إشــكاليـة مـفهـوم « الثـورة، الحـرب» مـن مـنظـور آخـر .. الـحدث السـوري نمـوذجـاً

دلدار بدرخان*
– المتأمل لشكل نشوء الكيان السوري لا يخفى عليه أن الوطنية السورية لم تنضج في سياق تاريخي وثقافي طبيعي 
كما هو الحال في نماذج الوطنية الفرنسية أو الروسية أو الصينية … إلخ / ويُقصد نماذج الدولة ” الأمة ” 
بل هي وطنية متعلقة بالكيان السياسي السوري وهو كيان نتج عن إقتسام تركة الدولة العثمانية عقب إتفاقية سايكس بيكو وما تلاها دون أي إعتبار لإرادة السكان القاطنين .
* ويمكن تقسيم الدولة السورية تاريخياً إلى ست فترات متداخلة خلال ما يقارب القرن منذ عام ١٩١٨ وهي :
– المملكة العربية السورية ( الحكم الفيصلي ) ١٩١٨ – ١٩٢٠م
– الإستعمار الفرنسي مع دول مجزئة دولة جبل العلويين ودولة جبل الدروز إستمرت من  ١٩٢٠ – ١٩٣٦م ، بينما دولة حلب إستمرت خمس سنوات ١٩٢٠ – ١٩٢٥م .
– إضافة لسلخ لواء أسكندرون ، ودولة لبنان الكبير 
– الإستعمار الفرنسي مع دولة موحدة حتى ١٩٤٦م
– مرحلة عدم الإستقرار تناوبت فيها حكومات هشة مع إنقلابات 
– فترة الوحدة مع مصر ،وإنقلابات البعثيين على بعضهم حتى ١٩٧٠م
– مرحلة الدولة الشمولية البعثية الديكتاتورية العسكرية الأحادية ممثلة بحقبة الأسد الأب والأبن .
– المتأمل لتاريخ الدولة السورية يجد هشاشتها بالأساس ،
فهي لم تصبح كياناً مستقراً إلا في ظل حكم الإستبدادي للأسدين الأب والأبن ، وكان بلا شك هذا الأستقرار خادعاً قائماً على الإكراه والقمع ، وتغيّب المجتمع ومؤسسات المجتمع المدني والسياسي ، وما جرى فيما سمي بالثورة /الحرب السورية تعطينا قرائن على هشاشة هذه الوطنية مقابل تصاعد الولاءات الما قبل الوطنية .
– إذ لم يستطع التاريخ المشترك للسوريين لما يقارب من قرن إنتاج هوية وطنية سورية حقيقية تستوعب الجميع أو قادرة على منافسه الهوية الإسلامية والعروبية في أشكالها الأكثر إقصاءاً ، كون لا النظام ولا المعارضة إشتغلا على إيجاد هذه الهوية أصلاً ( موقف المعارضة والنظام معاً من إنكار حقوق  الكورد مثلاً  ) بل تم طرح شعارات من قبيل/ وحدة حرية إشتراكية/ بغطاء عروبي إقصائي ولم تكن قضايا من قبيل المواطنة والديمقراطيات أبداً مشمولة بهذه الأولويات.  
– وهو ما نؤكد عليه أن النظام والمعارضة كليهما أبناء حقبة تفكير منطقية إقصائية واحدة مريضة ، هي حقبة الجوهر العنصري الديالكتيكي النافي ، وبقرينة إستنساخ المعارضة
 ما قام به النظام من ممارسات ، وهذا ما أدى إلى تشكل عقائد جوهرانية لدى الجميع ،إختلفت باختلاف الأبعاد الثمانية التي شرحناها سابقاً في دراساتنا . 
