نتشرف في هذا الحوار ان يكون حوارنا مع عميد المعتقلين السياسيين الاكراد في سري كانيه الأستاذ والمناضل محمود جميل أهلا بك أستاذ محمود
*- أهلا وسهلا
س1- أرجو أن تعرف نفسك للقراء الكرام.
*-اسمي محمود جميل عبد الحليم من مواليد نيسان 1962 – حائز على أجازه في الحقوق من جامعة حلب.، متزوج ولي طفلتان – الإقامة الحالية في رأس العين -محافظة الحسكة – مارستُ كافة الأعمال
*- اعتقلت ثلاث مرات .
1ً- الاعتقال الأول تم في 12/ 10 1992/ بتهمة الإشراف على توزيع ملصق من قبل القيادة المشتركة للأحزاب (اتحاد شعبي-شغيلة – الموحد ) في راس العين ، هذا الملصق يطالب بحل مشكلة
الإحصاء الاستثنائي في سوريا ،ومدة الاعتقال /21 / يوما.
2ً- الاعتقال الثاني تم في نيسان / 1996/ حيث كنت عريفاً للحفل في عيد نوروز أعوام ( 1993-94-95-96) ولكن السبب الحقيقي كان ضرب مفاصل حزب الوحدة الديمقراطي الكوردي والتهمة التي وجهت لي في محكمة أمن الدولة العليا هي أ- الانتماء إلى جمعية سرية غير مرخصة….
ب – اقتطاع جزء من الأراضي السورية وإلحاقها بدولة أجنبية )، وحكمت علي المحكمة أربعة سنوات.
3ً- الاعتقال الثالث = تم في8 نيسان عام 2004 على خلفية انتفاضة 12 آذار ، والتهمة الأمنية كانت القيام بقيادة مظاهرة في سري كانيه مع رفاق آخرين وتحريض الشباب على ترديد الشعارات
المناوئة للسلطة ، والالتقاء بمسؤولين من كوردستان العراق ، أخلي سبيلنا في – 31 – 3- 2005 – .
س3- هي سؤال روتيني.
ظروف الاعتقال وحالتك النفسية.
*-هذا ليس سؤالاً روتينياً بل هو السؤال المهم جداً لنا كمعتقلين ،لأن ظروف الاعتقال تختلف عن سابقاتها وهذا السؤال ، يفسح المجال كي نعبر عن جزء بسيط مما عانيناه منذ اللحظة الأولى التي تم اعتقالنا فيها.
في الاعتقال الأول كانت ظروفها سيئة للغاية حيث تعرضت لتعذيب جسدي ونفسي شديد في قسم أمن الدولة في رأس العين حيث مارسوا معي كافة الوسائل (دولاب- كهرباء -حلقة لكمات جماعية مسبات لا أستطيع لفظها احتراماً للقراء الكرام) ، وقد أغمي علي أكثر من مرة ولم يبق بيني وبين زيارة عزرائيل سوى شعرة مثلما يقول المثل الكوردي.
أما الاعتقال الثاني لم أتعرض للتعذيب الجسدي نهائياً ولكن التعذيب نفسياً حيث قضيت خمسين يوماً في المنفرد مع تحقيق يومي (جلستين في اليوم ) لمدة عشرة أيام متتالية كل هذه المدة لم تتجاوز عدد أسئلة المحقق ثمانية أسئلة ، أحيانا كان محققان يقومان بالتحقيق معي زيادة في الضغط والتشويش على ذهني كي ينتزعا مني ما يريدون.
أما الاعتقال الثالث كانت الأجهزة الأمنية في حالة هستيرية بسبب خوفها من الانتفاضة الجماهيرية العارمة واحتمالات تدخل قوى خارجية في الوضع الكوردي ، ومارست مع كافة المعتقلين شتى صنوف التعذيب الجسدي والنفسي كباراً وصغاراً وخاصةً السياسيين والمثقفين منهم .
