دائما الضحية هو الله , والجاني هو الإسلام المتطرف (ما نعيشه يوميا ً)

دومام آشتي

أولا اعتذر من كافة القراء الكرام على ما عنونت به مقالتي المتواضعة وأتمنى من الجميع الذين أصبحوا يذمونني ويقدحونني ويشتمونني , أتمنى منهم القليل من الإنصاف وإتمام كتابتي هذه إلى نهايتها فأنا لااتجنى على احد ,حتى أتجنى على الله ,علما أنني في كلماتي المتواضعة هذه أحاول جاهدا إسقاط الضوء ولو قليلا على ما نعانيه من اختلاط في المفاهيم وتشعب في القيم , ناهيك عن عمليات السلب والنهب والقتل والإرهاب والتفجير وغيرها الكثير الكثير التي تحدث تحت مسميات وذرائع شتى منها الوهمية والادعائية أكثر من كونها تشترك مع الحقيقة والصواب , ومن هذه التي سنركزعليها حديثنا هو , العمل باسم الله , وكأن الله قد عين له خليفة وحاكما باسمه ليقضي حاجات البشر والعالم الأرضي ……
لذا سنورد بعض القصص والأحداث التي تحدث في عالمنا هذا وبعض العوالم الأخرى…..
فمنذ أن حكم أمير المؤمنين المجتمعات الإسلامية والى اليوم ونحن نرى شتى أصناف وأنواع التبريرات سواء الخطابية منها أو الكتابية وتحت بنود وهمية بقصد إصباغ الصبغة الدينية على أفعالهم وتصرفاتهم , متبعين في سبيل تحقيق ذلك شتى أنواع الصوفية وخاصة (صوفية الدراويش) حتى وصل الأمر ببعضهم إلى إطلاق صفة القداسة على أفعالهم وتبريراتهم حتى إن إتباعهم قد روجوا فكرة مفادها أن طاعة(سواء) الأمير أو الشيخ أو الملا أو …..

الخ هي من طاعة الله ، وان من لم يطع الأمير ……..الخ فإن زوجه حرام عليه !!!!!
هكذا تدرجنا مذ كنا صغاراً , وهكذا تعلمنا مذ كنا طلبة علما , ننشد العلم , لكن علمنا كان علم الآخرين الذين يودون زرعه في عقولنا وفكرنا , ومعلوم أن الفكر الضيق والصغر في السن يساهمان في طبع المعارف التي تٌراد (بضم التاء) أن تطبع فيها , أي أنني اذكر ما كان يلقنه لنا بعض الأساتذة الكرام من علوم ومعارف وسياسات خاطئة تخدم مصلحة الآخرين أكثر من كونها تخدم مصلحة العلم والمعرفة .
ذات يوم جاءنا احد الإداريين في مدرستي الإعدادية التي تقع في منطقة الواق واق , وبعد فترة من الصياح والشتم والوعد  بأقصى العقوبات ما لم ننفذ أوامره وأوامر الإدارة , توقف برهة قصيرة من الزمن  واستطرد قائلا : إياكم وعدم إطاعة المدير, فهو خير من ينصح ويرشد و…, سيأتيكم بعد لحظات لأمر هام , عندها دخل المدير الذي  كان ينتمي إلى الحزب الشيوعي في شبابه حتى مرحلة متقدمة من عمره لكنه فاجأ الجميع بانتسابه إلى الحزب الحاكم الذي يسيطر على كل شيء ، أي انه تحول تحولا ً جذريا في حياته فمن الأممية إلى الانفرادية و…….
ثم اخبرنا بما يلي : انتم خير من تدافعون عن هذه الأمة , وانتم خير من تنشدون الآيات الدينية , وخير من يرفع راية الإسلام (إلى هنا وكان عقلي لا يزال يدور في متاهة من الألغاز) ثم ومع تغير نبرة صوته حيث أصبح أكثر خشونة وأكثر ارتفاعا قالها , وأعادها لمرات  عديدة  أيها الطلبة إن الله تعالى يطلب منكم إطاعة العلماء وعلى اعتباري من العلماء فإنني اطلب منكم إطاعة حزبي لان إطاعة حزبي من إطاعة الله وانتم لا تريدون دخول النار , أليس كذلك  , هنا صحنا كلنا وبصوت واحد(نعم) طبعاً نعم هذا كان أستاذ التربية الدينية قد لقنها إيانا عن جدارة حين قال لنا ذات صباح إياكم ومخالفة العلماء وإن المدير والإداريين من خيرة العلماء , ثم مازحنا المدير قليلا قبل أن يستطرد قائلا وإياكم وسماع كلام الأستاذ (….) فهو من أتباع الشيطان وهو من باع نفسه للشيطان وان الله تعالى سيعاقبه شر عقاب  , وأن الله تعالى وملائكته ورسله , كلهم يأمرونكم بإطاعة مديركم في المدرسة وأن تطيعوه في كل ما يريده , حينها دخل علينا أستاذ التربية الدينية الذي اخذ يتغزل بمواصفات وعبقرية وثقافة المدير طالبا منا إطاعته لأنها من طاعة الله تعالى
بعد فترة علمت أن ذاك الأستاذ ( الذي حذرنا منه المدير)كان ينتمي إلى احد الجهات المحظورة والتي كانت تسمي نفسها المعارضة قبل أن ينتمي إلى إحدى الانفراديات في بلاد الواق واق
هذا غيض من فيض , وما ذكرته لا يغدو كونه أكثر من نقطة في بحر الإسلام المسيس والأعمال التي تحدث باسم الله وتحت راية الإسلام
ولعل ما يحدث في منطقة الجزيرة السورية وخاصة بين الأوساط الكوردية يدعو إلى الوقوف مطولاً فإضافة إلى كل ما حدث….