– أمام هذه التحديات وبالرغم من هشاشة الوطنية التي نُحمِّل النظام والنخب في المعارضة مسؤولية عدم إيجادها بدأت ما سمي ب الثورة /الحرب السورية ، وخضعت هذه الهوية الوطنية لإختبار حقيقي أدى إلى حدوث شرخ ذات طابع عمودي خلافاً لما يحدث عادة حينما يقوم شعب بثورة ضد نظام إستبدادي متسلط فإنه من المفترض في الظروف الإعتيادية وبغض النظر عن إنتصار الثورة من عدمها المفروض أن يبقى هذا الشعب موحداً وفي حال وجود إنقسامات أن لا تكون على مستوى الهوية ، مع الأخذ بعين الإعتبار وجود إنقسامات ، لكن في مثالنا حتى الحد الأدنى من السلم الأهلي أنتهك ، ولعبت الأحقاد المبيتة دوراً بليغاً للأسف بعد كل تاريخ النظام وإجرامه .
– و نجد أن كلاً من المعارضة والنظام جيَّش في سبيل هذه الحرب القذرة  فصائل وميليشيات تقاتل كجيوش ومرتزقة طائفية عابرة للحدود ،
– النظام ( عصائب أهل الحق – حزب الله – زينبيون .. إلخ  )
والمعارضة أيضاً غلبت الجانب العقدي الديني بدلاً من البعد الوطني ( جيش الإسلام – لواء التوحيد – فيلق الرحمن – سلطان سليمان – جيش محمد … إلخ )
وهنا دفع الشعب السوري الأعزل الثمن وبكل مكوناته على يد مجرمين لم يتوانوا في إرتكاب أبشع الجرائم بحقه .
* ما هي الثورة ؟
– هل الثورة تُحَدد بشكلها الظاهري فقط ؟
أم لا بد أن يمتد التحديد والتقييم إلى ما تحققه وظيفياً ” أي  بالعمق ” أي الحكم بمعيارها القيمي الذي يمكن لنا قياسه على الأقل بعد حصاد كل ما جرى ؟ و نعني معايير الحياة والعدالة والحرية ، ومعيار الكلفة الأقل !!
– هل يكفي لنا أن نقول أن مجرد حصول تغيرات جسيمة في البنية الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والتي تترافق مع فقدان النظام السيطرة على مساحات شاسعة كاف لتسميتها ثورة ؟
– ماذا عن بقية الإستحقاقات التي يجب أن لا تنفصل عنها و التي من المفروض أن الناس خرجت من أجلها ؟
هل كان يتوجب عليها أن تكون بأقل كلفة حقاً ؟ 
أليست الحياة واجبة التقديس ومقدمة على معايير العدالة والحرية بشكل ترتيبي ؟ خلافاً للنظرة الشاعرية الكلاسيكية لدى البعض من الحالمين ؟
– لما إنقلبت فجأة الى أجندات دينية لا وطنية مرهونة للإرتزاق ؟
– ألم تكن بنية المجتمع السوري بالأساس هشة وطنياً و فيها مظاهر قصور لا تخفى على عاقل من قبيل تقديس بعض الرموز المعطوبة كصدام حسين وحتى هتلر وغيرهم من الديكتاتوريات ، وانتشار مفاهيم بالية كالثأر وجرائم الشرف وغيرها ضمن شرائح واسعة في المجتمع إضافة إلى سيطرة الإتجاه الأحادي الديني المنغلق وعدم تسرب مفاهيم دولة المواطنة بفعل النظام والمعارضة معاً ؟
– ألم تكن قوى الشخصنة الإسلامية السنية تحديداً قد وصلت إلى منزلق خطير من الإنغلاق وكانت متخبطة ، ولا أدل على كلامنا إلا موقف البوطي وموقف القرضاوي ولن (نقول العرعور أو غيره ) في تباينات واضحة حول ما جرى وتحديده من كونه ثورة أم غير ثورة رغم إنتمائهما المفترض إلى ذات الفكر والمؤسسة الدينية ؟
