بقلم: فريد سعدون
هل يمهد أحمدي نجاد لظهور المهدي المنتظر؟
تقوم الفرضية على ثنائية الظلم/العدل، الحلم البشري في تجاوز عقبة الفناء، إرجاء المتعة المنشودة، والانتقال إلى حيز الخلود في الفردوس الإلهي، وسيطول الانتظار ولكنه انتظار يستلذ المصائب الدنيوية ويجملها بالعاقبة المؤجلة، هكذا ستكون الشرور
والكوارث وسفك الدماء وقتل الأنفس تمهيدا لتخطي عتبة الماضي المكلل بالدماء إلى فضاء المستقبل الذي سيتوج بالخير العميم.
الشرط في غاية الأهمية لتتحقق النبوءة، لابد أن تمتلئ الأرض ظلما وجورا وفسادا بما لا يستطيع الإنسان الفاني من إعادة الأمور إلى نصابها حتى يظهر الإمام في تجليه الإلهي ويقود البشرية نحو غايتها المبجلة في العدل والأمن والاستقرار.
وفي الظرف الراهن ورغم القلاقل التي تحيط بالجنس البشري إلا أنها لم تصل إلى قمة البلاء، ولا بد من لحظة التدمير الهائلة التي ستكشف حجب الغيب وتمهد الطريق لانبلاج الفجر الموعود، وإن حدث ذلك فإن البشرية ستحتاج إلى عملية ترميم واسعة وإصلاح محكم لتجديد الحياة المنظمة والمستقرة، وهذه تفرض قيادة خبير ذي بصيرة نافذة وعلم مكين وطاعة عمياء،وهي صفات تتجاوز القدرات البشرية، وهذه الشخصية تقبع في طور الكمون أو السبات الغيبي الذي تجاوز الألف سنة، لحين اكتمال الشروط والتدابير المعدة لانبعاثه، ولكن يبدو أن البعض قد مل الانتظار وبدأ ينقب الجدار الفاصل في محاولة لتسريع عملية التحول من الشرنقة إلى طور التمايز والاكتمال، مثلما هي الصورة المرسومة في الذهنية الدينية المشبعة بالأحاديث والأقاويل المدلسة والموضوعة والمنتحلة، ويأخذ هذا التسارع حركته من فكرة ولاية الفقيه التي رسخ أسسها آية الله الخميني، ولكنها فكرة ولدت في جبل عامل اللبناني على يد الشيخ محمد بن مكي الجزيني الذي قتله المماليك في دمشق سنة 1366م وظلت فكرته في نيابة الإمام أو ولاية الفقيه راقدة في كتابه اللمعة الدمشقية ، ثم تبناها من بعده الشيخ أحمد النراقي الكاشاني سنة 1820م وله الفضل في صياغة الفكرة وتفصيل محتواها، وكان ركيزة دعواه القول المنسوب للإمام جعفر الصادق: ( الملوك حكام على الناس والعلماء حكام على الملوك).
واعتمد عليها الخميني اعتمادا كاملا بل جعلها في صلب كيان الدولة التي أنشأها، وبعض الذين رفضوها تعرضوا للتصفية ومنهم المرجع الشيعي السيد الخوئي، وبات أشهر هتاف في صلاة الجمعة هو: ( الموت لمعارضي ولاية الفقيه).
إن ولاية الفقيه تعني إدارة أمور الناس بالنيابة عن الإمام الغائب: الدينية والدنيوية، وهذا يعني تأجيج مشاعر الشيعة المؤمنين بالولاية ودفعهم نحو الأخذ بالأسباب التي ستسهل الولادة العسيرة للعصر الممجد بقداسة الإمام.
وقد وضع الخميني اللبنة الأولى لهذا التعاطف الفيضي وبعدئذ أسلم الراية لخلفائه المخلصين لمنهجه، وحتى تحافظ الفكرة على بريقها استدعت ضرورة البرهان على صوابها وتبرير استحداثها، والسهر على إيقاد السر المكنون والحفاظ على استمراريته، وتدعيم استعداد الناس
للسير نحو الحكومة الإلهية العالمية الموحدة تحت قيادة الإمام المنتظر الذي سيمثله في الظرف الراهن نائبه المختار من بين الفقهاء الشيعة، وسيقوم هذا النائب بتنظيم
الحركة وتهيئة الأسباب ووضع خطط إستراتيجية متكاملة لمسارات مستقبلية تضمن تحقيق الدولة المنشودة، والنواة ظهرت على يد الخميني وتليها الخطوة الثانية التي سيتكفل بها القائمون على السلطة التنفيذية، وفي الوقت الحالي يمثلهم أحمدي نجاد، تقع على عاتقه مسألة التحضير والتمهيد لظهور الإمام الغائب، وفي هذه الحالة ستكون سائر التصرفات والأفعال الأخرى مرتبطة بشكل اعتيادي بهذا التحضير، ومبررة سلفا بناء على الضرورة والحتمية التي تفرضها هيكلية التغيير، فيتم ترميز مسألة الإمام وتشفير ملامحها أو حيثياتها لتتأول وفق الظرف السياسي أو الحالة الاجتماعية والنفسية للناس، ويختزل في رحمها كل الحوادث التاريخية الماضية والمستقبلية الآتية، وبهذا الترميز يكون المهدي الوعاء الذي سيستوعب التصرفات أولا والتطلعات ثانيا للحكومة الإيرانية.