برزت مظاهر التشيع والتبشير بين صفوف الجماهير الكوردية , بدأ ً من بناء الحوزات العلمية إلى التبشير بالمسيحية وطبعا كلا الفريقين يعزفان على الوتر الحساس للكورد وفق ما يلي :
1- كل ما حدث للكورد كان تحت راية الإسلام وتحت مسميات دينية إسلامية …هنا ما عليك أيها الكوردي سوا الانتقال والانطواء تحت راية ولواء الأخر……..
2- التركيز على الجانب المادي , فجل – إن لم يكن “كل” – الشعب الكوردي في سوريا يرزح تحت خط الفقر , فتم تخصيص مبالغ نقدية وقطع ارض إضافة إلى رواتب ثابتة ناهيك عن تسيير كافة الأمور المتعلقة بالدوائر الحكومية والتي كانت تٌعرقل قبل ذلك……
إذا هذه المحاولات سواء التشييع أو التبشير تدخل تحت بند الأعمال المنظمة والأفعال المخططة لطالما أن المراد بها تغيير ديمغرافية المنطقة إضافة إلى إبعاد الكورد عن ديانتهم الأصلية , ناهيك عن عملية صبغ المنطقة بلون وراية احد الطوائف التي من مصلحتها ومن مصلحة الآخرين أن تُصبغ المنطقة بها ………
هنا نتساءل أين الإسلام وأين الدول الإسلامية بل أين مفتي الجمهورية وأين علماء الدين الإسلامي ورجال الدين في العالمين العربي والإسلامي من كل ما يحدث أو ليسوا هم حماة الأمة الإسلامية , وأو ليسوا هم أصحاب الفتاوى …….

ثم أليس كل ما يحدث يدخل ضمن سياق القضاء على الإسلام وتنكيس راية الإسلام ……..