– هل تتطلب الثورة قبل قيامها بإصلاح ديني شامل ؟
– وبالمقابل ما هو سر نظرة شريحة أخرى من المثقفين القوميين واليساريين على أن الثورة مؤامرة على نظام الحكم الشرعي بأيدي الأطلسي وخير مَن مَثّل هذا الإتجاه هم مثقفوا السلطة كافة ؟
وعربياً لدينا – محمد حسنين هيكل – والشاعر سعدي يوسف 
ولا ننسى موقف نبيل فياض ، وفيسبوكياً نجد المخرج عماد نجار وغيرهم ؟؟
ألم يحكموا سلفاً أننا أمام قطعان لا يصلح معها إلا البسطار العسكري (  في مثال نبيل يدعي بوجود سوريتين سوريا حضارية وأخرى متخلفة ) ؟
– ماذا عن الشرائح التي أرادت بحق متنفساً لها وحياة لها أليس لها الحق في أن تحلم بعد أن سد النظام كل السبل أمامها وأحصت حتى أنفاسهم عليهم ؟
– آلا يمكن لنا أن نجد تاريخياً و بالأزمنة السحيقة حتى  مواقفا مشابهاً لما بدأته هذه الشريحة التي نقوم بتسليط الضوء عليها ؟
– أليس أرسطو الفيلسوف العظيم نفسه صاحب المنطق الصوري كان يكره الثورات ويعتبرها مغامرة غير محسوبة النتائج ولم يكن يثق بالجماهير التي يسهل خداعها ؟
– وفي سياق آخر ألم ينظر بعض المثقفين إلى الثورة على أنها نتاجات لثورات ما بعد حداثية كان دور الإعلام البديل  والفيس ومنصات ومواقع التواصل واضحاً ، ولم تكن تحتوي أيضاً على جسم منظم يدير الحراك الثوري ؟
– أليس علينا أن نعترف وبجرأة أن الفعل الثوري هو إنتحار – شئنا أم أبينا – إذا حدث ضمن بيئة هشة وطنياً ومعارجها الدينية خطيرة والنظام الديكتاتوري فيها يحتوي على قدرة للتنظيم والمحاسبة أكبر عبر سيطرته بشكل طائفي على مؤسسات الجيش والأمن وبوجود حلفاء دوليين قويين يساندونه و و و إلخ  ؟
– هل رأس النظام بشار الأسد هو من أوعز إلى المحتجين أن ينخرطوا بتنظيمات جهادية سلفية ؟ أم أن التربة متوفرة أصلاً ؟
– هل النظام طلب منهم أن يرتزقوا لدى قوى محلية ودولية ويبيعوا أنفسهم بأرخص الأثمان .
– هل النظام طلب منهم أن لا يرفعوا شعارات دولة المواطنة والعلمانية بحيث لم نستطع أن نرصد ولا فصيل واحد من فصائل المعارضة حاربت تحت أجندة علمانية واضحة وواحدة وتحتوي الجميع  ؟
– ثم داعش وغيرها من التنظيمات المحروقة الكرت سلفاً و عالمياً ، أين وجدت حاضنتها بالتحديد ؟؟
– وهل صحيح أن النظام هو الذي ساهم بخلقها ليدفع الثورة إلى الأسلمة ؟ 
– طيب على فرض أنه هو من خلقها لما وجدت حاضنتها في بيئة معينة تحديداً ؟
– ألم يوفروا لهم الملجأ والدعم وحكموهم تارة بالترهيب وتارة بالترغيب ؟
– أليست الحرب تحتاج لإثنين كما رقصة التانغو  ؟
– ألم تنزلق الثورة إلى حرب أهلية دفع ثمنها الجميع 
والسؤال الأهم :
– هل كان يستحق كل ما جرى في سبيل تغيير نظام ديكتاتوري نتفق أشد الإتفاق على ديكتاتوريته وإجرامه 
– هل كان من الممكن النضال ضده سلمياً  ؟ بأقل كلفة ممكنة 
