عبدالحليم خدام في قراءتين سريعتين قبل حوالي عقد ونصف:

الانشقاق لا يعني فهماً واعياً والنظام فاسد وخدام لا ينظر للكردي إلا كمواطن بعد انشقاق عبدالحليم خدام، عن نظام الأسد، وليس البعث، وبدئه السعي للانقلاب عليه، من الخارج، ارتعدت أوصال النظام، وغدا ذكر اسمه -مرعباً- واستدعى بيادقه في ما سمي ب”مجلس الشعب” لاتخاذ موقف. آنذاك، كتبت مقالين عن الرجل أحدهما في اجتماع بيادق المجلس، والآخر، في محاولات بعضهم جعله مهدياً، وبطلاً، ومنقذاً، كما تناولت موضوع: قفز البعض من سفينة إلى أخرى بدافع نهاز، لئلا يفقدوا مكتسباتهم، ناهيك عن توصيف فساد رأس النظام، وتجويع الناس إلخ!
أعيد نشر المقالين، كما هما مع رابطي نشرهما، في إطار التوثيق واستمرار الموقف من الأحداث وليس من حدث الوفاة الذي لا أشمت فيه، وهو أحد أكبر الأسئلة التي تستوقفني، في حياتي، كما يعرف من حولي، فالأمر متروك بينه وربه!
عبد الحليم خدام : مقاربة لفهم شخصية واضحة في الأصل
إبراهيم اليوسف
 
يخّيل إليّ -وإن بعض الظنّ إثم – أنّ السيد عبد الحليم خدّام ، وبعد الإحساس الصّائب من قبله ، وهو أكثر من يفهم ميكانيزما السياسة السوريّة ، بأنّ هناك تضييق خناق عليه- في أقلّ تصور-بعد أن تمّت الحلاقة له وفق مفهوم الشارع السوريّ-من قبل مراكز قوى جديدة ، قديمة ،ووضع أسماء أبنائه على القائمة السوداء قبل “المؤتمر العاشر” بكثيرو الذي يقول أنّه قرّر ترك مسؤولياته فيه – وأنّه سوف يهمّش، بأكثر ، مادام أنّه يعترف بأنّه صار لا حول له ولا قوة- في ما بعد ،كي يترك له النّظام – وبطريقة حاتميّة- رغم إطّلاعها على ملفّ فساده ، شأن سواه من الموجودين الآن – ذلك الرّصيد من الثروة -لا الجماهير، التي أكسبها لنفسه، شأن كلّ مسؤول سوري – أتذكر حالة المرحوم الأتاسي باحترام كبير -أجل ، دون استثناء ، و كما فعل من قبل مع كثيرين ، من أبرزهم : رفعت الأسد ، عندما أنقذ الرّئيس الرّاحل -النظام، ومن ثمّ البلد البريء، من حرب محدقة ، مقابل تجويع الجماهير، دون أن نعلم كسوريين وكالعادة : ماذا جرى ،في دهاليز النّظام، ووراء ستره الداكنة….جدّاً….!…
طبعاً، وخدام الذي فتح عينيه منذ مطلع شبابه، على مسؤوليات ،انهالت عليه، من قبل النّظام ،وهو ضلع رئيس، ضالع فيه ، لمّا يجد نفسه قادراً أن يستمرّ في ممارسة السلطة ، ولكن، أنّى له ذلك ، مادام أنّه بات يجد بأم عينيه وجوهاً جديدة ، تشكّل خطورة ًعلى موقعه، وتضيّق الخناق عليه ، يوما ً بعد آخر …
لا شكّ أن السيد خدام – كما يبدو- ذو حنكة عالية ، فهو أدرك – إضافة إلى الخطورة التي قد تهدّده في حال تحوله إلى مجرد مواطن عادي ، أو بعثيّ مهمّش ، من عداد الحرس القديم، بل