وكل هذا الذي يحدث يتم تحت بنود وذرائع دينية أيضا ” طبعا من جانب أصحاب الحملات التشييعية والتبشيرية “
حتى أن الذين يقومون بهذه المهمة يبشرون الناس البسطاء بدخول الجنة وأن الله هو الذي يأمر عباده الصالحين بإطاعة مشايخه  ورجالاته المتدينين
أما أذا انتقلنا إلى ساحة الإرهاب وما يعانيه الإنسان المسلم سواء أكان كورديا أم عربيا مسيحيا أم مسلما فالكل يعاني من آفة الإرهاب والتطرف الديني والتزمت الديني وكل ذالك أيضا  تحت راية الإسلام وتحت اسم الله فبأي ذنب يقتل البريء , وبأي ذنب تُفجر متاجر ومحلات المساكين , بل وبأي ذنب يٌيتم الرضيع ونملك جيشا جراراً من (اليتامى والمكفوفين والمعوقين و…..) ناهيك عن ملايين القتلى والجرحى جراء العمليات الإرهابية وما يزرع الحقد والضغينة في قلبي وما يبعث على النفور أكثر تكبيرات هؤلاء الكفرة المارقين والنداء باسم الله …
من مثيل (الله أكبر … زهق الباطل … إلى الجهاد …) كل ذلك تحت بنود وتسميات  منها (دولة الإسلام ….

جماعة أنصار الإسلام … فيلق الرحمن … جماعة القضاء على الكفار ….

الخ) من هذه التسميات التي لا نهاية لها والتي اقل ما يمكن أن يقال لها ” أعوذ بالله ” من هكذا  تسميات وأعوذ بالله من هكذا جماعات       
دون أن ننسى ما حدث لكل من روج المسلمة ودعاء الايزيدية والمتوحدين بكورديتهما وقوميتهما , إن ما حدث لكل منهما يندا له الجبين فهو وصمة عار على جباه الكورد المسلمين والايزيديين وما يزيد الطين بلة انهم قٌتلوا بأياد إسلامية تحت مسميات وذرائع وحجج واهية وأيضا تحت تكبيرات من نوع الله اكبر
أين الله من كل هذا , بل أين تكمن رغبة الله من قتل النفس البريئة , أيعقل أن الله قد وكل هؤلاء الكفرة المارقين للنيل من بني الإنسان وإهانته وضربه كما تٌضرب الدابة وتهان …..
ثم ما حدث في شيخان قبل بضعة ايام مجزرة راح ضحيتها 500 شخص استشهدوا وهم في ريعان شبابهم واكثر من 400 شخص حالتهم الصحية خطرة وبعضهم حرجة عدا عن المفقودين … أفهل يكون الاسلام في كثرة المقتولين ..

أم أنه بين اشلاء الضحايا أم بين العيون التي فقعت والأطراف التي بُترت ..أم تحت البيوت التي هُدمت على رؤوس أصحابها …
تُرى هل ما حدث في شيخان كان يوم عيد ٌ لبعض المسلمين (المتسولمين) أم أنه كان يوم للذكرى في الصور والكاميرات والفضائيات ….


أين انتم يا اصحاب الضمير الاسلامي اليقظ والذين …..

ترون في الاكراد جواسيس وخونة ومرتزقة كفرة مشركين بالله ورسوله ….

لما لم ترفعوا رؤسكم من الرمال لتروى هؤلاء الكورد وقد ذبحوا في شنكال
لكن شنكال ..