بالمطالبة بإصلاحه سلمياً ، خاصةً أن كثير من  شعوب الكرة الأرضية ناضلت ضد أعتى الديكتاتوريات وانتصرت بالسلم ، ولو على مرحلة طويلة ؟
– لكم أن ترصدوا حالة الفلبين زمن الديكتاتور ماركوس  
ونقابات العمال في بولندا ، ولاهوت التحرير في مختلف دول  أمريكا اللاتينية ، ما الذي ينقصنا لنكون مثلهم ؟
– هل كان قيام الثورة أصلاً حتمياً ؟
– وهل إنتصارها أمر حتمي كما يدعي بعض السذج 
وما هي معايير الإنتصار ؟
– ألم يحدث بسياق ثورات / حروب شاملة دمرت الشجر والحجر والبشر ، ولما فقط في دول العالم الثالث هكذا نماذج تتكرر ؟
– هل كان هناك خيار آخر للشعب الذي تعب وأنهك من تعنت نظام مجرم كان لا يتوانى عن أي شيء في سبيل الحفاظ على كرسي حكمه ولو على جماجم الناس ؟
– ومن ناحية أخرى ألم يكن المعارضون يتوقعون مثل هذه الشراسة من هكذا نظام مجرم قمعي إستطاع أن ينشىء له حاضنة وبيئة وشبكة علاقات متينة من كل المستفيدين من وجوده ؟
– أليس الديكتاتور أيضاً يحتاج لحاضنة شعبية لكي يبقى ويستمر ؟
– ألم يرى المعارضون هذه الحاضنة أم أنهم كغيرهم من الحمقى راهنوا على بريمر وعلى خطاب أردوغان ودعواه كـ لن نسمح بحماة تانية ؟ 
كم من حماة تكررت فيما بعد ؟
– أليس النظام بالمحصلة مجموعة قوى ومصالح وشبكات مادية ومعنوية وليست أبداً شخص رأس النظام كما يتوهم بعض السذج ؟
– إذا تم الإطاحة برأس النظام فقط هل يعني هذا الإطاحة بالنظام كما يتوهم البعض؟
– والسؤال الأهم لما لم يعتذر قوادوا المعارضة للشعب السوري الذين قالوا شهر وشهرين و ستنتهي وسننتصر  ؟ 
والآن وبعد تسع سنوات و بعد كل ما جرى وبعد حصيلة قتل أكثر من نصف مليون سوري ، وتشريد أكثر من ثمان ملايين بحيث أصبح السوري طعاماً للسمك في البحار .
– ألم يخطأ السذج بتقدير مقدراتهم وإمكاناتها  في هذه المواجهة ؟ أم هو دفع للإنتحار وخلاص ؟
– ألم يدفعونا دفعاً لمصير مجهول كان الكثير منا غير مستعد له ولم يتم أخذ رأينا فيه ؟
– آلا يعتبر فشلهم عن إيجاد جسم بديل يستطيع القيام بمصالح النظام خيانة لكل دماء السوريين ؟
– ألم تهرب أغلب النخب المنحطة التي دعت إلى الثورة  إلى الدول الأوروبية هم وأبنائهم وعوائلهم ليبنوا مستقبلهم على آمال ودم وحصاد خيبات الشعب الفقير  ( إنظروا جيداً خاصةً إلى الموجودين في أوربا وفي تركيا  تعرفونهم أكثر منا ، حيث أن إستثماراتهم في إستانبول أكبر من أن لا يراها حتى الأعمى ) ، تماماً كحال أبناء المتنفذين والمقربين من النظام لن تجد فيهم واحد سقط على الجبهة أو حتى أدى خدمة العلم .
– ألم يكن دين وقومية من سقط من الضحايا هو الفقر ؟
– ألم تفتح هذه الحرب القذرة الباب على مصراعيه ليتاجر بنا الجميع موالاة ومعارضة ودولياً ؟
– للأسف هكذا أسئلة هو ما يفتح علينا المجال واسعاً للتخبط أمام حدث لم ننته منه ولم ينته بعد ، ونتائجه ستبقى على الأقل للمدى البعيد كشاهد على ما تم بإيد السوريين وبأيدي غيرهم .
