صوت الكورد *
علينا أن نسمي الأمور بمسمياتها دون وجل أو نازع يدفعنا باتجاه المواربة ،وإلقاء الكلام على عواهنه ..
لم يكن ميلاد البارتي الديمقراطي الكوردي – سوريا..
ميلاداً لحزب جديد أو إضافة رقم ما إلى الإحصائيات السياسية في سوريا..
وعلينا ألاّ نحسم المواقف على إنها مجزأة أو منفصلة عن وجودها كوحدة قياس، كأن يذكر ما الجديد في هذا البارتي؟!!.
ولنقرأ الجديد في هذا البارتي.
في البداية لم يكن المؤتمرون كتلة منبثقة من طرف واحد حصراً بل تعدتها إلى كتل ومجموعات اتفقت عبر نقاشات طويلة وشفافة، كان جل اهتمامها إعادة الاعتبار للبارتي نهجاً وقيماً وبرنامجاً.
وهذا ما أكده المؤتمر رغم كل التباينات للآراء لدى المجتمعين إلا إنهم كانوا متفقين على هذه المبادئ.
إذا الموضوع الأهم كان يدور حول الإصلاح والتطوير للبارتي وإعادة الاعتبار له، وليس الإعلان عن حزب جديد… كما يتصوره البعض، ويغالي في التهويل فيه، والحملة عليه.
نعم..
لقد فعل الزمن والقائمين على البارتي منذ عقود طويلة أن حولوا هذه القيم والمبادئ إلى شماعة تحمل في طياتها ما هو “أعظم” ولا أريد الخوض بالتفاصيل إنما سأختصرها بالترهل السياسي..
حيث لا أحد يستطيع أن ينكر حالة الترهل السياسي المصابة بها البارتي، فكرً وممارسة.
لسبب وجيز ينحصر في هيمنة ثلة من القياديين على البارتي..
قيادة سكرتاريا..
إلى الأبد
قيادة المكتب السياسي إلى الأبد..
قيادة اللجنة المركزية إلى الأبد…
وهنا تكمن المعضلة التنظيمية، وهنا يكمن الخلل… حيث أدى ذلك موضوعياً بان فرض على كل قيادي في منطقته أن يرتب منطقته بما يتناسب مع مصلحته ورؤيته الذاتية..
مادامت القيادة أبدية وحسب النظام الداخلي لا يردعها شيء فمن الطبيعي أن تكون المنطقية والفرعية توابع لهذا القائد الأبدي..
1ـ الجديد في البارتي الديمقراطي الكردي ـ سوريا..
أولى هذا الجانب التنظيمي الأهمية القصوى وحسمها دون تردد لأنها إحدى أهم الأسباب التي تؤدي إلى داء الترهل السياسي، ورافعة للاستزلام والتبعية ..
والحكم المطلق..
فاتفق المؤتمرون على نسف هذه المعادلة، بقرار واضح وصريح صادرعن المؤتمر وبإجماع تام، وهذه بادرة جديدة ومهمة في تاريخ الحركة السياسية الكردية في سوريا وفي تاريخ البارتي تحديداً، أن تحدد فترة زمنية للسكرتير والمكتب السياسي.
إذا هذه الخاصية نسفت المبرر الموضوعي لأبدية القيادة..
وعملت على فتح الآفاق أمام كل الكفاءات للعب دورها وبالتالي فرضت موضوعياً مكاناً للكفاءة وليس للاستزلام.
2ـ لم يكن الخلاف مع البارتي يقتصر على البرنامج السياسي فقط..
كما يحلو للبعض أن يراه..
أو يفسره لغاية إخفاء الحقيقة أيضا ..
إنما كان الخلاف حول الآليات التي تفعّل هذا البرنامج وهذا هو الأصح..
وأيضا حول النظام الداخلي الذي فرض مكاناً للقيادة المطلقة..
وبشكل أدق أراد المؤتمر أن يعيد إنتاج النظام الداخلي والمنهاج بما يتناسب وروحية المرحلة وفق آليات عملية بعيدة عن الحسابات الشخصية وتبعاتها وآثارها المحطمة
3ـ لقد جسد المؤتمر للبارتي الديمقراطي الكوردي – سوريا، وبشكل ملفت للاهتمام وبوعي مسؤول أهمية البرنامج الوطني السوري..
وإعطائه الدور المناسب وحدد له الأفق الذي يمكن أن ترسم ملامح العقد الجديد لأي فعل سياسي وطني في سوريا..
4ـ وإتماما لما سبق أكد المؤتمر على أهمية خلق جبهة للقوة الديمقراطية في عموم سوريا ينصب جل اهتمامها النضال من أجل مكافحة تبعات السياسة الشمولية والفردية….
وإزالة الغبن التاريخي الذي لحق بالكورد وإقرار حقه في الوجود مصانة بالقانون والدستور للبلاد.
5ـ والأهم كان لقرار البارتي الديمقراطي الكوردي – سوريا موقفاً حينما ركز على العمل المدني وايلائه الأهمية القصوى..
والانفتاح على أطياف ومكونات المجتمع السوري دون تمييز أو إقصاء أو إلغاء أو شطب.
6ـ وكذلك إعادة الاعتبار للجنة المتابعة والمحاسبة..
حيث هي اللجنة التي تحمل المسؤولية الكاملة أمام القيادة المركزية.
لا نريد أن نعدد ما سيتم نشره في التقرير السياسي قريبا، والصادر عن المؤتمر العاشر..
لأنه الأكثر وضوحاً والأكثر تعبيراً لرؤية الذين اتفقوا على إعادة الاعتبار للبارتي.
إن جميع القرارات التي تم اتخاذها لا تعبر ولا بشكل من الأشكال إلى ولادة جديدة لحزب كردي في سوريا، بل على العكس تماماً انحصرت جميع القرارات على إعادة الاعتبار للقيم والمبادئ الوطنية والمثل العليا للبارتي ، ولتفعيل دوره ، وانطلاقة نهجه ، وترسيخ قيمه.
وهذا ما هو الأهم وما نود الوصول إليه وليكن الحكم على الأفعال وليس على الأقوال دعونا نراقب نشاطات البارتي الديمقراطي الكوردي، ونراقب مهامه ونحكم على مدى التزامه لمهمة الإصلاح وإعادة الاعتبار للبارتي…
—–
* الجريدة المركزية للبارتي الديمقراطي الكوردي – سوريا – العدد (316) تموز – آب 2007لتنزيل كامل العدد -316- من جريدة صوت الكورد انقر هنا dengekurd_316