بالنسبة لي شخصياً بدأوا بالضرب قبل أن يخرجوني من باب الدار الساعة 40-2- صباحاً ولمدة ثلاث أيام متواصلة ( دولاب-رش ماء بارد مع الضرب – مسبات وإهانات) ، وباختصار شعرنا أن هناك نيات في غاية السوء لديهم تجاهنا ولكن يبدو أن الظروف الداخلية والخارجية لم تسمح لهم بتنفيذ ما كانوا ينوون القيام به وليس خاف على أحد أن عدد من المعتقلين استشهدوا تحت التعذيب في القامشلي والحسكة وعفرين ولا أنسى في حياتي رحلة الموت من سجن الحسكة إلى سجن صيدنايا العسكري في سيارة زيل قديمة ونحن مربوطين الأيدي من الخلف والأعين والرشاشات مصوبة إلى رؤسنا مع وجبات من التهديد والمسبات النابية حيث طالت الرحلة مدة -13 – ساعة من دون ماء أو خروج تصور إن تكون يداك مربوطة من الخلف لمدة -15- ساعة والذي لا يصدق فليجرب ويربط يديه لمدة ساعتين فقط ليرى ألام الناتج عن هذه الحالة فقط أما بالنسبة لحالتي النفسية فقد كانت ظروفنا العائلية سيئة جداً من الناحية المادية والنفسية ، ولكن المعنويات كانت عالية جدا والحمد لله وتجاوزت الامتحانات الثلاثة مرفوع الرأس لأنني صاحب قضية عادلة ويستطيع القراء الكرام أن
يتأكدوا من هذا الكلام من زملائي المعتقلين الذين كان معظمهم على قدر المسؤولية ، وكما يقال ((صاحب الحق سلطان))
س4 – أنت حاصل على إجازة في الحقوق وتعمل تارة مع بنائين وتارة أعمال يدوية أخرى والآن عامل في محل تجاري ألا يؤثر ذلك على توازنك النفسي ؟
*- العمل شرف الإنسان وكرامته وأنا لا أتضايق من أي عمل أقوم به طالما يحفظ لي كرامتي بين الناس ولكن عندما أرى أمام عيني من كان دون مستواي في التعليم موظفاً في المالية أو محامياً أو رئيس دائرة حكومية …..
وأنا أقوم بتحميل البرادات والغسالات الأتوماتيكية لهم هنا اشعر بالتفرقة العنصرية التي نتعرض لها في كل يوم في سوريا, و بصراحة أن طبيعة عملي و دوامي الطويل في المعرض يؤثر على نفسي كثيراً حيث لا أجد وقتاً للمطالعة والنشاط السياسي والاهتمام بأسرتي ، وهذه الظروف القاسية تكبل طاقاتي السياسية والاجتماعية تصور أذهب إلى عملي ، وأطفالي نيام ، وأرجع مساءً ، واراهم نياماً باختصار أتساءل عن الفرق بين أن أكون محامياً لي مكتب مثل غيري ، وان أكون عتالاً للبرادات والغسالات.
س5- كمواطن كوردي في سوريا (أصيل) ومجرد من الجنسية ومحروم من كافة الحقوق المدنية والسياسية.
أنت كحقوقي ماهي نظرة القانون في ذلكظ
*- موضوع الأجانب الأكراد في سوريا حالة فريدة على مستوى العالم قانونياً وسياسياً صحيح أن هناك إشكاليات في موضوع الجنسية في عدة دول ولكن ليس كحالتنا نحن .
إن مسألة الأجانب في سوريا مخالفة لكافة القوانين والنظم المعنية باكتساب الجنسية وخاصة قانون الجنسية السوري حيث يحق لنا اكتساب الجنسية السورية من جهة حق الدم والإقليم المعترف بها في سوريا.
أن هذا الحرمان سياسي بامتياز وهذا واضح من خلال الموقف الرسمي السوري وعلى أعلى المستويات.
خذ حالتي الشخصية كمثال أنا من مواليد دمشق -1962 – ولم أغادر الأرض السورية لمدة ثانية واحدة ودرست في المدارس السورية وجامعاتها ولا أستطيع الحصول على الجنسية السورية.
أخيرا تبين أن موضوع الأجانب متروك من قبل السلطة للمساومة السياسية مع الحركة الكوردية (أما أن يكون حل مشكلة الإحصاء حل للقضية الكوردية في سوريا برمتها او لا حل لمشكلة الإحصاء
وهذا مرفوض من قبلي شخصياً ومن قبل شعبنا الكوردي وان حل مشكلة الإحصاء ليست منة على أحد بل حق مهضوم من قبل السلطة يجب أن تحلها وتقوم بالتعويض عن العطل والضرر الذي لحق بنا كل هذه السنين .