– أمام كل هذا التخبط الذي سقناه سالفاً نؤكد وبكل ضمير حي أن أي عمل يكون فيه مساس خطير بحياة البشر ويؤدي إلى إنكسارات لا يمكن لها أن تجبر في حياتهم ، وبدون أخذ مشورتهم حتى لا يأخذ فيه الجانب القيمي/ الوظيفي ، وبأقل الكلف الممكنة على إعتبار السياسة هي فن الممكن هو عمل مدان و جبان ، وعليه نؤكد أن ما حدث في سورية و إن كانت ثورة كما تسمى في بداياتها فإن التاريخ البشري يكشف عن ثورات أيضاً فاشية وثورات دموية إنتهت بتدمير البشر والحجر والشجر على شاكلة الثورة /الحرب السورية
والمعيار هنا لتقييم أي ثورة هو إلتزامها بمعايير الحياة والعدالة والحرية ترتيباً ، وهو ما لم يتحقق كما أسلفنا 
ونحكم مطمئنين إلى أن الثورة / الحرب فشلت 
(وفشل الثورة أيضاً يعني فشل النظام القمعي ) ونعتقد أن الحكم القيمي يشمل كل ثورات الربيع العربي باستثناء تونس كان فيه عنصر القيادة والإدارة ممثلة بإرث الحبيب بو رقيبة أكبر الأثر في منع إنزلاقها إلى الهاوية. 
– فبعد وصول السيسي وحكم العسكر الديكتاتوري ، وبعد تفتت ليبيا واليمن لا أظن أن هناك عاقل إلا ويجزم بفشل هذه الثورات الناجزة ، تسع سنوات من حصاد الألم والشتات والتمزق كافية ليحكم أي عاقل يرى بعقلٍ حصيف .
– والآن تتكرر بصيغ أخرى في لبنان والعراق اللتين إستفادتا من الدرس السوري وبرغم سلميتهما لحد الآن إلا أننا نعتقد أنها ستجهض (ونتمنى أن تخيب توقعاتنا)  لأن المشهد و الظرف الدولي غير مهيأ ، و بسبب إختلال ميزان القوى المتصارعة .
– ونؤكد وبنفس الوقت أن النظام الديكتاتوري المجرم في سوريا لم يوفر أي وسيلة لقمع الشعب ، وقتل الشعب الأعزل بالبراميل والمتفجرات وصواريخ السكود (وربما الكيماوي ) ونقول ربما لأن هذا من إختصاص جهات دولية حقوقية  حيادية مختصة قادرة على كشف الحقائق  خاصة بعد أن تفتح أقفال وملفات ما جرى وأرشيف مخابرات الدول ، وفي حال إثباتها ببرهان حدوث حقيقي وبدليل ثابت يمكن لنا أن ندين بها النظام و إن كنا لا نستغرب عليه مثل هكذا تصرفات وحشية . 
– ونؤكد أن المعارضة الهشة أكثر من النظام والأقل تنظيماً لم تستطع أن توجد بالمناطق المحررة ولو إدارة تتحلى بالحد الأدنى من التنظيم وتوفير مصالح الناس الحياتية وأساسيات الحياة خلافاً للنظام/ و لمناطق قسد أيضاً التي إستطاع النظام تحييدها / مما ساهم فيما بعد بإعادة تكرير النظام دولياً كونه وفر الحد الأدنى من مصالح الدولة وكونه قادر على التنظيم والمحاسبة وكون البديل عنه غير قائم ولا وجود له  .
– نجد أن أداء المعارضة المرتزقة كان الفوضى عنوانها بلا  تنظيم لارتباطها بأجندات تركية وقطرية وسعودية غير وطنية و ببعد ديني منغلق يحتكر الله والإسلام ، وتمويل أجنبي متشابك باختلاف الفصائل ، مما دفع الأقليات أن تحسم خيارها بالإنضمام إلى النظام سراً وعلانية كونها كانت تعتبره أهون الشرين ، تماما كما فعلت الآن التنظيمات المرتبطة بتركيا ومرتزقتها باعتبار النظام التركي أهون الشرين .
