داود داوود: يتمتّع أبناء شعبنا في إقليم كوردستان العراق بحقوقهم القومية والدينية ويمارسونها بحرية تامة مثل بقية أبناء الإقليم

 
 حاوره: عيسى ميراني
   قال السيد داود داوود مسؤول المنظمة الديمقراطية الآثورية في سوريا، في حوار خاص مع صحيفة «كوردستان» إنّ سوريا دولة متعددة القوميات والثقافات والأديان، والشعب السوري يتكوّن من عرب وأكراد وسريان اثوريين وتركمان وغيرهم. والدستور السوري يجب أن يقّر بحالة التعدّد القومي في سوريا، ويضمن الحقوق القومية لكافة القوميات، ويعتبر لغاتهم وثقافاتهم لغات وثقافات وطنية تمثل خلاصة تاريخ سوريا وحضارتها.
   وعن العلاقة التاريخية والمصير المشترك بين الشعبين الاشوري والكردي قال داوود: الشعب السرياني الأشوري والشعب الكردي عاشا سوية حقبة طويلة من التاريخ تخللها صفحات بيضاء وصفحات سوداء، ولكن الشعوب دوماً تتطلع للمستقبل، وأقول إن الحكومات والقوى المتنفذة في المنطقة عبر التاريخ اتبعت سياسة «فرق تسد» وليومنا هذا، وتلاعبت بمصير شعوب المنطقة وخاصة شعبينا السرياني الأشوري والشعب الكردي وذلك من أجل حماية مصالحها وديمومتها في سدة الحكم. 
وحول التفاعل والتناغم السياسي بين المنظمة الأثورية والمجلس الوطني الكردي في سوريا صرّح داوود: بالتأكيد تجمعنا العديد من المواقف المشتركة مع المجلس الوطني الكردي حيال الانتهاكات التي تجري في مناطقنا بما في ذلك محاولات التغيير الديمغرافي، وهي ممارسات مرفوضة من قبلنا بالمطلق، وندعم كمنظمة تفعيل دور وعمل اللجنة المشتركة التي شكلت من المجلس الوطني الكردي وقيادة الائتلاف مؤخراً، بهدف توثيق الانتهاكات الحاصلة وإزالتها ومنع تكرارها، والسماح لأهل هذه المناطق بالعودة إلى مدنهم وقراهم وبيوتهم، عودة آمنة وكريمة.
وعن وضع السريان في جنوب كوردستان، ولقاء وفد المنظمة الاثورية مع الرئيس مسعود بارزاني، أعرب داوود عن رضاه قائلاً:
يتمتّع أبناء شعبنا في إقليم كوردستان العراق بحقوقهم القومية والدينية ويمارسونها بحرية تامة مثل بقية أبناء الإقليم، غير أنّ هناك بعض الملاحظات سمعناها أثناء جولتنا الأخيرة من بعض القيادات السياسية لشعبنا، وطرحناها في اللقاء الذي جمعنا مع فخامة الرئيس البارزاني، ومن أبرزها موضوع التجاوزات على الأراضي والأملاك في بعض قرى شعبنا، وأقرّ بها السيد مسعود البارزاني، ووعد بمعالجتها قريباً، ولنا ثقة بأنّه بما عرف عنه من حكمة سيحلّها بطريقة منصفة. كما اشتكى البعض من تدخّل بعض القوى السياسية النافذة في الإقليم في الانتخابات بقصد التأثير على إنجاح مرشحين لا يمثلون الإرادة الحقيقية لأحزاب شعبنا. نعتقد أنّ هذه القضايا يمكن حلّها ومعالجتها من خلال الحوار والتعاون بين أحزاب شعبنا وقيادة الإقليم التي أظهرت تجاوباً وانفتاحاً على حلّها وإنهائها.
