تجمع الملاحظين
ربما يعتقد الكثير منا أن القضية الأرمنية تاريخية ارتبطت بالزمان والمكان، وقد انتهت. في واقع الحال لم تنتهِ بعد. فالدولة الأرمنية بعد أن استقلت بعيد انهيار الاتحاد السوفيتي؛ تطالب بأراض شاسعة، من ضمنها كردستان، معتبرة نفسها ممثلة لمملكة أرمنية تاريخية، عليها إحياؤها.
يجهل معظم الكرد منا بالمعوقات التي تواجه أصدقاء الكرد الحقيقيين في الدول المعنية بمنطقتنا، حينما يثيرون قضيتنا بغية المساعدة لإنشاء كيان كردي. ما يلبث اللوبي الأرمني بإشهار ورقة مذابح الإبادة في وجههم؛ مما يؤثر على جهودهم بشكل فعال. ومن لا يصدق ما نقوله فليسألوا الأصدقاء الجادين للكرد في تلك الدول المعنية بالشأن الكردي.
وعليه نرى أن التيارات الكردية الجادة حين عرضها قضيتنا على المحافل الدولية تلقى نوعا من الإهمال تجاهها، وهذا ما أكده أصدقاء شعبنا للموثوقين من قيادي هذه التيارات؛ بينما لا تلقى الحركات الكردية المصلحية مثلها. بالمقابل تحظى هي بدعم وتأييد منهم. من المحبط أن معظمنا لا نلاحظ ما يجري بهذا الخصوص، وننجر وراء المصلحيين من حركاتنا.
ولإزالة هذا الورم المشوه للوجه الأوربي الجميل، في حينها، أنشئت لها خلية إعلامية في المخابرات البريطانية وتولاها المؤرخ الشاب آرنولد تويمبي. عملت الخلية بنشاط كبير في تشويه سمعة وتاريخ العثمانيين. ومن ضمن هذا التشويه تدخل القضية الكردية من خلال الشعب الكردي الذي اعتبره الأرمن شريكا تاما للاتحاديين في إبادتهم. ولهذا الاعتبار لديهم أسبابهم الوجيهة، كونهم يطالبون بالأراضي الكردية كجزء من مملكتهم القديمة؛ المزمعين على إحيائها؛ لذا من الواجب عليهم تشويه الكرد شعبا وقضية؛ كي يتسنى لهم ضم أراضيهم إليها. فالذريعة موجودة وهي الإبادة، والكرد هم من أبادوهم جنبا إلى جنب مع الاتحاد والترقي؟
والمياه تجري من تحت أقدامنا ونحن لا نعلم بها. بل ومن عبقريتنا الفذة أن النائبة الكردية في البرلمان السويدي حين التصويت على الإبادة الجماعية للأرمن فيه؛ صرحت أن أجدادها قد شاركوا في إبادتهم، من دون أي مسند تاريخي عن الإبادة المتبادلة في ذلك الحين، وكأن الأرمن لم يبيدوا الكرد؟
لا حقا سيصل البحث إلى هذه الإبادة، وقتها سنرى مَنْ أباد مَنْ؟
يتبع
تجمع الملاحظين، عنهم:
كاوار خضر