في هؤلاء الأبطال الذين صنعوا المعجزات: خط أحمر بين حالتين! (1)

إبراهيم اليوسف
سجل عليَّ أكثر من صديق، ممن أختلف معهم مأخذاً، وهو: لم في كل محطة من محطات دفاع قوات ب ي د-بأسمائها المختلفة- عن شعبك، تعلن التضامن معها؟؛ وهي ملاحظة فعلية، دفعني مثل هذا السؤال لأوضح بعض وجهات نظري، لأن كثيراً من التشويش يتم على أبطالنا الميامين، ماجعل كثيرين يتخوفون من إعلان تضامنهم معهم، ليحرقوا دورهم، ويتجنوا عليهم، نتيجة مواقف سياسية، لاعلاقة لذلك المقاتل بها، في تلك اللحظة التي يفتح صدره لرصاص العدو ويواجه أعداء وجودنا. هؤلاء الأبطال يحمون الشرف الكردي.
 الشرف الوطني، يحموننا، ولقد كانت رؤيتهم سورية، وطنية- وإن على حساب كردهم-  من دون أن ينسوا أهلهم، وبهذا فإن كل من شبههم- حاشاهم- بأية فصائل سورية مقاتلة- الآن- ومنذ غزو سري كانيي2012 وحتى اللحظة، إنما يتحاملون عليهم، بل هم مغرضون، إن لم ينظروا إلى لحظات دفاعهم عنا، وإن كان ب ي د يستخدمهم للدفاع عن حزبيته، بل وإن كنت سأسرع وأسجل اختلافي مع قادتهم الحزبيين: موجهيهم في الخفاء والعلن، لاعتبارات شتى ليس هنا مكانها، منذ أن أجهزت مخابرات أردوغان على فكرة الجيش الحر الذي دعا إليه حسين هرموش، بما يتساوق، مع شعار الثورة السورية، في انطلاقتها:
واحد، واحد، واحد، الشعب السوري واحد، لأنه سعى، وأفلح في سعيه، كي يخلق- أي أردوغان- قوة عسكرية سورية تكون، تحت أمرة أجهزة مخابراته، يمولهم، متى أراد، ويجوعهم متى أراد، كي يوجههم حربة في صدور الكرد، بل ولاحتلال ما أمكن من أرض سوريا، إن سنحت له الفرصة، و ليخون هذه الفصائل، في آخر المطاف، وعلى ضوء ماجرى، ويبيعها عند اللزوم، كما فعل عشية احتلال عفرين، وفي إدلب وغيرها، ولما يزل يرتكبها بحق بعض المتحكمين بمفاصل المعارضة التي ابتزَّها، ولم يبق لها إلا ألسنة تدافع عنه، وأشكالاً كاريكاتيرية، راقصة على إيقاع إشاراته، خدمت النظام كثيراً، من خلال تشويه صورة المعارضة، وإسقاط واجهاتها في مستنقعها الدموي الخياني، لاسيما بعد أن أقصت كل المعارضات ما لم تسقط في مستنقعها!
 