وفيما يلي نص الحوار الكامل مع السيد داود داوود:
   
 *الأحزاب السياسية متنوعة وكثيرة في سوريا ولكلٍ مشروعه، فما هو المشروع السياسي الذي تناضلون من أجل تحقيقه في سوريا كمنظمة آثورية ديمقراطية على المستويين السوري والقومي السرياني الآشوري؟
    المشروع السياسي الذي تسعى المنظمة الآثورية الديمقراطية من أجل تحقيقه على المستوى الوطني السوري يتمثل بإقامة نظام ديمقراطي تعددي علماني لامركزي، يقرّ بالتعددية القومية والدينية في سوريا، يقوم على أسس العدالة والمساواة والشراكة الوطنية والمواطنة المتساوية دون تمييز على اساس قومي أو ديني أو سياسي. ويلتزم بشرعة حقوق الانسان وكافة المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الانسان. وأن تكون سوريا دولة مستقلة ذات سيادة، السيادة فيها للشعب، وهو مصدر كل السلطات. 
  دولة تقوم على مبدأ فصل السلطات واستقلال القضاء ومبدأ سيادة القانون والتداول السلمي للسلطة عبر انتخابات حرة ونزيهة. وحرية العمل السياسي السلمي. وضمان حقوق وحرية ومشاركة المرأة وتمثيلها العادل في جميع مؤسسات الدولة. والتوزيع العادل للسلطة والموارد، وتحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة. 
دولة حيادية تجاه جميع الأديان، وتحترم، وتضمن حرية الاديان والمعتقدات. ويمنع فيها الجيش والأجهزة الأمنية من ممارسة العمل السياسي. والبرلمان فيها يتألف من غرفتين، الغرفة الاولى تضمُّ ممثلين عن كل الشعب السوري، والغرفة الثانية تضم ممثلين عن المكوّنات القومية والدينية وممثلي المناطق أو المحافظات. 
   أما على المستوى القومي السرياني الأشوري، فإننا نسعى من أجل الإقرار والاعتراف الدستوري بالوجود والهوية القومية لشعبنا السرياني الأشوري وضمان حقوقه القومية دستوريا، واعتبار لغته وثقافته لغة وثقافة وطنية.
إنّ سوريا دولة متعددة القوميات والثقافات والأديان، والشعب السوري يتكوّن من عرب وأكراد وسريان اشوريين وتركمان وغيرهم. والدستور السوري يجب أن يقّر بحالة التعدّد القومي في سوريا، ويضمن الحقوق القومية لكافة القوميات، ويعتبر لغاتهم وثقافاتهم لغات وثقافات وطنية تمثل خلاصة تاريخ سوريا وحضارتها.
*ما هو شكل العلاقة بينكم وبين الأحزاب العاملة على الساحة السورية بطرفيها المعارضة والموالاة؟
  نحن في المنظمة الآثورية نرى بأنه لا يمكن تحقيق التغيير الديمقراطي في سوريا إلّا من خلال العمل السياسي التكاملي والتراكمي لمعظم القوى السياسية الديمقراطية السورية والمدافعة عن الحرية والكرامة وحقوق الانسان. وعليه فقد عملت المنظمة منذ عقود على نسج علاقات مع القوى السياسية الديمقراطية في الساحة السورية على أساس المشتركات النضالية بهدف توحيد الجهود من اجل تحقيق التغيير المنشود. فكانت المنظمة في مقدمة الاحزاب التي شاركت في لجان إحياء المجتمع المدني ولجان حقوق الانسان فيما سمّي بربيع دمشق، وكذلك كانت من مؤسسي إعلان دمشق لقوى التغيير الديمقراطي في سوريا عام 2005 وفيما بعد كانت من مؤسّسي المجلس الوطني السوري المعارض. واليوم هي جزء من الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة، وممثلة في هيئة المفاوضات وفي اللجنة الدستورية المشكّلة بقرار من قبل الأمم المتحدة. والمنظمة من خلال علاقاتها وانخراطها في أطر المعارضة تعمل من اجل تحقيق الانتقال السياسي لنظام ديمقراطي يحقق تطلعات الشعب السوري في الحرية والكرامة.  
 
* بالرغم من المصير المشترك بين شعبينا (الشعب السرياني الأشوري والشعب الكوردي) إلّا أننا لا نزال نلمس حالة من التوجُّس والحذر من طرف غالبية المكونات المسيحية تجاه الكورد، يا ترى ألم تأت تلك اللحظة بأن نتسامح، ونعمل سوية لأجل مستقبل افضل لأبنائنا؟ وما هي الصيغة التي ترونها مناسبة للعمل المشترك بينكم وبين الكرد على المستويين السوري والاقليمي.
