلى حوار، وتدقيق، إذ لا موقف واحداً يمكن سحبه على المثقفين كلهم- وأعني الكتاب والصحافيين- منتجي الكلمة، بل إن هناك أكثر من تصنيف لهم، لاسيما إن بعضنا، ومنذ أن انكسر جدار الخوف راح يبحث عن مكان لذاته ” وأين أنا إذاً؟” وهومن حق كل منا، إلا أنه كان عليه أن يسأل” وماذا قدمت وأقدم لشعبي من انخراط مباشر في الموقف”، ناهيك عمن انشغلوا منذ اللحظة الأولى بأهلهم، وضرورة اتخاذ موقف.
أتذكر، منذ الأيام الأولى للثورة السورية وجهنا هذا البيان إلى الأحزاب الكردية “التقليدية” المعروفة- والتقليدية هنا أعني بها تلك الأحزاب التاريخية التي دافعت عن إنساننا، وكنا قد وزعنا بياناً بهذا الخصوص منذ أوائل نيسان، ولم نتلق أي رد من أحد، لذلك فقد نشرناه، عبر ولاتي مه- وسواه- وثمة رابط يبين ذلك أدناه، وللتاريخ أقول:
البيان الذي كتبته أطلعت الصديق الكاتب وليد عبدالقادرعليه، وزكاه، وبحماس، آنذاك، باعتباره كان على تواصل، يومي، بأحزاب الحركة الكردية في الوطن، ووافق على صياغته قبل نشره، وقد وردتنا ردود كثيرة من الكتاب، إلا أن ما لفت نظري- آنذاك- رد أحد الشعراء وهو نديم يوسف وموافقته على التوقيع على بيان الرابطة/ الاتحاد، وتسجيله ملاحظة، أعيد نشرها، هنا، بمثابة تحية إلى ذكراه، وأننا – كمؤسسة كان هو أحد زملائنا، إلا أنه قتل على يدي مجنون هولندي في أحد المولات، لن ننساه، ونستذكره كل عام، كما زملائنا الراحلين الذين لن ننساهم، ولأرواحهم السلام
بقيت ملاحظة مهمة، وهي إن كنا نشير إلى الخلل الكامن لدينا – كمثقفين- وحتى الآن لم نتناولها بحذافيرها لما لها من منغصات قد تسيء إلى أشخاص محددين، أساؤوا كثيراً إلى وحدة الكتاب، إلا أن السياسي الكردي أول من تجاوز المثقف، ولدينا الكثير الذي يمكن أن نقوله بهذا الصدد، لأنه – حتى الآن- لا يأخذ برأيه، بل ويراه تابعاً، ولا يستعين إلا برفيقه: الحزبي أو رفيقته – في هذه المحطة أو تلك- ويتم تقديم أبعاضهم باسم: الحقوقيين أو الإعلاميين أو الكتاب، انطلاقاً من علاقات حزبوية، قربوية، وغيرها، وأعتقد أنه علينا فتح ملف تنكر الأحزاب للمثقفين، لأننا كثيراً ما سكتنا عليه، في المحطات الحرجة، لدواع ذكرناها، إلا أن السياسي الكردي يواصل إمعانه في التنكر للمثقف، وإن كان التاريخ سيعد المثقف مسؤولاً عما آلت إليه الأوضاع.
إعادة نشر هذا البيان، لا يكفي ليكون براءة ذمة مؤسسية- لرابطة/ الاتحاد العام للكتاب والصحفيين، الذي وضع نصبه عينيه وحدة أهله، منذ أول لحظة. منذ الأيام الأولى- للثورة السورية” وأشير هنا إلى أن البيان كتب تحت حمية الحماس الذي رافق الثورة في مهادها إلا أن ربابنتها خذلونا جميعاً”، بل إننا كمؤسسة كانت لنا مواقفنا في كل محطة، كما أن كثيرين من زملائنا كانت لهم كلمتهم.
