إبراهيم محمود
” حرّرت صباح الخميس 17-10/ 2019- إلى محكمة التاريخ غداً “
سحقاً لكم أيها الكتّاب الكرد، ممن يعرّفون بأنفسهم بدرخانيزم وبرزانيزم وبازارنيزم. سحقاً لكم يا أصحاب ” ولاتو وخباتو وفُتاتو وهِبَاتو “. سحقاً، وأنتم في خنوعكم وجبنكم، والعدو التركي بميليشياته الهمجية يغزوكم في عقر داركم، فأين أنتم، حيث كنتم حتى الأمس القريب تهرولون إلى ظل هذا المسئول الكردي أو ذاك في الإقليم وخارجه، وخلفيَّتُكم العلَم الكردي..هراء هراء. تفو على التاريخ الذي يحمل أسماءكم، وأنتم في مجملكم مهلوعون. صرماية كل مقاتل كردي تشرّفكم من ساسكم لراسكم، لأن روحه تتقدمه، وأنتم يتقدمكم جُبنكم. تطفلكم على الكردية .
سحقاً لكم يا كتاب الموائد والشعارات المزيفة، والمحسوبيات التي تمتد في كل اتجاه، وأنتم ترون بأم أعينكم ماذا يفعل الأعداء بشرفكم، بناموسكم، بحياتكم.. فبأي نخوة تحتمون؟ وبأي ذريعة تبرّرون صمتكم البريء منكم؟ عيب عليكم عيب، عيب، عيب، وأنتم في مرمى أحقاد الأعداء، وميتاته، وخراباته..العلم الكردي منكم براء، البرزانية منكم براء، الجلالية منكم، البدرخانية منكم براء.. حتى ورق الكتابة، صفحة الكومبيوتر منكم براء. لأن ليس من مقابل تقدمونه. وفي مثل هذا الوقت العصيب. تفو على رجولكتم المنفلشة..يشرفكم صوت رنكين شرو وفيفيان فتاح، وهما تتنقلان من ساحة إلى أخرى، والقصف شغال.. وأنت في رعب ما يجري.
بأم أعينكم ترون أطفال كردكم، أطفالكم وهم يصرخون خوفاً، أو يرتعدون في العراء، ترون نساءكم، أخواتكم، أمهاتكم عماتكم، خالاتكم، عجائزكم، قريباتكم…كردياتكم، وهن يولولن حباً بأطفالهم، وأنتم كما لو أنكم لستم أنتم..تسمعون صرخات من كل حدب وصوب.. عبر شاشات التلفزة وأمام أعينكم..ترون قراكم تستبكي أهلها، طرقاتكم تستبكي ظلال أهلها، فأي ناموس تتنفسونه؟ أي تفعلون بربكم ؟أي غيرة تُسمى باسمكم، وليس من عذر لكم، وأنتم تعرَفون بالمناسبات وشعاراتها.. يا أخي ، حتى المناسبات تتضمن بعضاً من الظهور..وليس من ظهور أقدس أو أعظم أو أكثر مشروعية وواجبية من هذه الأيام.. وأرضكم تدنَّس أمام أعينكم.. أإلى هذه الدرجة فقدتم كل ذرة من وجدان، ليس فيكم ذرة من ناموس، وأنتم خارج دائرة الجاري .
النملة الصغيرة أكثر قيمة منكم، يا من أعددتم أنفسكم لمثل هذا الصمت الخانع. أتعرّفون بأنفسكم ذكوريين أمام نساء لكم، أو نساء آخرين بكلمات تعني الوطن، تعني الكرد، فأين هي هذه الذكورة في وقتها المطلوب؟ أين أصواتكم التي كانت تلعلع في الصالات المغلقة حيث لا خوف من أحد.. وأنتم أي أحد لا أحد، بما أنكم ملحَقون بهذا الأحد أو ذاك الأحد..
دم كل شهيد كردي يشرفكم، ويلعنكم، ويسميكم أكثر من جبناء، باعتباركم كتاباً.. كل ناحية كردية تلعنكم، تحفظ صورتكم وأنتم بعوراتكم أمام حراب الأعداء المسمومة .
تفو، على كل كلمة كتبتموها، ولم تدفعوا مقابلها، كما يجري الآن..تفو على اللقب الذي يحمله كل منكم، ذي صلة بالكردية، وليس في مقدوره أن يسدد الثمن المطلوب. تفو على اللائحة المكبّرة بكلماتها، تسمّيكم بالجملة، وأنتم دون دونها مقاماً، وأنتم هاربون، بوجوهكم المذعورة .
سحقاً لكم يا أيها الكتاب، في داخل يشهد على خذلانكم، على خيبة أمل أطفالكم، أهلكم، عتبات بيوتكم، ترابكم فيكم. وليس من مجال لأن يلوذ أي منكم بالحجج، وليس ما يخفى هنا وهناك.
يا أعجب العجب، حيث يستقطب العدو التركي جل تركه، وجل الطامعين في أرضكم، ” ولَك ” في نسائكم، ” ولَك ” حتى في مؤخراتكم..فأي ذل يتلبسكم، وأي صنف من الهوان أبقاكم في الدرك الأسفل من الهوان هذا ؟
سحقاً لكم، في شعاراتكم، في كتاباتكم التي تكتبونها وملؤ أنظاركم هذا المسئول الكردي أو ذاك: يكون سرَوك مسعود أو غيره في الواجهة، لأن في لقائه نوِل شهادة الكردايتي..لكنه بريء منكم.. فلا سروك مسعود، ولا أي مسئول في ساعة الحساب العسيرة هذه مستعد لأن يغفر لكم، لأن يمنحكم شرفاً لا تستحقونه، اسماً هو وبال عليكم..
ما كنت أكتب هذه الكلمات وهي في حدّتها، إلا لأنني في ذهول عما يجري، في ديارنا، في الميتات التي يعيشها أهلنا ومَن هم في عِداد أهلنا..ولأنني، كغيري كتبت في مواجهة الأعداء قبل اليوم حين كنت بين أهلنا، كتبت ما ينبغي كواجب إنساني وقومي في مواجهة داعش وغيره، وقد كتبت ما يُعَد واجباً في تعرية العدوان التركي ومن في ظله هنا وهناك..ولم ألجأ إلى كتابة كهذه، إلا لأنني انتظرت.. وها هي أيام مرت ” منذ 9- 10/ 2019 “، وأكتب اليوم وبعد اليوم واجباً عاهدته حتى الرمق الأخير، وأنا أتابع ما يكتب.. ولم أكن أتوقع أن يبلغ انحطاط الوعي والهوان والجبن بمن يسمّون أنفسهم كتّاباً بالجملة..هم أنتم.. أو في أحسن الأحوال، يصدرون كتابات غائمة، كي لا يحاسَبون عليها، وببروزات مضللة.. وُلَكْ، كونوا صرحاء، أكثر صراحة، وضوحاً، ودون رتوش في وجه من يريد اغتصاب كل شيء منكم، وهو في سفور عدوانه، وهو في عنجهيته، وبرسم تفعيل كل صور الإبادة فيكم… وأنتم في امتحان الكلمة، في امتحان الموقف، في امتحان اللحظة المحسوبة تاريخياً…فأي ذهول عاينتُه في هذه المتابعة ..
تفو…تفو…تفو…!