   الشعب السرياني الأشوري والشعب الكردي عاشا سوية حقبة طويلة من التاريخ تخللها صفحات بيضاء وصفحات سوداء، ولكن الشعوب دوماً تتطلع للمستقبل، وأقول إن الحكومات والقوى المتنفذة في المنطقة عبر التاريخ اتبعت سياسة «فرق تسد» وليومنا هذا، وتلاعبت بمصير شعوب المنطقة وخاصة شعبينا السرياني الأشوري والشعب الكردي وذلك من أجل حماية مصالحها وديمومتها في سدة الحكم. 
إنّ تطلعات مشتركة تربط الشعب السوري بمختلف مكوّناته، في ظل الظروف السياسية والاقتصادية الراهنة والمعقدة. إنّ المظلومية التي عانى منها السريان الآشوريون والكورد بكل تأكيد تحتم التعاون والعمل المشترك بين الفعاليات الاجتماعية والثقافية والسياسية، وخاصة أن الشعبين لهما تطلعات ورؤى مشتركة لدرجة التطابق لحقوقهم القومية ولشكل سوريا المستقبل. 
وبكل تأكيد فان توسيع التعاون على مستوى الاقليم سيدعم ويقوي مطالبنا ويعود بالفائدة على الجميع. وهنا أؤكد على العلاقات الايجابية والمهمة القائمة بين المنظمة الآثورية الديمقراطية ومجمل الحركة السياسية الكردية. وأخص بالذكر التعاون والتنسيق القائم بين المنظمة الآثورية والمجلس الوطني الكردي في سوريا والذي نسعى كلانا للحفاظ عليه والارتقاء به، دفاعا عن مصالحنا المشتركة ومصلحة وطننا.
*في ظل الصراع الأخير على مناطق النفوذ، وخاصة في مناطقنا بين الروس والأمريكان والأتراك، ما هو تحليلكم لما يحدث؟
للأسف في الصراع داخل سوريا، خرجت الأمور من أيدي السوريين (نظام ومعارضة)، وتحولّت سوريا إلى ساحة لتصفية الحسابات بين القوى الدولية والإقليمية التي نراها تتسابق من أجل ترسيخ نفوذها في الجغرافيا السورية خدمة لأجنداتها ومصالحها الخاصة دون الاكتراث لمصالح السوريين، وتتخذ هذه الدول من مسألة مكافحة الإرهاب (رغم تعدّد وتنوّع القوى المصنفة إرهابية من قبل هذه الدول)، ذريعة لتثبيت نفوذها وتوسيع دائرة تأثيرها. ولكل من هذه الدول أهدافها الخاصة، فالروس يسعون إلى إعادة سيطرة النظام إلى كافة المناطق السورية والاستفراد بالملف السوري كمدخل لاستعادة النفوذ الدولي. والأتراك، هاجسهم الأكبر حماية أمنهم القومي وحجز دور لهم على طاولة الحلّ النهائي، بينما الأمريكان، يملكون خيارات أكبر بحكم إمساكهم بالعديد من الأوراق التي يتحكمون من خلالها بتوزيع الأدوار، واستخدامها لعملية احتواء العديد من الأطراف الإقليمية وفي مقدمتها إيران، وأيضاً للتأثير في شكل التسوية النهائية للأزمة السورية، لذلك يحافظون على وجودهم في مناطقنا الغنية بمواردها وثرواتها لتحقيق هذه الأهداف.
*بما إنكم كمنظمة جزء من المعارضة والائتلاف، هل أنتم راضون عن أداء الائتلاف في هذه المرحلة؟ وهل تتقاطع مواقفكم مع مواقف المجلس الوطني الكوردي حول انتهاكات المجاميع المسلحة في المناطق الكوردية؟
لا شك أنّ أداء هيئات وأطر المعارضة السورية بما فيها الائتلاف، لا يرتقي إلى مستوى تطلعات السوريين بفعل عوامل ذاتية وموضوعية تتعلّق بطبيعة الصراع في سوريا، والذي وضع السوريين خارج دائرة التأثير في مجريات الأحداث، ومع ذلك يظل الائتلاف الإطار الأبرز في أطر المعارضة بالنظر إلى القوى التي يضمُّها، والشرعية التي يحظى بها دولياً، والتي تدفع العديد من الدول على التعاطي معه ومع المؤسسات المنبثقة عنه.
