– ولماذا أقول هنا … ” رئيس الجمهورية ” لأنه كان الرئيس الفعلي للجمهورية السورية دستورياً.؟
نقطة لم أنته…!
– بعد مسلسل الهزائم التاريخية بدءاً من عفرين إلى “سري كانيي” وغيرها من المدن الكوردية، ومحاولاتهم الحثيثة للهروب من مساحات الهزيمة التاريخية ومن استحقاقات المرحلة الحالية العصيبة، وتحولهم من ماردٍ كرتوني إلى بيادقٍ ولعبة بأيدي الرفيق “علي مملوك ” ومساهماتهم الجليلة بترحيل الكورد من عفرين، وبعد انحسارهم في الزاوية الميتة، وعطب المراهنات والحجج التي كانوا يلوحون بها للشارع الكوردي العريض… فجاؤوا من جديد وبدّلوا أقمشتهم الحرباوية الكثيرة والمثيرة ولبسوا قفطان الوحدة الكوردية وترتيب البيت الكوردي و “عفا الله عما مضى”، بعدما كانوا هم السبب الرئيس والمباشر في تفتيت هذا البيت والاتفاقيات الكوردية – الكوردية ما زالت تسبح في قاع ذاكرتنا. فجاؤوا إلينا هذه المرّة من الباب الخلفي، وخاصة بعد أن عجزوا عن تطويع الشارع الكوردي العريض والملتهب والضاغط، لخدمتهم وأجنداتهم غير الكوردية. وأصبحوا شرسين أكثر فأكثر ويطلبون بكل صفاقة من هذا الشارع الكوردي الواسع والعام والعريض، الخنوع والسكوت… صمٌ… بكمٌ، عميٌ.
وذلك عن طريق سياسة كم الأفواه وطمر الحقائق والوثائق والصور، والتهديد والتحشيد ورفع الغريزة القطيعية لدى جنجويدهم وخلق الفتن، والعمل على تشويه السمعة الشخصية لكل مَنْ يقول لا ، وخاصة النشطاء والمثقفون والمستقلون منهم، والتشكيك بأحقية وأولية عملهم النضالي الذي لم ولن يترنح قيد أنملة في تشخيصهِ وتعريفه على ضرورة إسقاط نظام ” بشار الأسد ” البعثي الدكتاتوري المجرم عاجلاً أم آجلاً .
– وبعد كل هذا الذبح الهائل والدماء والألم والتهجير والأنين السوري والكوردي منه بشكلٍ خاص، باتوا يريدون منّا أن نغض الطرف عما آلت اليه سياساتهم وهزائمهم وجمهورياتهم المتناثرة، وأن نسكت عن محاولاتهم الحثيثة في تأهيل هذا النظام المجرم مرّة ثانية. ويريدون منّا أيضا السكوت التام عن تسميتهم للجغرافيتنا الكوردية في سوريا بـ “شمال وشمال شرقي سوريا”، يريدون منّا أن نصفق لهم على احتفالهم بعيد ميلاد الرفيق القائد وألا نسألهم عن جوازات سفرهم الدبلوماسية ومدة صلاحيتها وتجديدها وأين ومتىٰ وكيف ؟ ليقولوا في الأخير لهذا للشعب المسكين والمغلوب على أمره، بأنهم ملاحقون من قبل النظام البعثي السوري.!
يريدون منّا أن نسكت على قذاراتهم وفظاعاتهم في تشييدهم للسجون والأنفاق والتي أصبحت فيما بعد مراكز للتعذيب وإهانة الوطنيين والشرفاء والنشطاء والمستقلين الكورد فيها، مثلما هناك البعض الآخر يطلب بشكل أو بآخر أن نسكت على جرائم العصابات الإسلاموية العروبوية الإرهابية، المدعومة من تركيا التي تنهش مما تبقىٰ من الجسد الكوردي الصامت والمتبقي في كورداغ – عفرين .
– يريدون منّا أن نسكت على تغييرهم للديمغرافيا السياسية وإعطائهم مقعداً برلمانياً للأرناؤوط والچيچان والجركس، على حساب الخصوصية الكوردية والكوردستانية، لجغرافيتنا ومناطقنا ومدننا وقرانا. هل شاهدتم يا سادة يا كرام شهيداً جركسياً واحداً أو مصاباً أرناؤوطياً في طول وعرض هذه المعركة الوجودية.؟ لا يا أيها الأخوة والأخوات .!
– يريدون منا السكوت التام والمطبق على محاصرتهم لشعبنا في منطقة الشهباء، وتحويلهم لدروع بشرية، وعدم السماح لهم بالرجوع إلى “كورداغ”، وعدم السماح لهم بالذهاب إلى حلب، وإلى بيوتهم في الشيخ مقصود، والأشرفية والسريان وغيرها من الأحياء … علماً بأن لكل كوردي عفريني بيتاً كاملاً في هذه الأحياء المذكورة.
– لنعود الى رئيس الجمهورية “عبد الحليم خدام ” .!
– أنا لم أقل بأنني لم أعمل في تلفزيونات المعارضة، أو لم أجلس مع السيد عبد الحليم خدام .!
