إبراهيم محمود
اللهم، أُسْمِعُك صوتي المجروح المقروح المذبوح المسفوح، وأنت السميع العليم، أنت العالم بي أكثر مني. أسمعك ألمي، فجيعتي، وأنت وحدك محل الشكوى، إذا كان لك بالكرد علمٌ، وأنت أرحم الراحمين، اسمعني لمرة واحدة فقط، رغم أن صوتي ناشز، وهو صوت عبدك، صوت عبد أكثر من هو عبدك، ممن لا يريد أن يكون عبدك مثله، فإليك إذاً شكواي ومرتجاي: اللهم لا تبق للكرد قائمة بعد الآن، وهم فيما ليس لهم، مذ كانوا كما يقولها تكوينك الأرضي.
اللهم أزلْهم من الوجود دفعة واحدة، لترحهم من آلامهم، وأوجاعهم، فعلَّتهم التي يشكونها تسمّيهم باسمهم، وكل ما ينسَب إليهم خراب في خراب. أتلك حكمتك حقاً؟ أهذه الويلات التي يشهدهم تاريخهم ” عفوك مولاي “: تاريخ ما يظهرون به، وينتهون به إليه، ليكونوا فطور الآخرين، غداءهم، وعشاءهم، ورغم ذلك ينبَذون ويلفظون في العراء أمام ناظريك؟
اللهم أنههم من الوجود في طرفة عين، ترح منهم، ترِح من خلقتَهم، وهم يعتبرون أنفسهم المقرَّبين منك، أنهم مختارون منك، يا ذا الجلال والكمال المطلقين، أن ليس من بشر يُسمّون كرداً. فإذاً، ما الذي يبقيهم طوال هذه العهود، والعصور والحقب. اخسف بهم أرضاً في غفلة. أنمِهم، ثم مثّل بهم، كما يمثّل بهم في القول والفعل، عل توازن كونك يُستعاد.
امحهم من الوجود، صغيرهم قبل كبيرهم، حتى لا يكبر ويفجع بأوهام الكبير، ويصبح هو الكبير فيما بعد، كي يخدع الصغير التالي عليه، وهو في ذمة أصفيائك، كما يُلاحَظ .
اللهم خلصهم من أنفسهم التي لا تعرف الهدوء والثبات في مكان، أعنهم على أنفسهم، وهم شيَع على بعضهم بعضاً.
اللهم، قحّط أرحام نسائهم، وثبّت في رجالهم المتفاخرين بذكورتهم، عنانة، لتتبرأ أصلابهم منهم، وأنفسهم منهم، ونساؤهم منهم، وفي زمن وشيك ينتهون، لترتاح في عليائك أكثر .
اللهم، ألق عليهم نوماً، أو بثَّ في ذاكراتهم فيروساً لا بُرء منه، عليهم ينتهون في عراءات الآخرين، علهم ينسون أنهم كرد، عل الذين يتعبون، يكدّون، يشقون، ينتهون سريعاً، وهم كرد، يرتاحون منهم دفعة واحدة وإلى الأبد.
اللهم أنسِهم أنهم كرد، لئلا ينخرطوا في المزيد من رهانات الآخرين، ومن الدخول في لعَب الآخرين، يسفكون دماءهم في حروبهم، وتسفَك دماؤهم في حالات سلمهم. فاختم عليهم، بكرم منك، في إنهائهم سريعاً .
اللهم اقصف أعمار من ينهي أعمارهم وهم منهم فيهم، على الأقل، إجراءاً وقائياً، لبعض مشكل كردي- كردي، علَّك ترتاح في عليائك، ويصبح الوجود أصفى من ذي قبل .
اللهم، غيّبهم عن الوجود، فقد كفاهم حتى الآن، هذا العيش البغيض في ذمة الآخرين، كفاهم هذا التنسيب إلى الآخرين، كفاهم هذا التعذيب من لدن الآخرين، وهم بدورهم عبيدك، ويصرون على أن خلْقك الكرد عبيدهم، وثمة من خلقك الكرد من يدفعون بكردهم ليكونوا عبيد عبيدك، فهل من شقاء أكثر إيلاماً من هذا الشقاء ؟
اللهم، اغفر لي زلتي، إن ختمت قولتي، شكواي، وأنا ضعيف خلقك ومستضعفه، بهذه العبارة، وأنا في أكثر حالاتي ألماً، وأنا أجهر بشكواي مرفوعك إليك، اغفر لي زلتي، إن كان فيها ما يمس لفظ جلالتك: إن كنت رباً حقيقياً، خلّض أعداء الكرد منهم، وخلّض الكرد من بعضهم بعضاً، سبحانك يا المهلِك والمميت. آآآآآآمين!