أي مرآة تليق بوجه أردوغان ؟

 إبراهيم محمود
الكاريكاتير هو فن المفارقات البصرية، عبر اللعب بالمقاييس، وتحويل ما في الداخل إلى الخارج، بأبعاد خارج مألوف الهيئة المعتادة. ولأن الوجه واجهة الرجل، والمرئي الأكبر فيه، ومن خلال كم وافر من مكوناته، كان المحور الرئيس لفن الكاريكاتير. ومن يتابع الصحافة العالمية، ومواقع التواصل الاجتماعي، يمكنه ملاحظة مدى التحكم في وجه أردوغان وموقعه الاعتباري في تركيا، وكيفية النظر إليه خارجاً. وجه أردوغان الفعلي ليس ما هو عليه ببعض من الوسامة، إنه وجه لعوب، طيّاتي، انفلاقي، خندقي، دون مرجعيته البشرية.
ويبقى هذا الفن في نفاذ طرافته وإيلامه لمن يكون موضوعه أحياناً، فاعلاً وساري المفعول بأثره سريعاً .
وما أورده من رسوم كاريكاتيرية هنا، إنما هو غيض من فيض، حيث تتنوع الرسوم بعالميتها، وتمارس قراءة مفارقاتية لوجهه.
هوذا المرئي في اللوحة الأولى، وكيف جرت خنْزرة وجه أردوغان وهو ينقض على قدم فتاة، رمز كردستان لالتهامها، تعبيراً عن مدى عدوانية أردوغان، وكرهه العنصري الشديد للكرد .
 
كاريكاتير إسرائيلي يصور أردوغان في هيئة خنزير يحاول التهام كردستان في هيئة فتاة
 
رسم آخر، يظهر هيئات أردوغانية، عريه من الخلف علامة فضائحه في بلاده
 
كاريكاتير روسي يسخر من أردوغان
وكاريكاتير روسي ” وما أكثر كاريكاتيريات روسيا هنا ” وكيفية النيل من وجه أردوغان وما يظهر  فيه، وحوله أسماك قرش، وسخرية المواجهة.
 
وكاريكاتير روسي آخر، حيث يركل بوتين أردوغان ويناشد إسرائيل
وكاريكاتير روسي آخر، يُظهر ركلة بوتين التي لا تُرد في مؤخرة أردوغان ومناشدة لإسرائيل كي تهتم بأمره .
 
كاريكاتير إسرائيلي آخر يصور مواقف أردوغان المتناقضة
ثم ما يفصح عن مواقف أردوغان المتناقضة، مثلاً، هو إسلامي، ولكنه مزيف الإسلام، يجهر بالديمقراطية، وهو ضدها، يدعو إلى السلام، ويأمر بشن الحروب العدوانية ضد الآخرين ” الكرد راهناً “
 
كاريكاتير ألماني يهاجم أردوغان وهو على هيئة خنزير يخاطب ميركل
وتعود خنزرة أردوغان من خلال كاريكاتير ألماني، وما لهذه الخنزرة من دلالة، خصوصاً بالمفهوم الإسلامي، وعلاقة تركيا أردوغان بألمانيا، كما تعلمنا اللوحة، ورعب المشهد.
كاريكاتير هولندي يصور أردوغان في هيئة قرد
وللقرد حظوته، حين يظهر أردوغان منسوباً إليه، وكيفية تجريده مما هو إنساني .
 
كاريكاتير يرسم أردوغان وهو يهدد اللاجئين
وما يمارسه من نفاق وتهديد أوربا بأنه سيبلبل وضعها باللاجئين ، طبعاً للمزيد من الابتزاز، يُرى في مشهد كاريكاتيري كذلك.
 
كاريكاتير يظهر أردوغان وهو يغتصب تركيا
ثم هذا المنظور إليه، في رسم كاريكاتيري، وقد ظهر أردوغان بوجهه المرعب، آكال اللحم، وتركيا على هيئة كائن بشري، وهو يلتهمه، عبر لسانه الممدود إلى الخارج . طبعاً، هذه اللوحة، استنتساخ للوحة الفنان الإسباني فرانسيسكو غويا ” زحل يلتهم أبناءه ” وقد عدّل في الرسم ليصبح كاريكاتيرياً، لكنه كاريكاتير لا يثير الضحك، إنما الرعب، بحجم فاشية أردوغان ووجهه.
أي مرآة يمكنها إذاً أن تطيق حمْل وجهه في ظل ما تقدم ؟!

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

كفاح محمود حينما كان الرئيس الراحل عبد السلام عارف يُنعى في أرجاء العراق منتصف ستينيات القرن الماضي، أُقيمت في بلدتي النائية عن بغداد مجالسُ عزاءٍ رسمية، شارك فيها الوجهاء ورجال الدين ورؤساء العشائر، في مشهدٍ يغلب عليه طابع المجاملة والنفاق أكثر من الحزن الحقيقي، كان الناس يبكون “الرئيس المؤمن”، بينما كانت السلطة تستعدّ لتوريث “إيمانها” إلى رئيسٍ مؤمنٍ جديد! كنّا…

نظام مير محمدي *   عند النظر في الأوضاع الحالية الدائرة في إيران، فإن من أبرز ملامحها ترکيز ملفت للنظر في القمع المفرط الذي يقوم به النظام الإيراني مع حذر شديد وغير مسبوق في القيام بنشاطات وعمليات إرهابية خارج إيران، وهذا لا يعني إطلاقاً تخلي النظام عن الإرهاب، وإنما وبسبب من أوضاعه الصعبة وعزلته الدولية والخوف من النتائج التي قد…

خالد حسو تعود جذور الأزمة السورية في جوهرها إلى خللٍ بنيوي عميق في مفهوم الدولة كما تجلّى في الدستور السوري منذ تأسيسه، إذ لم يُبنَ على أساس عقدٍ اجتماعي جامع يعبّر عن إرادة جميع مكونات المجتمع، بل فُرض كإطار قانوني يعكس هيمنة هوية واحدة على حساب التنوع الديني والقومي والثقافي الذي ميّز سوريا تاريخيًا. فالعقد الاجتماعي الجامع هو التوافق الوطني…

تصريح صحفي يعرب “تيار مستقبل كردستان سوريا” عن إدانته واستنكاره الشديدين للعملية الإرهابية الجبانة التي استهدفت دورية مشتركة للقوات السورية والأمريكية بالقرب من مدينة تدمر، والتي أسفرت عن سقوط عدد من الضحايا بين قتلى وجرحى. إن هذا الفعل الإجرامي يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، ويؤكد على خطورة الإرهاب الذي يتهدد الجميع دون تمييز، مما يتطلب تكاتفاً دولياً جاداً لاستئصاله. كما يُعلن…