*البيان أرسل مرفقاً بإيميل الرابطة
بيان رابطة الكتاب والصحفيين الكرد
أيها الأخوة الأعزاء
في مجموع أحزابنا الكردية في سوريا
ما لا يتم الخلاف عليه هو أن المنطقة –عموماً- وبلدنا سوريا يمران بظروف حساسة، عصيبة، وإنه لا بد على الجميع من أن يكونوا في مستوى قراءة والتقاط اللحظة التاريخية، واتخاذ الموقف المطلوب، بعيداً عن حالة الانقسام والتشرذم القائمة والتي يهلل لها، ويعول عليها خصوم شعبنا الكردي في كل مكان.
أيها الأخوة الأعزاء
بلغنا بمنتهى الألم أن هناك “عثرات” تحول دون تشكيل إطار موحد لمجموع الأحزاب الكردية – إذ يريد بعضهم التمترس وراء إطاره الخاص- وكأننا حركة تمجيد أطر، فحسب، وهذه الأطر كلها لا شأن لها أمام قداسة ونضالات الحركة الكردية بمجموعها، والحركة كما تعلمون لهي أوسع من الأحزاب نفسها لأنها تشمل المستقلين ومنظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان، والشباب والنساء وغيرهم، وإن كنا نرى في مجموع أحزابنا نواة لكل هؤلاء.
أيها الأخوة الأعزاء
إننا الموقعين أدناه مجموعة من المثقفين الغيارى الذين نتابع بقلق الحوارات العقيمة حول -أسبقية البيضة أم الدجاجة- وهي حوارات متهافتة لا ترتقي إلى مستوى اللحظة التي ينبغي قراءتها والتقاطها، و ندعو إلى ضرورة تجاوز التشبث بالتسميات التي هي أداة، وليست هدفاً، لذلك فإننا نناشدكم للالتقاء على كلمة سواء، لقيادة دفة أمور أبناء شعبنا الكردي، متجاوزين الخلافات الصغيرة، وهي مسؤولية تاريخية في أعناقكم، على أمل احتضان جميع الأحزاب الموجودة، سواء أكانت ضمن الإطارين الموجودين أو حتى خارجهما، على أسس وطنية سليمة، ما يحفظ وحدة الصف الوطني الكردي، و بروح الانفتاح على الذات الأكثر إلحاحاً، أولاً، ضمن الإطار الوطني، في هذه المرحلة بالغة الحرج، كما ونعلن أننا جميعاً سنسير جنباً إلى جنب، معاً، ما دمنا نفكر بمصلحة أبناء شعبنا المضطهد الذي يواجه معاناة مضاعفة عن عموم أبناء بلدنا سوريا، وسوف نضطر للإشارة إلى مسببي الشقاق الكردي، وبالتفاصيل في حال عدم الاتفاق على العمل ضمن خيمة ولتكن “مجموع الأحزاب الكردية” أو غيرها من التسميات الشاملة التي لا تطوب باسم شخص، أو حزب، أو بعض من الأحزاب، ومن ثم إعداد رؤيتكم المنسجمة مع روح اللحظة التي تمر.
كما أننا في الوقت نفسه ندين اللجوء إلى أعمال العنف والقتل التي تتم في سوريا بحق المدنيين العزل، ونتقدم بالعزاء الحار إلى شهداء درعا واللاذقية وحمص وغيرها من المدن السورية، شهداء الوطن والحرية، فإننا ننبذ لغة العنف، ونضم بأصواتنا إلى صوت الأحرار السوريين في مطالبهم الوطنية عامة، والتي لما تتم معالجتها بعد.