 وبالتأكيد تجمعنا العديد من المواقف المشتركة مع المجلس الوطني الكردي حيال الانتهاكات التي تجري في مناطقنا بما في ذلك محاولات التغيير الديمغرافي، وهي ممارسات مرفوضة من قبلنا بالمطلق، وندعم كمنظمة تفعيل دور وعمل اللجنة المشتركة التي شكلت من المجلس الوطني الكردي وقيادة الائتلاف مؤخراً، بهدف توثيق الانتهاكات الحاصلة وإزالتها ومنع تكرارها، والسماح لأهل هذه المناطق بالعودة إلى مدنهم وقراهم وبيوتهم، عودة آمنة وكريمة.
* أنت قلت ان الائتلاف حاز على شرعية الاعتراف الدولي به، ولكن هذه الشرعية انحسرت بشكل كبير وخاصة في العاميين السابقين. هل تتوقع ان يتشكل جسم معارض جديد ضمن المعارضة السورية، يكون بديلا للائتلاف؟ 
لا اعتقد ان الائتلاف انحسرت شرعيته. لكن ما حصل ان التوسعة التي حصلت في مؤتمر الرياض للمعارضة حيث ضمت ثمانية مكونات والائتلاف أحدها وسميت بهيئة المفاوضات، وأصبحت هي الهيئة الرسمية المفاوضة والمعتمدة من قبل المجتمع الدولي.  فإذا كان هناك تفكير في تشكيل جسم معارض جديد فسيكون بديلا عن هيئة المفاوضات وليس بديلا عن الائتلاف. وباعتقادي هذا غير وارد في الافق المنظور.
 
*هل تعتقد أن الحوار مع النظام في الوقت الحالي هو الحل الأمثل للمعضلة السورية، وخاصة بعد التطورات الأخيرة؟ 
  إن الثورة السورية قامت من اجل الحرية والكرامة والديمقراطية، وكانت ثورة سلمية. غير ان التحولات التي حصلت على مسارها وجرّها للعسكرة لم تغير من اهدافها السامية. والقضية السورية ليست قضية انتصار عسكري لطرف على آخر. إنها قضية حقوق وحريات وحياة كريمة. والأزمة السورية ستبقى قائمة ومتفاقمة مهما كانت التحولات الميدانية على الأرض، ولا يمكن تجاوزها الا بحلّ سياسي يؤدي الى الانتقال لنظام ديمقراطي يحقق تطلعات الشعب السوري. ونرى بان مسار الحل السياسي الذي ترعاه الأمم المتحدة وفق القرار 2254 وبيان جنيف1 هو المسار الوحيد المتوفر من أجل انهاء الازمة السورية.
*برأيك لماذا تستمر المقتلة السورية التي دخلت عامها العاشر حتى الآن دون أفق لطي هذه الصفحة الحزينة في حياة السوريين؟ هل هناك جدية من المجتمع الدولي لإنهاء هذه الحرب؟
اليوم تدخل الازمة السورية عامها العاشر. تخللتها تحولات كبيرة ومآسٍ فظيعة على الشعب السوري. فنصف الشعب السوري اصبح نازحا او لاجئا. وفاق عدد القتلة المليون انسان. ودمرت البنية التحتية وتحولت سوريا الى دولة فاشلة، وأصبحت ساحة مستباحة، وتحولت الى مناطق نفوذ للقوى الخارجية. وتحول الصراع فيها من صراع بين الشعب والنظام الى صراع الدول الكبرى على سوريا وملفات خارج سوريا. غير مكترثين بمصلحة الشعب السوري.  والمطلوب من المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية والأخلاقية لإنهاء مأساة السوريين بالدفع بالحل السياسي وفق القرارات الاممية بما يحقق الانتقال السياسي لنظام ديمقراطي يحقق تطلعات الشعب السوري بالحرية والكرامة والاستقرار. هذا في الوقت الذي لا نلمس فيه الجدية اللازمة من المجتمع الدولي لحل الازمة السورية.