ولعلّ عدة عوامل منها : قراءة اللّوحة السوريّة في لحظة تحولاتها الأخيرة بدقّة وذكاء عال – شهوة ووحام السلطة -صورة السلطويّ العراقيّ الذي عاد رقماً عالياً في المعارضة، بل وباتت تسند إليه مسؤوليات عالية للأسف – الهلع من المصير من قبل مطرقة السلطة وسندان الجماهير، أو العكس ،وربّما صور” شدّة الورق” العراقيّة، في آن واحد-صورة الحريري-الحرص على السيرورة – الانتقام ممّن همّشوه داخل النظام ، تجاهل السيد الرّئيس له بعد وقفته التاريخيّة المعروفة بعد وفاة الرئيس الراحل حافظ الأسد ، وربّما سوى ذلك أيضاً، أوغرت صدره ، بل جعلته يتحرّك ، كي ييمم وجهه صوب أوربا ،كي يتطهّر في -حوض تعميدها الموهوم- من أخطاء السلطة ، متشبثاً بجملة مسوغات قد تسعفه في “ورقة اليانصيب” القادمة ،و في مقدمها ذريعة :أنّه لم يكن له علاقة بالوضع الدّاخلي ، العمى…أهكذا ؟؟!، وهو ما لا يصمد أمام الحقيقة ،كما أنّ ادّعاءه بأنّه كان منصرفا ًإلى إدارة السياسة الخارجية للبلاد مردود ،أيضا ً، لأنّ كل الانتهاكات التي كانت تجري – يوميا ً- داخل سوريا ، إنّما كانت تتمّ تحت مدى رؤياه، ومسمعه، بل ويديه ،و تستمرّ من خلال تلك التغطية التي قامت بها السياسة الخارجيّة لسوريا – مادام أنّه يعترف بمسؤوليته عنها – وذلك منذ الدّعم السوفييتيّ اللامحدود لسوريا، وانتهاءً بأيّ شكل دعم آخر عربيّ ، أو إسلاميّ ، أو أوربيّ، أو عفريتيّ …!
كما أنّ ثغرات واضحة ، بدت في هاته المسوّغات التي ساقها السيّد خدام ،و في مطلعها ، أنّ السؤال الكرديّ ، ليس من ضمن اهتمامات الرّجل ، إلا ضمن حدود المواطنة – ولم يتمكّن إلى الآن لفظ كلمة : كردي.ّ.،وماذا عن أحداث آذار2004 و…و.. وإلخ..، وهذا دليل على أنه لم يغيّر – بعد – رؤيته التي تشكّلت في مدرسة النّظام، طوال عقود من مكابدة الوطن والمواطن، وهو ما لم يرفّ له ،أو لسواه جفن ،من أجله…….؟!…
وحقيقة ، إنني لأسأل وعلى عجل : ما الذي يراه الكثيرون من المعارضة السورية- – في شخص خدام – وهي ترتبك أمام اعترافاته المتأخرة واللّوجستية -حتى يعوّلوا عليه الكثير في التغيير القادم الذي لا بدّ منه ،وهودليل أكيد، وصارخ ،على أزمة المعارضة والنظام ،على حدّ سواء ،مع أنّ هناك آلاف العقول السورية، المبدعة، والمهمة ، قادرة على إدارة دفّة البلاد ، مع أيّ تحول ديمقراطيّ حقيقيّ ، لا مزيّف ، أو مستنسخ عن النّظام ،في بعض طبعاته المتمعرضة، ويمكن الاستفادة منها ، تاركين للسيّد خدّام -و كأعلى سقف – فرصة الاعتذار، وهي أكبرنعمة له – لو منحته إياها الجماهير ، جرّاء مشاركته الاستبداد ضدّ هار, وطوبى لمن أحبّه المظلوم، و حقد عليه الظالمون …!
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=54487&r=0
عبد الحليم خدام – فاسداً- : صح ّالنوم…!
إبراهيم اليوسف
الحوار المتمدن – العدد: 1418 – 2006 / 1 / 2 – 11:17    
 