وأخيراً، فإننا نتوجه بالتحية إلى الشباب الكردي الذي عبر عن رأيه في احتجاجه السلمي، وبطريقة حضارية، تسجل له، وندعو إلى تثمين دور هؤلاء الشباب واحتضانهم والالتفات إليهم، بالشكل الذي يليق بحسهم الوطني السوري العالي الذي أبدوه، وهو ناجم عن وطنية وإنسانية ضمير المواطن الكردي في هذا البلد، الذي طالما تمت محاولات تشويهه على نحو منظم.
6-4-2011
مجموعة من المثقفين
في مايلي نعوة زميلنا المرحوم نديم يوسف رحمه الله:
الرسالة الأخيرة من الشهيد نديم يوسف إلى رابطة الكتاب والصحفيين الكرد في سوريا
تنعي رابطة الكتاب والصحفيين الكرد في سوريا بالعزاء الحار إلى أسرة الكاتب والناشط الحقوقي عضو منظمة العفو الدولية نديم يوسف وخاصة الشاعر الزميل حنيف يوسف ونجله مظلوم الذي تعرض اليوم السبت 10-4-2011 لإطلاق ناري من قبل مسلح بحسب الخبر الذي نشر في موقع ولاتي مه الكوري.
وإذ تعد الرابطة رحيل الكاتب الزميل نديم خسارة كبيرة للمشهد الثقافي الحقوقي الكردي، فإنها تدين اغتياله، وتطالب الحكومة الهولندية بمحاكمة المجرم الذي قام باغتياله
كما أن الرابطة تنشر الرسالة التي وجهها الزميل نديم إليها، بعد أن بادر عدد من الزملاء الكتاب والصحفيين بتوجيه نداء إلى الأحزاب الكردية لوحدة الصف الكردي، وكنا بصدد ضم اسمه إلى أسماء الموقعين التي وصلتنا:
باريس
رابطة الكتاب والصحفيين الكرد في سوريا
في ما يلي نص رسالة الزميل نديم ننشرها حرفياً كما وصلت:
يبدو ان العلة دائما في القبطان وليس في المركب
اجل خسرنا كثيرا وحرمنا اكثر وضيعنا فرص عديدة وعديدة في تاريخنا الكوردي
المجبول بدماء الاحرار والابرياء
ومازلنا نبحث عن الالقاب والكراسي في زمن الهزات الارتدادية والتي توحي بأن القادم اعظم
اتالم واقول هل من اذان صاغية لعذابات الاحرار في السجون ولصرخات امهاتنا الثكلى
ولبكاء اطفالنا اليتامى
وكلي رجاء ان نتجاوز الدبلوماسية المجانية والنظريات التي انقرضت بحكم العولمة
وان نحس ونشعر بنبض الشارع الذي سوف يغير كل المعادلات وان كانت بمجهول واحد او اكثر لا يهم التغيير هو الجواب وهو القادم
الشاعر والناشط الكوردي
نديم يوسف هولندا
مع محبتي وتقديري لجهودكم
بتاريخ 06 أبريل, nedim2011 10:40 ص، جاء من
bekes :
ملاحظة: ثمة حلقة ثانية سأنشر فيها بياناً لرابطة الكتاب والصحفيين/ الاتحاد تكلفنا به الثلاثة: جان دوست -عنايت- إبراهيم اليوسف، وأتذكر لم أكن من كتبته بل قدمنا الأفكار وصاغه عنايت ديكو آنذاك، ولربما خرجت صيغته النهائية بقلميهما أو قلم أحدهما- لم أعثر على الصيغة النهائية- وكان مقرراً أن يكون كاتب آخر معنا إلا أنه لم يساهم بشيء وانسحب بهدوء، ليجد لذاته مكاناً آخر، إذ كنا دعونا إلى هيئة كردية عليا في العام2011، وقبل ظهور رائحة “ب ي د”
– ليس من محطة في تاريخ كرد سوريا منذ تأسيسه”2004″ وحتى الآن إلا وكان للاتحاد / الرابطة حضوره، ولاسيما في سنوات الحرب العشر بفضل مكتبه التنفيذي وزملائه وزميلاته.