والقضية الكوردية غير قابلة للمساومة لأنها ليست وليدة اليوم أو البارحة أنها قضية ارض وشعب
س6 – زعيم أول حزب كوردي في سوريا الخالد نور الدين ظاظا كان حاصل على دكتوراه في العلوم السياسية ذلك منذ خمسين سنة رغم انتشار الأمية في ذاك الحين .
السؤال هنا: ما هي أسباب تراجع الحركة الكوردية وإفراغ الحركة من الكوادر المثقفة رغم انتشار التعليم ؟
*- أسباب تراجع الحركة الكوردية في سوريا عديدة ولا يمكن إعطاء هذا الموضوع حقه في هذه العجالة .
باختصار السبب الأول والرئيسي هو محاربة هذه الحركة من قبل الأنظمة المتعاقبة في سوريا التي تملك أجهزة أمنية مدربة وخبيرة في تدمير المجتمع والحركات السياسية ((الحركة الشيوعية والكوردية كمثال)) أما السبب الثاني تدخل الأحزاب الكوردستانية في شؤون الحركة في سوريا ومحاولة الاستحواذ على قرارها السياسي لتحقق مواقعها لدى النظام السوري وان هذا العامل قد خف كثيراً بعد سقوط نظام صدام حسين حيث تحسنت أجواء العلاقة مع كافة الأحزاب الكوردستانية.
السبب الثالث والمهم جداً هو تشوه شخصية الإنسان السوري بشكل عام والكوردي بشكل خاص حيث تراجعت القيم الإنسانية والمبادئ السامية في ظل أجواء الاستبداد والقهر السياسي والنفسي تاركة المساحة للغرائز والمصالح الشخصية الضيقة وبروز ظاهرة الفردية والأنانية وتضخم الذات بشكل مرضي تماماً مع شخصية المستبد.
السبب الرابع الخلل في علاقة السياسي بالمثقف حيث المثقف يتعالى على السياسي والسياسي يهمش دور المثقف.
السبب الخامس: تفشي الأمية و التخلف بأشكاله والفقر في مجتمعنا حيث يرى المثقف نفسه وحيداً في مواجه هذه الظروف الضاغطة ولذلك ينكمش معظم المثقفين على أنفسهم ويتخلوا عن دورهم
السياسي والثقافي لأشباه المثقفين الذين تطفي مصالحهم الشخصية على مصلحة الشعب الكوردي ويخلقوا لأنفسهم خصوماً وهميين وخاصة من المثقفين نحن بحاجة إلى مثقف حقيقي مؤمن بدوره
التاريخي في تطوير المجتمع والى السياسي لا يخاف من استحقاقات النضال وان يسخر شخصه في خدمة القضية والحزب لا إن يسخر والقضية والحزب لشخصه.
س7- الأستاذ محمود جميل .أنت من موقعك كمناضل سياسي وملقب بعميد المعتقلين هل ترى إن آليات الحركة وممارساتها تلبي متطلبات الجماهير الكوردية ؟
*- الحركة الكوردية في النهاية نتاج هذا المجتمع الذي نعيش فيه ويعكس إلى حداً ما المستوى المعرفي والسياسي لهذا المجتمع وبما أن الحركة هي الممثل الشرعي للشعب الكوردي في سوريا فعليها إن تطور مستوى نضالها الجماهيري الذي تراجع في الفترة الأخيرة وخاصة بين الشباب الذي يرى نفسه ضائعاً وبعيداً عن الاهتمام بالشأن العام إن الظروف والأجواء التي تهيأت بعد انتفاضة آذار-2004- أفسحت المجال لإعادة اللحمة بين الجماهير والحركة وخاصة جيل الانتفاضة المقدام والجريء والمضحي ولذلك فإن على الحركة إن تغير آلياتها التنظيمية والسياسية ولا تتعامل مع الواقع الجديد بالعقلية القديمة (عقلية الخوف من التضحية وتوسيع دور مهام الحزب) يجب علينا جميعاً كحركة وجماهير إن نعمل كفرقة موسيقية لكل عضو دوره الذي لا غنى عنه وأقولها صراحة أنا لست راض عن أداء الحركة وآلياتها وممارساتها لأنها ليست على المستوى المطلوب وفي نفس
الوقت لا أرى نفسي فوق مستوى الحركة بل جندي في هذه الحركة.