وإنني إذ أتضامن معه المقاتلين في الدفاع عن كراماتنا، ضمن هذا الإطار، كأي كردي، وأي كردستاني، وأي سوري، وأي إنسان، فإن تضامني هو في إطار الوجهات الصائبة لمقاومتهم، لا في الوجهات الخاطئة غير المرضي عنها من قبل شعبنا، بعد أن استفرد الاتحاد الديمقراطي بتوجيه بوصلتهم في اتجاهات عديدة، كما كان يُطلب منه، من دون أن يأخذ رأي أحد من الحركة الكردية التقليدية، ولا حتى أحد ممن قفز إلى مركبته من الأحزاب الرقمية، المجردة من الفعل، لافي الحرب ولا السلام، وهذه النقطة لابد من تأكيدها، بالرغم من نقدنا الشديد للمتحكمين بقيادة هذا الحزب السياسية في تجنيده الإجباري لشبابنا، بل لتجنيده حتى القاصرين، وهو ما أثرناه، باستمرار، وتم توجيه حملة من قبل بعض الصبية المعتاشين على هذا الحزب، ومن حولهم من دوائر الهكر والحرب الإلكترونية، في محاولة للجمنا، للجم آخر ماتبقى لشعبنا، وهي أصوات أحراره.
ومن هنا، فإن هؤلاء الشجعان- وأعني من تطوع في قواتهم- لم يتطوع إلا من أجل هدف الدفاع عن شعبه، وبعيداً عن- البازارات- اللاحقة التي أعد من بينها: التوجه إلى مناطق سورية، خارج حدود مناطقنا، ما استدر أحقاد حتى من حرروا أباءهم، أمهاتهم، أخواتهم، بناتهم، كراماتهم، بيوتهم- من سوريينا- فنظروا إليهم كمحتلين، لمجرد أنهم كرد، فحسب، وإن كنا نجد أن ما من حرب إلا وتتم خلالها انتهاكات ما، وهم ليسوا بعيدين عن ذلك، إلا أنهم كانوا في تحريرهم لهذه المناطق سوريين، فحسب، بل كانوا الأقل أخطاء، ممن هم موجودون ميدانياً: وإلا فمن يدلني على تيار عسكري بقي نظيفاً كما ملائكة الرحمن؟ مع أني ضد أي انتهاك ولو خدش أصبع احدهم على أيديهم بشوكة..! فهم- اجل- ليسوا بجيش الملائكة، أولاً وأخيراً، لكنني أشدد أنني لم أسمع أن أحداً منهم اعتدى على فتاة، أو سيدة، كما حصل في عفرين مثلاً، إذ ثمة قائمة من النساء المختطفات والمعتدى عليهن، وهناك من يضيف إلى مدونة أخطائهم اعتقالهم لذويهم المتواطئين مع داعش، أو النصرة، أو أشباههما، ومن بين هؤلاء عملاء تركيا التي لم تلبث تخطط لإزالتهم من مسرح الوجود، كما يؤكد ذلك إعلام هذا الحزب.
وأرى، أن على حقوقيي” ب ي د” أن يظهروا أمام العالم ليردوا على ماسجل من انتهاكات – عسكرية-على أنهم ارتكبوها، لاسيما إنني سمعت عن مقربين منهم مايرد على تلك الاتهامات، وهذه من أولى مهام” ب ي د” الآن، ليبينوا بجرأة وصدق كل ذلك، وبالأدلة الدامغة، وإن كنت كشخص لا أعفيهم البتة من أية عملية خطف، أو اغتيال، أو تجنيد إجباري ارتكبوها، بحق الأبرياء من أهلنا، أياً كانوا
  وإذا كنت كشخص، لم أبد أي موقف من هذا الحزب، إلا نتيجة الانتهاكات التي ارتكبها المنضوون تحت عباءته، وضمن إطار حقوقي، وهوما استعدى علي، وعلى أمثالي عش الدبابير الذي لم يفلح في ثنيي عن مواصلة رسالتي، بالرغم من أنه أخرس كثيرين من ناقديه، بأساليب شتى، من بينها استخدام أساليب الشتم، واتهام الآخرين بالأردغنة، أو سواهما، وهو ما لم يَهَبْها بعض المؤمنين برؤاهم، وأعتبرني من بينهم، لأني لم أتصرف إلا نتيجة موقف صائب من انتهاكاتهم، وأتذكر أن أحدهم سألني ذات مرة بما معناه:
لمَ نقدُك لنا؟؟
فقلت له: لم يتم اعتقال أحد منكم، في مرحلة استشراس النظام ضدكم في مرحلة مابعد خطف، وأسر السيد عبدالله أوجلان- فك الله أسره من بين أيدي هؤلاء المجرمين العتاة- فإنني كنت أقف إلى جانبكم، ناهيك عن أنني يوماً ما لم أكن بلا موقف من مظالم تركيا ضد شعبنا إلخ، لكنكم أصبحتم الآن سلطة، وتظلمون سواكم، فكيف بي أن أسكت. أنا ضد انتهاكات أية سلطة في مكاني!
بداية الحرب على الكرد، والتي رسمت بتواطىء وخيانة روسية، استجرت دونالد ترامب الرئيس الأمريكي إلى دبق هذه الخيانة، وذلك وفق جملة بنات هوى، أو أضغاث أحلام أردوغانية ما كان ليحلم بها يوماً ما، لولا تطورات الوضع السوري، وسوء تصرف حزب” ب ي د” الذي تصرف مع كرده بأن واجه أسئلته. مطالبه. التزامه: بأذن من طين، وأخرى من عجين، بل بمنتهى الاستبداد، وعد كل ناصح، حريص، على شعبه، معادياً، بعد أن يأخذ كل من هؤلاء الناصحين نصيبهم من جملة مستفيدين، إما ممن يقبضون من مؤسساته، أو ممن عدوا من فندقييه- مع انهم من شنوا حملات على نزلاء الفنادق- أو من هؤلاء الذين دأبوا مرافقة أي قبضاي: شرطي حارة، أو رجل أمن، أو أي كان، لطالما أنه يحقق له حضوراً ما في مجتمعه.
ولهذا، فإنني، ومن خلال قراءتي التي أعرف مالها، وما عليها- لكنها نتاج مالدي من وقائع- أفصل ما بين قادة ب ي د الذين وجهوا هذه القوى، في الاتجاهات التي أراها خاطئة- وقد تكون صائبة برأي سواي- كما أنني أنسب أي خطأ ارتكبته هذه القوى، في أي مكان إنما هي أخطاء هذا الحزب، وأن أي منجز تم لصالح أبناء شعبنا إنما هو يسجل لهؤلاء المقاتلين الأبطال…!
حسبي، أنني من هؤلاء الذين كانوا طوال تاريخهم في الوطن ممن يقفون في وجه المستبد: ولو كان بشار الأسد، بما أمكن من كلمة أمررها- وقد فعلتها- وأن أقف مع المظلوم أياً كان، ولي الفخر أنني يوماً ما لم أقل نعم للاتحاد الديمقراطي، لاسيما بعد أن سيطر على مفاصل السلطة في مكاننا، بطرق معروفة، فكنت أحد من وعوا الأمر جيداً، إلا انني لطالما-في المقابل- واجهت من وقفوا ضدهم لكرديتهم الصرفة، في إطار انهم لا يريدون أن تقوم للكردي قائمة، ولا مانع لدى هؤلاء أن يكون محتل مكانهم: تركيا أو روسيا أو أمريكا، أو حتى إسرائيل، ولدي مقال لم أنشره بعد، عن مواقفي في وجه هؤلاء، في الوقت الذي كانت حملات بعض صبيان ب ي د تستعر على أمثالي” ولا أقول قياداتهم وللتاريخ” لأنهم لم يسمعوا بواحد مثلي، أصلاً..!
 