لن تركع … ولن تدع الفرصة للمرتزقة أن يلعبوا … كسابق عهدهم فشنكال وبحزاني وكل الايذيديين مع اخوتهم الكورد المسليمن والمندانيين وغيرهم وعزرا ً لمن لم اذكرهم فذاكرتي تخونني , هؤلاء كلهم على درب واحد سائرون درب الكوردايتي ولن تفلح المحاولات أبدا ً لزرع اسفين التفرقة بين الكورد والكورد ولولا احترامي للعرف والطقوس الايذيدية لتزوجت بأيذيدية وليفعل المتسولمون ما يشائون …
 ثم ..أيعٌقل أن يكون الله هو المذنب , فكل الأعمال وكل الجرائم وكل الأفعال البشعة التي يرتكبها الإنسان وخاصة الذين يعتبرون أنفسهم خلفاء الله في الأرض ، كل الأعمال المنافية للأخلاق التي تصدر عنهم تصدرٌ تحت راية الله وتحت اسم الله وتحت ستار الدين
فعلى سبيل المثال وإذا تحدثنا عن الجمعيات أو المنظمات الإسلامية وكوني كوردياً فإنني أجد من واجبي نقد كل الأعمال التخريبية التي من شأنها أن تزرع الكراهية بين أطياف المجتمع الكوردي ومن اختصاصي أن أتحدث عن تلك الجمعيات والاتحادات الكوردية والتي منها على سبيل المثال ألاتحاد الإسلامي الكوردستاني الذي کانت جل أهدافه وبرامجه تجسسية ، إستخبارية لخدمة الأهداف الإيرانية ، فأي اتحاد إسلامي هذا الذي ينوي تسليم ابناء جنسه وقوميته الى العدوا مقابلة حفنة من الدولارات والامتيازات , خاص انه هو الآخر حاول استدراج المساكين والأميين وجرهم إلى شباكه ……
على العموم هو الأخر نوع من الإسلام السياسي أو الإسلام المسيس
ومشارك ً بكل وقاحة  في مؤتمر”القاهرة”إلى جانب أحزاب و تنظيمات عراقية لا تخفي أبدا رفضها لآمال وطموحات الشعب الکوردي
فأي إسلام هذا وأي مسلمين هؤلاء يتعاونون مع الجحوش وهم المعروفون دوليا بخيانتهم وبذور الخيانة متأصلة في أعماق وجدانهم وصميم حياتهم …….
ماذا أذكر وماذا أغفل من أنواع وتكتلات وتنظيمات ادعت الإسلام وتبنت النهج الديني …… وحقيقتها الغير خافية على أحد
على العموم كوننا مسلمين كوردستانيين المهم لدينا حقوقنا ومطاليبنا ….
هذا هو الجزء اليسير من عملية الإسلام السياسي والإسلام المسيس المنظم والهادف …..
إذا فلما لا نسيس أنفسنا أيضا ً ..

بل ولما لا نسيس نحن ايضا ً الدين لغاياتنا وطموحاتنا على الأقل غاياتنا غايات ً نبيلة ومشروعة وحقوقية بحتة بعيدا عن  أذى النفس الأخرى و قريبة جدا ً من العدالة والشريعة السماوية

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

خالد بهلوي تحت شعار “وقف العنف والتهجير – العيش المشترك بسلام”، وبمبادرة من مجموعة نشطاء من الشابات والشباب الغيورين، شهدت مدينة إيسين الألمانية يوم 21 ديسمبر 2024 وقفة احتجاجية بارزة للتعبير عن رفض الاحتلال التركي والتهديدات والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الكردي المسالم. الحضور والمشاركة: حضر الفعالية أكثر من مائه شخصً من الأخوات والإخوة الكرد والألمان، إلى…

د. محمود عباس ستكثّف الولايات المتحدة وجودها العسكري في سوريا وستواصل دعمها لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والإدارة الذاتية. تدرك تركيا هذه المعادلة جيدًا، وتعلم أن أي إدارة أمريكية قادمة، حتى وإن كانت بقيادة دونالد ترامب، لن تتخلى عن الكورد، لذلك، جاء تصريح أردوغان بعد عودته من مصر، ووزير خارجيته من دمشق اليوم كجزء من مناورة سياسية تهدف إلى تضليل الرأي…

شادي حاجي المرء لا يذهب إلى طاولة المفاوضات وهو خالي الوفاض وإنما يذهب وهو متمكن وقادر والمفاوض يكشف أوراقه تدريجياً تبعاً لسير العملية التفاوضية فعند كل منعطف صعب وشاق يقدم المفاوض بطريقة أو بأخرى معلومة ولو صغيرة حول قدراته على إيقاع الأذى بالطرف الآخر من أجل أن يكون مقنعاً فعليه أن يسأل عن مقومات الندية والتي تتركز على مسألة القوة…

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه”1970-2024″ كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. إذ إن بعض…