س8- تتكلم الحركة الكوردية دوماً عن المشاركة السياسية في سوريا وتبني أطر سياسية مع المعارضة العربية (التحالفات) برأيك ما هي أسس تلك المشاركة؟
*- المجتمع السوري يتشكل من فسيفساء قومي وأثني ولا يستطيع أي مكون ان يلغي حق المكونات الأخرى في هذا الوطن ودورها في خدمة الوطن المشترك لذلك من الطبيعي والمفروض ان نبحث عن قواسم مشتركة وتوافقات مع المكونات الأخرى للشعب السوري, برأيي ان الأساس المهم للمشاركة والتحالفات بين مكونات المجتمع السوري هو الاعتراف الصريح والواضح بحق الجميع
بالتمتع بخيرات هذا الوطن وتمثيله على أعلى المستويات وانه مثلما يترتب على الجميع واجبات خدمة هذا الوطن فأن للجميع حقوق يجب ان تحترم وتصان والأساس الثاني هو الاعتراف بخصوصية كل مكون اجتماعي واحترامها في إطار وحدة هذا الوطن المشترك والحل الأمثل هو ابتعاد القومية الكبيرة عن أسلوب الاستثناء والقهر والاعتراف للآخرين بحقوقهم.
س9- هل استطاعت الحركة الكوردية الحفاظ على مكتسبات أحداث آذار.؟
*- انتفاضة آذار نقلة نوعية في نضال الشعب الكوردي في سوريا وحركته ضد القهر والظلم التاريخي الذي مارسته السلطات المتعاقبة في سوريا بحق شعبنا الكوردي المسالم وكافة المكونات الأخرى وهي نتيجة تراكم نضالي لكل الشعب بما فيها الحركة السياسية ، وللأسف لم تستطيع الحركة الحفاظ على مكتسبات الانتفاضة بسبب تعاملها مع واقع جديد بأسلوب وآليات قديمة والخوف من استحقاقات النضال والتمثيل الحقيقي لهذا الشعب صحيح انه حصلت تطورات في التقارب السياسي ولكن أين المرجعية التي ينادي بها الجميع – اين صيغة مجموعة الأحزاب الكوردية وعلي ان أكون منصفاً فإن قسماً من الحركة أراد ان تجعل من الانتفاضة منطلقاً لاداء سياسي متطور
ومثال، وقسم أراد محو الانتفاضة، ودروسها عن الذاكرة الكوردية وإنني من هذا المنبر أدعو جماهير شعبنا ان تأخذ مصيرها بيدها وتضغط على الحركة كي تحقق وحدته السياسية والنضالية .
س10- في الآونة الأخيرة برزت منظمات وجمعيات حقوقية على المستوى السوري العام والكوردي.
برأيك هل تستطيع ان تلعب دوراً إيجابيا فعالاً وموضوعياً..؟
*- هذه المنظمات والجمعيات الحقوقية والإنسانية دليل واضح على تجدد الحراك السياسي في المجتمع السوري والكوردي وبما ان المجتمع السوري يعاني من انتهاكات فظيعة لحقوق الإنسان فمن الطبيعي ان يفكر الإنسان السوري في تشكيل دفاعاته ضد هذه التجاوزات والانتهاكات من قبل السلطة وغيرها، وتستطيع هذه المنظمات ان تلعب دوراً إيجابيا ، وفعالاً في الحالة السورية والكوردية اذا حافظة على استقلالها من الأجهزة الأمنية وان تقييم الاوضاع بموضوعية ومهنية كي تكسب ثقة الجماهير والمنظمات الدولية أنا شخصياً أؤيد نضال هذه المنظمات والجمعيات أبارك جهودها المخلصة لخدمة حقوق الإنسان السوري.
س11- أتذكر انك كنت من أعضاء الفرق الفلكلورية الكوردية النشطين حسب تجربتك هل برأيك ان تكون هذه الفرق مستقلة أو تابعة ؟
*- أرى ان تكون الفرق الفلكلورية مستقلة عن الأحزاب ومدعومة من قبلها لأنها في هذه الحالة ستكسب تأييد كل الشرائح الاجتماعية وتتخلص من تدخلات وهيمنة النفوس المريضة في الحركة وهنا اوجه نداء إلى كل الفرق الفلكلورية في سري كانيه ان توحد جهودها في خدمة الفلكلور الكوردي الجميل ولا داعي لان يكون لكل حزب فرقة فلكلورية طالما ندعي خدمة الفلكلور وآليات التوحيد سهلة وبسيطة إذا توافرت النيات الحسنة.