نعم… أنا جلست مع خدام… لكن ؟؟؟ عندما جاء “عبد الحليم خدام” إلى صفوف المعارضة، وأصبح معارضاً شرساً لهذا النظام، ومن أوسع أبواب المعارضة، وتبنى العمل المعارضي بشكلٍ كبير وضرورة التصدي لهذا النظام الفاشي والدموي، وإن كان هو جزء من تلك الهيكلية الحزبية البعثية.!
– فأنا بالنسبة لي ككوردي ، لا توجد لدي أبداً ومطلقاً، أية مشاكلٍ أو صراعات بينية مع الأشخاص.
فأنا أحدد علاقاتي مع الأشخاص والجمعيات والمنظمات والمؤسسات والأحزاب … بمدى قربها وبعدها عن النظام السوري المجرم ، فكلما كانت هذه العناوين والأسماء قريبة من النظام … كلما كانت بعيدة عنّي ، وكلما كانت بعيدة من النظام … كلما كانت قريبة منّي وأنا قريبٌ منها .
– أولاً … فاليوم … إذا جاء ” ماهر الأسد أو بثينة شعبان أو خالد عبود أو بدر الدين حسون أو رئيس أية بلدية سورية أو محافظ ما، أو أي شخصٍ آخر من النظام البعثي المارق، وانشق عن هذه المنظومة البعثية الإرهابية وانضم إلى صفوف المعارضة والمعارضين والمناهضين لهذا النظام المجرم .؟ فمن المؤكد ومن المنطقي ومن “الحتمي” أن ألتقي بهم، وأن أجلس معهم ونتباحث سوياً طرق وسبل كيفية القضاء على هذا النظام الفاشي… فأهلا وسهلاً بكل المعارضين والمنشقين عن هذا النظام، وإن كان الى البارحة مسؤولاً بجسم وهيكلية هذه المنظومة البعثية الإرهابية ، ومن الطبيعي أن نناقش معاً مسألة رحيل هذا النظام الدموي الجاثم على صدر السوريين ، ولي الفخر وكل الفخر في الجلوس مع المعارضين السوريين الشرفاء لمناهضة ومقاومة هذا النظام الديكتاتوري البعثي المجرم .
ثانياً … أنا جلست مع عبد الحليم خدام ولا أنكر هذا، وسأكتب يوماً ما في مذكراتي تلك الأوراق المهمة والثمينة من حياتي، أجل … ونعم جلست مع عبد الحليم خدام ، ولكن …؟ عندما تمّ هذا الاتصال، كان عبد الحليم خدّام بمثابة رئيس للجمهورية السورية” دستورياً”، وبشكله المدني المعارض … وتكلمنا كثيراً عن شؤون وشجون الوطن السوري، بكل أطيافه وقومياته وشعوبه وملله ومذاهبه. وكل هذا الكلام وأنا وأضع رجلي الأولىٰ على الأخرى، في ميادين باريس الواضحة والفسيحة والعريضة.
– بينما الآخرون والتائهون والشهبائيون والمبتذلون والانهزاميون- وفي مساحاتهم الحاقدة- يجلسون مع المساعد ” أبو جميل ” في الأقبية الأرضية الرطبة والضيقة، وبحضور ” بدري أبو كلبشة ” حصراً !
– للأمانة التاريخية …!
– بينما كنت أسأل السيد عبد الحليم خدام عن وضع الـ “PKK ” ودوره في الجغرافيا الكوردية، ودعم النظام السوري لهذا الحزب مادياً وعسكرياً ولوجستياً واستخباراتياً .؟
فردّ علّي وقال : أنا لم ألتق بـ “عبد الله أوجلان” سوى مرتين… فلو كانت هناك حاجة أو ضرورة للقاء به… فكانوا ” يقودونه” ويأتون به إلى مكتب القبو عندي بالڤيللا … وأنا بدوري، كنت أكتب على الورقة ما نريد منه… وماذا يجب عليه أن يفعل ويقوم به… وأرسل هذه الورقة إليه عن طريق حاجبي “إلى القبو” …، ليستلمها وليذهب بها إليكم في حلب والجزيرة وعفرين .! … فالرجل كان مطيعاً… ومستمعاً جيداً… والله يعطيه العافية… ويفك أسره.… انتهىٰ الكلام .
– فهنا نستطيع أن نقول: شتان ما بين الحالتين في التصوير والإخراج، حالة جلوسي مع عبد الحليم خدام في الفضاءات الباريسية الجميلة، وفي عاصمة الروح والجمال والحرّيات والديمقراطية، وحالة البؤس في أقبية السيد المساعد “أبو جميل … وبدري أبو كلبشة”.!
– في الأخير أقول: بأن نجم الآيكولوجيا الى الأفول …! والشهبائيون ” يعدون العدة” ويحضرون أنفسهم وبكل عتادهم وأدواتهم لقيادة المرحلة.
– هاي قديمة كثيرررر … روحوا … العبوا غيرها .!
– يللي قبلكم … كان شاطر أكثر منكم .
– يالله … عطونا الحلقة الثانية في مسلسل الهزائم الشهبائية في مملكة شمال وشمال شرقي سوريا.
………………
– نقطة لم تنته “هذه المرة”
يتبع…..
– ديكولاند