ومن المسلم به أن ظهور الإمام تسبقه جملة من العلامات، أولها طبيعية وآخرها بشرية، ويبدو أن الطبيعية قد استنفذت محتواها، الزلازل المتكررة التي ضربت إيران، وكسوف الشمس، والتلوث البيئي من جراء انبعاث الغازات الذي هو الدخان المذكور من بين العلامات، وسقوط الشهب والنيازك وغيرها من الأنواء والأضرار الطبيعية التي تواترت بالتتابع، ولم تبق إلا الكوارث البشرية، وهذه قد مهدت لها الحروب المتكررة في المنطقة ولكنها لم تصل حجم الكارثة الكبرى التي سيتبعها ظهور المهدي.
إذن، أين يكمن سر الظهور ؟
يبدو أن الجواب ماثل في ذهن أحمدي نجاد من خلال الإشارات التالية:
1- تصريح أحمدي نجاد بأنه جاء من أجل تمهيد الطريق للعودة المجيدة للإمام المهدي
2- تحرير بيت المقدس : وقد كرر نجاد ذلك مرارا، فهي من العلامات الأصلية على ظهور المهدي، طرد الصهاينة, والقضاء على إفسادهم في الأرض إلى الأبد, ومحو الدولة العبرية.
3- لما كان تهديد إسرائيل بهذه الطريقة الفظة يستوجب العداء مع الغرب وأمريكا، فإن نجاد مضطر لخوض معركته الأولى في العراق لوجود الجيش الأمريكي هناك، وهذه العلامة الثانية حيث تخرج طلائع جيش المهدي من جهة الشرق، ويبدو أن مقتدى الصدر يمثل هذهالطلائع، وبكل جدية فإنه قد أعلن في زيارته للكويت في شهر كانون الثاني / 2006 أن : القوات الأميركية لم تأت إلى العراق من أجل السنة أو الشيعة، وإنما جاءت وفق معتقدات أيديولوجية يمينية غربية، للتصدي لخروج المهدي المنتظر من العراق ولا شك أن الشيعة أينما كانوا ولاءهم للمرجعية ولذلك ليست هناك موانع قومية تحد من تجاوبهم مع جيش أحمدي نجاد لمحاربة الشيطان الأكبر على حد زعمهم.
4- يرتبط ظهور المهدي بوجود دولة قوية تكون بمثابة الحاضنة له، وعلى رأس هذه القوة امتلاك الأسلحة النووية والتكنولوجيا المتقدمة، ولذلك أعلن نجاد في تحدٍ واضح يوم الثلاثاء 11/4/2006 أن إيران أصبحت عضوًا في مجموعة البلدان التي تملك التكنولوجيا النووية وأنها عازمة على الوصول إلى تخصيب اليورانيوم على النطاق الصناعي.
وهنا تكمن الطامة الكبرى وهي بيت القصيد، لأنه من المستحيل أن تقبل الدول الكبرى وإسرائيل فضلا عن الدول العربية والخليجية بخاصة منها أن تمتلك إيران الأسلحة النووية، وحسب عقيدة نجاد فإنه لا مجال للتراجع عن هذا الهدف، أولا لأنه يؤمن بوجوب حدوث فوضى عارمة وتدمير من صنع بشري يسبق المهدي وتكون السبب في ظهوره، وثانيا كي تكون الدولة الحاضنة مهيأة لاستقباله.