داود داود سكرتير المنظمة الديمقراطية الاثورية مع الرئيس مسعود البارزاني
*قبل فترة زارت قيادة المنظمة إقليم كوردستان والتقيتم الرئيس مسعود البارزاني تُرى ما هي نتائج هذه الزيارة ؟
لقاء وفد المنظمة مع الرئيس مسعود البارزاني كان مفيدا ومثمرا تخلله حوار هام عن الاوضاع السياسية بالمنطقة. وخاصة أنه (الرئيس مسعود) شخصية سياسية مهمة، وله تأثير فاعل في العديد من ملفات المنطقة. كما تناول الحديث العلاقة بين الشعبين الكردي والسرياني الأشوري والتطرق لمحطات مهمة من النضال المشترك بينهما لمواجهة الأنظمة الاستبدادية في سبيل نيل الحرية والحقوق القومية . وكان من نتائج هذه الزيارة بناء علاقة ايجابية بين المنظمة وحكومة اقليم كوردستان والحزب الديمقراطي الكوردستاني، والعمل على استثمار هذه العلاقة بما يخدم مصلحة الشعبين.  
*أثناء زيارتكم الأخيرة كيف رأيتم كوردستان على المستويين الحكومي والشعبي؟
ما لاحظناه في اقليم كوردستان على المستوى الحكومي انه قائم على مبدأ العمل المؤسساتي، وبتقنيات عالية مستفيدا من التكنولوجيا المتطورة، ومسخرا إمكاناته في سبيل النهضة الشاملة للإقليم. وكان واضحا لنا ذلك من خلال النهضة العمرانية والبنية التحتية والاهتمام بالبيئة. وعلى المستوى الشعبي كان واضحا حالة الأمان والاستقرار التي يعيشها شعب اقليم كوردستان، وحالة السلم الاجتماعي والعيش المشترك.
السادة (داود داود سكرتير المنظمة الديمقراطية الاثورية، كبرئيل موشي،بشير سعدي أعضاء القيادة) مع الرئيس مسعود البارزاني خلال زيارة وفد المنظمة للاقليم
كيف وجدتم وضع السريان الآشوريين والمكونات الأخرى بمختلف طوائفهم في كوردستان؟ 
يتمتّع أبناء شعبنا في إقليم كوردستان العراق بحقوقهم القومية والدينية ويمارسونها بحرية تامة مثل بقية أبناء الإقليم، غير أنّ هناك بعض الملاحظات سمعناها أثناء جولتنا الأخيرة من بعض القيادات السياسية لشعبنا، وطرحناها في اللقاء الذي جمعنا مع فخامة الرئيس البارزاني، ومن أبرزها موضوع التجاوزات على الأراضي والأملاك في بعض قرى شعبنا، وأقرّ بها السيد مسعود البارزاني، ووعد بمعالجتها قريباً، ولنا ثقة بأنّه بما عرف عنه من حكمة سيحلّها بطريقة منصفة. كما اشتكى البعض من تدخّل بعض القوى السياسية النافذة في الإقليم في الانتخابات بقصد التأثير على إنجاح مرشحين لا يمثلون الإرادة الحقيقية لأحزاب شعبنا. نعتقد أنّ هذه القضايا يمكن حلّها ومعالجتها من خلال الحوار والتعاون بين أحزاب شعبنا وقيادة الإقليم التي أظهرت تجاوباً وانفتاحاً على حلّها وإنهائها.
*كلمة أخيرة؟
كل الشكر لكم، ولأسرة التحرير في صحيفة «كوردستان» التي تسعى دائماً لطرق أبواب التقارب والتناغم بين الكرد وباقي المكونات الموجودة في المنطقة، ومنها شعبنا.
وأشكركم جزيل الشكر على  هذه الاستضافة،  وتمنياتي لكم بدوام التوفيق في عملكم الإعلامي بما يخدم مصالح شعوبنا.
داود داوود «بروفايل»
– مواليد: القامشلي 1963  
 – مهندس مدني. 
– مسؤول المنظمة الاثورية الديمقراطية.
– متأهل – له ثلاثة أبناء ذكور. 
– مقيم في القامشلي.
– له محاضرات سياسية، وأقام ندوات متنوعة على مدار سنوات طويلة.
————- 
صحيفة كوردستان العدد (629)

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…