يتبع….!

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية ومع مناصري ثقافة التسامح واحترام حقوق الانسان ومع أنصار السلم والحرية، نقف مع السوريين ضد الانتهاكات الجسيمة والاعتداءات الصريحة والمستترة على حقوق الانسان الفردية والجماعية، وسياسات التمييز ضد المرأة والطفل، وضد الأقليات، وضد الحرب وضد العنف والتعصب وثقافة الغاء الاخر وتهميشه، وتدمير المختلف، والقيام بكل ما…

نحن، المنظمات الحقوقية الكردية في سوريا، نهنئ الشعب السوري، بجميع مكوناته وأطيافه، على إسقاط نظام الاستبداد، إذ تمثل هذه الخطوة التاريخية ثمرة نضال طويل وتكاتف الشعب السوري ضد آلة القمع، وهي بلا شك نقطة انطلاق نحو بناء سوريا المنشودة. إن سوريا الجديدة، بعد إسقاط النظام البائد، تدخل مرحلة حاسمة، وهي مرحلة البناء والسلام والصفح. لذا، ينبغي أن تسود فيها العدالة…

خليل مصطفى بتاريخ 22/2/1958 (شهر شباط) تم التوقيع على اتفاقية الوحدة (بين مصر وسوريا)، حينها تنازل رئيس الجمهورية السُّورية شكري القوتلي عن الرئاسة (حكم سوريا) للرئيس المصري جمال عبد الناصر (طوعاً)، وقال لـ (جمال عبدالناصر): (مبروك عليك السُّوريون، يعتقد كل واحد منهُم نفسهُ سياسياً، وواحد من اثنين يعتبر نفسهُ قائداً وطنياً، وواحد من أربعة يعتقد بأنهُ نبي، وواحد من عشرة…