بيان حول الانتفاضة الكوردية.! – سرقة في وضحِ النَّهار !

في محاولة مفضوحة وبائسة وعبر بيان رمادي حاولت الإدارة الذاتية في شمالستان اليوم، سرقة ميراث إنتفاضة الكورد 2004 التي واجهت أعتىٰ نظام شوفيني في منطقة الشرق الأوسط، نظام ” البعث العربي السوري”. تلك الانتفاضة التي كسرت شوكة الظلم والذّل، وحطّمت كل القيود والسلوك والتفكير والصورة النمطية التي رافقت الذاكرة السياسية للسورييين منذ مجيء البعث لسدة الحكم، فلأول مرّة يرى السوريين سقوط الأصنام الحيّة والمرعبة، عبر تحطيم تمثال الديكتاتور ” حافظ الأسد ” أرضاً في مدينة عامودا.
ففي الذكرى السنوية الـ ” 16 ” للانتفاضة الكوردية التي تصادف اليوم وعبر بيانٍ نشرته في صفحتها الرسمية، حاولت الادارة الذاتية تجيير إنتفاضة الكورد لصالحها وإستغلالها لخدمة مشروعها التخريبي ألا وهو مشروع الشعوب الديموقراطية المعادي للمشروع القومي الكوردي، والذي قامت الإنتفاضة أساساً من أجله، متناسية بأنها كانت وما تزال جزءاً من النظام البعثي وأحد أشرس أدواته المسلطة على رقاب الشعب الكوردي في كوردستان سوريا. مما يدفعنا كل هذا لنتساءل : هل لوقاحة هذه الإدارة حدود .؟
– فجاء في بيان الإدارة الذاتية مجموعة كبيرة من المغالطات والتحريفات المقصودة، فمثلاً، قد تجاهلت وبشكلٍ متعمّد الأسباب والظروف السياسية والاجتماعية التي أدّت الى إشعال شرارة البداية للإنتفاضة، ومن الذي قام بها وضد من كانت هذه الإنتفاضة يا ترىٰ .؟ وحاولت الادارة الذاتية من خلال بيانها أيضاً أن تجعلها إنتفاضة كل المكونات في شمال وشمال شرق سوريا، بما فيهم العرب والتركمان والسريان والأرمن والآشور وغيرهم، وهذا كذب واضح وتضليل فاضح، والحقيقة هي أن الكورد وحدهم من قاموا بهذه الإنتفاضة المباركة، أما بقية المكونات وعلى رأسهم المكون العربي، فقد كانوا داعمين للأجهزة الأمنية ولنظام البعث الشوفيني ضد الكورد، ولاسيما العديد من العشائر العربية والكثير من القوى والشخصيات الثقافية والاجتماعية والتيارات السياسية العربية وخاصة في منطقة الجزيرة، حيث مارست التشبيح وبكل أشكاله ضد الكورد.
– لم يخلو بيان الإدارة الذاتية أيضاً من تحريف عنوان الإنتفاضة، فتارةً تقول بأنها إنتفاضة قامشلو وتارةً أخرى تقول بأنها إنتفاضة 12 آذار ، مع أنها كانت إنتفاضة كوردية خالصة، شارك فيها كل أبناء الشعب الكوردي ومن كل أنحاء سوريا بدءاً من ديريك وانتهاءاً بعفرين ودمشق وحلب وفي كل أماكن التواجد الكوردي في سوريا. فيا للأسف تعودنا على بيانات وتصريحات هذه الإدارة البائسة ومسؤولوها ومحاولاتهم الدؤوبة لقلب الحقائق والتملص من كل ما يمت إلى القومية الكوردية بصلة، ليتماشىٰ مع واقعهم السياسي والحزبي الجديد. .
– وفي نقطة أخرىٰ، لم يُحمَّل بيان الإدارة الذاتية اليوم، النظام السوري مباشرةً المسؤولية الأخلاقية والسياسية عن جرائم وعمليات القتل والتصفية والتعذيب ضد أبناء شعبنا الكوردي، الذين خرجوا في الإنتفاضة ضده، ولم تطالب هذه الإدارة بتقديم المسؤولين عن إرتكاب هذه الجرائم للمحاسبة والمعاقبة.
– فحاول البيان إستغلال ذكرى الإنتفاضة الكوردية المباركة لخدمة الأجندات الحزبية ولخدمة مشروع الـ ” PKK ”  الوهمي والهلامي والخيالي، ولا ندري حقيقةً ما علاقة تنظيم PKK وأدواته في الداخل بالإنتفاضة الكوردية ضد النظام البعثي .؟ لاسيما أنهم كانوا وما يزالون شركاء لهذا النظام المجرم في قمع الكورد ! 
-البيان تجاهل أيضاً الأسباب الحقيقية التي دفعت الكورد للإنتفاض في وجه النظام البعثي السوري وأهمها ممارسته كل أشكال التمييز والعنصرية والقمع والإرهاب ضد الشعب الكوردي. وتتجاهل الادارة الذاتية عمداً الدور السلبي للقوى والتيارات والأحزاب السياسية العربية ووقوفهم خلف جبهة وشريحة العنصريين العرب في سوريا وإستفزازهم للكورد من خلال الإساءة لهم ورفعهم لصور الديكتاتور ” صدام حسين وحافظ الأسد ” والاساءة إلى الرموز الوطنية والقومية الكوردية، وغيرها من الأسباب الجوهرية الأخرى ، كما تجاهل البيان أيضاً اللحمة الوطنية الكوردية ووحدة الصف الكوردي التي تحققت بفضل إنتفاضة الكورد في 2004 والتي تجاوزت الحدود الحزبية والمناطقية والعشائرية. ولم يتطرق البيان أبداً الى المحاولات البعثية والى تجاهل وتوسلات النظام السوري وركوعه أمام القوى الشعبية والمستقلة والأحزاب الكوردية وإستجدائها لإخماد هذه الإنتفاضة المباركة، وإرسال الكثير من مستشاريه الى الدول الأوروبية للضغط على الجالية الكوردية النشطة والتي كانت بمثابة سندٍ لوجستي عميق للانتفاضة الكوردية. لذا فإننا نعتبر بيان الإدارة الذاتية بياناً تضليلياً لا يخلو من التزييف والتحريف للوقائع التاريخية، فكنا خير شهود عليها ، وبناءً عليه نرفض هذا البيان وماجاء فيه جملةً وتفصيلاً.
 ونختم بالقول : لايمكن لأحد أن يسرق ذاكرتنا وأن يُحرّف الحقائق ، مادامت قلوبنا تنبض بحب الكوردايتي وأقلامنا محشوةً بالحب والإخلاص لقضايا شعبنا العادلة .
– عاشت الانتفاضة الكوردية المباركة في ذكراها الـ ” 16 “.!
…………………
– جمال حمى 
– منال حسكو 
– عنايت ديكو