فإلى أي جانب تميل الكفة ؟
من الواضح أن أمريكا وإسرائيل ترفض رفضا قاطعا امتلاك إيران للسلاح النووي، ولكن نجاد لن يتراجع عن خطوته التي بدأها، وهذا يفترض اتخاذ إجراءات رادعة ضده، والعقوبات لن تكون مجدية في ظرف كهذا، ولن يبقى إلا الحل العسكري، وهذا الحل ربما لن يكون تقليديا، وحينئذ ستكتمل خطة نجاد وتعم الفوضى والدمار وسيحتاج الأمر لظهور المخلص والمهدي المنتظر، وتتحقق نبوءة نجاد ويصبح الساعد الأيمن للمهدي، و تسود الأمة الإيرانية على المنطقة.
فلتتحمل شعوب العالم مخاض الولادة العسيرة.
وفي الظرف الراهن ورغم القلاقل التي تحيط بالجنس البشري إلا أنها لم تصل إلى قمة البلاء، ولا بد من لحظة التدمير الهائلة التي ستكشف حجب الغيب وتمهد الطريق لانبلاج الفجر الموعود، وإن حدث ذلك فإن البشرية ستحتاج إلى عملية ترميم واسعة وإصلاح محكم لتجديد الحياة المنظمة والمستقرة، وهذه تفرض قيادة خبير ذي بصيرة نافذة وعلم مكين وطاعة عمياء،وهي صفات تتجاوز القدرات البشرية، وهذه الشخصية تقبع في طور الكمون أو السبات الغيبي الذي تجاوز الألف سنة، لحين اكتمال الشروط والتدابير المعدة لانبعاثه، ولكن يبدو أن البعض قد مل الانتظار وبدأ ينقب الجدار الفاصل في محاولة لتسريع عملية التحول من الشرنقة إلى طور التمايز والاكتمال، مثلما هي الصورة المرسومة في الذهنية الدينية المشبعة بالأحاديث والأقاويل المدلسة والموضوعة والمنتحلة، ويأخذ هذا التسارع حركته من فكرة ولاية الفقيه التي رسخ أسسها آية الله الخميني، ولكنها فكرة ولدت في جبل عامل اللبناني على يد الشيخ محمد بن مكي الجزيني الذي قتله المماليك في دمشق سنة 1366م وظلت فكرته في نيابة الإمام أو ولاية الفقيه راقدة في كتابه اللمعة الدمشقية ، ثم تبناها من بعده الشيخ أحمد النراقي الكاشاني سنة 1820م وله الفضل في صياغة الفكرة وتفصيل محتواها، وكان ركيزة دعواه القول المنسوب للإمام جعفر الصادق: ( الملوك حكام على الناس والعلماء حكام على الملوك).
واعتمد عليها الخميني اعتمادا كاملا بل جعلها في صلب كيان الدولة التي أنشأها، وبعض الذين رفضوها تعرضوا للتصفية ومنهم المرجع الشيعي السيد الخوئي، وبات أشهر هتاف في صلاة الجمعة هو: ( الموت لمعارضي ولاية الفقيه).
إن ولاية الفقيه تعني إدارة أمور الناس بالنيابة عن الإمام الغائب: الدينية والدنيوية، وهذا يعني تأجيج مشاعر الشيعة المؤمنين بالولاية ودفعهم نحو الأخذ بالأسباب التي ستسهل الولادة العسيرة للعصر الممجد بقداسة الإمام.
وقد وضع الخميني اللبنة الأولى لهذا التعاطف الفيضي وبعدئذ أسلم الراية لخلفائه المخلصين لمنهجه، وحتى تحافظ الفكرة على بريقها استدعت ضرورة البرهان على صوابها وتبرير استحداثها، والسهر على إيقاد السر المكنون والحفاظ على استمراريته، وتدعيم استعداد الناس
للسير نحو الحكومة الإلهية العالمية الموحدة تحت قيادة الإمام المنتظر الذي سيمثله في الظرف الراهن نائبه المختار من بين الفقهاء الشيعة، وسيقوم هذا النائب بتنظيم
الحركة وتهيئة الأسباب ووضع خطط إستراتيجية متكاملة لمسارات مستقبلية تضمن تحقيق الدولة المنشودة، والنواة ظهرت على يد الخميني وتليها الخطوة الثانية التي سيتكفل بها القائمون على السلطة التنفيذية، وفي الوقت الحالي يمثلهم أحمدي نجاد، تقع على عاتقه مسألة التحضير والتمهيد لظهور الإمام الغائب، وفي هذه الحالة ستكون سائر التصرفات والأفعال الأخرى مرتبطة بشكل اعتيادي بهذا التحضير، ومبررة سلفا بناء على الضرورة والحتمية التي تفرضها هيكلية التغيير، فيتم ترميز مسألة الإمام وتشفير ملامحها أو حيثياتها لتتأول وفق الظرف السياسي أو الحالة الاجتماعية والنفسية للناس، ويختزل في رحمها كل الحوادث التاريخية الماضية والمستقبلية الآتية، وبهذا الترميز يكون المهدي الوعاء الذي سيستوعب التصرفات أولا والتطلعات ثانيا للحكومة الإيرانية.