– وما جرى في بلدنا عفرين الحبيبة إلا دليل على سخف وقذارة هكذا معارضات خرجت وادعت شيء وأصبحت بيد التركي ورقة تواليت يستخدمها ويرميها متى ما أنتهى دورها .
– ولا بد لنا أن نؤكد أن النظام أيضاً غير وطني وممول أجنبياً واستقدم التدخلات الخارجية بحجة كونه دولة ، إذ أن معايير الوطنية ترتبط بمعايير الحياة والعدالة والحرية و إرساء القانون والمواطنة والعلمانية ، و إلا كان مجرم ك بنغوريون أو هتلر وطنيان وهما مجرمين بمقياس عامة الناس ، وفي كافة العصور .
 
– إذاً كيف نحن نرى الثورة ؟
– وكيف السبيل الأصح إلى تقييمها بقانون منطقي ملزم يبين الخلل لدى من نظر لها نظرة قاصرة أو قيدها بجانب معين أحادي حتمي مطلق ، هو ما سنتحدث عنه بالتفصيل في الدراسات القادمة بشكل يختلف عن كل من كتب بهذا الشأن 
وفيه تسليط على أخطاء بعض النخب والساسة التي تحدثت بالشأن العام ، وبالأسماء ، فقط لكي لا تتكرر المجزرة / الحرب / الثورة سموها ما شئتم مرة أخرى . 
*دلدار بدرخان
رابطة ” Bêkes ” للدراسات في أوروبا 
كتبت بتاريخ : ١٢ – ديسمبر – ٢٠١٩م

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

رياض علي* نظرا للظروف التاريخية التي تمر بها سوريا في الوقت الحالي، وانتهاء حالة الظلم والاستبداد والقهر التي عاشها السوريون طوال العقود الماضية، وبهدف الحد من الانتهاكات التي ارتكبت باسم القانون وبأقلام بعض المحاكم، وبهدف وضع نهاية لتلك الانتهاكات، يتوجب على الإدارة التي ستتصدر المشهد وبغض النظر عن التسمية، أن تتخذ العديد من الإجراءات المستعجلة، اليوم وليس غداً، خاصة وان…

ادريس عمر كما هو معروف أن الدبلوماسية هي فن إدارة العلاقات بين الدول أو الأطراف المختلفة من خلال الحوار والتفاوض لتحقيق المصالح المشتركة وحل النزاعات بشكل سلمي. المطلوب من الكورد دبلوماسيا في سوريا الجديدة بعد سقوط طاغية دمشق بشار الأسد هو العمل على تأمين حقوقهم القومية بذكاء سياسي واستراتيجية دبلوماسية مدروسة، تأخذ بعين الاعتبار الوضع الإقليمي والدولي، بالإضافة إلى التوازنات…

نشرت بعض صفحات التواصل الاجتماعي وبعض المراسلين ، معلومات مغلوطة، بشأن موقف المجلس الوطني الكردي حول الحوار الكردي الكردي ، فإننا نؤكد الآتي : ١- ما ورد في المناشير المذكورة لا يمت للواقع بأي صلة ولا يعكس موقف المجلس الوطني الكردي . ٢- المجلس الوطني الكردي يعتبر بناء موقف كردي موحد خياراً استراتيجياً، ويعمل المجلس على تحقيق ذلك بما ينسجم…

إبراهيم اليوسف ليس خافياً أن سوريا ظلت تعيش، بسبب سياسات النظام، على صفيح ساخن من الاحتقان، ما ظل يهدد بانفجار اجتماعي واسع. هذا الاحتقان لم يولد مصادفة؛ بل كان نتيجة تراكمات طويلة من الظلم، القمع، وتهميش شرائح واسعة من المجتمع، إلى أن اشتعل أوار الثورة السورية التي عُوِّل عليها في إعادة سوريا إلى مسار التأسيس ما قبل جريمة الاستحواذ العنصري،…