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لم يكن، في لحظة وطنية بلغت ذروة الانسداد، وتحت وطأة أفق سياسي وأخلاقي مغلق، أمام الشيخ حكمت الهجري، شيخ عقل الطائفة الدرزية في السويداء، كما يبدو الأمر، سوى أن يطلق مكرهاً صرخة تهديد أو يدق طبول حرب، حين ألمح- بمسؤوليته التاريخية والدينية- إلى احتمال طلب الحماية الدولية. بل كان يعبّر عن واحدة من أكثر المعضلات إلحاحاً في واقعنا…

د. محمود عباس صرخة في وجه التكفير والخراب والإرهاب. من يهاجم المكون الدرزي في السويداء؟ من يحاصر مدنها، ويهدد شيوخها، ويحرّض على أبنائها بذريعة كلمة قيلت أو لم تُقَل؟ من نصب نفسه حاميًا للرسول الكريم وكأن الإسلام ملكيته الخاصة، وكأن نبي الرحمة جاء لقوم دون قوم، ولدين دون آخر، متناسين أن محمدًا عليه السلام نبي الإنسانية كلها، لا نبي التنظيمات…

بوتان زيباري في رياح السياسة العاتية التي تعصف بأطلال الدولة السورية، يبدو أن الاتفاق الموقّع بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وهيئة تحرير الشام (هتش) لم يكن سوى وميض برقٍ في سماءٍ ما لبثت أن اكتظت بالغيوم. فها هو مؤتمر قَامشلو الأخير، بلغة ملامحه المضمرة وتصريحاته الصامتة أكثر من الصاخبة، يكشف عن مكامن توتّرٍ خفيٍّ يوشك أن يطفو على سطح…

إبراهيم اليوسف لقد كان حلم السوريين أن يتوقف نهر الدم الذي فاض وارتفع عداده ومستواه، تدريجياً، طيلة العقود الأخيرة، أن يُفتح باب السجون لا ليُستبدل معتقل بآخر، بل ليُبيّض كل مظلوم مكانه، أن يتحول الوطن من ساحة للبطش إلى حضن للكرامة. لقد كان الأمل كبيراً في أن تؤول الأمور إلى دولة ديمقراطية، تُبنى على قواعد العدالة والحرية والكرامة، لكن هذا…