شخصياً , لم ,أتفاجأ -البتّة- بما أدلاه نائب رئيس الجمهورية السيد عبد الحليم خدام , لتلفزيون العربيّة, من تصريحات ملتهبة, ليس من زاوية مصداقيتها , أو افترائها , لأنّ حكم القيمه لا علاقة لي به , هنا , في أقل تقدير ، كما إنّني استمعت إلى كلّ ما أدلى به السادة أعضاء مجلس الشعب في اليوم التالي، ليلة رأس السنة الجديدة31-12 2006, وهو أيضاً مالم أتفاجأ به، كأيّ مواطن سوريّ ،تكونت لديه منظومة التحاليل الخاصة به ، في ظل ثقافة الأحكام العرفية والطوارىء، واضعاً مقاييس الوطنية الحقّة على طريقتي ، لا كما يتمّ تلقينها ببغاويا ً منذ أكثر من أربعين حولاً (لاأبا لك يسأم ) وعذراًمن زهير بن أبي سلمى، ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم….!
بل إن ما أريد قوله تحديداً ,في هذا المقام من القلق , ولا أرمي به – السيّد عبد الحليم خدام كفرد -وهو أحد الذين كنت أعنيهم ,أناو سائر كتّاب – الرأي المختلف ، من أشراف الوطن في ألذع المقالات النقدية – باعتباره واحداً من جوقة رموز الفساد ,حيث كنّا نشير إليهم , وهم في سدّة المسؤولية (سدّ الله أبوابهم في الدنيا والآخرة) وبعيداً عن لغة التشفي والتخوين اللتين هما من صلب ميراث هما من ثقافة” الطوارىء الطارئة”، لا بل و بعيداً عن دوافع و أجواء” حفلة الشتائم ” الكوميدية – التي انطلقت شرارتها ضدّ خدّام ،من تحت قبة” مجلس الشعب” في سوريا في هذا اليوم الأخير من عام القلق والترقّب والتوتر ودفع الفواتير ثمناَ لما لا علاقة لمواطننا به، للأسف ..
إن السيد عبد الحليم خدّام ,بصراحة ,لم يتغيّر , يوما ً ما،لأن عبد الحليم خدام 1963- هو عبد الحليم خدّام 1970 و 1971 و-1980- و1982 و -1990- و 2000-2001 ,2005 ، بل وخدّام 2010 وهو باختصار – ابن عقلية انتهازية
، معينة , في الأصل، كما يمكن الحكم عليها ضمن خط سيرها البياني ،كأنموذج نهّاز ،معروف بين ظهرانيا جيّداً ، ترعرعت عقودا ً ، في أجواء مناسبة جدّا ً ، وشكّلت مدرسةً – هو مجرّد تلميذ فيها -وينتمي إليها الكثير من شاتميه ، ممّن هم مستعدّون أن يلعبوا دوره ،نفسه ، ما أن حوصرت أو ضربت مصالحهم ، أو غدوا أمام مصالح أكبر…..!
طبعاً ، إذا كنت أرى أنّ شهادة خدّام – هي مردودة -الآن – مع أن في يديه منابع الأسرار والحقائق-فلأنّه أحد اللصوص في سوريا، فإنّني أرى كلّ من بات يقدّم – شهادةً- ضدّه الآن” فقط”، مردود الشهادة ، أيضاً..!
يقينا ً ، السيد خدّام ليس بحاجة إلى أن يباع” الآن” أو يرتشي من جهة ما ،أو يشترى له” قصر منيف” في باريس، أو بيروت ، شأنه شأن “قطيع” لصوصنا الموجودين- الآن – في مواقع المسؤولية، فهو قد سرق ما سرق ،وضرب ما ضرب، ثم هرب ..!،على حساب تجويع أطفالي، وأطفال غيري – ومن هنا إنّه من حقّي ، أن أبصق في وجه كلّ لصّ منهم ،والموجودون منهم هنا داخل الوطن ،قبل الفارّين منهم بأبعاض الخزينة المسكينة، بل وهو هنا ليس الأول ،
ولن يكون الأخير، أبداً، ضمن هذه المعادلة من علاقة الحاكم بالمحكوم، وفي الغياب التام للديمقراطية…..!-
أخيراً ، إنّ مادعاني -هنا-كي أدلي بدلوي وأكتب ، في هذا المجال ، هو لكي نتحرّك معاً ، كي نشير إلى – عشّ اللصوص – واحداً واحداً..
ولن أترك شوكتي تتمادى في وخزالحلق و القلب، وأنا ألقي أسئلتي في وجه أكثر شاتميه:- :
لم تأجلت شهاداتكم ، إلى الآن- يا سادة…..!
– – أين كنتم بربكّم ، عندما أشارت صحيفة الحزب الشيوعي السوري – نضال الشعب -(والتي كان يرئس تحريرها د. قدري جميل ،آنذاك) إلى مشكلة النفايات النووية ،وليس هو بطلها وحده فقط -عندما كنتم تردون علينا : إنّ هذا تشكيك في قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي.، وإنّه عداء للثّورة، وإلى آخر مخترعات” ثقافة التخوين” “الطارئوية”، سبب كل وباء ووبال وطنيين….!…!
– ترى ، أيجوز لمن سكت عن جرائم الرّجل وأمثاله – بالأمس – أن يشتمه الآن،حيث لا مأثرة للشاتم والمشتوم، ضمن هذا المفهوم….؟
ماذا لو جاء خدام – قبل ظهوره على الفضائية – بيوم واحد، و أعلن ولاءه لسيادة الدكتور بشار الأسد- وأقولها بحيادية -…
أيّ منكم كان سيشتمه بربّكم.؟..إني أتحدّى …!.
…………………………………….
هامش “طارىء”:
بعد انتهائي من كتابة” زاويتي”وإطلاقها في الفضاء الالكتروني، أعلمني أحد أطفالي أن مجلس الشعب قرّر سحب الجنسية من السيد عبد الحليم خدام وهو -هنا – سيشعر بمعاناة وآلام الكرد السوريين ممن انسلخت منهم الجنسية على يديه وأمثاله ،لأنه أحد صناع هذا القرار الآثم ، وليتحول بالتالي من رئيس فنائب رئيس جمهورية إلى” أجنبي”، على أمل أن يتمّ مثل هذا الإجراء بحق لصوص ومجرمي الداخل قبل الخارج، وكلهم من المسؤولين ،والمسؤولين عما ألنا إليه اللهم ليس تشفياً.آآآآآآآآمين

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…

نظام مير محمدي* عادةً ما تواجه الأنظمة الديكتاتورية في مراحلها الأخيرة سلسلةً من الأزمات المعقدة والمتنوعة. هذه الأزمات، الناجمة عن عقود من القمع والفساد المنهجي وسوء الإدارة الاقتصادية والعزلة الدولية، تؤدي إلى تفاقم المشكلات بدلاً من حلها. وكل قرارٍ يتخذ لحل مشكلة ما يؤدي إلى نشوء أزمات جديدة أو يزيد من حدة الأزمات القائمة. وهكذا يغرق النظام في دائرة…