ومن المسلم به أن ظهور الإمام تسبقه جملة من العلامات، أولها طبيعية وآخرها بشرية، ويبدو أن الطبيعية قد استنفذت محتواها، الزلازل المتكررة التي ضربت إيران، وكسوف الشمس، والتلوث البيئي من جراء انبعاث الغازات الذي هو الدخان المذكور من بين العلامات، وسقوط الشهب والنيازك وغيرها من الأنواء والأضرار الطبيعية التي تواترت بالتتابع، ولم تبق إلا الكوارث البشرية، وهذه قد مهدت لها الحروب المتكررة في المنطقة ولكنها لم تصل حجم الكارثة الكبرى التي سيتبعها ظهور المهدي.
إذن، أين يكمن سر الظهور ؟
يبدو أن الجواب ماثل في ذهن أحمدي نجاد من خلال الإشارات التالية:
1- تصريح أحمدي نجاد بأنه جاء من أجل تمهيد الطريق للعودة المجيدة للإمام المهدي
2- تحرير بيت المقدس : وقد كرر نجاد ذلك مرارا، فهي من العلامات الأصلية على ظهور المهدي، طرد الصهاينة, والقضاء على إفسادهم في الأرض إلى الأبد, ومحو الدولة العبرية.
3- لما كان تهديد إسرائيل بهذه الطريقة الفظة يستوجب العداء مع الغرب وأمريكا، فإن نجاد مضطر لخوض معركته الأولى في العراق لوجود الجيش الأمريكي هناك، وهذه العلامة الثانية حيث تخرج طلائع جيش المهدي من جهة الشرق، ويبدو أن مقتدى الصدر يمثل هذهالطلائع، وبكل جدية فإنه قد أعلن في زيارته للكويت في شهر كانون الثاني / 2006 أن : القوات الأميركية لم تأت إلى العراق من أجل السنة أو الشيعة، وإنما جاءت وفق معتقدات أيديولوجية يمينية غربية، للتصدي لخروج المهدي المنتظر من العراق ولا شك أن الشيعة أينما كانوا ولاءهم للمرجعية ولذلك ليست هناك موانع قومية تحد من تجاوبهم مع جيش أحمدي نجاد لمحاربة الشيطان الأكبر على حد زعمهم.
4- يرتبط ظهور المهدي بوجود دولة قوية تكون بمثابة الحاضنة له، وعلى رأس هذه القوة امتلاك الأسلحة النووية والتكنولوجيا المتقدمة، ولذلك أعلن نجاد في تحدٍ واضح يوم الثلاثاء 11/4/2006 أن إيران أصبحت عضوًا في مجموعة البلدان التي تملك التكنولوجيا النووية وأنها عازمة على الوصول إلى تخصيب اليورانيوم على النطاق الصناعي.
وهنا تكمن الطامة الكبرى وهي بيت القصيد، لأنه من المستحيل أن تقبل الدول الكبرى وإسرائيل فضلا عن الدول العربية والخليجية بخاصة منها أن تمتلك إيران الأسلحة النووية، وحسب عقيدة نجاد فإنه لا مجال للتراجع عن هذا الهدف، أولا لأنه يؤمن بوجوب حدوث فوضى عارمة وتدمير من صنع بشري يسبق المهدي وتكون السبب في ظهوره، وثانيا كي تكون الدولة الحاضنة مهيأة لاستقباله.
فإلى أي جانب تميل الكفة ؟
من الواضح أن أمريكا وإسرائيل ترفض رفضا قاطعا امتلاك إيران للسلاح النووي، ولكن نجاد لن يتراجع عن خطوته التي بدأها، وهذا يفترض اتخاذ إجراءات رادعة ضده، والعقوبات لن تكون مجدية في ظرف كهذا، ولن يبقى إلا الحل العسكري، وهذا الحل ربما لن يكون تقليديا، وحينئذ ستكتمل خطة نجاد وتعم الفوضى والدمار وسيحتاج الأمر لظهور المخلص والمهدي المنتظر، وتتحقق نبوءة نجاد ويصبح الساعد الأيمن للمهدي، و تسود الأمة الإيرانية على المنطقة.
فلتتحمل شعوب العالم مخاض الولادة العسيرة.