س12- لاحظت من خلال نشاطي الصحفي ووجودي في اليوبيل الذهبي للبارتي في بركفريه وأربعينية بافي لورين وغيرها من المناسبات ان معظم قيادي الحركة الكوردية كان خطابهم باللغة العربية تحت حجة واهية ان الجماهير لن تفهم خطابهم بلغة ألام على اساس انهم (حماة اللغة) في حين اولائك الذين كانت تحاربهم زعماء الحركة الكوردية من شيوخ دين وفعاليات اجتماعية أخرى كانت خطابهم بلغة ألأم نقياً ومؤثراً (والعجيب ان الجماهير كانت تفهم خطابهم) ما تعليقك على ذلك .؟
*- اللغة هي هوية الشعب الذي يتكلمها من هذا المنطلق فإن هذه الحالة غير صحية يجب على السياسي الكوردي ان يهتم بلغته ألأم اكثر من أي شخص آخر لأنه المعني الأول بحمايتها وتشجيع الناس على تعلمها كتابة وقراءة وحالة كوردستان العراق ماثلة أمام أعيننا فاللغة الكوردية الى الآن وخاصة بالحروف اللاتينية اقل تداولاً في الخطاب الرسمي والمراسلات الحكومية أما قضية ان الجماهير لا تفهم لغتها الام فلنحفزها على تعلم لغة كوردية فصحى خالية من تأثير اللغات الأخرى قدر الإمكان وأنا افضل الخطاب السياسي باللغة الكوردية المحكية على ان تكون بالغة العربية أو غيرها من اللغات مع ضرورة تعلمها أما تفاعل الجماهير مع الخطيب تعود إلى موهبة الخطيب وحسن اختياره للكلمات والمواقف والمطلوبة اتخاذها في تلك اللحظة فليس كل سياسي خطيب بالضرورة وليس كل رجل دين يستطيع ان يحرك مشاعر الجماهير.
س13- كثرت في السنوات الأخير ظاهرة الاستقالات الفردية والجماعية من معظم الأحزاب .
هل برأيك تشكل بداية نهضة فكرية خاصة بين الشباب أو القصد تفريغ الحركة من الكوادر المثقفة ؟
*- ظاهرة الاستقالات الفردية والجماعية تعود إلى أزمة بنيوية في الحركة الكوردية برمتها يجب إعادة النظر كما قلت سابقاً في البرامج التنظيمية والسياسية للحركة وتصحيح العلاقة بين القيادة والقاعدة في الحزب الواحد وبين الحركة والجماهير ولا ننسى ان الهم الاقتصادي في السنوات الأخيرة اصبح في الرتبة الأولى من اهتمام الإنسان السوري بشكل عام والكوردي بشكل خاص.
يوجد هناك أشخاص يتشبثون بمناصبهم عن طريق التكتل والمناورات الرخيصة وهذا يحبط الشباب في بناء حزب مثالي ولكن لا أظن ان هناك تعمداً قيادات الحركة بتفريغها من جيل الشباب وخاصة المثقفين منهم هناك أزمة عامة يعاني منها القيادي نفسه والقاعدة والجماهير .
يجب معالجته .
كلمة أخيرة تود ان تقولها
وفي النهاية اشكر موقعكم على إتاحة الفرصة لي للالتقاء بالقراء الكرام أتمنى من قيادات الحركة الكوردية ان تسرع في بناء مرجعية كوردية تكون قراراتها ملزمة في القضايا المصيرية لشعبنا مع احترام خصوصية كل حزب او شخصية اجتماعية أو أي مكون اجتماعي ممثل في هذه المرجعية أدعو جميع الأحزاب الكوردية ان تفضل القضايا الجوهرية لشعبنا على المسائل الثانوية لأننا جميعاً نخدم قضية واحدة واضحة المعالم والأهداف أتمنى لموقعكم مزيداً من التقدم لخدمة شعبنا.
وشكرا